Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

كيف نشأت بدعة الفصل بين “يسوع التاريخ” و”مسيح الإيمان”؟

 113- كيف نشأت بدعة الفصل بين “يسوع التاريخ” و”مسيح الإيمان”؟

ج: نبعت بدعة الفصل بين ” يسوع التاريخ” و”مسيح الإيمان ” من الفصل بين الأمور الإيمانية والأمور التاريخية، ففصل الأمور الإيمانية عن الأمور التاريخية قاد النقاد إلى الفصل بين ” مسيح الإيمان” و”يسوع التاريخ”. كما أن التشكيك في شخصية يسوع التاريخية ترجع إلى ما نشره ” ليسينج ” خلال الفترة (1774 – 1778م) من الأبحاث النقدية التي قام بها ” هيرمان صموئيل ريماروس ” بعد موته، فقد أعتقد ريماروس أن يسوع لم يكن هو المسيا، ولم يتنبأ بموته، ولم يقم من الأموات، وأن تاريخ يسوع عبارة عن خداع متعمد من قبل التلاميذ، وظل النُقَّاد على مدار القرن الثامن عشر والتاسع عشر يبحثون عن شخصية يسوع التاريخية.

وقال “ليسينج” أن قول يسوع المسيح عن نفسه أنه صنع المعجزات وقام من الأموات قول غير معقول، وأن قول المسيحيين أن الإنجيليين كتبوا الأناجيل بوحي من الروح القدس قول غير مقبول، فقال عن المسيحيين ” أنهم يقولون أن مسيحهم يجب أن نعترف أنه كان يقيم الموتى، هو نفسه قام من الأموات.. وهذا سيكون رائعًا تماما لو أن ذلك يستند على أكثر من مجرد حجج تاريخية أن يسوع قال ذلك عن نفسه (أي أن ليسينج لا يقتنع بشهادة يسوع المسيح عن نفسه) لو أنك (أيها القارئ) ضغطت عليَّ أكثر وقلت لي: “نعم بالطبع! هذا أكثر من مجرد حجة تاريخية لأنه تأكد بواسطة مؤرخين كتبوا بإرشاد الوحي المقدَّس ولا يمكنهم الوقوع في أي أخطاء”.

هذا هو الخندق القبيح الفاضح (يقصد الاحتجاج بالوحي الإلهي) الذي لا يمكنني أن أعبره، مهما حاولت بكثرة وجديَّة أن أقوم بهذه الوثبة لأعبره”(1)(2) كما صنع ” إيمانويل كانط ” فجوة بين يسوع التاريخ وبين الإنسان المثالي المتجسد الذي يمثل الكمال الأخلاقي، وقلَّل ” ” سورن كيركجارد ” من قيمة الحاجة إلى يسوع التاريخ معطيًا أهمية أكبر لقفزة الإيمان(3).

_____

(1) Lessing , LTW , 55.

(2) جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 495.

(3) راجع جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 495، 496.

Exit mobile version