مُترجَم

قانونية سفر الرؤيا ونبذه تاريخية عن السفر – ترجمة فادي جوزيف

قانونية سفر الرؤيا ونبذه تاريخية عن السفر – ترجمة فادي جوزيف

قانونية سفر الرؤيا ونبذه تاريخية عن السفر - ترجمة فادي جوزيف
قانونية سفر الرؤيا ونبذه تاريخية عن السفر – ترجمة فادي جوزيف

إقرأ أيضًا: قانونية سفر الرؤيا كيف كانت مسيرته صعبة نحو قائمة الأسفار الكنسية؟ الدكتور مايكل كروجر – ترجمة وليد بخيت

نبذة تاريخية

قبل دراسة أي عمل جيدًا، يجب فحص الخلفية التاريخية له، ومن المُمكن بسهولة اعتبار سفر الرؤيا ذي صفة نبوية وذلك من خلال الآية الافتتاحية (“إعلان يسوع المسيح”) وأيضًا من خلال اتباع الخصائص التي تتسم بها النبوات باستثناء: استخدام الرموز والعبارات الموضحة لسُلطان الله.2فبصرف النظر عن هذيّن العامليّن، يضُم سفر الرؤيا جميع الخصائص ذي الصفة النبوية ومنها: 1) ثنائية الخير والشر، و2) الحتمية التامة؛ و3) الحياة خارج نطاق التاريخ، و4) اقتراب مجيء الله (الإسخاتولوجيا)، علاوة على ذلك فسفر الرؤيا هوّ أيضًا نبوة (رؤ 22: 18) ورسالة (رؤ 2 و3). يتحدث هذا القسم عن كاتب سفر الرؤيا ومكان كتابة السفر وتاريخ كتابته والظروف التي كُتِبَ فيها.

 

الكاتب

على عكس سفر أخنوخ الذي كتبه خمسة كتاب على الأقل على مدار قرونٍ عدة، لسفر الرؤيا كاتب واحد ينتمي إلى القرن الأول الميلادي، ومع ذلك فقد أثارت الهوية الدقيقة ليوحنا كاتب السفر جدالًا بين العلماء، حيث ذكر العلماء بإيجاز أربع احتمالات عن هويته: 1) يوحنا الإنجيلي، و2) يوحنا الكبير، 3) ويوحنا مرقس، و4) يوحنا غير معروف الهوية/ كتب السفر تحت اسم مُستعار.

ونظرًا لعدم تشابُه سفر الرؤيا مع إنجيل مرقس من حيث الأسلوب أو اللغة فقد تم استبعاد الاحتمال الثالث تمامًا3،وبالمثل، لا يُحبَذ أن يكون يوحنا غير معروف الهوية قد لاقى قبولًا واسعًا في الكنائس، وبسبب انخفاض فرص اكتساب الكتابات الرمزية الصفة القانونية4 كأسفارٍ موحى بها بالفعل، فإن احتمالية كتابة السفر بواسطة إما يوحنا الإنجيلي أو يوحنا الكبير هيّ محّل النقاش الأساسي، ومن بين هذين الاسميّن اعتبرت الكنيسة الأولى كاتب إنجيل يوحنا هوّ نفسه كاتب سفر الرؤيا وهوّ تحديدًا يوحنا الإنجيلي، وساد هذا الاعتقاد رغم عدم الإجماع عليه.

وعند نقد السفر حسب وقائعه تتبيّن لنا قصة مشابهة لما تعتقده الكنيسة، فمن البداية يُعرِّف الكاتب نفسه كونه “يوحنا” بدون أي لقب تعريفي أخر، فيتبيّن لنا وضوح شخصية يوحنا للغاية إلى حدٍ لم يحتَج فيه إلى أي لقبٍ أخر لتأكيد شخصيته، فاسمه وحده يُعطي شرعية للكتاب5، فإذا كان الكاتب قد استخدم اسمًا مُستعارًا فكان عليه تحديد أي يوحنا يقصِد.

كما نستنتج من داخل النص وبالدليل أن الكاتب يهودي فلسطيني اعتنق المسيحية، حيث يُظهِر اهتمامًا وأُلفة بالنصوص اليهودية، بين القليل من اليهود مُعتنقي المسيحية آنذاك، وأيضًا يحتوي السفر على نسبة عالية من الإشارات الضمنية إلى العهد القديم في آياته عن أي سفر أخر من أسفار العهد الجديد (278 إشارة في 404 آية)6، كما يستخدم السفر الكثير من التعبيرات السامية والقواعد اللغوية المُتبعة عند اليهود مما يؤكد على يهودية المؤلف، فمن غير المُحتمَل أن يستخدَم أي يوناني هذه التعبيرات7.

في الواقع إن مَن يدعمون فكرة كتابة يوحنا الكبير لسفر الرؤيا يقولون بأن السفر يختلِف من حيث الأسلوب والقواعد اللغوية في كثيرٍ من المواضع عن إنجيل يوحنا ورسائله، كما أورَد ديونيسيوس في نقاشه عام 247 ميلادية8، بيد أن اختلاف الأسلوب قد يُفسَّر باختلاف موضوع الكتابة أو باختلاف النُاسخين، علاوة على ذلك فإن سفر الرؤيا وإنجيل يوحنا يحتويان على الكثير من أوجُه التشابُه في الفكرة العامة، وفي شرح طبيعة المسيح ولاهوته (الكريستولوجيا)، وفي مفهوم الأخرويات (الإسخاتولوجيا)، وفي التعبيرات9. واستنادًا إلى هذه الحقائق، يستنتج هذا البحث بأن يوحنا الإنجيلي هوّ كاتب سفر الرؤيا.

