Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

كيف قدر الجيولوجيون عمر الأرض؟

كيف قدر الجيولوجيون عمر الأرض؟

كيف قدر الجيولوجيون عمر الأرض؟

 

 188- كيف قدَّر الجيولوجيون عمر الأرض، وهل يمكن إلقاء الضوء على العصور الجيولوجية للأرض، وهل يمكن التوفيق بينها وبين أيام الخلق كقول البعض أن الأربعة أيام الأول تمثل فترة ما قبل الكمبري، واليوم الخامس يمثل حقبتي الحياة القديمة والمتوسطة، واليوم السادس يمثل حقبة الحياة الحديثة؟

ج: يُقدّر الجيولوجيون عمر الأرض بنحو 5ر4 بليون سنة (البليون = 1000 مليون) وقد استخدموا في ذلك عدَّة أساليب مثل:

1- معدل انخفاض درجة الحرارة.

2- مقارنة الترسيبات عند دلتا الأنهار بالترسيبات على سطح الأرض.

3- معدل تآكل سطح الأرض.

4- كمية الأملاح في مياه المحيطات.

5- النشاط الإشعاعي.

6- قياس كمية غاز الهليوم في الجو.

(ملاحظة: الأدلة السابقة تدل على طول المدة أكثر من تحديد المدة بـ5ر4 بليون سنة، ولا يجب أن نغفل أن هناك أراءً علمية أخرى تؤكد أن المدة أقل من 5ر4 بليون سنة بكثير).

وقد حدَّد علماء الجيولوجيا العصور الجيولوجية كالآتي:

عصر ما قبل الكمبري – عصر ما بعد الكمبري (حقب الحياة القديمة – حقب الحياة المتوسطة – حقب الحياة الحديثة)

أولًا: عصر ما قبل الكمبري Pre-Cambrian:

وفيه تكوَّنت الأرض، ووُجِدت الكائنات الأولية، ولم يترك هذا العصر آثار حفرية، ويُدعى هذا العصر عصر ما قبل الحياة.

ثانيا: عصر ما بعد الكمبري:

ويقسم علماء الجيولوجيا هذا العصر إلى ثلاثة أحقاب، وكل حقب له عصوره كالتالي:

1- حقب الحياة القديمة Peleozaic:

ويُدعى عصر الحياة النباتية، وفيه ظهرت الكائنات الحيَّة الأولية والأسماك، وتشمل هذه الفترة ست عصور وهي:

أ – الكمبري

ب- الأردوني

جـ- السيلوري

د- الديفوني

هـ- الكربوني

و- البرمي

2- حقب الحياة المتوسطة Mesozic:

وتميَّزت بالحوادث الجيولوجية العنيفة التي تمخضت عن تكوين الجبال الشاهقة مثل جبال الروكي والأنديز في أمريكا، وفيها ظهرت الزواحف الضخمة (الديناصورات) ومنها الزواحف الطائرة والتي انقرضت بعد ذلك، وتشمل هذه الفترة المتوسطة ثلاثة عصور هي:

أ – الترياسي

ب- الجوارسي

جـ- الطباشيري.

3- حقب الحياة الحديثة Cenozoic:

وبدأت بمناخ حار جدًا ثم ساد في أواخرها العصر الجليدي، وفيها إنحسرت البحار في مناطق محددة، وتكوَّنت جبال الهملايا وجبال الألب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وفيها ظهرت الثدييات في فجر الحياة الحديثة (Eocene) وفي الجزء الأخير منها ظهر الإنسان في العصر الهولوسيني Holocene(1)) وتشمل هذه الفترة الحديثة ثمانية عصور:

أ- البالوسين ب- الأيوسين جـ- الأولجوسين د- الميوسين

هـ- البلايوسين و- البلاستوسين ز- الهولوسين ح- البليستوسين (الجليدي).

ويقول د. أحمد محمد عوف في مقال عن تاريخ الأرض بمجلة العلم:

“والحقب الجيولوجية أربع حقب وهي من القدم للحداثة:

ما قبل الباليوزي (ما قبل الكمبري) – حقبة الباليوزي (حقبة الحياة القديمة) – حقبة الميزوزينيي (الميزوس – حقبة الحياة الوسطى) – حقبة السينوزي (حقبة الحياة الحديثة)

أولًا – ما قبل الباليوزي (ما قبل الكمبري):

منذ 3200 – 600 مليون سنة، ويعتبر عصر الحياة المبكرة الأولى البدائية حيث ظهرت به الطحالب والفطريات البدائية والرخويات بالبحر، وكانت الأرض تتعرض أثناء هذه الحقبة لبراكين مدوية حيث فاضت فوقها أنهار الحمم..

