سؤال وجواب

ما هي آراء المدافعين عن شخصية يسوع التاريخية (يسوع التاريخ)؟

 116- ما هي آراء المدافعين عن شخصية يسوع التاريخية (يسوع التاريخ)؟

ج: هناك عشرات من النقاد المحافظين الذين دافعوا عن حقيقة ” يسوع التاريخ ” ضد بولتمان وأتباعه الذين حذفوا معظم مادة الإنجيل معتبرين إياها إضافات وزخرفة وأساطير أضافتها الجماعة المسيحية الأولى، والآن دعنا يا صديقي نذكر باختصار بعض هؤلاء المدافعين عن ” يسوع التاريخ ” مع إلقاء الضوء على أفكارهم:

يواقيم جيرمياس – ايثلبرت شتوفر – جون درين – هوارد مارشال – بيتر ج. دونكر – دافيد كارنز – إدوارد ألوين – برتيز – شروين وايت – ف. ف. بروس – بلاكمان – جيسلر – ف. سكوت – جون دارويك مونتجومري – ج. ب. مورلاند – أ. و. موسلي – ماك نيل – جورج الدون لادد – بنويت – ألبرايت – نورمان بيتنجر – أوتو بيتس – دونالد هاجنر – هوارد كلارك كي – روبرت شتان – ر. ت. فرانس – أدوين ياموتشي – جوش مكدويل

1- يواقيم جيرمياس Joachim Jermias (1900 – 1979م):

قام جيرمياس بدراسة أمثال السيد المسيح مستخدمًا نفس طريقة بولتمان في نقد الشكل إلاَّ أنه انتهى إلى نتائج مختلفة عن نتائج بولتمان، وأبرز جيرمياس خمسة مبادئ تساعدنا على فهم الأناجيل وهي:

1- دراسة التقليد الشفاهي الذي سبق كتابة الأناجيل.

2- استخدام منهج نقد الشكل للتمييز بين الإضافات الهيلينية (بواسطة كنيسة الأمم) والتقليد الفلسطيني القديم (الكنيسة اليهودية).

3- دراسة بيئة فلسطين في القرن الأول الميلادي، والعادات التي كانت شائعة، والجو الديني اليهودي حينذاك.

4- دراسة اللغة الآرامية التي تحدث بها السيد المسيح.

5- اكتشاف الفارق بين رسالة يسوع، وبين الأفكار اليهودية الأخروية.

وأكد جيرمياس بأن الإنجيل هو أصل المسيحية، فيقول ” تخبرنا كل آية في الإنجيل أن أصل المسيحية لا يكمن في إيمان المجتمع المسيحي الأول، ولا في اختبارات التلاميذ عن القيامة، بل إن كل آية في الإنجيل تخبرنا أن أصل المسيحية يكمن في ظهور الرجل الذي صُلب في عهد بيلاطس البنطي – يسوع الناصري – ورسالة هذا الرجل”(1)(2).

ولم يوافق جيرمياس على رأي بولتمان بأن المجتمع المسيحي أثرَّ في صياغة الأناجيل، ولكنه كان ” مقتنعًا بأن هناك اختلافًا بين أقوال يسوع وأقوال الكنيسة الأولى، فالأمثال (أمثال السيد المسيح) بالنسبة له قد مرَّت بتعديلات خلال فترة النقل الشفهي، وأنه من المهم استعادة الوضع الأصلي للأمثال في أقوال يسوع”(3). وحاول جيرمياس في كتابه ” أمثال يسوع ” الوصول إلى كلمات يسوع الفعلية قائلًا ” إن هدف التحليل النقدي ليس أقل من العودة إلى نفس كلمات يسوع ذاته، فلا يمكن أن يزود رسالتنا بالسلطان الكامل إلاَّ ابن الإنسان وكلمته”(4)(5).

2- ايثلبرت شتوفر Ethelbert Stouffer:

يقول ” جوش مكدويل”.. ” كان (ايثلبرت شتوفر) طالبًا ثم أستاذًا في عدة جامعات ألمانية، كان مساعد أستاذ في جامعات هال وبون، وأستاذ دراسات العهد الجديد في جامعة ايرلانجن، وقد ألف ست كتب عن المسيح واللاهوت المسيحي”(6).

واستخدم شتوفر منهجًا دعاه ” المصادر الجديدة ” وحاول فصل العناصر التاريخية عن العناصر العقائدية في الإنجيل، وصنَّف شتوفر المصادر الجديدة إلى ثلاثة مصادر:

1- المصادر غير المباشرة التي تتحدث عن البيئة وأعياد فلسطين في القرن الأول الميلادي، فهذه المصادر تلقي الضوء على الظروف والأحداث والشخصيات التي ارتبطت بيسوع.

2- المصادر اليهودية القديمة التي تتحدث عن يسوع، وربطها بما ورد في روايات الإنجيل.

3- المصادر اليهودية الرؤوية المتأخرة التي تركز على رسالة يسوع.

