هل الحجة من التصميم تشير إلى أن هناك إله؟
وليم ديمبسكي William Dembski
افترض أنك أخذت جولة في متحف اللوفر , ذلك المتحف المتواجد في باريس والذي يضم أروع المجموعات الفنية في العالم. وحيث أنك تتمشى في المتحف وقفت أمام لوحة لليوناردو دافينشي –الموناليزا-
وافترض أن هذه هي المرة الاولى التي تكتشف فيها الفنان دا فنشي, حيث أنك لم تسمع ولم ترى لوحته “الموناليزا” من قبل.فماذا ستستنتج من ذلك؟ بالتأكيد ستستنتج أن دا فنشي فنان بارع !
وبالرغم من ذلك فإنك لن تستطيع استنتاج أن دا فنشي مهندس بارع وموسيقي, عالِم, ومُخترِع وأفكاره كانت متقدمة على عصره بقرون عدة بمجرد النظر الى الموناليزا!!
والحجة من التصميم هي كذلك , فهي تنظر الى مناظر ومزايا معينة من العالم الطبيعي وتستنج من ذلك أنها تعرض أدلة للتصميم الذكي .
فكما أن الموناليزا تخبرنا عن صانعها وهو دا فنشي, فكذلك العالم الطبيعي يخبرنا عن صانعه وهو (الله).
فالحجة من التصميم تستطيع أن تخبرنا بشكل يعتمد عليه ان التصميم الذكي يختبئ خلف هذا التنظيم والتعقيد في العالم الطبيعي . ولكنه لا يستطيع إخبارنا بطبيعة أو بنوعية هذا التصميم الذكي (مثلاً ان هذا الذكاء فوق طبيعي أو كائن شخصي أو ثالوث كما هو في المسيحية ). كما أنه لا يستطيع إخبارنا بأفعال التصميم الذكي في التاريخ الانساني .وبالتحديد فإن هذا الحجة من التصميم تبقى صامتة أمام إعلان المسيح في الكتاب المقدس ! وينتج من ذلك أن هذه الحجة لا يمكنها إثبات “نصوص الكتاب المقدس” أو ترغم أحد بالدخول لملكوت المسيح!
واللاهوتيين المسيحيين قد أدركوا لفترة طويلة بأن هذه الحجة هي حجة بسيطة متواضعة.
ولكن مع ذلك , فإن هذه الحجة قوية ! وربما أشهر نوع لهذه الحجة هي التي قدمها وليم بالي William paley
فبحسب بالي فإنك لو وجدت ساعة في حقل (حيث إنك تفتقد لمعرفة كيف كانت هناك), فإن تلاؤم اجزاء الساعة لتعطيك التوقيت الصحيح تؤكد لك أنها نتاج تصميم ذكي .
وبالتالي فبحسب بالي فإن التلاؤم المناسب لتكون هدف الكائن الحي (مثل العين البشرية وقدرتها لمنح الرؤية), فنظرية التصميم الذكي (ID) intelligent design قامت بتحديث حجة بالي على ضوء نظرية المعلومات والاحياء الجزيئية , وبالتالي جلب هذه النظرية الى دائرة العلم!
ومضامين نظرية التصميم الذكي على الايمان المسيحي عميق وثوريّ!! , فالتقدم العلمي أدّى الى هجوم عنيف على الايمان المسيحي الارثوذكسي. وأعلى نقطة في هذا الهجوم هي نظرية داروين للتطور . فاللاهوت الارثوذكسي المسيحي كان دائماً متفق أن الله خلق العالم بحكمته. وإحدى المضامين الحقيقية لهذا الفرض المسيحي أن هناك تصميماً لهذا العالم ! فادعاء داروين المركزي يقوم على أن العملية غير الموجهة المادية (التغييرات العشوائية والانتقاء الطبيعي ) تستطيع تفسير كل هذا التعقيد والتنظيم في العالم . وبكلمات أخرى فإن داروين كان يحاول إظهار أن التصميم غير واقعي أو حقيقي , أو أن العلم أعفانا من أي حاجة للتصميم , وإظهار أن التصميم لا يمكن الاعتماد عليه بحسب فهمنا العلمي للعالم الطبيعي , فنظرية التصميم الذكي تعطي نفس حياة جديدة لحجة التصميم وفي نفس الوقت تزيل بعض المفاهيم المغلوطة بأن العلم نقض الايمان المسيحي .
المرجع :
Cabal, T., Brand, C. O., Clendenen, E. R., Copan, P., Moreland, J., & Powell, D. (2007). The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (p.1327). Nashville, TN: Holman Bible Publishers.