ثانيًا – حقبة الباليوزي (حقبة الحياة القديمة):

ظهرت منذ 543 – 280 مليون سنة، وتتميَّز بصلابة صخورها التي أشد من الرسوبيات بعدها، وحفرياتها واضحة المعالم، وتضم 6 عصور هي:

1- العصر الكمبري: منذ 600 – 500 مليون سنة.. وفي الكمبري ظهرت أيضًا اللافقاريات البحرية كالمفصليات البدائية والرخويات المبكرة والإسفنج وديدان البحر، كما ظهرت به أسماك فقارية، وفي أواخره انقرض 50 % من الأحياء بسبب الجليد.

2- العصر الأودوفيني: منذ 500 – 425 مليون سنة، ظهرت فيه النباتات الأولية.. كما ظهرت الشُعب المرجانية ونجوم وجراد البحر والأسماك البدائية والحشائش المائية والفطريات الأولية، ومنذ 430 مليون سنة ظهرت قنافذ ونجوم البحر بين حدائق الزنابق المائية الملونة، وبينما ظهرت كائنات بحرية لها أصداف وأذناب تحمي بها نفسها، وكان بعضها يطلق تيارًا كهربائيًا صاعقًا.

3- العصر السيلوري: منذ 425 – 405 مليون سنة، وكان فيه بداية الحيوانات فوق اليابسة كالعقارب والعناكب وحشرة القردة المائية، وأم أربعة وأربعين رجلًا، وبعض النباتات الفطرية الحمراء التي كانت تلقي بها الأمواج للشاطئ..

4- العصر الديفوني: منذ 405 – 345 مليون سنة، وفيه ظهرت منذ 400 مليون سنة بعض الأسماك البرمائية، وكان لها رئات وخياشيم وزعانف قوية، كما ظهرت الرأسقدميات كالحبْار، والأشجار الكبيرة..

5- العصر الكربوني: منذ 345 – 280 مليون سنة، وكانت فيه بداية ظهور الزواحف، وزيادة عدد الأسماك حيث ظهر 200 نوع من القروش. ثم ظهرت الحشرات المجنحة العملاقة وأشجار السرخس الكبيرة، وفي طبقته الصخرية ظهر الفحم الحجري، وبقايا النباتات الزهرية بالغابات الشاسعة التي كانت أشجارها غارقة بالمياه التي كانت تغطي أراضيها، فظهرت أشجار السرخس الطويلة، وبعض الطحالب كانت تعلو كأشجار، وكانت حشرة اليعسوب عملاقة وكان لها أربعة أجنحة طول كل منها متر، وكانت الضفادع في حجم العجل وبعضها له 3 عيون..

6- العصر البرمي: منذ 280 – 230 مليون سنة، وفيه زادت عدد الفقاريات والزواحف وظهرت فيه البرمائيات، وانقرضت فيه معظم الأحياء التي كانت تعيش من قبله..

ثالثًا – حقبة الميزوزينيي (الميزوس – حقبة الحياة الوسطى):

وفيها عصر الزواحف الكبرى منذ 248 – 65 مليون سنة.. وهذه الحقبة تضم 3 عصور هي:

1- العصر الترياسي: 

منذ 230 – 180 مليون سنة، وفيه ظهر الديناصور الأول، والثدييات، والقواقع، وبعض الزواحف كالسلحفاة والذباب والنباتات الزهرية، وقد انتهى هذا العصر بانقراض صغير قضى على 35 % من الحيوانات منذ 213 مليون سنة بما فيها بعض البرمائيات والزواحف البحرية مما جعل الديناصورات تسود في عدة جهات فوق الأرض.

