Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

كيف يتكون غاز الأوزون؟ وما هي فوائده؟

كيف يتكون غاز الأوزون؟ وما هي فوائده؟

كيف يتكون غاز الأوزون؟ وما هي فوائده؟

 

 180- كيف يتكون غاز الأوزون؟ وما هي فوائده؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى ثقب الأوزون؟ وما هي الأضرار الناجمة عن هذا؟

ج: في سنة 1992م شهدت مدينة ” ريودي جانيرو ” البرازيلية تجمع ضخم من العلماء الممثلين لمائة وستون دولة، وقد أجمعوا على أن الإخلال بالتوازن البيئي يتساوى أو يفوق أسلحة الدمار الشامل، فكمية ثاني أكسيد الكربون التي تتصاعد سنويًا من المصانع تُقدَّر بما يزيد على ستة آلف مليون طن بالإضافة لمخلفات الصواريخ والطائرات وسُفن الفضاء والنشاط الحربي ” وتُحاط الكرة الأرضية بطبقة من الأوزون تمتص الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب التهاب الجلد والعمى. وإذا أمكن للإنسان حماية النظر فماذا عن الكائنات والحيوانات والطيور عندما يزيد ثقب الأوزون. إن الاستعمال المتزايد للطيران النفاث والطائرات فوق الصوتية والتفجيرات الناجمة عن المتفجرات والصواريخ أدى إلى حقن طبقة ” ستراتوسفير ” بأكاسيد النيتروجين.. وأثبتت الدراسات أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين معدل زيادة أكسيد النيتريك وتناقص كمية الأوزون”(1)

والأوزون عبارة عن أكسجين ثلاثي يتكون من ثلاث ذرات أكسجين O3، فنتيجة الأشعة فوق البنفسجية أو التفريغ الكهربائي تتحلَّل جزيئات الأكسجين العادي الثنائي O2 ثم تتحد ذرة منه O مع ذرة الأكسجين العادي O2 فتكون الأكسجين الثلاثي O3، ويوجد الأوزون في الحالات الثلاث، ففي الحالة الغازية يكون على هيئة غاز أزرق، وفي الحالة السائلة يكون على هيئة سائل أزرق غامق، وفي الحالة الصلبة يكون على هيئة بلورات لونها بنفسجي غامق، ويذوب الأوزون في الماء، ويعتبر مادة شديدة السمية، وله رائحته المثيرة.

ويوجد غاز الأوزون في طبقات الغلاف الجوي العليا على ارتفاع يتراوح بين 15 – 25 كم. كما يوجد في طبقات الجو السفلي، حيث يصدر من عادم السيارات، وماكينات التصوير، وأجهزة الطباعة التي تعمل بالليزر، نتيجة تعرض الأكسجين العادي لشحنات كهربائية عالية، مما يؤدي لتحلله، وإتحاد ذرة منه (O) مع الأكسجين العادي O2 فيتكوَّن الأوزون O3، ولذلك من الخطأ تواجد الإنسان بين ماكينات التصوير في مكان مُغلَق، أو في الأماكن الصناعية المُغلَقة لأن غاز الأوزون الناتج شديد السمية أكثر من مركبات السيانيد وأول أكسيد الكربون، فهو يُهيّج الجهاز التنفسي، مما يفضي للموت، كما يؤثر على إنتاج المحاصيل والثمار، ويؤدي لعدم إزهار بعض النباتات مثل البرتقال والليمون والمشمش.. إلخ، ويقول الدكتور ” علي مهران هشام”.. ” يوصي الجهاز التنفيذي للصحة والوقاية في بريطانيا بضرورة الإنتباه إلى نسب غاز الأوزون التي تنبعث من أجهزة تصوير المستندات وأجهزة الطباعة التي تعمل بالليزر واستخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية”(2).

