هل كل الكواكب يتبعها أقمار؟ وما هو تأثير قمرنا على أرضنا؟
ج: ليست كل الكواكب يتبعها أقمار كما رأينا من قبل، فمثلًا عطارد والزهرة لا يتبعهما أية أقمار، والأرض وبلوتون يتبع كل منهما قمر واحد، ويرتفع عدد الأقمار التابعة لكوكب المشترى إلى ستة عشر قمرًا، والقمر الذي يتبع أرضنا يعتبر الصديق الحميم لها.
فهو أقرب جيراننا في الفضاء، إذ يبعد عنا بمقدار 238 ألف ميل إلى 384 ألف كيلو متر، ويبلغ قطره 2100 ميل، وهو عبارة عن كرة من الصخر المائل إلى اللون الرمادي، وترى على سطحه الجبال والسهول الواسعة والحفر (الفوهات) التي أحدثتها النيازك التي سقطت على سطحه، فترى بعضها صغيرًا كرأس الدبوس أو إطار عجلة السيارة، وبعضها يبلغ طوله مئات الأمتار، وأكبر هذه الفوهات يصل عرضها إلى 1100 كم، ويصل عمق بعض الفوهات إلى 7 كم، وسطح القمر مُغطى بطبقة غبارة ” الريفوليت القمري ” التي يصل سمكها إلى 20 مترًا.
وبينما تظهر الجبال والمرتفعات ذات لون فاتح فإن المنخفضات تظهر ذات لون داكن، ونظرًا لأن القمر ليس له غلافًا جويًا، لذلك ترتفع حرارته نهارًا إلى 200 درجة مئوية، وتنخفض ليلًا إلى – 175 درجة مئوية، وإن كنا نحن نرى السماء في زرقتها نهارًا لأن الغلاف الجوي يشتت الضوء الأزرق القادم إلينا من الشمس، فإن الذي يقف على سطح القمر يرى السماء حالكة السواد ليل نهار وممتلئة بالنجوم بسبب عدم وجود الغلاف الجوي، وأيضًا لا يمكن أن تسمع صوتًا على سطح القمر لعدم وجود الوسط الناقل للصوت مثل الهواء.
ويدور القمر ببطء حول نفسه، فيومه يساوي تقريبًا 14 يومًا (نهارًا وليلًا) أي نحو 336 ساعة تقريبًا، ويقطع دورته حول نفسه في 53ر29 يومًا من أيام الأرض، ويدور حول الأرض في 32ر27 يومًا (الشهر القمري) ولأن المدتين شبه متساويتين، لذلك فإننا لا نرى إلاَّ وجهًا واحدًا من القمر وهو الوجه المواجه لنا، أما الوجه الخارجي فلا نراه، وظل هذا الوجه مجهولًا ومدعاة للتساؤل عما إذا كان به ماء ونبات وحياة، حتى سنة 1959م عندما دارت سفينة فضاء روسية حول القمر والتقطت صورًا لهذا الوجه الخفي، وأثبتت أنه مثل الوجه المقابل لنا تمامًا صخري أجرد.
وتبلغ جاذبية القمر 1/6 جاذبية الأرض، لذلك تجد وزنك على سطح القمر يساوي 1/6 وزنك وأنت على الأرض، وتستطيع أن تقفز لأعلى أكثر من قفزك على الأرض بستة أضعاف، وتستطيع أن تحمل أشياءً أكثر وزنًا مما تحمله على الأرض.
ويؤثر القمر على أرضنا عن طريق ظاهرة المد والجزر، والتي تُشاهد بوضوح على شواطئ البحار والمحيطات حيث يرتفع وينخفض مستوى سطح الماء مرتان يوميًا، بينهما نحو 12 ساعة، وقد يضطر الناس في المناطق الساحلية الانتظار لمدة ست ساعات حتى تنحسر المياه، وبينما يصل فرق المنسوب في البحر الأبيض المتوسط إلى المتر، فإن هذا الفرق يرتفع في خليج فندي Fundy Bay في كندا إلى 15 مترًا، مما أتاح لإقامة عدة محطات لتوليد الكهرباء باستخدام التغير في منسوب المياه بين المد والجزر.