2- العصر الجوارسي: 

(عصر الديناصورات العملاقة)(2) منذ 181 – 135 مليون سنة، وفيه ظهرت حيوانات الدم الحار وبعض الثدييات والنباتات الزهرية، مع بداية ظهور الطيور والزواحف العملاقة بالبر والبحر، ومنذ 170 – 70 مليون سنة كانت توجد طيور لها أسنان، وكانت تنقنق وتُصدِر فحيحًا. كما ظهرت في هذه الفترة الدبلودوكس أكبر الزواحف التي ظهرت وكانت تعيش في المستنقعات، وكان لها رقبة ثعبانية طويلة ورأس صغير يعلو بها فوق الأشجار العملاقة، وظهرت الزواحف الطائرة ذات الشعر والأجنحة وكانت في حجم الصقر، وظهر طائر الأركيوبتركس وهو أقدم طائر.. ومنذ 139 مليون سنة ظهرت الفراشات وحشرات النمل والنحل البدائية، وقد حدث به انقراض صغير منذ 190 – 160 مليون سنة.

3- العصر الطباشيري (الكريتاسي): 

منذ 135 – 23 مليون سنة، وفيه تم انقراض الديناصورات بعد أن عاشت فوق الأرض 100 مليون سنة، وزادت فيه أنواع وأعداد الثدييات الصغيرة البدائية كالكنغر والنباتات الزهرية التي انتشرت وظهرت أشجار البلوط.. كما ظهرت الديناصورات ذات الريش، والتماسيح، ومنذ 120 مليون سنة عاشت سمكة البكنودونت الرعاشة وطيور الهيسبرنيس بدون أجنحة، والنورس ذو الأسنان، وله أزير وفحيح.

وكانت الزواحف البحرية لها أعناق كالثعابين، ومنذ 100 مليون سنة ظهرت سلحفاة الأركلون البحرية وكان لها زعانف تجدف بها بسرعة لتبتعد عن القروش وقناديل البحر، ومنذ 80 مليون سنة كان يوجد بط السورولونس العملاق الذي كان يعيش بالماء وكان ارتفاعه 6 أمتار وله عرف فوق رأسه. وفي هذه الفترة عاش ديناصور اليرانصور المتعطش للدماء، وكان له ذراعان قصيرتان وقويتان ليسير بهما فوق اليابسة، وكانت أسنانه لامعة وذيله لحميًا طويلًا وغليظًا ومخالبه قوية، وكان يصدر فحيحًا..

وشهد هذا العصر نشاط الإزاحات لقشرة الأرض وأنشطة بركانية، وفيه وقع إنقراض أودى بحياة الديناصورات منذ 65 مليون سنة، وقضى على 50 % من أنواع اللافقاريات البحرية، ويقال أن سببه مذنَّب هوى وارتطم بالأرض والبراكين المحتدمة التي تفجرت فوقها، ومنذ 70 مليون سنة ظهرت حيوانات صغيرة لها أنوف طويلة، وكانت تمضغ الطعام بأسنانها الحادة وتعتبر الأجداد الأوائل للفيلة والخرتيت وأفراس البحر والحيتان المعاصرة.

رابعًا – حقبة السينوزي (حقبة الحياة الحديثة):

وتضم فترتين هي الزمن الثلاثي ويضم خمسة عصور، والزمن الرباعي ويضم عصرين:

أ – الزمن الثلاثي: منذ 65 – 8ر1 مليون سنة، وفيه انتشرت الزواحف، ويضم:

1- العصر البليوسيني: منذ 65 – 54 مليون سنة، وفيه ظهرت الثدييات الكبيرة الكيسية المشيمية كحيوان البرنتوثيريا الذي كان له صوت مرعب وأسنانه في فمه، الذي كان يطلق ضوءًا مخيفًا، وكان يكسو جسمه شعر غزير، كما ظهرت الرئيسيات الأولية ومن بينها الفئران الصغيرة وقنافذ بلا أشواك فوق جسمها، وخيول صغيرة في حجم الثعلب له حوافر مشقوقة لثلاثة أصابع.

2- العصر الأيوسيني: منذ 54 – 38 مليون سنة، وفيه ظهرت القوارض والحيتان الأولية..