وانتهى ايثلبرت شتوفر إلى تفرد يسوع وخطأ القائلين بأن يسوع هو نتاج تقاليد وأفكار عصره، وأكد على حقيقة المعجزات التي أجراها السيد المسيح، فقد تحققت هذه المعجزات من الذين يتبعوه والذين يعارضونه أيضًا، فنظر شتوفر ليسوع كمؤسس لإنسانية جديدة، وأنه هو إعلان الله للإنسان ” فلم يكن يسوع يريد أن يُنظَر إليه كمسيا أو كنبي ولا كمعلم للناموس، فلقد كان ينسب لنفسه في كلامه وأفعاله سلطان الله. لقد أعلن سلطانه دون دلائل خارقة للطبيعة أو شرح نظري (مت 11: 27) فلقد قام بغفران الخطايا.. أما كلمته فكانت كلمة مطلقة (مت 24: 35) لقد نطق نجار الناصرة بتعبير (أنا هو) لذلك أُدين فحكم عليه بالموت كمجدف على الله”(7).

3- جون درين John Drane:(**)

حدَّد ” جون درين ” ثلاثة مناهج تساعدنا على التأكد من أصالة الأناجيل، بمعنى أن الأناجيل لم تكن وليدة تصورات المجتمع المسيحي الأول. إنما هي تعبر عن أحداث حقيقية حدثت بالفعل بدون إضافات ولا زخرفة، وهذه المناهج الثلاثة هي منهج التمييز Distintiveness،  ومنهج التماسك Coherence،  ومنهج تعدد المصادر More than one source:

1- منهج التمييز Distintiveness: فكل ما سُجل في الأناجيل، وهو مختلف عن الفكر اللاهوتي اليهودي، ولاهوت الكنيسة الأولى فهو أصيل، لأنه ليس من تصوُّر المجتمع المسيحي الأول، وأحتج البعض على هذا المنهج لأن معرفتنا بالفكر اللاهوتي اليهودي، ولاهوت الكنيسة الأولى معرفة غير شاملة، وبالتالي يصعب التميّيز بين ما سُجل في الأناجيل ويتمشى مع هذين الفكرين، وبين ما سُجل في الأناجيل ولا يتمشى مع هذين الفكرين، كما قالوا أن ما سُجل في الأناجيل من أحاديث السيد المسيح عن نفسه لا يمكن إخضاعها لمقياس التميّيز هذا، فمثلًا ذكر السيد المسيح عن نفسه أمثال ” ابن الإنسان” و”المسيا ” وهذه الأمثال استخدمت في الكنيسة الأولى، فهل معنى هذا أن هذه الأمثال لا تعتبر أصيلة في الأناجيل..؟ كلاَّ.

2- منهج التماسك Coherence: فكل ما كُتب في الأناجيل ويتمشى مع تعاليم المسيح، وقد اجتاز اختبار التمييز، فهو يعتبر أصيل، بمعنى أنه ليس من تصوُّر وصنع المجتمع المسيحي الأول.

3- منهج تعدد المصادر More than one source: فيقول ” جون درين ” إن ما ذُكر في أكثر من إنجيل، فهو يعد دليلًا على أصالته، وإنه ليس من تصوُّر ووضع المجتمع المسيحي الأول، وتم الاعتراض على هذا المنهج الثالث لأن هناك أحداث كثيرة وردت في إنجيل واحد ولم تذكر في بقية الأناجيل، فهل معنى هذا أن مثل هذه الأحداث غير أصيلة..؟ قطعًا لا للأسباب الآتية:

أ – إن كتَّاب الأناجيل موثوق فيهم، وقد التزموا جميعًا بمستويات رفيعة في كتاباتهم.

ب- عبَّر كتَّاب الأناجيل بدقة عما كان سائدًا في فلسطين حينذاك.

ج- ما سجلته الأناجيل لا يُعبِر عن اهتمامات واحتياجات الكنيسة الأولى، لأن مثل هذه الاهتمامات الخاصة بالكنيسة الأولى جاء ذكرها في سفر الأعمال ولم تأتِ في الأناجيل.

د – هؤلاء النُقَّاد لم يدركوا المفهوم الصحيح للوحي، ودوره في تسجيل كلمات الكتاب المقدَّس.

4- هوارد مارشال Howard Marshall (1934 -):

يقول ” جوش مكدويل”.. ” تعلم (هاورد أ. مارشال) في جامعة أبردين وجامعة كمبريدج. مارشال كان أستاذًا لتفسيرات العهد الجديد في جامعة أبردين لسنوات عدة، وهو الأكثر استمرارية في تحرير المجلة ربع السنوية الإنجيلية، وألَّف ” لوقا مؤرخًا ولاهوتيًا” و”أصل العهد الجديد فيما يختص بالمسيح ” وكتب أخرى”(8).

