ما المقصود بالتنانين العظام؟ (تك 1: 21)
192- ما المقصود بالتنانين العظام (تك 1: 21)؟
” 20 وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الأرض على وجه جَلَد السماء. 21 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحيَّة الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن. 22 وباركها الله قائلًا أثمري وأكثري واملأي المياه في البحر. وليكثر الطير على الأرض. 23 وكان مساء وكان صباح يومًا خامسًا” (تك 1: 20 – 23).
ج: المقصود بالتنانين العظام الديناصورات التي اختفت من على مسرح الحياة، وكانت هذه الديناصورات من حيوانات العصور القديمة، وكانت ضخمة للغاية، وعبارة ” التنانين العظام ” كانت مصدر شك في سفر التكوين لعصور طويلة لأن الإنسان لم يلتقِ بهذه التنانين العظام، ولا بالحفريات التي تدل على وجودها من قبل، حتى سنة 1677م عندما اكتشف الإنسان قطعة عظام ضخمة لأحد الديناصورات ” الميجالوسورس ” Megalosourus وهو من آكلة اللحوم، وتوالت الاكتشافات، حتى أنه تم اكتشاف بقايا كاملة لهذا الحيوان الضخم سنة 1818م بالقرب من ” وود سنوك أكسن ” ونُقل إلى متحف أكسفورد، ثم توالت اكتشافات الديناصورات من آكلة اللحوم أو آكلة النباتات، وتم الكشف عن حياتها وطريقة معيشتها في البحار وعلى اليابسة، وبعضها كان يطير في الهواء رغم ضخامته.
وقد تم تقسيم هذه الديناصورات إلى ديناصورات برية مثل نوع ” البراكيوسورس ” Brachiosaurus الذي كان يصل ارتفاعه من جهة الرأس إلى 27 مترًا، ويصل وزنه 12 طن، وكان يتنفس الهواء الجوي، ومنها ” الباروسورس ” Barosaurus ويصل ارتفاعه أيضًا إلى 27 مترًا ويأكل النباتات، ومنها الزواحف المائية مثلًا ” الأيلازموسورات ” Elasmasaurus التي لها زعانف، ومنها الزواحف الطائرة مثل ” الأركيوبتركس ” أو ” البتروسورات ” Pterasaurs، ومثل ” البتراندون ” Petrandon الذي تصل المسافة بين جناحيه ثمانية أمتار وكانت أجنحته من النوع الغشائي الجلدي مثل أجنحة الخفاش، ورغم ضخامة الجسم إلاَّ أنها تستطيع أن تحلق في الهواء، وعظامها المجوفة تساعدها على هذا، كما كانت أجنحة بعض الديناصورات يغطيها الريش مثل الطيور(1).
_____
(1) راجع الأنبا بولا – الكتاب المقدَّس والعلم – أيام الخلق ص 84.