هل النسوة قد أخطئن في تحديد قبر المسيح؟
79- لماذا لا يكون رأي “ليك” بأن النسوة قد أخطئن في تحديد قبر المسيح صحيحًا، ولاسيما أن الظلام كان يُخيم على المكان؟
س79: لماذا لا يكون رأي ” ليك ” K. Lake بأن النسوة قد أخطئن في تحديد قبر المسيح صحيحًا، ولاسيما أن الظلام كان يُخيم على المكان؟ فقد ادَّعى “ليك” أن النسوة أتين إلى القبر والظلام باقٍ وأنوار الفجر مازالت خافتة ولذلك لم يستطعنَّ تمييز قبر المسيح من غيره، وقال أن أورشليم كانت محاطة بعدد كبير من القبور المحفورة في الصخور، ولذلك اتجهوا إلى قبر فارغ وظنوه هو قبر المسيح، رغم إن الشاب الذي كان لابسًا ثيابًا بيضاء قال لهم ” ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه ” وأشار للقبر التالي، ولكن النسوة لم يفطنَّ لإشارة الملاك، فعدن وأشعن أن القبر فارغ والمسيح قام من الأموات.
ج: نظرية ” ليك ” التي تدعي بأن هناك خطأ في تحدي مكان القبر مرفوضة كل الرفض للأسباب الآتية:
1- كان قبر المسيح محفورًا في بستان، ومعنى هذا أنه لم يكن هناك أية قبور أخرى تجاوره ” وكان في الموضع الذي صُلِب فيه بستان وفي البستان قبر جديد لم يُوضع فيه أحد قط. فهناك وضعا يسوع بسبب استعداد اليهود لأن القبر كان قريبًا” (يو 19: 41، 42).. حقًا إن السيد المسيح لم يختر قبره في منطقة قبور لئلا يحدث التباس وينسبون قيامته إلى شخص آخر، إنما اختار قبره في مكان به بستان ليس به قبور، فمن أين جاء القبر الآخر المفتوح والفارغ في تلك الساعة المبكرة؟!
2- النسوة خرجن من بيوتهن والظلام باقٍ، ولكنهن لم يقدرن عبور أبواب أورشليم إلاَّ في الصباح الباكر، لأن هذه الأبواب لا تُفتح إلاَّ في الصباح الباكر.
3- النسوة اللاتي ذهبن إلى القبر كنَ يعرفنَ مكان القبر جيدًا، لأنهنَّ حضرن مراسم التكفين والدفن ” وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر” (مت 27: 61).. ” فاشترى كتانًا فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتًا في صخرة ودحرج حجرًا على باب القبر. وكانت مريم المجدلية ومريم أُمُّ يوسي ينظران القبر وكيف وضع جسده” (لو 23: 55) فكيف ينسين هؤلاء النسوة مكان القبر بين عشية وضحاها؟!
4- بعد أن أخبرن النسوة الرسل بقيامة الرب ذهب بطرس ويوحنا إلى القبر، ويوحنا الذي تبع المسيح حتى القبر وحضر مراسم التكفين والدفن لا بُد أنه كان يعرف القبر جيدًا ” فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معًا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولًا إلى القبر.. وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة. والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا على الأكفان بل ملفوفًا في موضع وحده. حينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر الذي جاء أولًا إلى القبر ورأى فآمن” (يو 20: 3 – 8). فلو كان هذا القبر ليس قبر المسيح فمن الذي أحضر الأكفان ووضعها في هذا المكان؟!
5- لو لم يكن هذا القبر قبر المسيح، فمن هو الشاب اللابس ثيابًا بيضاء ؟! وما الذي أتى به ليجلس في قبر فارغ في تلك الساعة المبكرة من اليوم؟!
6- قال الملاك للنسوة ” لا تخافا أنتما. فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلما أنظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعًا فيه” (مت 28: 5، 6) فهل الملاك أيضًا أخطأ في تحديد قبر المسيح ونزل من السماء ليجلس في قبر آخر؟!!
7- لو كان الملاك أشار للنسوة على القبر الصحيح، فلماذا لم يذهبنَ هؤلاء النسوة لهذا القبر الصحيح، ولاسيما أنهنَّ أحضرنَ معهنَّ أطيابًا ليطيبنَ جسده، عوضًا عن عودتهنَّ بالأطياب؟!
8- عندما كرز الرسل بالقيامة.. لماذا لم يتصد لهم رؤساء الكهنة ويظهرون قبر المسيح الذي يجهله التلاميذ، ولاسيما أنهم يعرفونه جيدًا لأنهم سبقوا وطلبوا من بيلاطس حراسًا لضبط هذا القبر؟
9- ولو صمت رؤساء الكهنة ولم يهتموا بالأمر.. فلماذا لم يعلن يوسف الرامي ونيقوديموس أن جسد يسوع مازال في قبره، ولاسيما أنهما هما اللذان توليا عملية تكفينه ودفنه، والقبر الذي دُفن فيه هو ملك خاص ليوسف الرامي؟!