وفي سنة 1977م أصدر مارشال كتابه ” أنا أؤمن بيسوع التاريخي ” I belive in the Historical Jesus ناقش فيه يسوع التاريخ، وميَّز بين تعبير ” التاريخ ” History،  و” التاريخي ” Historical،  و” تاريخي ” Historic،  فالتاريخ يشير لما حدث فعلًا في الماضي، والتاريخي يحتمل الإشارة إلى أسماء الأشخاص أو أوصافهم أو الأحداث التي حدثت فعلًا أو يحتمل أحداث فعلية سواء استطاع المؤرخ أن يصفها أو لا، وتدل على أن الرواية المذكورة دقيقة وصحيحة تمامًا في كل تفاصيلها بمقارنتها مع الروايات الخيالية، وتعبير الحدث التاريخي أي الحقيقة عارية. أما تاريخي فهي تعبر عن الحقائق التي يُنظر إليها كأحداث هامة بالمقارنة مع حقائق أخرى. وقد كان في حياة الكنيسة الأولى حدثان أساسيان 1- حياة يسوع 2- القيامة وكان للتلاميذ اختبار مزيد مع يسوع في أثناء حياته ولكن القيامة أعطتهم نظرة جديدة للأحداث(9).

5- بيتر ج. دونكر Duncker:

صوَّر ” دونكر ” فكر بولتمان وأتباعه بأنهم اعتقدوا أن يسوع مجرد نبي، تكلم وتصرف على هذا الأساس، وانتهت حياته نهاية مأساوية.. أما كل ما سجل عن لاهوته ومعجزاته وقيامته فهي أساطير نسجتها الجماعة المسيحية الأولى وهي تكرز وتبشر به، فقال أن بولتمان وأتباعه قد تصوُّروا ” يسوع الجليلي الذي يعتقد في نفسه أنه نبي، والذي بالضرورة قد تكلم وتصرف بناء على ذلك، بدون أن نكون قادرين على أن نقول بالضبط ماذا كان يقول وكيف كان يتصرف وهو في النهاية مات بطريقة مؤسفة. أما الباقي كله في حياته: أصله الإلهي، إرساليته للخلاص، البرهان الذي قدمه من خلال كلماته ومعجزاته. وأخيرًا القيامة والتي ختمت بالضمان على كل عمله، كل هذه في نظرهم مجرد خيال محض، نتج عن الإيمان والعبادة، وأحاطت به تقاليد أسطورية، والتي تكوَّنت أثناء فترة التبشير والوعظ ودفاعات وجدالات الجماعة المسيحية المبكرة”(10)(11).

6- دافيد كارنز Cairns:

قال ” كارنز ” أن بولتمان لا يملك الأدلة التي تجعله ينكر مسيح التاريخ، وهروبه من مسيح التاريخ بلا مبرر، وسخر كارنز من بولتمان الذي يشبه من قطع رأس شخص بهدف علاجه من الصداع، فقال ” وما نخلص إليه: أنه لا يوجد تبريرات قدمها بولتمان في مساندة خيرانه من التاريخ حاملًا الإيمان. فالمغامرة كلها تشبه كثيرًا قطع رأس شخص لعلاجه من الصداع.. إن خلاصتنا في هذا الفصل تقودنا إلى إدراك أن كل المبررات التي ساقها بولتمان، لدعم تحوُّله عن التاريخ غير مقنعة، إذ أن المشروع بأكمله يشبه تمامًا اللجوء إلى قطع رأس شخص كعلاج له من الصداع”(12)(13).

7- ألوين Ellwein:(*)

يرى ” ألوين ” -في إطار عرضه لأفكار هؤلاء النقاد- أن بولتمان وأتباعه بعد أن حذفوا ما شاءوا من الأناجيل بحجة أنها غير صحيحة تاريخيًا تركوا لنا نصًا مشوهًا لا يفيد أحدًا، فقال ” كل ما يتبقى بالتحديد هو الوعظ فقط، عبارة عن نقطة رياضية ليس لها أي امتداد”(14)(15) وبتعبير ” ماك جينلي ” أن بولتمان عندما استبعد الإطار التاريخي ” قد ترك وراءه نصًا مشوهًا، لا يفيد المسيحيين الأوائل ولا المحدثين”(16)(17) كما رأى ” ألوين ” أن ما فعله بولتمان عندما اعتقد أن يسوع التاريخ لغزًا يعني إنه ينكر التجسد الإلهي إعلان الله للبشرية فيقول ” أليس هذا تفسيرًا مزعجًا في تفسيره لرسالة العهد الجديد، عندما تصير الحقيقة التاريخية ليسوع الناصري التاريخي مجرد لغز نسبي؟ وهذا يعني أن ظهور إعلان الله والذي يفترض أنه اتخذ شكلًا جسديًا وتاريخيًا في يسوع يتلاشى ولا تقوم له قائمة”(18)(19).

