ما هو الزمن؟ هل له بداية ونهاية؟ وكيف سينتهي الزمن والكون؟
ما هو الزمن؟ هل له بداية ونهاية؟ وكيف سينتهي الزمن والكون؟
ما هو الزمن؟ هل له بداية ونهاية؟ وكيف سينتهي الزمن والكون؟
163- ما هو الزمن؟ هل له بداية ونهاية؟ وكيف سينتهي الزمن والكون؟
ج: يعتبر الزمن لغز من ألغاز الكون، قال عنه أفلاطون تلميذ سقراط وأستاذ أرسطو سنة 325 ق.م. بأن الزمن قائم بذاته، ونحن نُقسّمه إلى ماضي وحاضر ومستقبل، كان ويكون وسيكون، ثم ثبت أن هذا غير صحيح، وتساءل الشاعر ” إيليا أبو ماضي ” في قصيدته ” الطلاسم ” إذا كان هو سائرًا في الدرب، أم أن الدرب هو الذي يسير، أم أن كليهما ساكن والزمن هو الذي يمضي. وقال آخرون أن الزمن ثابت، ونحن نتحرك، فنمر على الأحداث كقطار يعبر محطات ثابتة، فالأحداث لا تقع إنما نحن الذين نعبر عليها.
وقال ” إسحق نيوتن ” سنة 1687م وهو يناقش قوانين الجاذبية إن الزمن مطلق بينما المكان أو الفضاء غير مطلق، وبهذا تخلَّصت قوانين نيوتين من فكرة المكان المطلق وأكدت على أن المكان أو الفضاء غير مُطلق. وفي سنة 1905م قال ” اينشتاين ” ليس المكان فقط غير المطلق، بل أن الزمن أيضًا غير مُطلق، وتخلَّصت معادلات النسبيَّة من فكرة الزمن المطلق، وإن كل شيء متحرك في الكون يحمل زمنه الخاص به، فالزمن يعتمد على الحركة ويتأثر بها، والزمن يبطئ كلما ازدادت السرعة، ولاسيما عندما تقارب هذه السرعة سرعة الضوء (راجع جلال عبد الفتاح – الكون ذلك المجهول ص 127 – 130).
كما يقول الأستاذ جلال عبد الفتاح ” ولكن كيف بدأ الزمن وكيف ينتهي؟ والزمن وُجِد منذ نشأة الكون، وينتهي بنهاية الكون، وهو أمر بسيط للغاية، ولكن المشكلة كيف يمكن تحديد بداية ونهاية الزمن، فالزمن مرتبط بالكون وهو منسوج فيه، ولكن الزمن لا يوجد إلاَّ بوجود المادة، والمادة لا توجد إلاَّ في الفضاء، والفضاء لا بُد له من حيز يحتويه.. لكن هناك الكثير من التساؤلات خارج نطاق البحث العلمي، إذ أن العلم يبحث فيما خلقه الله سبحانه – في الكون، ولا يبحث في كيفية الخلق التي لم يشهدها مخلوق، فهذه الذرة المتفردة من مخلوقات الله، وُضعت في فضاء هو أيضًا مخلوق من الله.. وبوجود المادة وُجِد الزمن..
أما نهاية الزمن، فتعتمد على الحالة التي يمكن أن ينتهي إليها الكون، فلو استمر الكون في التمدد بلا نهاية، دون أن تكون جاذبيته كافية لتوقف هذا التمدد، فسوف ينتهي الأمر إلى.. درجة الصفر المطلق – وهي 16ر273 درجة مئوية تحت الصفر – حيث تتوقف الإليكترونيات عن الدوران حول نوى الذرات، ومن ثمَ نهاية الزمن. أما إذا توقف الكون عن التمدُّد، وبدأ مرة ثانية في الانكماش نحو المركز بفعل الجاذبية، فسوف ينتهي به الأمر إلى الإنسحاق العظيم Big Crunch ويصبح الكون كله كتلة واحدة صغيرة جدًا وذات كثافة لا نهائية، وتندمج الإشعاعات مع المادة مرة أخرى وينتهي الزمن”(1).
أما عن كيفية نهاية الكون، فهناك عدة نظريات لانتهاء الكون نذكر منها ما يلي:
1- ستظل المجرات تتباعد عن بعضها البعض، وكذلك النجوم، وتتخلخل كثافة الكون، وينتهي الوقود النووي داخل النجوم، وتنخفض حرارة الكون إلى درجة الصفر المطلق – 16ر273 درجة مئوية تحت الصفر، فتتوقف الإلكترونات عن الدوران حول نوى الذرات، ويتوقف الزمن ويموت الكون بالتبريد الشديد Big Chill.
2- تتغلب الجاذبية على ظاهرة التمدد، وينكمش الكون، وتلتحم المجرات، ويصير الكون كتلة هائلة من المادة، وتنضغط في حيز صغير، وتأتي النهاية بالانسحاق العظيم Big Crunch.
وكل من النهاتين السابقتين تعرفان عند العلماء بالحد ” سي ” C – Boundary.
3- أن يتقابل عالمنا بعالم آخر مضاد، فيفنيا الاثنان، مع انطلاق كم هائل من الطاقة على هيئة إشعاعات.
والنظريات السابقة وليدة مخيلة العلماء، وربما يظهر في المستقبل نظريات أخرى عن كيفية انتهاء الكون.
وقد أوضح الكتاب المقدَّس بصورة قاطعة أن للكون نهاية فقال:
* “من قِدم أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى ولكنها كثوب تبلى. كرداء تغيرهنَّ فتتغيرَّ. وأنت هو وسنوك لن تنتهي” (مز 102: 25 – 27).
* “ويفنى كل جند السموات (النجوم) وتلتف السموات كدرج وكل جندها ينتثر كانتثار الأرض من الكرمة والسقاط من التينة” (أش 34: 4).
* “وعند إطفائي إياك أحجب السموات وأظلم نجومها وأغشي الشمس بسحاب والقمر لا يضئ ضوءه. وأظلم فوقك كل أنوار السماء المنيرة وأجعل الظلمة على أرضك يقول السيد الرب” (حز 32: 7، 8).
* “تتحوَّل الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجئ يوم الرب العظيم المخوف” (يؤ 2: 31).
* “والشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها” (يؤ 3: 15).
* “وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تُظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع” (مت 24: 29).
* “ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها” (2 بط 3: 10).
_____
(1) الكون ذلك المجهول ص 129، 130.