3- العصر الأليجوسيني: منذ 38 – 24 مليون سنة.. وُجِد فيه الأفيال المصرية المنقرضة بسبب حدوث انقراض صغير منذ 36 مليون سنة.. وظهرت به أيضًا ثدييات جديدة كالخنازير البرية ذات الأرجل الطويلة، وكانت تغوص في الماء نهارًا وتسعى في الأحراش ليلًا. كما ظهرت القطط وحيوان الكركدن (الخرتيت) الضخم وكان يشبه الحلوف إلاَّ أن طباعه كانت تشبه طباع الزرافة. كما ظهر الفيل المائي الذي كان يشبه سيد قشطة وكان فمه واسعًا وله نابان مفلطحان.. وكانت الطيور كبيرة وصغيرة، وكان من بينها النسور والطيور العملاقة التي كانت تشبه النعام إلاَّ أنها كانت أكبر منها حجمًا، وكانت لا تطير بل تعدو، وكان كتكوتها في حجم الدجاجة إلاَّ أنها كانت مسالمة، ووجد طائر الفوروهاكس العملاق وكان رأسه أكبر من رأس الحصان ومنقاره يشبه الفأس وعيناه لا ترمشان ويمزق فريسته لأنه كان يعيش على الدم.

4- العصر الميوسيني: منذ 24 – 5 ملايين سنة، وفيه عصر الفيلة بمصر، وفي رسوبياته البترول، وظهرت ثدييات كالحصان والكلاب والدببة والطيور المعاصرة والقردة بأمريكا وجنوب أوربا.

5- العصر البيلوسني: منذ 5-1,8 مليون سنة، وفيه بدأ ظهور الإنسان الأول البدائي (أشباه الإنسان) والحيتان المعاصرة بالمحيطات..

ب – الزمن الرباعي: ويضم عصرين هما:

1- العصر البليستوسيني: منذ 1,8 – 11000 سنة، وفيه العصر الجليدي الأخير حيث انقرضت الثدييات العظيمة (الفقارية) عندما غطى الجليد معظم المعمورة..

2- العصر الهولوسيني: منذ 11000 سنة وحتى الآن.. ومعظم الكائنات الحيَّة التي آلت لهذا العصر منذ مطلعه ظلت كما هي عليه اليوم، إلاَّ أن في هذا العصر ظهرت الحضارة الإنسانية والكتابة”(3).

ويمكن تميّيز العصور المختلفة عن طريق التغيّير الفجائي لطبقات التربة، أو عن طريق شكل وطبيعة الحفريات، ومما يُذكَر عن العصر الجليدي أن الجليد كان يغطي مساحات واسعة من أمريكا الشمالية وشمال أوربا، وتخلل هذا العصر الجليدي عدة انحسارات، وكان الانحسار يصل إلى نحو عشرة آلاف سنة، يعود بعدها الجليد ليستمر نحو مائة ألف سنة، وإذا صح هذا القول فمعنى هذا أننا نعيش فترة من فترات الانحسار التي تُقدَّر بنحو عشرة آلاف سنة، قد يعقبها عصر جليدي من جديد، والآن يقع أكبر غلاف جليدي في منطقة ” أنتاركتيكا ” بالمنطقة القطبية، وتبلغ مساحتها نحو 13 مليون كيلو متر مربع، ويبلغ متوسط سمك هذا الغلاف 2000 متر، يمثل الجليد في المنطقة القطبية الجنوبية نحو ثلاثة أرباع كمية المياه العذبة في الكرة الأرضية كلها.

أما عن محاولة التوفيق بين الحقب الجيولوجية وأيام الخلق فهي محاولة غير موفقة، لأن اليوم لو كان يشمل حقبة تمتد لملايين السنين فمعنى هذا أن الليل امتد طويلًا فكيف عاشت الكائنات الحيَّة في ليل مظلم طويل يُقدَّر بملايين السنين؟

_____

(1) راجع د. أنور عبد العليم – قصة التطوُّر ص 27، 28.

(2) ” ديناصور ” كلمة أصلها يوناني وتعني ” السحلية المخيفة ” وقد اكتشف في عام 1988م في جبال فونتانا في الغرب الأمريكي هيكل عظمي كامل لإحداها، وظهر في دراسة عظام هذا الكائن أنه كان يقف على أقدامه الخلفية،  وقُدّرت سرعته عند الجري بحوالي 60 كيلو مترًا في الساعة،  وقد بلغ طول هذا الحيوان حوالي خمسة عشر مترًا وقُدّر وزنه بحوالي سبعة أطنان” (مجلة العلم عدد 309 – يونيو 2002م ص 56).

(3) مجلة العلم عدد 306 – مارس 2002م ص 65، 66.

 

كيف قدر الجيولوجيون عمر الأرض؟

Exit mobile version