8- برتيز Peritz:

يرى ” بيرتز ” أن قول بولتمان وأتباعه أن الجماعة الأولى كانت تنتظر نهاية الأيام ولذلك اهتمت بالتبشير دون الاهتمام بالأحداث التاريخية، قول مردود عليه لأنه لو صحت هذه الحجة فيمكن أن تصح وسط مجموعة صغيرة، ولا يمكن أن تصح وسط مجتمع مسيحي متسع، ولو صحت هذه الحجة على مستوى متسع ما كان هناك داعيًا لكتابة الأناجيل، لأنه مادام المسيحيون يتوقعون نهاية الأيام فلماذا يكتبون الأناجيل، بل أن كون كثيرون كتبوا كقول لوقا الإنجيلي لهو دليل على اعتقاد المسيحيين بأن الأيام مازالت ممتدة أمامهم وأن النهاية لن تكن بهذه السرعة، فيقول ” بريتز”.. ” إذا فعلنا مثل نُقَّاد الشكل، وأكدنا أن التلاميذ الأوائل ليسوع كانوا ينتظرون ويتوقعون سرعة نهاية الأيام، ولم يكن لديهم أي اهتمام بالتاريخ، ربما كان ذلك صحيحًا على جماعة صغيرة، ولكن ذلك لم يكن حقيقيًا بالنسبة للجميع، ولو كان ذلك هو حقيقة على الكل، فكان من المفترض ألاَّ توجد أية أناجيل مسجلة. وكلمة لوقا عن {الكثيرين} الذين أخذوا بتأليف قصة عن الأمور المتيقنة لم يكن لها وجود”(20)(21).

9- شروين وايت Sherwin White:

قارن بين أساليب الكتَّاب الرومان وكتَّاب الأناجيل، وقال حتى لو أن هؤلاء الكتَّاب أتبعوا الأسلوب الجدلي غير المرتب زمنيًا لكن ليس معنى هذا أنهم لا يتحدثون عن أمور تاريخية ” يمكن أن نؤكد بالدليل أن الأشخاص الذين كان لديهم اهتمام حماسي بقصة المسيح، حتى لو كان اهتمامهم بالأحداث كان انتقائيًا ووعظيًا أكثر منه تاريخيًا، هؤلاء الأشخاص سوف لا ينقادون نتيجة لهذه الحقيقة إلى تحريف وتدمير كامل للجوهر التاريخي لما ينادون به”(22)(23).

10- ف. ف. بروس F. F. Bruce:

كان رئيسًا للدراسات الكتابية في جامعة شيفيلد، وأستاذ النقد الكتابي والتفسيري بجامعة مانشستر، وقال أن لوقا الإنجيلي مشهودًا له بدقة التسجيل، فقد ذكر بعض الأحداث التي أمكن التأكد من صحتها، وبالتالي فإن ما ذكره من أحداث تاريخية لا بُد أن يكون صحيحًا ” إن الرجل الذي يمكن إثبات دقة وصحة كلامه في أمور يمكننا أن نختبرها، يكون غالبًا دقيقًا حتى عندما لا تتاح الوسائل التي تمكننا من اختباره، فالدقة هي عادة أو سلوك عقلي، ونحن نعلم.. أن بعض الناس من عادتهم الدقة تمامًا، كما أن آخرين يمكن أن تكون عدم الدقة من عاداتهم، وسجل لوقا يؤهله أن يُعتبر كاتبًا دقيقًا”(24)(25).

كما يقول ف. ف. بروس أن ” تاريخية المسيح هي أمر بديهي كتاريخية يوليوس قيصر، فليس المؤرخون الأمناء هم من يبثون نظريات {أسطورة المسيح}”(26)(27) وأيضًا يقول ” ربما يعبث الكتَّاب بالأفكار الخيالية التي تتحدث عن {أسطورة المسيح} ولكنهم لا يفعلون ذلك على أساس البراهين التاريخية. إن حقيقة المسيح التاريخية تُعدُّ أمرًا محوريًا بالنسبة للمؤرخ المنصف كحقيقة يوليوس قيصر التاريخية، فليس المؤرخون هم الذين يروجون لنظريات {أسطورة المسيح}”(28)(29).

11- بلاكمان Blackman:

يرى أن الإنجيليين كانوا يدركون تمامًا أنهم يكتبون عن الخلاص الذي صنعه يسوع التاريخ كجزء من التاريخ ككل، ولم يكن لهم حرية التأليف والإضافة، فيقول ” إن وعي لوقا بأن تاريخ الخلاص المتعلق بيسوع الناصري هو جزء من التاريخ ككل، وفي هذا لا يختلف لوقا تمامًا عن رفاقه الإنجيليين، فجميعهم كانوا على وعي بأنهم يسجلون أحداثًا حقيقية قامت بها شخصية تاريخية حقيقية. ومن أجل كل جهودهم لخلق إيمان بهذا الشخص. وللشهادة للقوة الإلهية التي تحركت من خلاله، من أجل هذا السبب أساسًا قاموا بكتابة الأناجيل، ولم يكن لهم الحرية في تلفيق أو تزيّيف المعلومات التي قدمتها تقاليد كنائسهم كما حدث في الجليل واليهودية قبل جيل مضى”(30)(31).

