Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل يمكن للصدفة أن تكون خلية حية أو جزئ بروتين واحد؟

هل يمكن للصدفة أن تكون خلية حية أو جزئ بروتين واحد؟

هل يمكن للصدفة أن تكون خلية حية أو جزئ بروتين واحد؟

ج:

من كثرة تعقد الخلية قال ” فرد هويل ” عالم الرياضيات والفلك الإنجليزي، وهو من دعاة التطور ” أن احتمال ظهور الحياة العليا بهذه الطريقة يقارن بفرصة قيام إعصار جارف، يمر بساحة خردة، بتجميع طائرة بوينج طراز 747 من المواد الموجودة في الساحة”(1)(2).

وتتكون الخلية من مئات الآلاف من الجزئيات البروتينية المعقدة، بالإضافة إلى الأحماض النووية، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات، والكيماويات الأخرى في تصميم فائق للطبيعة، فإن كان يصعب الحديث عن الخلية الحية فدعنا يا صديقي نتحدث عن جزئ البروتين الواحد، ونرى هل يمكن أن يتكون بمجرد الصدفة؟!

يتكون جزئ البروتين من خمسة عناصر هي الكربون والأيدروجين والنيتروجين والأكسجين والكبريت، ويوجد في الطبيعة أكثر من مائة عنصر، فتصور كم يكون احتمال اجتماع هذه العناصر الخمسة فقط معا، دون أن ينقص عنصر معين من العناصر الخمسة، ودون أن يزيد عليها عنصرا سادسا، وحتى لو اجتمعت هذه العناصر الخمسة فلابد أن تجتمع بنسب معينة لتكون جزئ البروتين (الذي يتكون من 40 ألف ذرة)؟!!

ويقول هارون يحيى أن ” البروتينات هي عبارة عن جزئيات عملاقة تتكون من وحدات أصغر تسمى الأحماض الأمينية، تنتظم في تتابع معين بكميات وتركيبات محددة.. وتتكون أبسط هذه البروتينات من خمسين حمضا أمينيا، ولكن بعضها يتكون من آلاف الأحماض الأمينية، وتتجسد النقطة الحاسمة من أن غياب حمض أميني واحد من الأحماض الموجود في البروتين، أو إضافته، أو استبداله، يحول البروتين إلى كومة جزيئية عديمة الفائدة، ويجب أن يحتل كل حمض أميني المكان الصحيح والترتيب الصحيح، ويعتري اليأس نظرية التطور – التي تدعي أن الحياة قد ظهرت نتيجة صدفة – في مواجهة هذا الترتيب، لأن إعجازه أكبر من أن يفسر بواسطة الصدفة”(3).

وباستخدام نظرية الاحتمالات نجد أن جزئ البروتين متوسط الحجم يتكون من 288 حمضا أمينيا، مرتبة ترتيبا معينا، فاحتمال تكوينه فرصة واحدة من 10 300 أي فرصة واحدة من رقم = 1 ويمينه 300 صفرا. أما بقية التركيبات فإما تكون عديمة الفائدة أو ضارة بالحياة. وبما أن النسبة – في عالم الرياضيات – التي تصل إلى 1 من 10 50 = صفر، إذا فرصة تكون هذا الجزئ من البروتين أكثر من مستحيلة، وإن كان الوضع هكذا مع جزئ البروتين الذي يتكون من 288 حمضا أمينيا، فما بالك بالجزئ الذي يتكون من آلاف الأحماض؟!!.

ولذلك عندما أحتسب ” تشالز يوجين ” العالم السويسري نسبة إحتمال تكوين جزئ البروتين بمجرد الصدفة وجده نسبة 1: 10 160 أي فرصة واحدة من رقم = 10 ويمينه 160 صفرا، ويعلق نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا وأستاذ مادة العلم والدين بالإكليريكيات على هذا الرقم قائلا ” وهو رقم لا يمكن النطق به أو التعبير عنه بكلمات، بل وجد بالدراسة أن كمية المادة التي تلزم لحدوث هذا التفاعل بالمصادفة – حيث ينتج جزئ واحد – أكبر من أن يتسع لها هذا الكون بلايين المرات. بل ويتطلب تكوين هذا الجزئ على سطح الأرض وحدها عن طريق المصادفة بلايين لا تحصى من السنوات قدرها العالم السويسري (تشالز يوجين) بأنها عشرة مضروبة في نفسها 243 مرة من السنوات 10 2430.

وحتى لو تجمعت كل هذه الذرات بالنسبة المطلوبة فهذا لا يعني تكوين جزئ البروتين.. لأن البروتين له الكثير من الأشكال والتي تختلف عن بعضها في نوعية وشكل ترتيب الذرات فيها، مما ينتج عن ذلك أنواعا كثيرة من البروتين، منها ما هو نافع، ومنها ما هو شديد السمية. ولقد حصر العالم الإنجليزي ” ج. ب. ليثز B. Leathes الطرق التي يمكن بها أن تتألف الذرات في أحد الجزئيات البسيطة من البروتينات فوجد أن عددها يبلغ (4810) وعلى ذلك فإنه من المحال عقليا أن تصنع الصدفة جزيئا بروتينينا واحدا”(4).

