هل تتمشى المعجزة مع القانون الطبيعي، ولكن الإنسان في بساطته لا يدرك هذا، فيدعوها معجزة وهي ليست كذلك؟
82- هل تتمشى المعجزة مع القانون الطبيعي، ولكن الإنسان في بساطته لا يدرك هذا، فيدعوها معجزة وهي ليست كذلك؟
س82: هل تتمشى المعجزة مع القانون الطبيعي، ولكن الإنسان في بساطته لا يدرك هذا، فيدعوها معجزة وهي ليست كذلك؟ ويقول ” جيمس مور ” في كتابه ” المسيحية للعقل الرزين”.. ” يرى العلماء المعاصرون أن لا أحد يعلم (القانون الطبيعي) بشكل كافٍ، بحيث يمكن أن يقول أنه يعتبر بالضرورة أن حدثًا ما يعتبر إخلالًا به..”(1)(2).
ويؤكد نفس المعنى ” نوويل – سميث ” فإنه يرى أن المعجزات هي في الحقيقة أحداث طبيعية غريبة، حتى وإن لم نجد لها تفسيرًا لدى العلماء الآن، فلعل تقدم العلم يكشف لنا سر هذا اللغز، فيقول ” لا يتبع ذلك أن نقول لأن الظاهرة غير مفهومة بالطرق العلمية، فإنه علينا أن ننسبها إلى عوامل تفوق الطبيعة، وبكلمات أخرى، مازالت هناك الإمكانية قائمة أن يتمكن العلم، في المستقبل، أن يتقدم بالتفسير لهذه الظاهرة”(3)(4).
ج: 1- آمن ” نوويل – سميث ” بالقوانين الطبيعية، وأعتقد أن المعجزات لن تخرج قط عن نطاق هذه القوانين، ويقول ” نورمان جسلر”.. ” بينما يدّعي نوويل – سميث أن العلماء يجب أن يحتفظوا لأنفسهم بعقول متفتحة، وأن لا يرفضوا الدليل الذي يدمّر نظريات سابقة التصور، من الواضح أنه أغلق ذهنه تمامًا لإمكانية تواجد تفسير يعوق الطبيعة. أنه بكل تعسف يصر على ضرورة أن تكون التفسيرات طبيعية وإلاَّ فإنها لا تحتسب. هو يبتكر الافتراض العظيم وهو أن كل الأحداث سوف يكون لها في النهاية تفسير طبيعي، لكنه لا يتقدم بأن برهان يعضد هذا الافتراض. الطريق الوحيد أمامه ليؤكد هذا هو أنه يعلم مقدمًا أن المعجزات لا يمكن أن تحدث. إنها ليست سوى قفزة في طريق الإيمان بالطبيعة”(5)(6).
2- خلط نوويل سميث بين المصدر الطبيعي والعمل الطبيعي، وقد أوضح جسلر هذا عندما قال أن المحركات مثلًا تعمل وفقًا لقوانين الطبيعة ولكن الطبيعة لا تنتج محركات ” إحدى المشاكل التي تقف خلف هذا النوع من الطبيعة العلمية هي الخلط ما بين الأصل الطبيعي والعمل الطبيعي. المحركات تعمل وفقًا للقوانين الطبيعية، ولكن القوانين الطبيعية لا تنتج محركات. العقول هي التي تفعل. بنفس الأسلوب، أصل المعجزة ليس موجودًا في القوانين الطبيعية أو الكيميائية للكون، حتى ولو كان الحدث الناتج سوف يعمل طبقًا للقوانين الطبيعية. بكلمات أخرى، الحمْل المعجزي استلزم تسعة أشهر للحمْل (بتوافق مع قانون طبيعي) لذلك، بينما تنظم القوانين الطبيعية الأشياء، إلاَّ أنها لا ينظر إليها بأنها مصدر كل الأشياء”(7)(8).
_____
(1) Moore , SC: TPC , 79.
(2) أورده جوش مكدويل في كتابه برهان يتطلب قرارًا ص 330.
(3) Nowell – Smith , M , as Cited in Flew, NEPT , 246 , 247 , 248.
(4) المرجع العربي السابق ص 588.
(5) Geisler and Brooks, WSA, 81.
(6) أورده جوش مكدويل في كتابه برهان يتطلب قرارًا ص 588، 589.
(7) Geisler, MMM, 47.
(8) المرجع العربي السابق ص 589.