 

مكان كتابة السفر

كتب يوحنا سفر الرؤيا خلال فترة نفيه إلى جزيرة بطمُس10، ومن الجزيرة، أرسل يوحنا سفر الرؤيا كإحدى رسائله إلى السبع كنائس المسؤول عن رعايتها في منطقة آسيا الصغرى. ويستطيع الباحث أن يُلاحظ اختياره للكنائس، فلم يختَر الكنائس الكبرى أو الصغرى فحسب بل اختار بعض الكنائس الغنية وبعض الكنائس الفقيرة، بيد أن جميع الكنائس السبع التي كتب إليها تقع على طريق التجارة الرئيسي للإمبراطورية الرومانية في مُقاطعة آسيا الصُغرى، حتى يتسنى للسفر أن ينتقل بصورة أسرع وينتشر على نطاقٍ أوسع.

 

تاريخ الكتابة ومناسبتها

كغيره من الكتابات ذي الصفة النبوية، كُتِبَ سفر الرؤيا في وقتٍ شهد أزمات11، وعلى الرغم من أن يوحنا كتب القليل من الوقائع التاريخية قبل المسيح فقد وضَّح الموقف على نحوٍ يستطيع خلاله القارىء المُعاصِر بقليلٍ من الجُهد أن يستنتج حدوث أزمة ما. ويحدد المؤرخون تاريخيّن لكتابة سفر الرؤيا وهما الفترة ما بين 65-68 ميلادية وعام 96 ميلادية، مما يتطلب إخضاع تلك التواريخ للفحص في هذا البحث. 

قانونية سفر الرؤيا ونبذه تاريخية عن السفر - ترجمة فادي جوزيف
قانونية سفر الرؤيا ونبذه تاريخية عن السفر – ترجمة فادي جوزيف

التاريخ المُتأخر (96 ميلادية)

إذا كان سفر الرؤيا قد كُتِبَ في تاريخٍ مُتأخر فإنه يهدف إلى تشجيع المسيحيين في مواجهة اضطهاد الإمبراطورية الرومانية، ويستخدم المؤيدون لفرضية كتابة السفر في زمن مُتأخر أدلة داخلية وخارجية لتعضيد وجهة نظرهم، فبالنسبة للأدلة الخارجية،هُم يستدلون بكتابات آباء الكنيسة الأوائل مثل إيرينيئوس (A.H. 5.30.3)، وفيكتورينوس من بيتاو (Apocalypse 10.11)، ويوسابيوس (H.E. 3.17-18)، واكليمندس السكندري (Quis Dives Salvetur 42) وأوريجانوس (Matthew 16.6) التي تؤيد كتابة يوحنا للسفر خلال زمن الإمبراطور دوميتيان12. علاوة على ذلك، فداعمو هذا الرأي يوضحون بأن يوحنا قد كتب رسائله في الإصحاحات الثلاثة الأولى إلى العديد من الكنائس في ظروفٍ تاريخية لم تحدُث في زمنٍ مُبكر.

أولًا، الكثير من الكنائس التي وجَه لها يوحنا رسائله كانت قد فقدت حماستها للمسيح بينما سادت الهرطقات غيرها من الكنائس، والكنائس عادًة لا تفقد روحها المُلتهبة أو تتأثر بالهرطقات في أجيالها الأولى13، ثانيًا، يصف يوحنا كنيسة لاوديكية كونها غنية، على الرغم من أنها قد سُوِيَت بالأرض بفعل زلزال حدث عام 60 ميلادية واستغرق الأمر سنواتٍ عدة حتى تسترجع المدينة ثروتها من جديد. وثالثًا فإن كنيسة سميرنا لم تكُن قد أُسِسَت حتى عام 64 ميلادية لذلك ليس منطقيًا أن تكون قد تحملت مصاعب خلال مدة طويلة (حسب المكتوب في سفر الرؤيا 2:8-11)، إن كان عُمرها ثلاث سنوات فقط.14

وبالمثل، فمِن يدعمون فرضية كتابة السفر في تاريخٍ مُتاخر يوضحون بأن العبادات الوثنية الموصوفة في الإصحاح 13 حتى الإصحاح 20 تتفق على النحو الأمثل مع فترة الإمبراطور دوميتيان15، فعلى الرغم من أن بعض الأباطرة الأوائل قد دعوا أنفسهم آلهة إلا أن الإمبراطور دوميتيان قد أطلَق على نفسه لقب “الرب والإله” مستوليًا على لقب “الرب” وهوّ أحد ألقاب المسيح.16

ومن الأدلة الأُخرى استخدام اسم “بابل” كرمزٍ لإحدى المُدن المذكورة في سفر الرؤيا، وبينما يشير المؤرخون الأوائل إلى بابل كونها أورشليم، فإن كتبًا مثل عزرا 4 وباروخ 2 ونبؤات سيبيل جميعها تذكر بأن بابل هيّ روما، فكلمة بابل مرتبطة لدى اليهود والمسيحيين بكلٍ من مدينتيّ بابل وروما كونهما قد نهبتا المدينة المقدسة17. وبأسلوبٍ مُشابِه، فرسائل بولس تشير إلى عدة هرطقات ولكنها أبدً لم تذكر الهرطقات التي اجتاحت منطقة آسيا الصغرى مثل النقولايين، فكلا الدليلان يؤكدان بأن سفر الرؤيا قد كُتِبَ قي مرحلة لاحقة عن القرن الأول الميلادي.

