لماذا أعطانا الله الكتاب المقدس – العظة 39 للقديس مقاريوس الكبير – د. نصحى عبد الشهيد
كما أن الملك يكتب رسائل لأولئك الذين يريد أن ينعم عليهم بامتيازات خاصة وهبات فريدة، ويقول لهم: “بادروا بالمجيء إليَّ سريعًا لتنالوا مني الهبات الملوكيّة”، فإذا لم يذهبوا ويأخذوها فإن مجرد قراءة الرسائل لا تفيدهم شيئًا بل بالعكس فإنهم يكونون معرّضين لخطر الموت لأنهم رفضوا أن يأتوا لينالوا الكرامة من يد الملك.
هكذا الله الملك الحقيقي، قد أرسل الكتب المقدسة كرسائل منه للبشر، وهو يعلن عن طريقها للناس أنه ينبغي أن يأتوا إلى الله ويدعونه بإيمان ويسألوا ويأخذوا الموهبة السماويّة من الله نفسه، لأنه مكتوب “لتصيروا شركاء الطبيعة الإلهيّة” (2 بط 1: 4) ولكن إذا لم يأتِ الإنسان ويسأل وينال، فإنه لا يستفيد شيئًا من قراءته للكتاب، بل بالأحرى فإنه يكون في خطر الموت لأنه لم يرد أن يأخذ عطية الحياة من الملك السماوي، التي بدونها لا يمكن الحصول على الحياة الأبديّة غير المائتة، التي هي المسيح نفسه.
الذي له المجد إلى الأبد آمين.