Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل يصح افتراض “كلاوزنر” Joseph Klausner بأن يوسف الرامي وضع جسد يسوع في قبره الخاص بصفة مؤقتة لأن السبت قد لاح؟

76- هل يصح افتراض “كلاوزنر” Joseph Klausner بأن يوسف الرامي وضع جسد يسوع في قبره الخاص بصفة مؤقتة لأن السبت قد لاح. ثم نقله إلى قبر آخر أكثر ملائمة، وربما خوفًا على بستانه من الزائرين للقبر، وعندما وجد التلاميذ القبر فارغًا أشاعوا قيامة السيد المسيح؟

ج: لو صح هذا الإدعاء بأن يوسف الرامي نقل الجسد لسبب أو لآخر فإننا سنقف أمام الأسئلة الآتية:

1- بعد أن مرَّ السبت كان الجسد مازال  موجودًا في القبر، بدليل أن الحراسة كانت قد تعيَّنت عليه، وهذا دليل على أن يوسف لم يكن قد أخذ الجسد بعد، وفي فجر اليوم التالي قام المسيح وخرج من قبره، وبالطبع لم يصل إليه يوسف الرامي بعد قيامته ليضعه في قبر جديد.

2- عندما ذهب يوسف الرامي إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع، فهو بهذا العمل استنكر وإستهجن عمل مجلس السنهدريم والأمة اليهودية، وهذا بلا شك أثار غضب واستياء واحتقار القيادات الدينية له، وفي كل هذا كان يوسف يقامر بمركزه الاجتماعي، فهل بعد أن ضحى بكل هذا من أجل يسوع يلتفت إلى قبر ويستكثره على يسوع المسيح؟! ويقول فرانك موريسون المحامي “فهل يُعقل أن يُفرض على نفسه هذه العقوبات الشائنة من إحتقار زملائه القدماء، وإثارة عداء الكهنة ضده، وعار أتباعه لنبي مصلوب مُهان. ثم يخلع عنه هذا الشرف ولم تمضِ عليه ست وثلاثون ساعة؟ لا أظن هذا ما يسيغه العقل أو يُسلّم به علم النفس”(1).

3- كان يوسف رجلًا مشيرًا شريفًا (مر 15: 43) كريمًا وقد تخلى عن قبره بإرادته وبطيب خاطر، ووهبه للسيد المسيح ليُدفن فيه، فهل بعد هذا يتراجع فيما وهب ويسترد القبر ثانية، وأكثر من هذا يفعل هذا تحت جناح الليل، العمل الذي يناسب لصوص المقابر ويتعارض تمامًا مع كرامة وأخلاق يوسف الرامي؟!

4- من أين أتت الزيارات الكثيرة قبل القيامة والتلاميذ كانوا في رعبة الموت..؟! لم يتجرأ على زيارة القبر سوى بضعة نسوة لا يزيد عددهنَّ عن أصابع اليد الواحدة، فهل هؤلاء النسوة الرقيقات كن سيتلفن البستان؟! وعندما ذهبن صباح الأحد لم يجدن الجسد لأنه قد قام، فهل كان يوسف الرامي نبيًا عَلِم بمقدم هؤلاء النسوة ولذلك قام بنقل الجسد قبل أن يأتينَّ إلى القبر؟!

5- كيف استطاع يوسف الرامي سواء بمفرده أو بصحبة بعض أتباعه أن يحرك الحجر دون أن يحدث أي صوت في هدوء وسكون الليل البهيم، وحتى لا يستيقظ الحراس من غفوتهم على افتراض أنهم كانوا نائمين وهو افتراض صعب التحقق؟!

6- لو افترضنا أن يوسف وصل إلى القبر ونجح في دحرجة الحجر ودخل إلى أحشاء القبر فلماذا لم يحمل الجسد بالأكفان؟! لماذا جرَّد الجسد من الأكفان؟ وهل ليكفنه بأكفان أخرى؟! يقول فرانك موريسون ” علينا أن نُصوّر لأنفسنا فريقًا من الناس يعملون على ضوء المصابيح أو المشاعل في ظروف تحيط بها صعاب جمة، يتعسَّسون طريقهم في مناطق معتمة وراء أسوار المدينة حاملين بين أيديهم جسدًا ثقيلًا -ربما لمسافة بعيدة- لإيداعه مثوى آخر. ونحن نتصورهم يُعنَون أولًا بتجريد الجسد من أكفانه، تاركين إياه في القبر، وبعد إما يلفونه في أكفان جديدة غير التي ابتاعوها وأنفقوا عليها في الدفن الأول، وإما ينقلون الجسد عاريًا إلى مثواه الأخير، ونتصوَّر أيضًا أنهم نسوا إغلاق القبر القديم، أو ربما لم يريدوا إضاعة الوقت في ذلك”(2).

7- ولو افترضنا أن يوسف نقل جسد يسوع إلى قبر آخر فلماذا لم يخبر التلاميذ وذويه بهذا؟!، ولو افترضنا أنه لم يخبرهم بهذا، فعندما سمع أنهم ينادون بقيامته فلماذا لم يواجههم بالحقيقة، وأنه قد نقل جسده إلى قبر آخر، وهو مازال به للآن؟!

_____

(1) فرانك موريسون – من دحرج الحجر؟ ترجمة حبيب سعيد ص 78.

(2) فرانك موريسون – من دحرج الحجر؟ ترجمة حبيب سعيد ص 75.

Exit mobile version