12- جيسلر Geisler:

يقول أن العلماء الذين يشكوُّن في يسوع التاريخ ” يزعمون بلا أي برهان أن الأناجيل ليست تاريخية، وإنها لا تقدم الشخصية التاريخية”(32)(33).

كما أشار جيسلر لخطورة الفصل بين ” يسوع التاريخ” و”مسيح الإيمان”، فإن لم يكن يسوع التاريخ حقيقة فباطل هو إيماننا وقضية خلاصنا تصبح بلا معنى ” أخيرًا، مثل هذا الفصل ليسوع التاريخي عن المسيح الإيماني يقوم على انقسام خاطئ بين الحقيقة والإيمان. إذ أن الدلالة التاريخية للمسيح لا يمكن أن تنفصل عن أصالته التاريخية. فإذا لم يكن يسوع قد عاش وعلَّم ومات وقام من الأموات كما يقول العهد الجديد، عندها لن يكن له أهمية أو معنى لخلاص اليوم”(34)(35).

13- ف. سكوت F. Scott:

يرى أنه لو أن هؤلاء النقاد أثاروا الريبة والشك حول بطل من العصور القديمة لجاز لهم هذا، ولكن كونهم يتناولون شخصية يسوع التاريخية الذي أثر في التاريخ كله، وينظرون إليه بعين الريبة والشك، فهو أمر غير مقبول، فيقول عن هؤلاء النُقَّاد ” كان من الصعب تحدي حججهم لو كانوا قد ركزوا على بطل آخر في العصور القديمة. ولكن فقط لأنهم يتناولون بنقدهم حياة يسوع فلذلك يتم النظر إليهم بإرتياب”(36)(37) وقول سكوت هذا يذكرنا بقول معلمنا بولس الرسول للوالي فستوس ” من جهة هذه الأمور عالم الملك الذي أكلمه جهارًا إذ أنا لست أصدق أن يخفى عليه شيء من ذلك. لأن هذا لم يُفعل في زاوية” (أع 26: 26).

14- جون دارويك مونتجومري Montgomery:

كان أستاذًا ورئيسًا لقسم تاريخ الكنيسة وتاريخ الفكر المسيحي، ومديرًا لكلية ترينتي اللاهوتية، حصل على شهادات متعددة في جامعات كورنيل، وكاليفورنيا، ووتنبرج، وجامعة سوسكس بإنجلترا. ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة شيكاغو بأمريكا، وألَّف أكثر من 140 كتابًا، ويرى مونتجومري أن ما كُتب عن يسوع يطابق تمامًا ما كُتب عن الشخصيات البارزة مثل الإسكندر الأكبر، وأغسطس قيصر، وشارلمان. وإن كتَّاب العهد الجديد كانوا شهود عيان لحياة يسوع التاريخ، ولذلك يجب الثقة في الصورة التي قدمها هؤلاء الكتَّاب”(38)(39).

15- ج. ب. مورلاند G. Barreit:

يرى ” مورلاند ” أن المؤرخين القدماء كانوا قادرين على تمييز الحقيقة من الخيال، فيقول ” هل كان المؤرخون القدماء قادرين على تمييز الحقيقة من الخيال؟ وهل هناك أي دليل على أنهم كانوا يرغبون في هذا التمييز؟ إن كل أعمال المؤرخين اليونانيين والرومان واليهود ربما أثَّرت في كتَّاب العهد الجديد”(40)(41).

ورد ” مورلاند ” على قول البعض بأن مؤلفي الأناجيل مثل مؤلفي الوثائق القديمة الذين لم يهتموا بدقة تسجيل الأحداث، فقال ” بين الكتَّاب اليونانيين هناك الكثيرون ناقشوا أهمية السرد الدقيق لما حدث فعلًا. فها هو هيرودتس يؤكد على دور شهود العيان في التوثيق التاريخي.. كما حاول ثيوسيدس أن يقدّر مدى دقة التقارير التي وصلت إليه، وفي كتابه {تاريخ الحروب} اعترف أنه من حين لآخر كان يلفق ويخترع أحاديث.. وفي جميع الأحوال لم يكن من السهل عليه تلفيق رواية. بينما على الجانب الآخر نجد أن يوليبيوس كان لديه معيارًا دقيقًا للغاية.. كما دافع أيضًا عن الفحص والتدقيق في شهادة شهود العيان الموثوقين”(42)(43).

