يهوديات

هل المسيا هو لله بحسب الفكر اليهودي؟ (د. إيتان بار) ترجمة فادي جوزيف

المسيح هو لله بحسب الفكر اليهودي

هل المسيا هو لله بحسب الفكر اليهودي؟ (د. إيتان بار) ترجمة فادي جوزيف

هل المسيا هو لله بحسب الفكر اليهودي؟ (د. إيتان بار) ترجمة فادي جوزيف
هل المسيا هو لله بحسب الفكر اليهودي؟ (د. إيتان بار) ترجمة فادي جوزيف

يقول الحاخام توفيا سينجر: “كل من يعتقد بنزول الله على الأرض متجسدًا في صورة أي شيء كانٍ، ولو في صورة الجبن القريش، أو في شخص يسوع، سوف يدخُل الجحيم الأبدي ولن يتمتع بالنعيم”.

بينما يضيف الحاخام دانييل أسور: “يُحرِّم العهد القديم المعتقدات الوثنية التي تدور حول “المعبودات البشرية” أو الإله الإنسان.” بينما يوضِّح في الصفحة 256 من كتابه بأن “المسيحيين يستشهدون بآيات من العهد القديم فيما يتعلق بألوهية يسوع.” ثُم يقترح بتعالي وغطرسة إلقاء نظرة على “عدد من الآيات في العهد القديم يبني عليها المُبشرون معتقدهم الوثني.”

فلنُلقِ نظرة على هذه الآيات إذًا…

سنطلِّع الآن على الآيات المذكورة في الكتاب المقدس واعتراضات الحاخام أسور، ونوضِّح لماذا يتنافى رأيه مع تفسيرات قدامى حكماء اليهود

دعونا نقرأ أولًا هذه الآية من سفر إرميا 23: 6

٦ فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا، وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِنًا، وَهَذَا هُوَ ٱسْمُهُ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: ٱلرَّبُّ بِرُّنَا.

يوضِّح الحاخام دانييل أسور استخدام المسيحيين لهذه الآية كدليل على ألوهية المسيا، ثُم يرُد بآية مماثلة من سفر إرميا 33:16

١٦ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ يَخْلُصُ يَهُوذَا، وَتَسْكُنُ أُورُشَلِيمُ آمِنَةً، وَهَذَا مَا تَتَسَمَّى بِهِ: ٱلرَّبُّ بِرُّنَا.

 ثُم يقول:

“بالتالي: في هذه الآية، المقصود بعبارة “الرب برنا” هوّ اسم مدينة أورشليم، فهل لنا أن نزعُم بألوهية رمال وصخور المدينة في المُستقبل؟ بالطبع لا”، ثُم يضيف قائلًا: “بالمناسبة، فاسمي، اسم دانييل، في هذه الحالة سيكون ألوهيًا كذلك، فهل هذا صحيح؟ بالطبع لا…”
في بادىء الأمر، برغم احتواء اسم “دانييل” على حرفيّ الياء واللام فلن نجد نبيًا أو ملكًا أو أي إنسان أخر في العهد القديم بأسرِه، اسمه متكوِّن من أربعة حروف كاسم الرب “يهوه” سوى المسيا.

 

 المسيا فقط هوّ من يُسمىَ صراحًة باسم الرب

وثانيًا، ماذا عن إطلاق إرميا النبي اسم “الرب برنا” على مدينة أورشليم، في ضوء استحالة، حسب ما يدعيّ الحاخام، إطلاق اسم الرب على أية مدينة؟ في الحقيقة قد يعتقد مَن لا يعرف الكتاب المقدس جيدًا بمنطقية هذا الإدعاء، ولكن تسمية المدن باسم حاكمها هوّ تقليد كتابي معروف وقد ظلّ كذلك منذ الأجيال الأولى.

