Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل الله مضل في المسيحية؟ إضلال الله للبشر في المسيحية بحسب الفهم الخاطيء  

هل الله مضل في المسيحية؟ إضلال الله للبشر في المسيحية بحسب الفهم الخاطيء  

هل الله مضل في المسيحية؟ إضلال الله للبشر في المسيحية بحسب الفهم الخاطيء

هل إله المسيحية مضل؟ فإذا ضل النبي وتكلم كلاما، فأنا الرب قد أضللت ذلك النبي (حز 14: 9)

بداية لنقرأ الأعداد التالية:

كيف يمكن لله أن يضلل البشر ثم يعاقبهم لاتباعهم له؟ البعض يحل هذه المسألة برسم خط بين المسببات الأولية والثانوية فحسب كوك أن القدماء يميلون إلى تخطي المسببات الثانوية وإيعاز الأحداث مباشرة لله حيث يقول “ان هذه الفقرة معقولة فقط عندما ندرك أن عادات القدماء في التفكير كانت في التغاضي عن المسببات الثانوية وإيعاز الأحداث مباشرة لفعل الله” – (كوك: كتاب تعليق نقدي تفسيري على سفر حزقيال ص151 ) ولان النبي الكاذب قد انتهك القانون الأخلاقي وعواقب أفعال النبي الكاذب حتمية فان الخداع والانسداد الروحي ينسب لله إلا إن هذا الحل غير مقنع كما يبدو من الوهلة الأولى.

“Such a statement is only intelligible when we remember that ancient habits of thought overlooked secondary causes, and attributed events directly to the action of God” – Cooke, A critical and exegetical commentary on the book of Ezekiel. p. (151).

ويقول أيضا ادم كلارك “غالبا ما يحدث إنني أشير إلى انه من الشائع في اللغة العبرية أن شيئا تم بواسطة الله الذي تحمل أو سمح بفعله لأنه في المطلق وفي العموم الحكم لله وابسط الأشياء لا تتم إلا بمشيئته وسماحه” – (كلارك: تعليق كلارك على حزقيال 9: 14)

“I have often had occasion to remark that it is common in the Hebrew language to state a thing as done by the Lord which he only suffers or permits to be done; for so absolute and universal is the government of God, that the smallest occurrence cannot take place without his will or permission.” – Clarke, A. Clarke’s Commentary: Ezekiel (Eze 14:9).

فبعد قراءة هذه الأعداد السابقة مثلا (حزقيال 14: 9) ينبغي أن تعلم أن هذا لا يعني أن الله قاد النبي للخطية لكنه سمح للظروف المحيطة أن تحدث التي فيها قد يختار النبي إما طريق مجد الله أو الطريق التي تجعله كاذب هذا الاختيار بالأنبياء الكذبة يظهر أن قلوبهم لا تخدم الله.

بالفعل هذا العدد غامض ويبدو من الوهلة الأولى أن الله قد حث النبي الكاذب للتكلم بالكذب إلا انه بالرجوع للعدد السابع ينفس الأصحاح “لان كل إنسان … إذا ارتد عني واصعد أصنامه إلى قلبه ووضع معثرة إثمه تلقاء وجهه ثم جاء إلى النبي ليسأله عني فاني أنا الرب أجيبه بنفسي” فسنجد أن الله لن يستجيب من خلال أنبيائه الصادقين على المرتدين بالأصنام في قلوبهم بل بنفسه لذلك إذا اعطى نبي إجابة فهذا يعني انه نبي كاذب. فاذا اعطي نبي كاذب كلمة لعابد وثن فستكون كلمة مخادعة وستأتي بالذنب على كليهما ويصيران مسئولان عن خطيتهما ويعاقبهما الله تبعا لذلك.

وأقرب تصوير لفهم هذا العدد هو قصة ترك الله للأنبياء الكذبة أن يخدعون أخاب لأجل موته حيث سأل أخاب من نحو 400 نبي كاذب عن الذهاب للحرب أم يمتنع؟ فقالوا اصعد فيدفعها الرب لك “أأذهب إلى راموت جلعاد للقتال ام امتنع. فقالوا اصعد فيدفعها السيد ليد الملك” ثم سأل يهوشافاط ملك يهوذا الصاعد مع أخاب للحرب عن نبي للرب فقال أخاب يوجد ميخا بن يملة ولكن أخاب لا يحبه “يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به ولكني ابغضه لأنه لا يتنبأ عليّ خيرا بل شرا وهو ميخا بن يملة”

ويقول كوك “أن روح الكذب في أنبياء أخاب نسبت لسماح الله ولكن من الواضح أن هذا لا يعطي سبب لهم فانهم أساءوا استخدام هذه العطية النبوية فقط بترديد رغبات الملك فرؤياهم فضحت كاذبة” – (كوك: كتاب تعليق نقدي تفسيري على سفر حزقيال ص152)

“The lying spirit in Ahab’s prophets is ascribed to Jahveh’s permission, but obviously not to find an excuse for them; they had misused their prophetic gift by merely echoing the king’s desires; their oracle is exposed as false.” – Cooke, A critical and exegetical commentary on the book of Ezekiel. p. (152).