 

التاريخ المبكر:

على الجانب الأخر فإن مَن يدعمون فرضية كتابة سفر الرؤيا في تاريخٍ مبكر، يعتبرون السفر بمثابة سجال لفظي مع اليهود الذين رفضوا المسيا18، فهم يرون أن نبؤة دمار الهيكل وأورشليم قد تحققت ولو بشكلٍ جزئي على الأقل في عام 70 ميلادية، وعلى الرغم من قيامهم بتفسير الإصحاح 11: 1-2 تفسيرًا حرفيًا بما يتعلق بقياسات الهيكل المذكورة بالإصحاح، إلا أن هذه القياسات تتناسب بشكلٍ أفضل مع هيكل حزقيال في الأزمنة الأخيرة.

ومن المشاكل الأخرى الناجمة من فرضية كتابة السفر في تاريخٍ مبكر على سبيل المثال هوّ إصرار المؤرخين الأوائل على أن رقم 666 يشير إلى مجموع الحروف العبرية من اسم القيصر نيرون حسب علم الأرقام، وبالإضافة إلى عدم مطابقة مجموع الحروف لرقم 666 بالفعل، فإن هذه الرؤية تفترض إلمام الأمم على نحوٍ وافٍ باللغة العبرية، كما يعمدون إلى استبدال الآية السابعة من الإصحاح الأول “ستنوح عليه جميع قبائل الأرض” بـ “ستنوح عليه جميع قبائل إسرائيل” بدون أي سند قوي لذلك على الإطلاق في النص اليوناني”19

وبناءً على كل هذه الأدلة، نستنتج هنا بأن يوحنا قد كتب سفر الرؤيا حوالي عام 96 ميلادية خلال فترة اضطهاد الإمبراطور دوميتيان للمسيحيين، وهو الاضطهاد الذي رأه يوحنا سيمتد خلال السنوات اللاحقة، فسفر الرؤيا بالتالي يعمل على تشجيع المسيحيين الذين يتعرضون لأول موجة اضطهاد كبرى مبشرًا بانتصار المسيا على أعداءهم ومع ذلك فهوّ أيضًا يتنبأ بتعرضهم للعديد من الاضطهادات الأخرى بسبب إيمانهم.

 

قانونية سفر الرؤيا

لم يشهد أي سفر أخر غير سفر الرؤيا هذا الكم من الجدال المُطوَّل للإقرار بشرعيته كسفرٍ موحى به، فعلى الرغم من اعتماد الكُتّاب الأوائل للسفر والاقتباس منه فقد عارضه أخرون.

 

تاريخ الإقرار بشرعية السفر واستبعاده

تواجَد سفر الرؤيا بلائحة الأسفار القانونية منذ اكتشاف المخطوطة الموراتورية بالقرن الثاني، وقد اقتبس منه إرينيئوس في كثير من المواضع واعتمده، بل جعل سفر الرؤيا أساسًا لسلسلة مؤلفاته عنملكوت الله الأرضي “already-but-not-yet”20. كما يقبل به كبريانوس، وإكليمندس السكندري وأوريجانوس بالإضافة إلى ديونيسيوس، فعلى الرغم من قيام الأخير بتفسير السفر على نحوٍ مجازي ورفضِه المرجعية الرسولية له، إلا أنه يقر بقانونيته21.

على الجانب الأخر، تنازع الكثيرون في القرون الأولى حول قانونية سفر الرؤيا، فقد رفضه ماركيون بسبب كثرة الإشارات إلى العهد القديم به، كما رفضه جايوس وألجولوي “Algoloi” بسبب كثرة استخدام المونتانيين له22، بينما وضعه يوسابيوس على لائحته للأسفار “المُعترَف بها عالميًا” وأيضًا “الأسفار المشكوك في صحتها”، وفي كلا الموضعيّن يذيِّل تفسيره للسفر بعبارة “إذا كان صحيحًا”.

الجدير بالذكر أن يوحنا ذهبيّ الفم لم يقتبس إطلاقًا من سفر الرؤيا فلم يترُك بذلك للعالَم المُعاصِر أية أفكار عن آراءه بشأن السفر، وعلى نفس المنوال لم يُدرِجه غريغوريوس النزينزي وكيرلس في لائحة الأسفار القانونية الخاصة بهم، علاوة على ذلك فقد حذفته الكنائس النسطورية تمامًا من أسفارها القانونية23.

ويتبيّن من كل ذلك عدم تمتُع سفر الرؤيا بأرضية ثابتة ضمن الأسفار القانونية المُعترَف بها في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، فقد حذفته ترجمة البشيطا (Peshitta) السريانية ولم يعترف به مجمَع لاودكية24، وقد صنّفت الكنيسة الشرقية السفر كونه محل خلاف عام 850 في زمنٍ مُتأخر ومازالت لا تقرأه بصفة دورية. من المُلاحَظ أيضًا أن التفسيرات اليونانية المكتوبة في القرنيّن الخامس والسادس قد تكون ساعدت سفر الرؤيا على أن يلاقي قبولًا أكبر بين أنحاء الإمبراطورية الشرقية25.