16- أ. و. موسلي Mosely:

يرى أن الكاتب في القرن الأول الميلادي كان يمكنه أن يتساهل من جهة الدقة في الأحداث البعيدة زمنيًا، ولكنه عندما يتحدث عن أحداث قريبة فإنه كان يتحرى الدقة، فيقول ” بشكل عام كان من الأسهل أن يكون الكاتب غير دقيق عندما يتعامل مع أحداث وقعت قبله بفترة طويلة. لكن الكتَّاب الذين كانوا يتعاملون مع الأحداث التي وقعت في وقت قريب منهم، أو شهود العيان الذين مازالوا على قيد الحياة، يبدو أنهم عمومًا حاولوا إتيان الدقة بقدر المستطاع والحصول على المعلومات من شهودها. وهم علموا أنهم لن يستطيعوا أن يفلتوا بفعلتهم لو إخترعوا قصصًا وهمية عن أحداث، وأشخاص في الماضي القريب. ونحن نلاحظ أن يوسيفوس المؤرخ الشهير اتهم يوستوس بأنه امتنع عن نشر تاريخه إلى أن اختفى كل شهود العيان، وهذا أمر مُدَان بشدة. ولقد رأينا أن هؤلاء المؤرخين (مثل لوسيان، ديونيسيوس، يوليوس، أفوريوس، كسيسروا، يوسيفوس، وتاسيتوس) كانوا يسرعون في نقد زملائهم المؤرخين إذا قدموا روايات غير دقيقة، والشخص الذي يُقدم سردًا غير دقيق لشيء ما حدث كان يعتبر فاشلًا بشكل ما، ونحن نتوقع أن نجد أن مثل هذه الاتهامات كان ستوجَّه ضد كتَّاب العهد الجديد لو كانوا قد فشلوا في هذا الأمر”(44)(45).

حقًا أن الناس يملكون القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف، فيقول أحد المدافعين ” أننا ينبغي ألاَّ نعترض من البداية أنهم لم يكن لديهم اهتمام بمسألة الأصالة والمصداقية. ومن الممكن تمامًا أن الناس كانوا مهتمين بتميّيز أي التقارير كانت صحيحة فعليًا وأيها يكون تلك التي تأثرت بتطور ونمو التقليد الكنسي”(46)(47).

17 – ماك نيل Mc Neile:

أعتقد ” ماك نيل”.. ” أن نُقَّاد الشكل شطحوا كثيرًا في إلقاء الأحكام على محتويات الأناجيل، لأن منهجهم هو منهج أدبي – وليس تاريخي”(48)(49).

18- جورج الدون لادد Ladd:

تخرج من كلية جوردون للاهوت، وأكمل دراسة الدكتوراة في جامعة هارفارد، وعمل أستاذًا في معهد فولر اللاهوتي، وصار من علماء النقد الكتابي ولكنه في نفس الوقت كان محافظًا، وكتب ” لاهوتيات العهد الجديد ” ردًا على كتابات بولتمان، ويقول لادد ” يجب أن يتم إدراك أن النقد الكتابي الحديث لم يكن ثمرة لمدرسة مؤمنة مهمومة بفهم أفضل للكتاب المقدَّس ككلمة الله في وصفها التاريخي، ولكنها مدرسة رفضت دعاوي الكتاب المقدَّس بأنه كلمة الله الموحاة بطريقة تفوق الطبيعة”(50)(51).

19- بنويت Benoit:

يرى ” بنويت ” أنه حتى لو كان المسيحيون الأوائل لم يهتموا بالتاريخ، إلاَّ أنهم بالتأكيد لم ينسبوا شيئًا ليسوع التاريخ لم يفعله أو لم يتحدث عنه، فيقول ” ربما لم يبد المسيحيون اهتمامًا بالتاريخ، لكنهم بكل تأكيد كانوا مهتمين بما هو تاريخي. ربما لم يرغب الوعاظ أن يسردوا كل شيء عن يسوع، ولكنهم بالتأكيد لم يرغبوا أن ينسبوا إليه أي شيء غير حقيقي”(52)(53).

وقال ” بنويت ” أنه ليس من المعقول أن الذين آمنوا بالمسيحية آمنوا بناء على تلفيقات الرسل ” هل من المعقول أن المهتدين الجدد قبلوا إيمانًا جديدًا، تطلب الكثير من الجهد منهم، فقط على أساس مجرد جلسات لنشر الشائعات، والذي على أساسه قام وعَّاظ بولتمان وديبليوس بتلفيق واختراع أقوال وأفعال لم يقم بها يسوع على الإطلاق”(54)(55).

20- ألبرايت Albright:

يرى ” البرايت ” مثل ” ماك نيل ” أن نُقَّاد الشكل اعتمدوا على الأسلوب الأدبي لتحديد مدى تاريخية النص، وهذا الأمر لا يكفي، فلابد من دليل خارجي لتحديد مدى تاريخية النص، فيقول أن ” أصالة وتاريخية أية بيانات لا يمكن قيامها بشكل قاطع، أو رفضها ودحضها تمامًا من خلال الإطار الأدبي الذي تم صياغتها به، حيث يجب أن يتواجد دائمًا دليل خارجي”(56)(57).

ويؤكد ” البرايت ” أنه لا بُد من توافر أسباب قوية بعيدة عن الإطار الأدبي للحكم على تاريخية النص، فيقول ” من وجهة نظر المؤرخ المحايد لا يمكن دحض بيانات من خلال الإطار الأدبي العرضي الذي تم صياغته فيه إلاَّ إذا تواجدت أسباب قوية مستقلة لرفض تاريخية عدد من البيانات الأخرى الموجودة في نفس الإطار”(58)(59).

