أنكر ماثيو أرنولد المعجزات وقال أنها لا تحدث. أما جوليان هكسلي التلميذ النجيب لدارون فإنه رفض المعجزات
70- أنكر ماثيو أرنولد المعجزات، وقال أنها لا تحدث. أما جوليان هكسلي التلميذ النجيب لدارون فإنه رفض المعجزات
س70: أنكر ” ماثيو أرنولد ” Matthew Arnold المعجزات، وقال ” أنها لا تحدث”(1). أما “جوليان هكسلي” Julian Huxley التلميذ النجيب لدارون فإنه رفض المعجزات
قائلًا “لم تعد هناك حاجة أو مكان لكائنات خارقة قادرة على التأثير في مسار الأحداث في نمط التفكير المؤمن بالتطور”(2) وجاء في خطابه بجامعة شيكاغو تخليدًا للذكرى المئوية لنظرية التطور لدارون ” أن الأرض لم تُخلق، لقد تطورت، وهكذا حدث بالنسبة لجميع الحيوانات والنباتات التي تسكنها، بما فيها ذواتنا البشرية وعقولنا ونفوسنا. وكذلك أمخاخنا وأجسامنا”(3) كما قال أيضًا متهكمًا ” إن إنسان التطور لم يعد يلجأ زاحفًا هربًا من وحدته، للبحث عن مأوى بين ذراعي أب إلهي، قد خلقه بنفسه”(4).
ج: إن المأساة “أن كثيرين ممن يسمون أنفسهم مبشرين ومعلمين مسيحيين، عصريون في نظرتهم، يطبقون نفس هذه الفكرة على المعجزات، فهم يقولون أن هناك تفسيرًا مناسبًا للمعجزات في الكتاب المقدَّس، فمعجزات الكتاب هي ببساطة غطاء خارجي للحقيقية الروحية، فهي تشبيهات تمت صياغتها ببراعة.
ومما يؤسف له أن عدة مدارس وكليات لاهوتية، متحررة أو عصرية في عقائدها اللاهوتية تنكر معجزات الكتاب المقدَّس عن عمد، وتزج بالشباب إلى مجال الخدمة وهم يرفضون الخوارق. فيقولون أن معجزات الكتاب المقدَّس خرافية وأسطورية وتتكوَّن من هالة كبيرة من الخيال حول نواة من الحقيقة”(5).
نحن نثق في الأنبياء والرسل الذين سجلوا لنا أحداث التاريخ ومعجزات الله مع شعبه بأمانة كاملة، فالشك في المعجزات يعني الشك في رجال الله القديسين الذين سجلوا هذه الأحداث، والشك في شهود العيان من المؤيدين والرافضين. وأيضًا الشك في المعجزات بلا شك يقودنا إلى الشك في بقية أجزاء الكتاب المقدَّس، ويضيع الإيمان من بين أيدينا، ويقول ” هربرت لوكير ” أن ” معجزات الكتاب المقدَّس مدوَّنة كحقائق ونحن نقبلها بالإيمان.
فلو رفضنا المعجزات، خاصة معجزات يسوع ورسله، باعتبارها تلفيقات من خيال كتَّاب العهد الجديد. إذًا فنحن ننسب لشهود عيان هذه الخوارق عدم الجدارة والاستحقاق، أو التخريف المبني على الخرافات أو الخديعة. إن معجزات الأناجيل قد أُجريت في حضور الأعداء. ومن ثمَ فقد أُخضعت لأشد أنواع الفحص والتدقيق، ولكنها خرجت كأوثق الأشياء التي يؤمن بها التلاميذ”(6).
وكان لوقا البشير مع بولس الرسول في رحلاته وسجل لنا سفر الأعمال، وذكر بعض المعجزات التي أجراها الله على يد بولس الرسول، وشهادة لوقا الطبيب البارع لها قدرها لأنه يعي جيدًا الأمراض وخطورتها وطريقة علاجها، والمدة التي يستغرقها المريض حتى ينال البرء منها، وجاء في دائرة المعارف الكتابية ” يجب أن تذكر على الدوام -مهما كان رأي النقاد- أن هذه الشهادات جاءت من شهود عيان عاصروا الأحداث.
وهناك أمر بالغ الأهمية ينفرد به الإنجيل الثالث، فقد أثبتت أبحاث دكتور ” هوبارت ” Hobart إثباتًا قاطعًا، أقنع أستاذًا عالمًا مثل ” هارناك ” Harnak بأن لوقا كان طبيبًا متمرسًا بارعًا، ولذلك فشهادته عن هذه المعجزات تعتبر دليلًا حازمًا، فهي شهادة رجل علم، فعندما يحدثنا لوقا مثلًا عن شفاء حمى (لو 4: 38، 39)..
فإنه يستخدم مصطلحًا فنيًا لوصف {الحمى الشديدة} كما كانت تُعرف في أيامه، فشهادته هي شهادة متخصص يعرف ما هي الحمى وما يعنيه الشفاء منها، وهذا الأمر له أهميته الكبيرة فيما يتعلق بالمعجزات التي سجلها للرسول بولس في الجزء الأخير من سفر أعمال الرسل، فيجب أن نذكر على الدوام أنها شهادة شاهد عيان من طبيب بارع”(7).
“إن المعجزات التي أجراها الرب وتلاميذه -في مرات لا حصر لها- ليس فيها أدنى شك أو جدال، إلاَّ إذا افترضنا في البشيرين الكذب والخداع عن قصد أو عن تفسيرات خرافية، وهو افتراض جائر لا يمكن أن يقبله حكم عادل نزيه”(8).
ومن يصدق معجزات العهد الجديد يسهل عليه تصديق معجزات العهد القديم ” فإذا كانت معجزات العهد الجديد ممكنة، فمعجزات العهد القديم ممكنة أيضًا، وحيث أن معجزات العهد الجديد تعلن طبيعة الرب يسوع المسيح ومشيئته بالفعل والقول، فكذلك معجزات العهد القديم تعلن وجود الله وطبيعته ومشيئته”(9).
_____
(1) هربرت لوكير – ترجمة ادوارد وديع عبد المسيح – كل المعجزات في الكتاب المقدَّس ص 19.
(2) المرجع السابق ص 19.
(3) المرجع السابق ص 19.
(4) المرجع السابق ص 19.
(5) هربرت لوكير – ترجمة ادوارد وديع عبد المسيح – كل المعجزات في الكتاب المقدَّس ص 19.
(6) المرجع السابق ص 20.
(7) دائرة المعارف الكتابية جـ 5 ص 193.
(8) المرجع السابق ص 193.
(9) المرجع السابق ص 195.