هل معنى عصمة الكتاب المقدَّس هو بلاغة الأسلوب الذي لا يدانيه أسلوب آخر في الجمال والكمال؟
93- هل معنى عصمة الكتاب المقدَّس هو بلاغة الأسلوب الذي لا يدانيه أسلوب آخر في الجمال والكمال؟
ج: لم يُكتب الكتاب المقدَّس من أجل بلاغة الأسلوب وجماله وإبداعه، إنما كُتب من أجل خلاص الإنسان، ورغم إن الكتاب المقدَّس حوى أساليب متعددة من شعر ونثر، وتميز بغنى الأسلوب وفخامته، فصار محببًا للنفس، إلاَّ أنه لم يُكتب من أجل جمال الأسلوب وكماله، بل من أجل سعادة الإنسان وحياته الأبدية، كقول معلمنا بولس الرسول ” لأن كلَّ ما سبق فكُتِب لأجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء” (رو 15: 4).
فالأسفار المقدَّسة لا تمثل نتاجًا أدبيًا أبدعه بعض العباقرة، ولا تمثل أيضًا إنتاجًا بشريًّا متميّزًا أضاف إليه الله بعض الأمور الإلهيَّة، ولا تمثل أفكارًا بشريَّة وافق عليها الله إلى حد ما.. إن الأسفار المقدَّسة قد خرجت إلى الوجود بطريق خارق للعادة ليس له مثيل قط. إنها وحدها دون أية كتابات أخرى في العالم كله على مدى الأزمان أتت بنفخة من الله.
وعلى كلٍ فمن أمثلة روعة الأسلوب في اللغة العبرية المزمور 119 حيث نجده مقسَّمًا إلى اثنين وعشرين قطعة بعدد حروف اللغة العبرية، وكل قطعة تشمل ثمان آيات، فالآيات الثمان في القطعة الأولى جميعها تبدأ بحرف “أ” والثمانية آيات التالية في القطعة الثانية تبدأ بحرف “ب” والثمانية آيات في القطعة الثالثة تبدأ بحرف “ج” وهلم جرا..