21- نورمان بيتنجر Pittenger:

قال ” دعنا نتأكد تمامًا أن كل المحاولات لإنكار تاريخية يسوع قد باءت بالفشل”(60)(61).

22- أوتو بيتس Betz:

قال ” لم يجازف أي عالم جاء بافتراض عدم تاريخية شخصية يسوع”(62)(63).

23- دونالد هاجنر Hagner:

يرى أن جوهر الإيمان المسيحي يعتمد على يسوع التاريخ، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فيقول ” تعتمد المسيحية الحقيقية، مسيحية نصوص العهد الجديد، على التاريخ اعتمادا كليًّا، فجوهر إيمان العهد الجديد التأكيد على أن {الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه} (2كو 5: 19) وتعد أحداث تجسد المسيح وموته وقيامته كأحداث حقيقية زمانيًا ومكانيًا، أي كحقائق تاريخية، أُسسًا لا غنى عنها للإيمان المسيحي. ومن ثم فإن أفضل تعريف للمسيحية في رأيي هو ذكر أعمال الله التاريخية والاحتفال بها والمشاركة فيها، وهذه الأعمال، كما يؤكد على ذلك العهد الجديد، تكمُل في يسوع المسيح”(64)(65).

24- هوارد كلارك كي:

أستاذ متقاعد في جامعة بوسطن بعد أن درس المصادر الأخرى غير العهد الجديد إنتهى إلى ” أن نتيجة فحص المصادر الأخرى غير العهد الجديد التي تؤيد بشكل مباشر أو غير مباشر ما نعرفه عن يسوع هي تأكيد وجوده التاريخي، وقوته الفائقة، وإخلاص أتباعه، واستمرار الحركة المسيحية بعد موته على يد الحاكم الروماني في أورشليم، وتغلغل المسيحية في طبقات المجتمع العليا في روما نفسها بنهاية القرن الأول”(66)(67).

25- روبرت شتان Stein:

وهو أستاذ للعهد الجديد، ويقول ” تؤيد المصادر غير المسيحية بما لا يدع مجالًا للشك الأمور التالية على الأقل:

1- أن يسوع كان شخصية تاريخية حقيقية.

2- أن يسوع عاش في فلسطين في القرن الأول.

3- أن قادة اليهود تورطوا في قتل يسوع.

4- أن يسوع صُلب على أيدي الرومان أثناء حكم بيلاطس.

5- أن خدمة يسوع ارتبطت بالعجائب، والسحر”(68)(69).

26- ر. ت. فرانس France:

يقول ” لذلك فإن القرائن غير المسيحية تبرهن على حقيقة وجود يسوع، وعلى إتباع الكثيرين له، وعلى إعدامه، والتاريخ التقريبي لذلك”(70)(71).

27- أدوين ياموتشي Yamauchi:

وشغل منصب أستاذ التاريخ بجامعة ميامي، وأكد أن لدينا وثائق تاريخية لشخصية يسوع تفوق الوثائق التي تشير إلى أي مؤسس ديني آخر (مثل زرادشت أو بوذا) فيقول ” ولو لم يكن لدينا كتابات العهد الجديد للمسيحية، لاستطعنا أن نستنبط الحقائق التالية من الكتابات غير المسيحية مثل كتابات يوسيفوس والتلمود وتاسيتوس وبليني الصغير:

1- أن يسوع كان معلمًا يهوديًا.

2- آمن الكثيرون من الناس أنه قام بأعمال الشفاء والسحر.

3- أن رؤساء اليهود قد رفضوه.

4- أنه صُلب في ظل ولاية بيلاطس البنطي وحكم طيباريوس.

5- رغم موت العار الذي اجتازه إلاَّ أن أتباعه الذين كانوا يؤمنون أنه لا يزال حيًّا انتشروا إلى ما وراء فلسطين حتى أصبح هناك الكثير منهم في روما بحلول عام 64 م.

6- إن مختلف ألوان البشر والمدن والقرى -رجالًا ونساءًا، عبيدًا وأحرارًا- قد عبدوه كإله بحلول القرن الثاني الميلادي”(72)(73).

28- جوش مكدويل:

يرى ” مكدويل ” أن الإنجيليين رأوا في يسوع التاريخ هو هو مسيح الإيمان. أما الذين فصلوا بينهما فكأنهم ينكرون التجسد الإلهي، فيقول ” أن مؤلفي العهد الجديد يجعلون أساسًا لهم وهو الإيمان الذي يتضمن إتحاد مسيح الإيمان مع يسوع التاريخ.. لأن كل المساعي العملية (للمشككين) لوضع تصميم {مسيح الإيمان} والتي تتجاهل حياة يسوع التاريخية على الأرض تقترب بشكل خطير من إنكار أن يسوع جاء في الجسد على الإطلاق. يحذَر الرسول يوحنا {وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي والآن هو في العالم} (1يو 4: 3)”(74).

