Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

الله خلق الإنسان على صورته – هل الله له الصورة الآدمية؟

الله خلق الإنسان على صورته – هل الله له الصورة الآدمية؟ 

الله خلق الإنسان على صورته – هل الله له الصورة الآدمية؟

 

198- ما معنى أن الله خلق الإنسان على صورته؟ هل الله له الصورة الآدمية؟ وهل خلق الله الإنسان ثنائي الجنس؟ وهل الله ظهر في سفر التكوين إنه ثنائي الجنس وهذا ما أعطى الدافع لانتشار خرافة الآلهة الثنائية؟ وكيف يعطي الله السلطان للإنسان “على كل حيوان يدب على الأرض” (تك 1: 28) والحيوانات تهدد حياته؟

وأستسمحك يا صديقي في نقل فقرات قليلة من كتابات ليوتاكسل أحد المجدفين لتلمس الحقد الشيطاني الرهيب الموجه ضد الحق الإلهي ” وفَرَكَ يهوه الكلي القدرة يديه سرورًا، ولكن عملًا آخر أكثر متعة، كان بانتظاره. فقد نظر إلى مخلوقاته كلها وتساءل قائلًا لنفسه:

لكن أحدًا من هذه الحيوانات كلها لا يشبهني. أنه لأمر مؤسف حقًا! فأنا أملك رأسًا جميلًا، وأذنين غير كبيرتين، ونظرة حية، وأنفًا مستقيمًا، وأسنانًا رائعة، والحقيقة أنني أستطيع أن أصنع مرآه أرى نفسي فيها، ولكنني أعتقد أنه من الأفضل أن أرى نفسي إذا تخيلت شبيهًا آخر بي، حسن! يجب أن يكون في الأرض حيوان يشبهني.. وبينما شيخنا مستغرق في هذه المحاكمة الذهنية، كانت زمرة من القردة، التي خلقها لتوه ” تتشقلب ” عند قدميه، فنظر إليها وقال في نفسه:

إن في مخلوقاتي هذه ما يشبهني، ولكن ليس هذا هو المطلوب. فلكل من هذه القردة ذيل لا أحمل مثله، والحقيقة أن بينها من لا يحمل ذيلًا، ولكن.. ليس هذا هو المطلوب..!

ونقع في الإصحاح الأول من سفر التكوين سطر (عدد) 27 على نقطة مبهمة يُخيَّل إلينا أنها تجيز لنا أن نستنتج أن الله خلق الإنسان من البداية، جنسين في واحد، ولم يعدل هذا الوضع إلاَّ في وقت لاحق، فالمسألة المتعلقة بالمرأة لم تظهر إلاَّ في نهاية الإصحاح الثاني، أما السطر (العدد) السابع والعشرين من الإصحاح الأول فيقول {فخلق الله الإنسان على صورته. خلقه ذكرًا وأنثى. على صورة الله خلقه} هذه هي الترجمة الحرفية للنص العبري لهذا السطر، الذي أعطى الدافع لانتشار خرافة الآلهة الثنائية الجنس..

وقال الله لآدم {إملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض} (تك 1: 28) ولكن ما يعرفه الجميع، أنه على الضد من إرادة يهوه هذه، قد أُرغم ” ملك الطبيعة ” الإنسان أن يقاتل قتالًا مريرًا ضد الأسود، والنمور، والدببة والتماسيح والذئاب وما شابه، ولم يكن النجاح حليفه دومًا، بل ولم يصر الإنسان فريسة للكواسر وحدها، فقد كانت الإنسانية كلها فريسة لكثير من الطفيليات، البراغيث، القمل، البق والأمراض التي تسببها الميكروبات. أضف إلى هذا، أن الله الذي خلق الكواسر تحب ” بفتيك ” اللحم البشري، أمر الإنسان أن يكون نباتيًا”(1).

ج: الله روح أزلي، غير محدود وغير متناه، لا يخلو منه مكان ولا زمان، كلي القدرة، خالق الكل وضابط الكل ومدبر الكون كله، لم يكن له الصورة الأدمية ولم يكن له جسدًا مثل جسد الإنسان، وعندما خلق الإنسان خلقه على صورته ليس في الشكل والهيئة، ولكن على صورته في الخلود وحرية الإرادة والابتكار والروحانية والطهارة والقداسة والعقل والمعرفة..

والله روح بسيط وحيد فريد، بعيد عن الجنس والتناسل، وعندما قال الكتاب عن الإنسان “على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهم” فهو يقصد أن الله خلق الإنسان كاملًا وبالكامل.. خلق آدم وخلق حواء، ولم يقصد قط أنه خلق إنسان مخنث، وهذا ما أوضحه تمامًا في الإصحاح الثاني عندما تكلم عن خلق آدم من أديم الأرض ثم خلق حواء من ضلع آدم، فلم يكن الكتاب المقدَّس أبدًا دافعًا ولا وحيًا للإنسان لعبادة الآلهة الغريبة المخنثة.

وقد خلق الله الإنسان بعد أن هيأ له الأرض وخلق له النباتات والحيوانات والأسماك، وملّكه على كل شيء، فكان آدم الملك المتوَّج على الطبيعة بأمر إلهي، والكل يطيعه ويخضع له، ولكن بعد أن سقط آدم في التعدي فقد مرتبته وسلطانه، وأنقلب الوضع رأسًا على عقب، فليس العيب في الأمر الإلهي ولكن العيب في مخالفة الوصية التي أفقدت الإنسان سلطانه.

أما عن هذا الأسلوب الساخر، فهو بلا شك يعكس الحقد الشيطاني المرير ضد الله، فأرجو ألاَّ تتضايق يا صديقي من مثل هذه التجاديف، فكل تجاديف الشيطان تقف عاجزة عن أن تفقدنا شديد محبتنا، ووفور احترامنا لإلهنا الصالح. عندما ننطق اسمه تتقدَّس أفواهنا ونشعر أننا في حضرته فلا يسعنا إلاَّ أن نسجد له في خشوع، وسنظل نعبده ونسجد له إلى أبد الآبدين، ولكن الأسف وكل الأسف لليوتاكسل وكل من يسلك في طريقه، وقد أسلم نفسه لعدو الخير، وترك عقله وفمه بوق دعاية للشيطان ومُجدّفًا على الاسم المملوء بركة، ولا أدري بأي وجه سيقفون أمام الآتي على السحاب ليدين الكل؟!

وبأي روح سيقفون أمام الديان العادل في اليوم الرهيب المخوف عندما يفرز بنظراته الإلهية الخراف من الجداء..؟! حقًا إن كل جبال العالم وآكامه لن تكفي لتغطي المُجدّف من وجه الجالس على العرش.. عرش الدينونة الرهيب، ولذلك علينا أن نصلي من أجل كل المعاندين والهراطقة وحتى المجدفين لتدركهم مراحم الله وتنقذهم، واثقين أن المحبة الإلهية أقوى من كل كراهية وبغضاء.

_____

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 10 – 12.

الله خلق الإنسان على صورته – هل الله له الصورة الآدمية؟

Exit mobile version