تفسير استمرار تمدد الكون في ظل نظرية الانفجار العظيم
تفسير استمرار تمدد الكون في ظل نظرية الانفجار العظيم
تفسير استمرار تمدد الكون في ظل نظرية الانفجار العظيم
156- كيف يمكن تفسير استمرار تمدد الكون في ظل نظرية الانفجار العظيم؟
ج:
أكد ” أدوين هابل ” Edwin Hubble (1889 – 1953م) أن المجرات مازالت تتباعد عن نقطة الانطلاق أي نقطة الانفجار العظيم، ومما يُذكر عن هذا العالِم الجليل أنه وُلِد في مارشفيلد بولاية ميسوري، وكان واحدًا من ثمانية أخوة، وقد عمل أبوه محاميًا في التأمينات، ولكنه لم يوفق في عمله، وكان كثير السفر، وتأثر إدوين بجده لأمه ” وليم جيمس ” وكان يعمل طبيبًا، وفي عيد ميلاد أدوين الثامن سمح لأدوين بالنظر من خلال التليسكوب إلى النجوم، وبهذا اشتاق أدوين إلى معاينة عجائب علم الفلك، ومع نهاية عام 1899م انتقلت الأسرة إلى ولاية إلينوي، وفي سنة 1901م انتقلت إلى شيكاغو حيث التحق بالمدرسة الثانوية، ثم الجامعة، واكتسب شهرة كلاعب رياضي جيد، كما كان تلميذًا مجدًا، وبعد أن حصل على البكالوريوس سنة 1910م حصل على منحة ” رودس ” حيث تابع الدراسة في كلية الملكة بأكسفورد، وفي سنة 1914م عمل كطالب بحث في الفلك بمرصد بيركس بجامعة شيكاغو، وكان في هذا المرصد تليسكوب انكسار عظيم يستخدم عدسات يبلغ سمكها 102 سم.
وقد أنفق على إقامة هذا المرصد المليونير ” تشارلس بيركس ” الذي اغتنى من تصنيع عربات التروللي فتسمى المرصد باسمه، وفي سنة 1917م حصل إدوين هابل على درجة الدكتوراه نتيجة أبحاثه في علم الفلك، وعمل كرائد في سلاح المشاة الأمريكي حيث سافر إلى فرنسا في العمليات الحربية ضمن الفرقة ” 86 ” في الأسابيع الأخيرة التي سبقت نهاية العمليات الحربية، وفي 3 سبتمبر 1919م التحق هابل بمرصد ” مونت ويسلون ” في كاليفورنيا تحت إلحاح ” هيجل ” حيث كان هناك التليسكوب ذات المائة بوصة، ومما أعطى الشهرة لهابل أنه أثبت أن للكون بداية، وأثبت أن ما دُعي قبلًا سُدم لولبية هو في الحقيقة مجرات، ووضع كتابه ” عالم السُدم ” الذي بسَّط فيه المعرفة العلمية الفلكية لكيما يفهمها العامة من الناس، وعمل هابل على تليسكوب المائتي بوصة الجديد مما مكنه من اكتشاف العديد من المجرات.
أما عن كيفية تفسير استمرار تمدد الكون في ظل نظرية الانفجار العظيم، فإن الحرارة المتبقية من الانفجار العظيم هي التي تقف وراء استمرار تمدد الكون، وجاء في مجلة العلوم ” تشير كل الدراسات الأخيرة للمجرات البعيدة أن النجوم المتفجرة ” المستعرات ” والحرارة المتبقية من الانفجار العظيم إلى ان الكون يتمدد بشكل سريع بما يؤكد أن الكون مازال يسير بدفعة من طاقة الفراغ المضادة للجاذبية، أي أن طاقة الفراغ هذه هي السبب في هذا التمدد.. تقول مجلة فوكس Focos البريطانية أن العلماء اعتقدوا لفترة أن الجاذبية كانت القوة الهامة الوحيدة التي تحكم العالم، ولكن ذلك الاعتقاد لم يدم طويلًا.. ويعتقد الكونيون أيضًا أن أحد أشكال طاقة الفراغ هي التي أحدثت الانفجار العظيم ” Big Bang ” في مراحله الأولى متغلبة على الجاذبية في عملية أُطلق عليها اسم ” الانتفاخ أو التضخم الكوني ” وإلى وقت قريب كان الكونيون يعتقدون أن طاقة الفراغ تلاشت سريعًا في أعقاب ذلك الانفجار الضخم، ولكن الدراسات الأخيرة للمجرات البعيدة كشفت أن الكون يتمدد ويتسع بأعلى معدل على الإطلاق مما يوحي بأن طاقة الفراغ مازالت موجودة، وفي الواقع – حسب المجلة – تشير أحدث البيانات إلى أن طاقة الفراغ مازالت أقوى قوة مؤثرة في الكون”(1).
_____
(1) مجلة العلم عدد 353 – فبراير 2006م ص 6، 7.