كيف يكون نهارا وليلا والشمس لم تُخلق بعد؟ (تك 1: 4)
كيف يكون نهارا وليلا والشمس لم تُخلق بعد؟ (تك 1: 4)
كيف يكون نهارا وليلا والشمس لم تُخلق بعد؟ (تك 1: 4)
173- “وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارًا والظلمة دعاها ليلًا” (تك 1: 4).. كيف يكون نهارًا وليلًا والشمس لم تُخلق بعد؟
س173: “وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارًا والظلمة دعاها ليلًا” (تك 1: 4).. كيف يكون نهارًا وليلًا والشمس لم تُخلق بعد؟
ويقول ” د. موريس بوكاي”.. ” إن وضع الليل والنهار في اليوم الأول هو أمر مجازي صرف، فالليل والنهار باعتبارهما عنصري ليوم غير معقولين إلاَّ بعد وجود الأرض ودورانها تحت ضوء نجمها الخاص بها أي الشمس”(1) ويقول ” ليوتاكسل”.. ” بيد أنه ثمة أمر غريب آخر، فيفصل توزيع النور بصورة دقيقة، مرت ثلاثة أيام بصباحاتها ولياليها، وكان ذلك النور يترك مكانه لظلمات الليل، بعد أن يكون قد أضاء ذاك العالم الوليد طيلة النهار، دون أن يكون له مصدر مرئي، فليس هناك كلام عن الشمس حتى الآن، أي أنها لم تكن قد خُلقت بعد”(2).
ج: القول بأن الشمس لم تُخلق بعد لأنها خلقت في اليوم الرابع، قول غير صحيح، فالحقيقة أن الشمس خُلقت في اليوم الأول داخل إطار عبارة ” في البدء خلق الله السموات والأرض” (تك 1: 1)
وكما قلنا من قبل أن الذي حدث في اليوم الرابع ليس خلقة الشمس من العدم، ولكن إعطاءها شكلها وقوتها وتركيزها وتأثيرها، وأيضًا الأرض منذ نشأتها في البدء وهي كتلة غازية منصهرة كانت تدور حول نفسها، وبذلك نستطيع أن نقول أنه كان هناك نهارًا وليلًا في شكل ضوء خافت للنهار، وظلام دامس لليل، ولاسيما أن الأبخرة الكثيفة المتصاعدة كانت تغطي وجه الأرض، كما أن نور الشمس الأول الذي كان ضعيفًا باهتًا عندما كان يصل إلى القمر لم يكن يصل في انعكاسه إلى سطح الأرض، فكأن القمر لا وجود له.
أما في اليوم الرابع فقد ازداد ضياء النهار بسبب ازدياد قوة الشمس، وبدأ نور الشمس ينعكس على سطح القمر ويصل إلى الأرض.
وتقول الدكتورة نبيلة توما ” كيف يحدث تعاقب النور والظلمة. النهار والليل والشمس لم توجد بعد؟! العلم يوضح أن تعاقب النور والظلمة مرتبط بأمرين:
الأول: دوران الأرض حول نفسها، وهذه الظاهرة وُجِدت مع وجود الأرض منذ البداية.
الثاني: مركز الجاذبية التي تدور حوله الأرض والتي تدور أمامه حول نفسها.
وحيث أن هذا المركز لم يتغيَّر ككيان، وإن كان قد تغيَّر كهيئة وكشكل، فهو لم يتغيَّر كليًا إنما تغيَّر جزئيًا، بوصوله إلى الشكل والحجم والقوة التي وصل إليها في اليوم الرابع كشمس”(3)(4).
ويقول الدكتور ملاك شوقي إسكاروس ” وفصل الله بين النور والظلمة (تك 1: 4) أي فرَّق وميَّز، فالمقصود هنا أن الله ميَّز بين النور والظلمة، فالله خلق النور، أما تلك الظلمة فلم تُعرف إلاَّ بوجود ذلك النور..
جعل الله فاصلًا بين الأماكن المضاءة على الأرض، وبين الأماكن المظلمة، فالنور والظلمة يتناوبان على الأرض بدورانها أمام ذلك النور، والدوران هنا يختلف عن الدوران في اليوم الرابع، فاعتمد الدوران على عدة عوامل مثل بُعد الأرض عن السديم، وسرعتها، والجاذبية التي تتعرض لها، فدوران الأرض حول مصدر السديم في الأيام الثلاثة الأولى للخلق لم يتأثر بجاذبية القمر، فكانت تُكمِل دورانها حول نفسها في أربع ساعات فقط، وعندما انفصل القمر عنها في اليوم الرابع حيث يعتقد بعض العلماء إنه كان جزءًا من الأرض وربما كان مكانه هو المحيط الهادي، وبدأ يؤثر بجاذبيته في دوران الأرض انخفضت سرعة الدوران، وبدأت دورة الأرض حول نفسها تستغرق أربعة وعشرين ساعة. إذًا فصل النور عن الظلمة في الأيام الثلاثة الأولى للخلق جاء نتيجة دوران الأرض حول السديم الأم، قبل أن يصبح شمسًا في اليوم الرابع”(5).
_____
(1) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل ص 41.
(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 8.
(3) راجع نيافة الأنبا بولا – الكتاب المقدَّس والعلم ص 43 – 45.
(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(5) من إجابات أسئلة سفر التكوين.