وعلى الرغم من مشاكل الكنيسة الشرقية مع السفر، فقد اعترفت الكنيسة الغربية بالسفر كونه موحى به في زمنٍ مُبكر، فقد قبل جيروم، وأمبروسيسوس، وروفينوس، وأوغسطينوس وإنوسنت كلهم بقانونيته،26 وقد أدرجه مجمع قرطاج الثالث المنعقِد عام (397) ضمن قائمة الأسفار القانونية واعتمده بشكلٍ رسمي مجمع القسطنطينية الثالث عام 680، حتى وصل إلى العالم المُعاصِر مارًا بعقباتٍ عدة، فلم يستطع كالفن فهمه ورفض أن يفسره، ولم يترجمه لوثر بل واعتبره “غير رسولي” ولم يستطع أن يجد فيه المسيح.27

 

عوامل تحديد قانونية السفر

كما ذكرنا مُسبقًا لم تعتد الكنيسة الأولى بقانونية أي سفر اعتباطًا، فالكتابات القانونية بإيجاز هيّ أقوال حكيمة قابلة للتطبيق عن كيفية الحياة في أي زمن،28 ومع ذلك ينبغي أن تؤخَذ عوامل أُخرى في الاعتبار قبل الاعتراف بقانونية أي سفر، فينبغي أن يكون السفر مصدره رسولي يرجع إلى القرن الأول، وثانيًا، ينبغي أن يضُم تعاليم قويمة، وثالثًا، يجب أن يظهر فيه الوحيّ الإلهي. 

وكما ناقشنا من قبل فإن كاتب سفر الرؤيا هوّ يوحنا الرسول، وبرغم الخلاف حول الكاتب في العصور المبكرة فقد سادت وجهة النظر التي تُرجِّح كتابة يوحنا الرسول للسفر وتحديدًا لدى جاستن مارتر، وميليتو أسقف ساردس وثاوفيليس الأنطاكي حيث دافعوا جميعًا عن هذه الفرضية،29 وبعد قبولها، توقف الجدال بشأن كاتب السفر. 

بعد الانتهاء من الجدال بشأن كاتب السفر، تعرض السفر للهجوم أيضًا بسبب الأمور اللاهوتية الواردة به فلم تستسغ الكنيسة الشرقية فكرة الإسخاتولوجيا الأرضية، بينما اعتبره الغرب مبهمًا واستخدمه للتنبؤ بالمُستقبل. ولحل هذه الإشكاليات فسرت الكنيسة الشرقية السفر على نحوٍ مجازي، وفيما أقره أغسطينوس فقد حذر أيضًا من استخدام السفر للتنبؤ بالمستقبل (City of God XX.6-9).30وفي النهاية أقرته الكنيسة كسفرٍ موحى به.

 

تقييم العوامل الحاسمة

كما هوّ الحال في كل أسفار الكتاب المقدس، فكوّن السفر موحى به هوّ ما يحدد قانونيته، وعلى الرغم من عدم قدرة أي أحد مُطلَقًا أن يثبت بالدليل القاطع كتابة أي نص عن طريق الوحي الإلهي، إلا أنه من السهل إثبات العكس، فعلى سبيل المثال إذا كان سفر الرؤيا قد حاول خداع الناس برمزيته، لكانوا في الغالب سيتأكدون من عدم مطابقته لمعايير الوحي الإلهي، بيد أن الكنيسة قد اقتنعت بالأصل الرسولي للسفر باتباع نفس المنهج، فإذا كان السفر يضُم شرائع تناقُض نصوص الكتاب المقدس، لكانت الكنيسة قد اعتبرت السفر غير موحى به من الروح القدس.

على الجانب الأخر فإن سفر الرؤيا يضُم الكثير من الأمور التي تُرجِح كونه سفرًا موحيًا به، فالسفر لم يحقق فسحب قاعدة لوثر القائلة “هل يتفق مع تعاليم المسيح”، بل إن السفر نفسه يُعتبَر نصًا مقدسًا وكوّن الكاتب هو أحد رسل المسيح، فمن الصعب على المرء الاعتقاد بأنه قد يُخطئ في أمرٍ هام مثل هذا. علاوة على ذلك فالسفر يضُم أقوال حكيمة قابلة للتطبيق بشأن كيفية الحياة في أي زمن كما يترُك رسالة للقراء آنذاك وللقراء في وقتنا الحالي،31وهوّ في الواقع يشجع القراء على التمسُك بالإيمان بينما يحذرهم من الاضطهاد الذي سيقع في أوقاتٍ لاحقة.

وعلى النقيض من سفر أخنوخ الأول، الذي أظهر تناقُضًا مع الشرائع القويمة وعرض مفهومًا خاطئًا للخلاص، فسفر الرؤيا قد حقق معايير الوحي بأسلوبٍ أكثر من ملائم، فالسفر يرجع إلى القرن الأول الميلادي، وقد كتبه أحد رُسل المسيح، ويحفظ التعاليم القويمة ويعمل على نشرها ويترُك رسالة للمؤمنين كافة وليس لقراءه الأوائل فحسب، وبعيدًا عن هذه السمات الثلاث، فسفر الرؤيا يتمتع بصفات غير قابلة للتعريف تجعله محلًا للثقة لدى القراء المسيحيين.

 

قانونية سفر الرؤيا والشبهات حول تأخر قانونية السفر

 

كان النقد الذي وجه لإنجيل يوحنا من قبل النقاد في القرن ال 19. ان انجيل يوحنا كتب في القرن الثاني او الثالث ولم يكتبه أحد من العصر الرسولي ثم جاءت البرديات ودمرت كل احلامهم. فتم اكتشاف بردية 52 التي تحتوي بداخلها نصوص من انجيل يوحنا من بداية القرن الثاني وتأتي البردية 66 لكي تقطع كل امال النقاد وتثبت ان انجيل لوحنا انجيل رسولي من الطراز الأول.