فقايين في تكوين 4، بنى مدينة وأطلَق عليها اسم ابنه “أخنوخ” وعند قراءتنا لسفر التكوين، نجد أن المُدن قد سُميَت بأسماء حكامها، لذلك ليس من الغريب تسمية أورشليم باسم ملكها وحاكمها، على اسم الرب من اختارها لتكون مسكنه الروحي الى الأبد. في الواقع هذه الفرضية تدعم وجهة نظرنا، ولا تتعارض مع اعتقادنا بأن المسيا الملك سيُطلَق عليه اسم الرب، كما ستُسمى مدينته باسمه “الرب برّنا”؛ المدينة التي اختارها ليسكن فيها إلى الأبد.

لننتقل الآن إلى النقطة الرئيسية…. ونُلاحظ هنا انحياز وعدم أمانة الحاخام دانييل أسور في إصراره على أن ألوهية المسيا حسب ما وُرِدَ في إرميا 23:6 هىّ محض إدعاء أول من قام به هُم المسيحيون ويعبِّر كذلك عن مُعتقدهم الوثني. فكونه حاخام، كان يجدُر به الدفاع عن “الشريعة الشفوية”، ولكنه في الواقع لم يتردد في مغالطة ما ذكره الحكماء والمفسرين اليهود وفي سحق الشريعة الشفوية تحت الأقدام، لا لشيء سوى تجنُب الإشارة إلى يسوع.

 

لنر الآن كيف فسّر الحكماء آية “الرب برّنا” في إرميا 23: 6 كنبوة عن المسيا:

التلمود البابلي بابا بترا Baba Bathra 75 72: يقول رابي يوحنان: “ثلاثة سيُدعى عليهم اسم الرب، مُبارَك اسمه، وهُم: الصالح، والمسيا، وأورشليم …. المسيا حسب المكتوب في (إرميا 23): وَهَذَا هُوَ ٱسْمُهُ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: ٱلرَّبُّ بِرُّنَا”.

Babylonian Talmud Baba Bathra 75 72: “Said Rabbi Yohanan: ‘Three will be named with the name of the Holy One, blessed be he, and they are: The Upright, the Messiah, and Jerusalem… Messiah, as it is written (Jer. 23) ‘And this is His name whereby He shell be called: YHWH, Our Righteousness”

 

Minor Tractate، سوفريم 13، قانون 12: “فرحّنا أيها الرب إلهنا بإيليا النبي خادمك وبمملكة بيت داود مسحتك… سيأتي قريبًا ويُفرِّح قلوبنا، لا تدع أي غريب يجلس على عرش مُلكِه ولا تجعل أخرين يرثون مجده، بحق اسمك المقدس الذي وضعته عليه بألا يخمُد نوره إلى الأبد. ٦ فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا، وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِنًا، وَهَذَا هُوَ ٱسْمُهُ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: ٱلرَّبُّ بِرُّنَا. مُبارَك الرب إلهنا أقام قرن خلاص لشعبه إسرائيل. ” وهنا يُعرَّف المسيا ابن داود بالصورة المذكورة في إرميا 23: “الرب برّنا”.

Minor Tractate, Sofrim 13, Rule 12: “Gladden us, O Lord our God, with Elijah the prophet, thy servant, and with the kingdom of the house of David, thine anointed. Soon may he come and rejoice our hearts. Suffer not a stranger to sit upon his throne, nor let others any longer inherit his glory; for by thy holy name thou didst swear unto him, that his light should not be quenched for ever. “In His days Judah will be saved and Israel will live in safety.

This is the name by which He will be called; The Lord, Our Righteousness. Blessed art thou, O Lord, who sprouts a horn of salvation for His people, Israel.” Here, Messiah Son of David is identified with the figure mentioned in Jeremiah 23, ‘YHWH, Our Righteousness’.

هل المسيا هو لله بحسب الفكر اليهودي؟ (د. إيتان بار) ترجمة فادي جوزيف
هل المسيا هو لله بحسب الفكر اليهودي؟ (د. إيتان بار) ترجمة فادي جوزيف

 “ترزور هامور  (Trzor Hamor) التكوين، باراشات فايشي”:   “باعتراف كليهما بالشر الذي صنعاه، تجاور يهوذا مع رأوبين … سأُريه خلاص الربّ! ونظير اعترافِه، سيُمنَح النسل الملوكي وسيأتي منه المسيا مُخلِّص إسرائيل حسب المكتوب: فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا”.