ويقول ” هارولد بلوم ” وهو من أنصار التطور ” أن التكوين العفوي لبوليببتيد Polypeptide في حجم أصغر البروتينات المعروفة أمر يفوق كل الاحتمالات”(5) وكثير من علماء التطور يعلمون أن ” احتمال تكوين البروتين C (Cytochrome) الضروري للحياة عن طريق الصدفة هو احتمال ضعيف جدا يعادل كتابة قرد لتاريخ الإنسانية كلها على آلة كاتبة دون أي أخطاء!!”(6).

حقا أن جزئ البروتين يمثل انسجاما لا يسبر أغواره، فمن المستحيل أن يكون قد تكون بمجرد الصدفة، بينما يزعم التطوريون أن ملايين البروتينات تكونت بطريق الصدفة، وتجمعت لتكون خلايا بالصدفة أيضا, بينما لو رأى أحدهم ثلاثة أحجار بناء صفت الواحد فوق الآخر، وحاولت إقناعه أن الصدفة هي التي جمعت الأحجار بهذه الصورة لا يصدق.

ويقول دكتور “مايكل بيهي” عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي وهو من مؤيدي نظرية ” التصميم الذكي ” intelligent design ” على مدى الأربعين سنة الماضية أكتشف علم الكيمياء الحيوية الحديث أسرار الخلية، وقد استلزم ذلك من عشرات الآلاف من الأشخاص تكريس أفضل سنوات حياتهم في العمل الممل داخل المختبرات.. وقد تجسدت نتيجة كل هذه الجهود المتراكمة لدراسة الخلية (ودراسة الحياة عند المستوى الجزيئي) في صرخة عالية، واضحة وحادة تقول: التصميم المبدع!

وكانت هذه النتيجة من الوضوح والأهمية بمكان بحيث كان من المفترض أن تصنف ضمن أعظم الإنجازات في تاريخ العلم، ولكن -بدلا من ذلك- أحاط صمت غريب ينم عن الارتباك بالتعقيد الصارخ للخلية.. ولكن لماذا لا يتوق المجتمع العلمي إلى قبول هذا الاكتشاف المذهل..؟ تكمن الورطة هنا في أن قبول فكرة التصميم الذكي المبدع، يؤدي حتما إلى التسليم بوجود الله”(7)(8).

ولئلا يرجع أحد ويقول أن بلايين السنين كفيلة بتخطي هذا المستحيل، يقول “وليم ستوكس ” في كتابة ” أساسيات تاريخ الأرض”.. ” أن هذه الصدفة من الصغر بمكان بحيث لا يمكن أن تتكون البروتينات خلال بلايين السنين وعلى بلايين الكواكب التي يكسو كل منها غطاء من المحلول المائي المركز الذي يحتوي على الأحماض الأمينية الضرورية”(9)(10).

وقام ” روبرت شابيرو ” أستاذ الكيمياء بجامعة نيويورك وأحد خبراء الحمض النووي، بحساب احتمال التكوين العرضي لألفى نوع من أنواع البروتينات الموجودة في بكتيريا واحدة (يوجد مئتا ألف نوع من البروتينات في الخلية البشرية!) فجاءت نتيجة الحساب 1 من 400010- أي رقم 10 أس أربعة آلاف – وهذا رقم هائل لا يمكن تخيله”(11) وعقب على هذا ” تشاندر ويكرا ماسنغي ” أستاذ الرياضيات التطبيقية والفلك بالكلية الجامعية في كارديف ويلز قائلا ” تتجسد احتمالية التكوين العضوي للحياة من مادة غير حية من احتمال واحد ضمن احتمالات عدد مكون من الرقم 1 وبعده 4000 صفر. وإذا لم تكن بدايات الحياة عشوائية فلابد أنها قد نتجت عن عقل هادف”(12).

ويقول نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا ” بل وإن اجتمعت جزيئات البروتينات وفق الطرق المختلفة التي ذكرت، فكيف تتلاقى الجزيئات المتشابهة لتكون نسيجا واحدا, وكيف تتجاور معا بالطريقة والشكل الذي يعطينا شكل الأنسجة حيث يتميز كل منها بشكل مختلف عن الآخر. بل وكيف للأعضاء أن تتجمع لتكون لنا جهازا من أجهزة الإنسان وهكذا..!! بل وإن وجدت كل هذه، فسنجد أنفسنا أمام مواد كيماوية, وإن كان لها شكلا إلا أنها بلا حياة, ولا تحل فيها الحياة إلا عندما يحل فيها ذلك السر العجيب الذي لا ندري عن كنهه شيئا”(13).

_____

(1) Hoyle on Evolution, Nature, Vo I، P 105.

(2) أورده هارون يحيى – خديعة التطور ص 109.

(3) خديعة التطور ص 110.

(4) الكتاب المقدس والعلم – أيام الخلق ص 31، 32.

(5) أورده هارون يحيى – خديعة التطور ص 111.

(6) المرجع السابق ص 172.

(7) Michael j.Behe، Darvrin’s Black Bax, pp. 232-233.

(8) أورده هارون يحيى – خديعة التطور ص 26.

(9) W.R.Bird،The Origin of Species Revisited،p.305.

(10) المرجع السابق ص 112.

(11) أورده هارون يحيى – خديعة التطور ص 112.

(12) المرجع السابق ص 113.

(13) الكتاب المقدس والعلم – أيام الخلق ص 32.

هل يمكن للصدفة أن تكون خلية حية أو جزئ بروتين واحد؟

Exit mobile version