Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

سفر النشيد وهجوم بعض الأخوة المسلمين عليه

سفر النشيد وهجوم بعض الأخوة المسلمين عليه

سفر النشيد وهجوم بعض الأخوة المسلمين عليه

 

سابعًا: وما زال البعض يتساءل

وما زال بعض الأخوة المسلمين يهاجمون السفر قائلين كيف يستخدم الوحي هذا الأسلوب، فيقول أحدهم على إحدى مواقعهم بشبكة الإنترنت “قد يأتي مغالط مكابر من عشاق التفسير بالرمز أو (الشفرة) ليقول لنا ما لا يُفهم ولا يُتصور في هذا الكلام الجنسي الفاضح.. وليت شعري ماذا يقصد الله جل جلاله بفخذي المرأة المستديرين وبسرتها وبطنها وثدياها..؟! (تعالى الله عما يصفون) أليس من الخجل يا نصارى أن تدعوا أن الله تبارك وتعالى يوحي بهذه القذارة ولو كان الوحي على شكل رمزي؟!

ألم يجد كاتب سفر نشيد الأنشاد ألفاظًا أخرى يستعيض بها عن هذه الألفاظ التي لا يختلف اثنان على مبلغ وقاحتها؟ إن هذا.. لم يترك شيئًا للأجيال اللاحقة التي تهوى الغزل الجنسي المفضوح، فهو لا شك مصدر إلهام لمن يسلك طريق الغزل الجنسي الفاضح. وأخيرًا: هل يجرأ الآباء بقراءة هذا الكلام في القداس أمام الرجال والنساء.

 

وقال آخر في موقع آخر “ويبدو أن الحرج اشتد والأسئلة زادت فاحتاج الأمر إلى نزول البابا شنودة بنفسه لتفسير وتبرير بل وتمرير هذا السفر فهل يا ترى نجح في ذلك أم أن الموقف ازداد تعقيدًا.. وعلماء النصارى في محاولاتهم المستميتة للتوفيق بين نصوص هذا السفر ينقسموا إلى نوعين:

النوع الأول:

التفسير الحرفي كما في كتاب التفسير التطبيقي.. والخلاصة هنا أن كتبة التفسير التطبيقي يعترفون أن الكلام جنسي ولكن في حدود الزواج وكذلك يقول منيس عبد النور في كتابه شبهات وهمية.. ونحن نقول ألا ينطبق ذلك على أي قصة أو فيلم جنسي هل نقبله لأنه يدور بين زوجين!!!! والبابا على أي حال لا يعترف بهذا التفسير ويصفه بتفسير الجسدانيين.

النوع الثاني:

التفسير الرمزي.. هل يستطيع أي عاقل لا يزال يستخدم عقله أن يطبق هذا الحوار على الرب والنفس البشرية..

تعليق:

وقد تدنى الكاتب إلى مستوى صعب لا يصح أن نجاريه، ولكن إن كان اعتراضه على ذكر بعض أعضاء الجسم فدعنا نقول له:

1-هل تعرض السفر لهذه الأعضاء بطريقة رخيصة مبتذلة؟! كلا.. انه تعرض لها في وقار كما يتعرض لها الطب بطريقة علمية أو الشعر الراقي بطريقة بلاغية.

2- كما رأينا فيما سبق أننا لا نأخذ المعنى الحرفي، إنما نأخذ بالمعنى الروحي.. أما أصحاب الفكر الجسدي فإن هذه الألفاظ ستظل حجر عثرة بالنسبة لهم.

3- لماذا لم يحتج الكاتب على ما ورد في القرآن والأحاديث من ألفاظ مماثلة بل وأكثر صعوبة من التي وردت بسفر النشيد؟! ولماذا لم يحتج على الاختبار التي أجرته خديجة للكشف عما إذا كان الوحي من ملاك أو شيطان؟! ولماذا لم يحتج على الأحاديث الخاصة بالحيض وخلافه؟! ولماذا.. ولماذا.. ولماذا..؟!