هنا يوضِّح المُفسِّر الامتياز الذي حصل عليه يهوذا بأن يأتي منه المسيا، ويستند في تفسيره إلى إرميا 23: 6 مما يعني بأنه قد اعتبر هذه الآية نبوة مسيانية بأن المسيا المُنتظَر هوّ الرب.

“Tzror Hamor” Genesis, Parashat Vayechi”: “As they both confessed to the wrong they had done, Judah juxtaposed Reuben… Oh, I will show him the salvation of God! Since he admitted, he received the kingship and from him came a Messiah who will save Israel, as it is written: ‘In His days, Judah will be saved.’”

 

وفي مدراش الأمثال، Midrash Mishle  يذكُر رابي هونا سبعة أسماء للمسيا: “ينون، والرب برّنا، والغُصن، والمُعزي، وداود، وشيلوه، وإيليا”

In Midrash Mishle (Proverbs), Rabbi Hona names seven names for the Messiah: “Yinnon, YHWH Our Righteousness, Shoot, Comforter, David, Shiloh, and Elijah.”

 

ومكتوب في مراثي رباه (Midrash Eichah 1) بشأن هذه الآية: “ما اسم المسيا الملك؟” يقول رابي آبا بار كهانا: “الرب هوّ اسمه وهذا هوّ اسمه الذي يدعونه به، الرب برّنا”.

In Midrash Eichah 1 it says about this verse: “What is the name of the Messiah King?” Rabbi Abba Bar-Kahana said: ‘The Lord’ is his name, and that is the name by which He will be called, The LORD, Our Righteousness”.

 

مكتوب في مدراش تيليم (مدراش المزامير) أن الرب يدعو المسيا على اسمه، وما هوّ اسمه؟ الإجابة هيّ ٣ ٱلرَّبُّ رَجُلُ ٱلْحَرْبِ. ٱلرَّبُّ ٱسْمُهُ. (خر 15: 3)، ونقرأ عن المسيا: ” وَهَذَا هُوَ ٱسْمُهُ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: ٱلرَّبُّ بِرُّنَا”.

In Midrash Tehilim (Psalms) it is written that God calls the Messiah by His name, and what is His name? The answer given is: “YHWH, Man of War” (Exodus 15:3). And about the Messiah we read: “And that is His name by which He will be called: YHWH, Our Righteousness”

 

هل اتضح الأمر الآن؟ فحكماء اليهود قد فسروا آية “ٱلرَّبُّ بِرُّنَا”. في إرميا 23: 6 بصفتها نبوة عن المسيح.

يتبقى لنا الآن أن نسأل الحاخام أسور إن كان ينوي اتهام رابي يوحنان، كاتب “Minor Tractates، ورابي إبراهام باعتناق معتقدات مسيحية وثنية؟

د. إيتان بار

يهودي إسرائيلي المنشأ وُلَدَ ونشأ في تل أبيب في إسرائيل وهوّ متزوج من “كايت” منذ 2007 كما نشأ ابنهم آساف في إسرائيل، حصُل إيتان على درجة البكالوريوس في دراسات الكتاب المقدس من كلية إسرائيل للكتاب المقدس، بأورشليم القدس عام 2009، كما حصُل على مُعادلة ماجستير اللاهوت والرعاية. كذلك يحمل درجة الماجستير في الدراسات اللاهوتية، من جامعة ليبرتي عام 2013، وفي عام 2020، حصل إيتان على درجة الدكتوراه المهنية في برامج الوزارة “DMin” في الدراسات الشرق أوسطية، من معهد دالاس اللاهوتي.

The Messiah is God Dr. Eitan Bar

https://www.oneforisrael.org/bible-based-teaching-from-israel/the-messiah-is-god/

هل المسيا هو لله بحسب الفكر اليهودي؟ (د. إيتان بار) ترجمة فادي جوزيف