Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

ما المقصود بالأسفار القانونية؟ وكيف قررت الكنيسة قانونية الأسفار المقدسة؟

ما المقصود بالأسفار القانونية؟ وكيف قررت الكنيسة قانونية الأسفار المقدسة؟

ما المقصود بالأسفار القانونية؟ وكيف قررت الكنيسة قانونية الأسفار المقدسة؟

85- ما المقصود بـ”الأسفار القانونية”؟ وكيف قرَّرت الكنيسة قانونية الأسفار المقدَّسة؟

ج: الأسفار القانونية Canon، وكلمة Canon مشتقة من الكلمة الإنجليزية Cane أي قصبة {في اللغة العبرية ganeh وفي اليونانية κανόνας} واستخدمت القصبة كقضيب للقياس، ثم أصبحت تعني معيار، وأول من أستعمل كلمة قانون بالنسبة للأسفار المقدَّسة هو أوريجانوس، فالأسفار القانونية هي الأسفار المقدَّسة الموحى بها من الله والتي قبلتها الكنيسة.

وإذا تساءلنا: هل الكنيسة هي التي قرَّرت قانونية الأسفار؟

نستطيع أن نقول: نعم الكنيسة هي التي قرَّرت قانونية الأسفار..؟ ولكن كيف..؟ الكنيسة هي التي اكتشفت الأسفار القانونية، فالسفر يعد قانونيًا أساسًا لأنه كلمة الله، ولهذا قبلته الكنيسة، وليس لأن الكنيسة قبلته قد صار كلمة الله، فأولًا: السفر هو كلمة الله، وثانيًا: لأنه كلمة الله لذلك قبلته الكنيسة..

وإن تساءلنا: ما هو المعيار الذي استخدمته الكنيسة للتمييز بين الأسفار القانونية والأسفار المزيَّفة؟

نجد أن هناك خمسة معايير استخدمتها الكنيسة للتميّيز بين الأسفار القانونية والأسفار المزيَّفة، وهي:

1- أن يكون كاتب السفر هو أحد أنبياء العهد القديم، أو أحد رسل العهد الجديد.

2- أن يكون لكاتب السفر حياته المقدَّسة، وكثيرين من الكتَّاب أجرى الله على أيديهم معجزات باهرة، ووضع في أفواههم نبوءات عجيبة، وتؤيد المعجزة كلمة الله التي يقدمها رجل الله لشعب الله.

3- أن يُعلّم السفر طريق الله بالحق والاستقامة، وأن يكون السفر خاليًا تمامًا من أي تناقض، بعيدًا تمامًا عن روح الكذب ” لا يمكن أن الله يكذب” (عب 6: 18) وأتبع أباء الكنيسة المبدأ القائل ” إذا خامرك الشك في سفر فألقه جانبًا”.

4- أن يُظهِر السفر قوة الله، ويكون للسفر تأثيره على النفس البشرية ” لأن كلمة الله حيَّة وفعَّالة” (عب 4: 12) تعمل في الإنسان فتغير حياته ” لكي يكون إنسان الله كاملًا متأهبًا لكل عمل صالح” (2تي 3: 17).. أي أن السفر القانوني لا بُد أن يتمتع بالسلطان الإلهي الفعَّال.

5- قبول المعاصرين للكاتب لهذا السفر فالذي قبل أسفار العهد القديم هم رجال كنيسة العهد القديم، والذي قبِل أسفار العهد الجديد هم رجال كنيسة العهد الجديد، كما قبِل أهل تسالونيكي رسالة معلمنا بولس الرسول الذي كتب يقول لهم ” من أجل ذلك نحن أيضًا نشكر الله بلا انقطاع. لأنكم إذ تسلَّمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضًا فيكم أنتم المؤمنين” (1تس 2: 13) ومثلما قبل معلمنا بطرس الرسول كتابات بولس الرسول كأسفار مقدَّسة (2 بط 3: 15، 16)(2).

ويقول ” ايريل كيرنز ” عن قانونية الأسفار ” يخطئ معظم الناس باعتقادهم بأن قانونية الأسفار أُقرت بواسطة المجامع العامة للكنيسة. لكن الأمر لم يكن هكذا، لأن مجامع الكنيسة المختلفة التي كانت لها قرارات حول موضوع قانونية أسفار العهد الجديد كانت تقوم بمجرد الإعلان العلني، كما سنبين فيما بعد، لما قد ترسخ قبوله في ضمير الكنيسة لفترة من الوقت.. كان أهم إختبار يخضع له السفر ليكتسب شرعيته واعتباره من ضمن الأسفار القانونية هو مدى تميزه بالملامح الرسولية، هل كتبه واحد من الرسل.. وأيضًا إمكانية أن يكون هذا السفر نافعًا لبنيان الكنيسة عند قراءته في الاجتماعات العامة للكنيسة، وأيضًا مدى توافقه مع قانون الإيمان. كانت هذه كلها مقاييس يخضع لها أي سفر.. ذلك إلى جانب إجماع الكنيسة في كل مكان على قبول هذا السفر، وبإرشاد الروح القدس وصلت الكنيسة إلى القرار النهائي بخصوص أي الأسفار التي تستحق أن تعتمد على أنها أسفار قانونية.. وعلى ما يبدو كان أول من جمع رسائل بولس الرسول هم قادة كنيسة أفسس ثم أعقب ذلك جميع الأناجيل الأربعة في وقت ما بعد بداية القرن الثاني”(1).

_____

(1) ترجمة عاطف سامي برنابا – المسيحية عبر العصور ص 134، 135.

(2) راجع جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا طبعة 2004م ص 66، 67.

ما المقصود بالأسفار القانونية؟ وكيف قررت الكنيسة قانونية الأسفار المقدسة؟

Exit mobile version