ويرى جوش مكدويل بأن هؤلاء النُقَّاد الذين فصلوا بين يسوع التاريخ ومسيح الإيمان كان هدفهم أن يُظهِروا يسوع التاريخ كشخص عادي بلا معجزات ولا قدرة على التعبير، بينما الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في القرون الأولى يشهدون لحقيقة يسوع التاريخ، فيقول ” أن العلماء واسعي المعرفة الذين يجلسون في أبراجهم العاجية قد ينشئون ” مسيح الإيمان ” على حسب رغباتهم. وهذا المسيح من السهل أكثر كثير قبوله، فهو لا يقوم بأي أعمال خارقة للطبيعة. كما أنه ليس مختلفًا كثيرًا عن القادة المتنوعين للأنظمة الفكرية أو الفلسفية المختلفة.. هذا هو ما حدث في الأبحاث الخاصة بيسوع التاريخي. حيث أن أساسهم المعادي للخوارق (أي إنكارهم للمعجزات) قد حوَّل البحث عن يسوع التاريخي إلى تقديم لشخصية يسوع العاجز والزائف الخيالي.

والآن يجب أن يتم النطق بالحكم، وعلى كل شخص أن يقرر من سيتبع ومن سيؤمن به:

الفيلسوف واسع المعرفة الذي عاش بعد قرون من يسوع، هذا الذي يجول في الأرض. أم هؤلاء الأشخاص الذين ساروا مع يسوع وماتوا من أجله. إن حكم الملايين عبر العصور سواء كانوا فلاحين بسطاء أو علماء عادلين عباقرة هو أن يسوع عاش ومات وقام من الأموات لكي يغير حياة كل من يقبله كما هو فعلًا”(75).

29- جاء في دائرة المعارف البريطانية طبعة سنة 1974 م. نحو 20 ألف كلمة عن يسوع المسيح، فهو أكثر مما جاء عن أي شخصية أخرى مثل أرسطو أو شيشرون أو الإسكندر الأكبر أو يوليوس قيصر أو بوذا أو كنفوشيوس أو نابليون بونابرت.

_____

(*)(**) لاحظ أن إدوارد ألوين وجون درين لم يكونا من هؤلاء النُقَّاد، إنما كانوا يعرضون أفكارهم.

(1) Joachim Jermias , The Problem of the Historical Jesus 1964 P. 12.

(2) القس أندريه زكي – المسيح والنقد التاريخي ص 28.

(3) القس أندريه زكي – المسيح والنقد التاريخي ص 28.

(4) Joachim Jeremias , The Problem of the Historical Jesus 1964 , P. 9.

(5) القس أندريه زكي – المسيح والنقد التاريخي ص 28.

(6) برهان يتطلب قرارًا ص 607.

(7) أورده القس أندريه زكي – المسيح والنقد التاريخي ص 33.

(8) برهان يتطلب قرارًا ص 609.

(9) راجع القس أندريه زكي – المسيح والنقد التاريخي ص 54 – 56.

(10) Duncker BC , 28.

(11) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 485.

(12) Cairns , CWM , 149.

(13) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486، 487.

(14) Ellwein, RBIK , 42.

(15) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486.

(16) Mc Ginley , FCSHN , 70.

(17) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486.

(18) Ellwein , RBIK , 42.

(19) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486.

(20) Peritz , FCE , 205.

(21) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486.

(22) Sherwin White , RSRLNT , 191.

(23) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 498.

(24) Bruse , NTDATR , 90.

(25) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486.

(26) Bruce, NTDATR , 119.

(27) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486.

(28) Bruce, ATDATR, 72 , 119.

(29) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 151.

(30) Blackman , JCY , 27.

(31) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486.

(32) Geisler , BECA , 386.

(33) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 498.

(34) Geisler , BECA , 142.

(35) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 498.

(36) Scott , VGR , 1.

(37) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 486.

(38) Montgomery , HC , 48.

(39) راجع جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 487.

(40) Barreit , MNT , 87.

(41) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 487.

(42) Barrett , MNT , 88.

(43) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 487.

(44) Mosely , HRAW , 26.

(45) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 487.

(46) Dowman , FSAB , 26.

(47) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 488.

(48) MC Neile , ISNT , 54.

(49) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 488.

(50) Ladd , NTC , 38.

(51) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 488.

(52) Benoit , JG , 32.

(53) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 488.

(54) Benoit , JG , 32.

(55) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 488.

(56) Albright , TCCLA , 12.

(57) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 488.

(58) Albright , FSAC , 293 – 294.

(59) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 488.

(60) Pittenger , PHJ , 89 – 90.

(61) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 489.

(62) Betz , WDWKAJ, 9.

(63) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 152.

(64) Hagner , NTCI , 73 , 74.

(65) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 152.

(66) Kee , WCKAJ , 19.

(67) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 163.

(68) Stein , JM , 49.

(69) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 164.

(70) France, NBD, 564.

(71) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 164.

(72) Yamauchi , JUF , 221 , 222.

(73) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 164.

(74) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 498.

(75) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 499.

ما هي آراء المدافعين عن شخصية يسوع التاريخية (يسوع التاريخ)؟