من الذي أعطى المادة قوة الحركة؟ وما أهمية الحركة للمادة والكون؟
من الذي أعطى المادة قوة الحركة؟ وما أهمية الحركة للمادة والكون؟
من الذي أعطى المادة قوة الحركة؟ وما أهمية الحركة للمادة والكون؟
159- الكون وكل ما فيه في حركة دائبة، فمن الذي أعطى المادة قوة الحركة؟ وما هي أهمية الحركة بالنسبة للمادة والكون؟
ج: جاء في مجلة العلم أنه ” قبل عصر اينشتين اقترح العلماء مادة اسمها الأثير تملأ كل الفراغات الكونية، واعتبروا هذا الأثير المزعوم مرجعًا ثابتًا يمكن أن تُنسب إليه الحركات، وتُكتَشف به الحركات الحقيقية، وكانت نظرية الأثير يقين أكيد لدى العلماء لدرجة أن بعضهم شك في حركة الأرض واعتبرها ساكنة فعلًا، وجاء اينشتين وأكد عدم وجود وسط ثابت، وأن الكون في حركة مصطخبة، وأن الأثير لا وجود له، وبذلك لا يكون هناك وسيلة لأي تقدير مطلق بخصوص الحركة أو السكون، فكل حركة نسبية.
أما الحركة الحقيقية فلا وجود لها، وكل شيء نسبي بالمقارنة بالأشياء الأخرى”(1).
وقد أثبت “انيشتاين” أن الكون ديناميكي متحرك وليس استاتيكيًا ثابتًا كما كان يظن من سبقوه من العلماء، وفي سنة 1915م أكدت نظرية النسبيَّة العامة أنه إذا تحرك جسم سماوي مثل نجم معين في الفضاء، سوف يؤدي إلى انحناء الفضاء من حوله، وهذا الانحناء يجعل النجوم القريبة تتبع النجم الأول في زمن معين ” فالزمن والفضاء يتأثران بحركة الأجسام السماوية في الكون، وكل نجم يجب أن يوفق أوضاعه طبقًا لمواقع النجوم القريبة منه”(2).
لقد خلق الله في البداية المادة وأعطاها قوة الدوران، فالله هو المُحرّك الأول الذي يُحرك ولا يتحرك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويقول الأستاذ مجدي صادق ” فالمحرك الأول إذًا هو علة النظام الهندسي الكوني القائم على أساس الحركة الدورانية.. إن العالم كُوّن من مادة متحركة بحركة دورانية، أي أن النظام الهندسي الكوني كله قائم على أساس تلك الحركة الدورانية التي هي علة جميع الظواهر والمكونات.
فالمادة والحركة إذًا هما جوهر الكون، فإذا انعدمت الحركة انحلت العناصر وفقدت طاقاتها وأبعادها وتمايزها وكتلتها فينعدم المكان بأبعاده الثلاثة الطول والعرض والارتفاع، وينعدم الزمان فلا يكون زمان بعد، وينهار نظام الكون كله. فالنظام الهندسي الكوني كله قائم على أساس المادة المتحركة بحركة دورانية فإذا توقف المُحرّك الأول عن إدارة الكون انحل الكون كله في لمح البصر، وفقد ترابطه وأبعاده وطاقاته”(3).
والحركة بالنسبة للمادة والكون تُعبر عن الحياة واستمرارها، أما توقف الحركة والجمود فيعني الانحلال والانهيار والاندثار والموت، فمتى توقفت حركة الكون حينئذ تكون نهايته، ويقول جلال عبد الفتاح ” ليس هناك شيء ثابت من هذا الكون إلاَّ وجه الله، فكل شيء يدور ويلف ويتحرك، من الجسيمات داخل الذرات، إلى النجوم داخل المجرات، إلى المجرات داخل المجموعة الكلوستر والتجمعات السوبر كلوستر، إلى الكون كله، فالحركة حياة ونمو وتطور، والجمود موت وعدم واندثار.
وجميع النجوم والمجرات تدور حول نفسها أو مركزها ولها مدة دوران Rotation Period مثل مجرتنا التي تدور دورة واحدة حول مركزها كل 250 مليون سنة.. وهناك نظريات كثيرة تحاول تفسير الحركة الدورانية للمجرات”(4).
_____
(1) مجلة العلم عدد 350 – نوفمبر 2005م ص 46.
(2) جلال عبد الفتاح – الكون ذلك المجهول ص 8.
(3) الكتاب المقدَّس مفتاح العلم وأسرار الكون ص 58، 59.
(4) الكون ذلك المجهول ص 102.