 

قانونية سفر الرؤيا.

الدارس المبتدئ لقانون العهد الجديد يعرف ان سفر الرؤيا من الاسفار التي تأخر قانونيتها وخصوصا بين الشرقيين لأنه تم استخدمه من قبل الهراطقة في تفسيرات حرفية لإثبات أفكارهم مثل Montanus الذي ادعي انه نبياً واخذ ينادي بالملك الالفي وان الكنيسة ابتعدت عن الله وسياتي الله مرة اخري ألف سنة. فتشكك فيه البعض في قبوله ضمن اسفار الكتاب الموحى بها. ولكن ليس الحال في كل الكنيسة ففي الغرب كان يقرا ككتاب موحى به من القرن الثاني واعترفوا بقانونيته. وبدأالاتجاه من النصف الثاني من القرن الثالث في الشرق للاعتراف ايضا بقانونيته ورسوليته.

 

فكان التشكك في كنيسة الشرق امتد لحوالي قرن ونصف قرن. ولكنه لم ينتهي بالرغم من ان كنيسة الاسكندرية قبلته الا ان هناك كنائس شرقية اخرى كالسريانية تشككت فيه ايضا ولكن بنهاية القرن السادس تم قبول السفر من الجميع وأدرج في قانون الكتاب بالإجماع. لن اعرض مجمل الاباء الذين تكلموا عن سفر الرؤيا. لكنى سأحصر كلامي في فترة القرن الثاني وسأعرض شهادات من مناطق متفرقة من اسكندرية وشمال افريقيا وأنطاكية وغيرها من كنائس العالم القديم.

 

من الكنائس السبعة التي أرسل اليها يوحنا رسالة في الرؤيا هى ” ملاك كنيسة ساردس “

 

وهناك أسقف لمع جدا وجلس على هذا الكرسي اسمه مليتو. مليتو أسقف سادرس

 

كتب القديس مليتو أسقف سادرس تفسير كامل لسفر رؤيا يوحنا هذا ما يقوله بارنز في تفسيره

He wrote a Treatise or Commentary on the Book of Revelation.

Barnes, Albert: Notes on the New Testaments: Revelation. London : Blackie & Son, 1884-1885, xxxiii

 

 

ويقول الدكتور لاردنر انه وصف الكتاب انه ليوحنا ومن المرجح جدا يوحنا الرسول وذكر انه يعتبر ان له سلطة قانونية

 

What it contained we are not informed. I will say it was a commentary on that book. It is plain he ascribed that book to John, and very likely to John the apostle. I think it very probable he esteemed it a book of canonical authority

 

 

ما هي اهمية وقيمة شهادة مليتو أسقف سادرس بالنسبة لرؤيا يوحنا؟

  1. انه أسقف على مدينة من المدن التي وجه لها سفر الرؤيا مباشرة ” ساردس “
  2. كان يعيش في زمن قريب جدا من زمن القديس يوحنا
  3. لديه فرصة للتحقق من حقيقة القضية
  4. اعتبره انه عمل للقديس يوحنا الرسول
  5. كتب تعليقا عليه معتبره عمل موحى به

The value of this testimony is this: (a) Melito was bishop of one of the churches to which the Apocalypse was directed; (b) he lived near the time of John; (c) he was a diligent student on this very subject; (d) he had every opportunity of ascertaining the truth on the subject; (e) he regarded it as the work of the apostle John; (f) and he wrote a treatise or commentary on it as an inspired book.

ويقول بارنز انها شهادة قوية في صالح سفر الرؤيا

 

It is not easy to conceive of stronger testimony in favour of the book

 

الشهادة الثانية: الشهيد يوستنيوس

ما هي أهمية الشهيد يوستينوس؟

 

يقول بارنز

He was partly contemporary with Polycarp and Papias. He travelled in Egypt, Italy, and Asia Minor, and resided some time at Ephesus. He was endowed with a bold and inquiring mind, and was a man eminent for integrity and virtue

كان معاصر جزئيا لبوليكاربوس وبابياس وسافر في مصر وايطاليا واسيا الصغرى واقام بعد الوقت في افسس وكان جريء ويمتلك عقلية استفسارية

 

يقول العالم لاردنر عن شهادة الشهيد يوستنيوس عن سفر الرؤيا الآتي

He was, therefore, well qualified to ascertain the truth about the origin of the book of Revelation, and his testimony must be of great value. He was an advocate of the doctrine of Chiliasm—or, the doctrine that Christ would reign a thousand years on the earth—and in defence of this he uses the following language: “And a man from among us, by name John, one of the Apostles of Christ, in a Revelation made to him—ἐν Ἀποκαλυψει γενομένη αὐτῷ—has prophesied that the believers in one Christ shall live a thousand years in Jerusalem; and after that shall be the general, and, in a word, the eternal resurrection and judgment of all men together.” There can be no doubt whatever that there is an allusion here to the book of Revelation—for the very name Revelation—Ἀποκάλυψις—is used; that Justin believed that it was written by the apostle John

 

شهادته لها قيمة عظيمة

and his testimony must be of great value.

