هل استخدام موسى النبي صيغة الغائب عند حديثه عن نفسه أحيانًا يعنى أنه لم يكتب التوراة؟
31- هل استخدام موسى النبي صيغة الغائب عند حديثه عن نفسه أحيانًا يعنى أنه لم يكتب التوراة؟
3- كتبت التوراة بصيغة الغائب:
ج: أ- استخدم موسى الأسلوبين في الكتابة، فتكلم بضمير الغائب مثلما قال “وكتب موسى هذه التوراة وسلمها لكهنة بنى لاوي” (تث 31: 9) وفي الإصحاح التالي تكلم بضمير المتكلم “وجهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم” (تث 32: 46) كما تكلم بصيغة المتكلم عشرات المرات في أسفار الخروج واللاويين والعدد والتثنية.
ب- كثيرًا ما كان المؤلفون القدماء يستخدمون ضمير الغائب في كتاباتهم كما هو واضح من كتابات زنوفن، ويولينوس، وبروكوبوس، وأكسينوفون، ويوسيفوس.
ج- هذا الأسلوب كان متعارفًا عليه في الأدب المصري القديم، وواضح من نقوش الفراعنة التي سجلت انتصاراتهم واستخدموا فيها ضمير المتكلم وضمير الغائب أيضًا، كما ظهر في نقش تحتمس الثالث في كتاب “سجلات الماضي”(1).
د- نسج القرآن على نفس المنوال فقال “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ” (سورة آل عمران 144)، “مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ” (سورة الأحزاب 40) , “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ” (سورة الفتح 29).
_____
(1) كتاب سجلات الماضي ج 2 ص 35-85.