وإن كان لغاز الأوزون أضراره الشديدة في طبقات الجو السفلى، فإن له فوائد عظيمة في طبقات الجو العليا، فهو يُقلّل من معدل اختراق الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس، فلا يسمح إلاَّ بمرور نسبة بسيطة من هذه الأشعة، وهي اللازمة للإنسان والكائنات الحيَّة، بينما لو زادت نسبة الأشعة فوق البنفسجية هذه فإنها تؤثر سلبيًا على البلانكتون النباتي الذي يمدنا بالأكسجين، وتُقلّل من المحاصيل الزراعية، وتدمر المادة الوراثية DNA مما يؤدي للإصابة بسرطان الجلد، ولذلك كثرت التحذيرات من التعرض لأشعة الشمس، وكُتبت في أستراليا هذه التحذيرات على الملابس والقبعات، وقامت كثير من النوادي بتغطية الملاعب لتحمي لاعبيها من هذه الأشعة فوق البنفسجية التي زاد نفاذها بسبب ثقب الأوزون. وقد ارتفعت نسبة الإصابة بسرطان الجلد، فبلغت في أمريكا إلى نحو 9800 حالة سنويًا. كما تؤثر هذه الأشعة فوق البنفسجية على تليف عدسة العين (المياه البيضاء) وتؤدي لأمراض الشيخوخة المبكرة، وإضعاف الجهاز المناعي للإنسان، وإلحاق أضرار بالجهاز التنفسي.. إلخ.

وإن كانت هذه الأضرار تنجم عن ارتفاع نسبة الأشعة فوق البنفسجية، فإن السبب الرئيسي وراء ارتفاع هذه النسبة هو ثقب الأوزون، أي تآكل بعض طبقات الأوزون بالقرب من القطبين للأسباب الآتية:

1- إطلاق الصواريخ التي تحمل المركبات الفضائية والأقمار الصناعية، فالصاروخ الواحد ينتج عنه 187 طن من غاز الكلور ومركَّباته، و17 طن من أكاسيد النيتروجين، وهذه تؤدي لتآكل طبقة الأوزون.

2- زيادة عدد الطائرات المنطلقة في طبقات الجو العليا، وما ينتج عنها من عوادم.

3- التفجيرات النووية في طبقات الجو العليا.

4- استخدام الأيروسول في المعطرات والمبيدات الحشرية والمنظفات الصناعية.

5- تسرب غاز الهيدرو كلورو فلورو كاربون Hydro Chlore Floury Carbon الذي يستخدم في التبريد.

كل هذه الأسباب وغيرها تؤدي لزيادة ثقب الأوزون مما يهدد استمرار الحياة على الأرض(3).

وجاء في مجلة العلم ” أكد تقرير الجمعية الجغرافية الفرنسية إنه رغم انخفاض وتراجع معدلات انبعاث غاز الكربون والغازات المُسبّبة لثقب الأوزون والتي ظهرت تأثيراتها منذ 15 عامًا فإن الثقب لا يزال يمثل خطرًا بالنسبة لكوكب الأرض. وإن الثقب مازال يتسع فوق القطب الجنوبي وظهر ذلك في عدد كبير من الصور التي تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية. أشار التقرير إلى أن الثقب بلغت مساحته نحو 30 ألف كيلو متر، والمتوقع أن يلتئم مع حلول عام 2050م وفقًا لما توصلت إليه الأبحاث”(4).

ومما يُذكر أن الإنسان استطاع تحضير غاز الأوزون كيميائيًا، واستخدامه في علاج الالتهاب الكبدي الوبائي ولا سيما فيرس C (فيروس سي)، كما استخدمه في تنقية مياه الشرب، فهو أكثر فاعلية من الكلور في قتل البكتيريا والفيروسات، بالإضافة لعدم تخلف رواسب عنه، كما استخدم الإنسان غاز الأوزون في تعقيم مياه حمامات السباحة، ومعالجة نواتج المصانع والصرف الصحي.. إلخ، ويقول الدكتور ” علي مهران هشام ” إن ” الأوزون يُستخدم كعلاج للأعصاب وحالات ضعف الذاكرة وفتور الدورة الدموية.. إن جرعات قليلة من الأوزون تُفيد في تنقية الجسم من السموم وإزالة التوتر النفسي.. وتوصي منظمة الصحة العالمية WHO بأن يكون الحد الأقصى لتركيز الأوزون في الهواء بين مائة ومائتين مللي كيلو جرام / متر مكعب وهو الحد الذي يمكن للإنسان أن يتنفس الهواء عنده دون أية أضرار صحية”(5).

_____

(1) مجلة العلم عدد 323 – أغسطس 2003م ص 49.

(2) مجلة العلم عدد 323 – أغسطس 2003م ص 62.

(3) راجع نيافة الأنبا بولا – الكتاب المقدَّس والعلم – أيام الخلق ص 62.

(4) مجلة العلم عدد 306 – مارس 2002م ص 6.

(5) مجلة العلم عدد 323 – أغسطس 2003م ص 62.

كيف يتكون غاز الأوزون؟ وما هي فوائده؟

Exit mobile version