.كان مناهض لعقيدة الملك الألفي

He was an advocate of the doctrine of Chiliasm

 

ونسب سفر الرؤيا ” ابو كالبيسى ” الى يوحنا رسول المسيح

 

And a man from among us, by name John, one of the Apostles of Christ, in a Revelation made to him

 

ويختم الدكتور لاردنر انه بلا شك ان القديس يوستين يعتقد ان سفر الرؤيا كتبه يوحنا الرسول

 

There can be no doubt whatever that there is an allusion here to the book of Revelation—for the very name Revelation—Ἀποκάλυψις—is used; that Justin believed that it was written by the apostle John

 

الشهادة الثالثة: قصة شهداء فينا وليون The Narrative of the Martyrs of Vienne and Lyons

 

يقول العالم لاردنر عن هذه الحادثة الآتي

In the reign of Marcus Antoninus, Christians suffered much from persecution. This persecution was particularly violent at Lyons, and the country round about. The churches of Lyons and Vienne sent an account of their sufferings, in an epistle, to the churches of Asia and Phrygia. This, according to Lardner, was about a.d. 177. The epistle has been preserved by Eusebius. In this epistle, among other undoubted allusions to the New Testament, the following occurs. Speaking of Vettius Epigathus, they say—“For he was indeed a genuine disciple of Christ, following the Lamb whithersoever he goes.” Comp. Rev. 14:2: “These are they which follow the Lamb whithersoever he goeth.” There can be no doubt that this passage in Revelation was referred to; and it proves that the book was then known, and that the writers were accustomed to regard it as on a level with the other sacred writings

 

ان دا تم في عهد ماركوس انطونيوس ان المسيحين عانوا كثير من الاضطهاد والكنائس في ليون وفينا ارسلت تقرير عن الاضطهاد في رسالة للكنائس في اسيا ودا كان حوالى سنة 177 ميلادية وبيقول ان هذه الرسالة تم الاحتفاظ بها بواسطة يوسابيوس.

ويستكمل ويقول ان في الرسالة دي من الاشارات الغير قابلة للشك للعهد الجديد كان الاشارة لسفر الرؤيا، ويكمل ويقول

There can be no doubt that this passage in Revelation was referred to; and it proves that the book was then known, and that the writers were accustomed to regard it as on a level with the other sacred writings

 

يعنى مفيش شك ان سفر الرؤيا كان معروف جدا ومعروف في مستوى الكتابات المقدسة.

الشهادة الرابعة القديس إريناؤوس أسقف ليون وتلميذ بوليكارب

 

يقول العالم لارندر عنه

 

The Apocalypse, or Revelation, is often quoted by him as the Revelation of John, the disciple of the Lord

سفر الرؤيا كان يقتبس بواسطته بكونه رؤيا يوحنا تلميذ الرب

الشهادة الخامسة: ابولنيوس

يقول بارنز عنه

 

The value of this testimony is, (a) that he quotes the book as of authority; and (b) that he ascribes it to John, evidently meaning the apostle John.

 

قيمة هذه الشهادة انه اقتبس منه ككتاب سلطوي وانه وصف انه ليوحنا بوضوح بمعنى الرسول يوحنا

 

الشهادة السادسة: ثيئوفيلس الأنطاكي

يقول العالم لاردنر عن شهادته

That the book of Revelation was owned by him is undoubted from Eusebius. Eusebius has assured us that Theophilus, in his book against Hermogenes, brought testimonies from the Apocalypse of John

فى كتبه ضد هيرموجينيس احضر شهادات من رؤيا يوحنا

 

الشهادة السابعة: كليمنضدس الإسكندري

 

يقول العالم لاردنر عن شهادته

The book of Revelation is several times quoted by him, and once in this manner: ‘Such an one, though here on earth he be not honoured with the first seat, shall sit upon the four and twenty thrones judging the people, as John says in the Revelation

 

مرات عديدة اقتبس من سفر الرؤيا واعطى مثال على هذا وانه ختم اقتباسه بمقولة كما يوحنا يقول في الرؤيا

 

فهو ليس فقط يقتبس منه بل ينسب الاقتباس انه للقديس يوحنا

 

ويضيف العالم لاردنر ويقول عن اقتباس اخر للقديس كلمينضدس من سفر الرؤيا

And that he supposed this writer to be John the apostle appears from another place, where he refers to Rev. 21:21, as the words of the apostle

 

انه بيشير لكلمات سفر الرؤيا انه كلمات الرسول

 

بمعادلة بسيطة في موضع يذكر انها كلمات يوحنا، وفى موضع اخر يذكر انها كلمات الرسول، فمن المؤكد انه يعتبر سفر الرؤيا انه كلمات يوحنا الرسول

 

والبروفيسور ستاروت يقول Professor Stuart عن شهادة إكليمندس السكندري عن سفر الرؤيا

There is no good ground for doubt, from anything which is found in the work, that he received and admitted the Apocalypse as a work of John the apostle

وهو ينفي انه لا يوجد أي شك على انه استلم واعترف بالرؤيا انها عمل يوحنا الرسول

 

الشهادة الاخيرة من القرن الثاني شهادة ترتليان

 

يقول بارنز في تعليقاته:

His testimony to the Apocalypse is most full and ample. He quotes, or refers to it in more than seventy passages in his writings, appealing to it expressly as the work of the apostle John” (Elliott, i. 27)

ان العلامة ترتليان في سبعين عبارة في كتاباته اشارة ان سفر الرؤيا كعمل للرسول يوحنا

 

يقول البروفيسور ستاروت

The Revelation of John is often quoted. I put together two or three passages, which show his full persuasion that it was written by the apostle and evangelist of that name

 

هو اظهر اقتناع الكامل انه كتب بواسطة الرسول والإنجيلي

 

ويقتبس الدكتور لاردنر بعض عبارات ترتليان للدلالة على اقتناعه بان الرؤيا من عمل يوحنا الرسول