ثم يكمل وكان جميع الأنبياء الكذبة يتنبأون أمامهما (أخاب ويهوشافاط) في الساحة عند مدخل باب السامرة وقد طلب من ميخا أن يتكلم بالخير عن أخاب كجميع الأنبياء الكذبة “فليكن كلامك مثل كلام واحد منهم وتكلم بخير” فقال ميخا للملك “فقال رأيت كل إسرائيل مشتّتين على الجبال كخراف لا راعي لها. فقال الرب ليس لهؤلاء أصحاب فليرجعوا كل واحد إلى بيته بسلام” فقال أخاب ليهوشافاط أن ميخا لا يتنبأ على خيرا بل شرا فرد ميخا قائلا إن الرب جعل روح كذب في أفواه أنبيائك الكذبة فوضعه أخاب في السجن حتى يعود فقال ميخا “ان رجعت بسلام فلم يتكلم الرب بي” (1 ملوك 22: 19-23).

وعليه فهو إذن ليس فعلا مباشرا من الله ولكن الله يترك الشيطان يعمل هو وأعوانه ليس بتسامح مع الشيطان ولكن بسلطانه على أعمال الشر من اجل خدمة أحكامه الصالحة لكي تكون محك الفصل بين النفيس والرخيص واختبار لشعبه (تثنية 13: 3 , 1 ملوك 22: 23 , ارميا 4: 10 , 2 تسالونيكي 2: 11). الشر لا يأتي من الله بالرغم من أن الله له السلطان عليه لأجل خدمة مشيئته (أيوب 12: 16).

عندما يتقرب عابدي الأوثان من الأنبياء الكذبة فإن الله يترك النبي الكاذب يقول ما يريد الناس أن يسمعوه فبالرغم من أن السبب الثانوي لعمل النبي الكاذب هو عدم إيمانه إلا أن السبب الأولي فهو أن الله غالبا ما يسمح للبشر أن يذهبوا في طريقهم الشريرة ويعانون العواقب. وهنا يعاقب الله الغاوي والمخدوع بتركه ينخدع بغروره.

أحد اهم النماذج القاسية التي يستخدمها الله مع البشر هي سماحه لنا بالتمادي في طرقنا الأنانية. هذا النهج هو الأكثر تأثيرا لان العواقب القاسية الكارثية لغرورنا وأنانيتنا غالبا ما تخبرنا أفضل من أي وسيلة أخرى فطريق الله هي الأفضل.

إن الرب يخدع الأنبياء الكذبة راجع (1 ملوك 22: 19-23) في قصة الرؤيا الخاصة بموت أخاب الملك. أو في قصة انخداع داود بإحصاء الشعب راجع (1 أخبار 21: 1) “ووقف الشيطان ضد إسرائيل واغوى داود ليحصي إسرائيل” ولان الشيطان لا يستطيع إغواء البشر بعيدا عن سلطان الله أو بمعزل عنه ولكن بسماح منه.

فنجد نفس الفقرة في سفر صموئيل الثاني تقرأ “وعاد فحمي غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلا امض واحص إسرائيل ويهوذا” (2 صموئيل 24: 1) وعليه فإن إغواء الله للنبي الكاذب لا يعفيه من مسئولية نبوته الكاذبة وتبعاتها وقد ورد خبر موت أحد الأنبياء الكذبة في سفر ارميا (ارميا 28: 15-17) ارجع أيضا إلى سفر أعمال الرسل ” … فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر. أنت لم تكذب على الناس بل على الله‎.. ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب …” (أعمال الرسل 5: 1-11)

ويمكن أن نقول أيضا أن الله لا يخدع الإنسان الشرير مباشرة ولكن بصورة غير مباشرة عن طريق سحب يده من الاستجابة وتركه لتأثير الشيطان ورغبات قلبه الشريرة. فيقول القديس أغسطينوس “لذلك عندما نقرأ الحق الكتاب المقدس ونجد أناس أغواهم الله أو أن قلوبهم تبلدت وتقست به فلا تشك أن هذا لان خصالهم الشريرة السابقة جعلتهم يتحملون عقابهم العادل” – (عظة على النعمة والمشيئة الحرة للقديس أغسطينوس)

“Accordingly, when you read the truth of the Scriptures and find that people are led astray by God or that their hearts are dulled and hardened by him, have no doubt that it was their previous evil merits that made them suffer their just penalties”. – (On Grace and Free Will)

ويقول أيضا “يجب أن تعتقد أن هناك خصال شريرة في هذا الشخص الذي سمح الله بإغوائه وصار مغويا” – (عظة على النعمة والمشيئة الحرة للقديس أغسطينوس)

“You must believe that there were evil merits in that person whom God permits to go astray and to become hardened”. – (On Grace and Free Will)

أخيرًا… “لأنه قد دخل إلى العالم مضلّون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد. هذا هو المضلّ والضد للمسيح” (2 يوحنا 7)

هل الله مضل في المسيحية؟ إضلال الله للبشر في المسيحية بحسب الفهم الخاطيء

 

تاريخ النور المقدس والرد على الأسئلة والتشكيكات المُثارة ضده | بيشوي مجدي

Exit mobile version