فقط نعرض لمثال واحد وهو ما جاء في كتاب “خواطر مسلم في المسألة الجنسية” لصاحبه محمد جلال كشك حيث يقول:

أ- “إن قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بها، هذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة.. تحديد اللذة في حد ذاته وجعلها هي الأصل والمنتهى، ففي الجنة تنعدم الأهداف الأخرى.. ولا يبقى إلَّا اللذة لللذة”(1).

ب- “حور العين ثابت في الأثر وبنص القرآن أنهن للاستمتاع الجنسي.. كل المحرمات في هذه الأرض تسقط في الآخرة، فقد وعدنا بالخمر.. وحور العين بلا عدد.. لا أظن أن أحد يستطيع المجادلة في أن الولدان هم غلمان، وأنهم يُعرضون في مجال التنعم والتلذذ بجمالهم كجزاء حسن للمؤمنين، مثلهم مثل حور العين كلها.. للاستمتاع الجنسي”(2).

ج– “كلما قلنا كل تفسيرات الجنة محدودة بقدرتنا على التصور أو إن شئت مقدرتنا على الاشتهاء وكما أن المؤمن السوي يستمتع بأنثى اسمها حور العين، فكذلك من ابتلى بهوى الغلمان في الدنيا.. يمتعه الله بكائنات مذكرة اسمها الولدان المخلدون”(3).

ولماذا لم يتساءل أحد من المعترضين على سفر النشيد، كيف يحلل الله الشذوذ الجنسي في الجنة..؟! وكيف يكون استمتاع جنسي في حضرة الله والملائكة الأطهار؟!! وكيف.. وكيف.. وكيف..؟!!

د- يقول ابن كثير “أن المرأة من نساء الجنة، ليُرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من الحرير”(4).

ه- جاء في تفسير ابن كثير عن عمر بن الخطاب قال “جاء أناس إلى رسول الله (صلعم) فقالوا: يا محمد أفي الجنة فاكهة؟ فقال نعم فاكهة ونخل ورمان، قالوا: أ فيأكلون كما يأكلون في الدنيا؟ قال: نعم وأضعاف. قالوا: فيقضون الحوائج؟ قال: لا، ولكنهم يعرقون ويرشحون”(5).. والسؤال كيف تكون رائحة عرقهم ورشحهم؟! ومن يحتملها؟!!

و-قال ابن كثير عن النبي “أدنى أهل الجنة منزلة له ثمانون ألف خادم، واثنان وسبعون زوجة، وتُنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء” (ابن كثير جـ 3 ص 425).

وإذا ذكرنا بعض الملاحظات والإشارات عن مفهوم الجنة لدى الغير، فإننا لم نقصد قط التشهير ولا التجريح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فإنهم يعتبرونها حقائق، ولذلك لا حرج من ذكرها، ولو كانوا يعتبرونها عيبًا ما كانوا يذكرونها.. إنما قصدنا أن نقول لهم: لماذا تكيلون بمكيالين..؟! حقًا أيها النقاد لقد انطبق عليكم قول السيد المسيح للكتبة والفريسيين المرائين “أيها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل” (مت 23: 24).

وأيضًا لم نقصد من ذكر الملاحظات والإشارات السابقة إننا كلنا “في الهوى سوى”.. كلا، فإن مفهومنا الإنجيلي عن الملكوت يعلو عما سواه علو السماء عن الأرض.. يكفي أن نذكر قول السيد المسيح للصدوقيين “لأنهم في القيامة لا يُزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء” (مت 22: 30).. فنحن لا نعترف ولا نقبل أن تكون السماء مسكن الله مع الإنسان مكانًا لللذات الجسدية والشذوذ الجنسي.. إلخ.. وإن الغد لناظره قريب.

_____

(1) خواطر مسلم في المسألة الجنسية ص 32.

(2) المرجع السابق ص 202.

(3) المرجع السابق ص 213.

(4) تفسير ابن كثير جـ 3 ص 424.

(5) تفسير ابن كثير جـ 3 ص 424.

سفر النشيد وهجوم بعض الأخوة المسلمين عليه

Exit mobile version