 

The apostle John, in the Apocalypse, describes a sharp two-edged sword coming out of the mouth of God

 

Though Marcion rejects his revelation, the succession of bishops traced to the original will assure us that John is the author

 

 

ويقول بارنز في نهاية شهادة ترتليان:

There can be no doubt, therefore, that Tertullian regarded the apostle John as the author of the book of Revelation;

 

 

 

لا يوجد ادنى شك ان ترتليان يعتبر ان الرسول يوحنا هو مؤلف سفر الرؤيا

 

وبهذا يكون قد انتهى الجزء الاول المنحصر في شهادات القرن الثاني فقط لا غير عن قانونية ورسولية سفر الرؤيا وان الاباء اعتقدوا منذ عصر مبكر جدا في مناطق متفرقة اسكندرية والاباء اللاتين والغرب وأنطاكية انها من عمل القديس يوحنا وانه سفر ذو سلطة قانونية.

 

نرد على شبهة وردت تحت عنوان الاباء الاوائل يرفضون التأليف ليوحنا الرسول

 

هذا العنوان مضلل فهو يأتي بصفحة من كتاب دون دراسة الموضوع.

 

هو انت تقصد ان ديونيسيوس ” رفض التأليف ليوحنا الرسول ” هذه الجملة لا معني لها وغير مفهومة!

لنري كلام ديونيسيوس السكندري نقلا عن كتاب تاريخ الكنيسة ” الجزء السابع ” للمؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري

 

كيف بدأ كلامه:

After this he proceeds further to speak of the Revelation of John, as

 

 

 

عن ماذا يتكلم ديونسيوس؟

عن سفر الرؤيا وليس عن الانجيل او الرسائل فقد قال القديس ديونسيوس عن الانجيل والرسائل الاتي؟

 

And I agree that it was the work, also, of some holy and inspired man. But I would not easily agree that this was the apostle, the son of Zebedee, the brother of James, who is the author of the gospel, and the general (catholic) epistle that bears his name. But I conjecture, both from the general tenor of both, and the form and complexion of the composition, and the execution of the whole book, that it is not from him; for the evangelist never prefixes his name, never proclaims himself, either in the gospel or in his epistlehttp://www.arabchurch.com/forums/#_ftn1

 

http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref1Eusebius of Caesarea: An Ecclesiastical History to the 20th Year of the Reign of Constantine. London : Samuel Bagster and Sons, 1847, S. 308

 

 

 

لا يعتقد ديونيسيوس ان كاتب سفر الرؤيا هو يوحنا ابن زبدى اخو يعقوب كاتب الانجيل والرسائل الجامعة والدارس لعلم القانونية لا تعتمد القانونية علي قول ابائي واحد دون اجماع الكنيسة.

 who is the author of the gospel, and the general (catholic) epistle

 

لكنه مؤمن بانه شخص اخر مقدس وموحى اليه كتب سفر الرؤيا.

 ome holy and inspired man

 

أي ان ديونيسيوس السكندري أكد ان من كتب الانجيل والرسائل هو يوحنا ابن زبدي

 

ولم يوافق ان سفر الرؤيا لنفس الكاتب ولكنه لم يلغى انه موحى به ودليلا قال ان كاتبه inspired man

 

ان القديس ديونيسيوس الاسكندري قد أتخذ أمراً لا يقبل الشك ومفروغ منه بأن يوحنا الرسول هو كاتب الانجيل الرابع..

 

مساوياً بذلك لشهادة أوريجانوس والذي عرف من التقليد بأن يوحنا كان أخر الانجيليين الذين كتبوا أنجيل يوحنا…

 

كذلك يقول تلميذ أوريجانوس “إكليمندس” وباقتناع راسخ على رسولية انجيل يوحنا، ويقول ان يوحنا الانجيلي قد “أمتلأ بالروح القدس، وكتب الانجيل”…..

 

http://www.newadvent.org/cathen/08438a.htm#III

للبابا ديونيسيوس الكبير مؤلفات عدة اما مؤلفه عن سفر الرؤيا فهو اقوى ما كتب بل اننا من خلال ما كتبه عن هذا السفر نتعرف على شخصيته العظيمة اسمعه يقول:

“لقد رفض البعض مما سبقونا السفر وتحاشوه كلية على أنني لم أتجاسر ان ارفض السفر لان الكثيرين جدا من الاخوة كانوا يجلونه جدا ولكنني اعتبر انه فوق إدراكي وان في كل جزء معان عجيبة جدا مختفية لأنني ان كنت لا افهم الكلمات فأظن ان وراءها معنى أعمق وأنني لا اريد ان اقيسها او احكم عليها بعقلي بل اعتبرها اعلى من ان أدركها تاركا مجالا اوسع للإيمان ولست ارفض م لا أدركه بل بالعكس اتعجب لأنني لا افهمه “

 

ولا يفوتني هنا ان انوه ان البابا ديونيسيوس الكبير له رأي مستقل بخصوص سفر الرؤيا فهو لا ينكر ان كاتب السفر اسمه يوحنا وانه من تصنيف قديس ملهم بالروح القدس ولكنه لا يصدقانه هو الرسول يوحنا ابن زبدي أخو يعقوب كاتب انجيل يوحنا والرسائل الجامعة حيث يسوع الادلة والبراهين لإثبات رايه هذا بمقارنة اللغة اليونانية التي كتبت بها سفر الرؤيا مع اللغة اليونانية التي كتبت بها انجيل يوحنا ورسائله

 

الملامح الوثائقية والليتورجية لكنيسة الاسكندرية في الثلاثة قرون الاولى صفحتي 306 و307

 

ملاحظات ختامية

1للتعرُف على وجهات نظر مُميزة في هذا الأمر، انظر Robert L. Thomas “A Classical Dispensationalist View of Revelation” in Four Views on the Book of Revelation, ed. C. Marvin Pate (Grand Rapids, Michigan: Zondervan Publishing House, 1998), 181 حيث يقوم بتعريف السفر على أنه نبؤة مبسطة 22:18ff

2كُتّاب الأعمال ذي الصفة التنبؤية يعتبرون أنفسهم ورثة الأنبياء وليس أنبياءً، ولكن سفر الرؤيا يقوم كنبؤة في حد ذاته (10:11; 22:18ff) بالإضافة إلى صفته النبوية والسبع رسائل الصغيرة، فكل ما سبق يجعله فريدًا في العالم القديم.

3Robert H. Mounce, The Book of Revelation, New International Commentary on the New Testament (Grand Rapids, Michigan: William B. Eerdmans Publishing Company, 1977), 9.

4Bruce, The Canon of Scripture, 261; G. K. Beale The Book of Revelation: A Commentary on the Greek Text, New International Greek Testament Commentary, (Grand Rapids, Michigan: William B. Eerdmans Publishing Company, 1999), 34.

5Collins, John J. The Apocalyptic Imagination: An Introduction to Jewish Apocalyptic Literature (Grand Rapids, Michigan: William B. Eerdman’s Publishing Company, 1998), 271.

6B. S. Childs, The New Testament as Canon: An Introduction (Valley Forge, Pennsylvania: Trinity Press International, 1994), 509.

7G. K. Beale, The Book of Revelation, 35. Edward McDowell, The Meaning and Message of the Book of Revelation. Nashville, Tennessee: Broadman Press, 1951), 11.

8ScottGambrill Sinclair, Revelation: A Book for the Rest of Us (Berkely, California: BIBAL Press, 1992), 25; Bruce Metzger, Breaking the Code: Understanding the Book of Revelation (Nashville, Tennessee: Abingdon Press, 1993), 14.

9See C. Martin Pate, “A Progressive Dispensationalist View of Revelation” in Four Views on the Book of Revelation, 171-172 for a chart favorably comparing some of the key elements in John’s Gospel and Revelation.

10 ما يبعث على الدهشة، هو عدم وجود أية معارضة تُذكَر لهذا الرأي.

11فطبيعة الأزمة تُحدد تاريخ الكتابة، يجمع هذا القسم ما كان مذكور على جزئين في أخنوخ

12G. K. Beale, The Book of Revelation, 19.

1314.K. Beale, The Book of Revelation, 16.

15Henry Barclay Swete, Commentary on Revelation: The Greek Text with Introduction, Notes, and Indexes, (Grand Rapids, Michigan: Kregel Publications, 1977), ci.

16G. K. Beale, The Book of Revelation, 5.

17Ibid., 18-19.

18Kenneth Gentry, Jr. “A Preterist View of Revelation” in Four Views, 51.

19Ibid., 48.

20G. K. Beale, The Book of Revelation, 20.

21Bruce, The Canon of Scripture, 85, 191, 192, 195.

22D. A. Carson, Douglas J. Moo, and Leon Morris. An Introduction to the New Testament (Grand Rapids, Michigan: Zondervan Publishing House, 1992), 480.

23.Bruce, The Canon of Scripture, 198, 212-215

24Carson, Moo, and Morris, An Introduction to the New Testament, 481.

25Swete, Commentary on Revelation, cxvii.

26Ibid., cxviii.

27Carson, Moo, and Morris, An Introduction to the New Testament, 481. Luther later changed his mind. With Revelation’s references to the Lamb who was slain in chapter 5 and the vision of Christ coming in glory in chapter 19, one wonders why Luther could not find Christ in it.

28James A. Sanders, Canon and Community, 28.

29Donald Guthrie, New Testament Introduction (Downers Grove, Illinois: InterVarsity Press, 1990), 930.

30استخدم الكثيرون من قديم الزمان سفر الرؤيا كدليل إرشادي للمُستقبل (انظرMarvin C. Pate, Four Views on the Book of Revelation, and Arthur W. Wainwright, Mysterious Apocalpyse (Nashville, Tennessee: Abingdon Press, 1993), 21-87 for a history of the millennial interpretation to Revelation). هذا الاستخدام لن يكون في محله إن كانت سُلطة النص في سفر الرؤيا مُستمَدة من القادة المسيحيين المُعتقدين بوجوب عدم استخدام السفر في التنبؤ بالمُستقبل”(Scott Sinclair, Revelation: A Book for the Rest of Us, 27)، ولكن إن كان سُلطان سفر الرؤيا آتيًا من الله وليس الكنيسة، فرأي الكنيسة في القرن الرابع بشأن الأمور التفسيرية للسفر غير مُلزِم للمؤمنين في الأزمنة اللاحقة، فوظيفة الكنيسة الأولى كانت الإقرار بشرعية السفر وإدراجه ضمن الأسفار القانونية، وليس إملاء تفسيرًا بعينه إلى الأبد.

31 لهذا السبب، يتبنى المؤلف نظرية ملكوت الله الأرضي “already-but-not-yet” في الوقت الحالي.

 

قانونية سفر الرؤيا ونبذه تاريخية عن السفر – ترجمة فادي جوزيف