الرد على شبهة ارتفاع أعمدة هيكل سليمان 18 ذراع أم 35 ذراع؟
الرد على شبهة ارتفاع أعمدة هيكل سليمان 18 ذراع أم 35 ذراع؟
الشبهة:
أطل علينا الدكتور الجهبذ منقذ السقار قائلا بأن هناك تناقض ما بين ما ورد في سفر الملوك الأول 7 عدد 15 في ذكر إن طول العمود الواحد 18 ذراعاً وبين ما ورد في أخبار الأيام الثاني 3: 15 إن طول العمود 35 ذراع.
فهل هذا تناقض حقيقي؟ وكيف نفسر هذا الاختلاف في الرقم؟ كم كان طول العمودين اللذين أقامهما سليمان أمام الهيكل؟
الإجابة:
أيّا كان طريقة الحساب الكتابية للأعمدة فسنذكر الآراء المطروحة مع ترجيح رأي فكثرة الردود الصحيحة المطروحة هو أكبر دليل على ضعف وسذاجة فِكر طارح الشبهة. فطالما تعددت الحلول الصحيحة التي لم يعرف أي منها الجهبذ منقذ السقار فهذا وحده دليل على ضعف فكر الرجل، فلا يوجد أية إشكالية بالنص.
بصفتي مهندساً، تختلف طرق القياس فيمكن قياس مبني من جلسة الشباك لأعلى المبنى أو يمكن قياس المبنى من منسوب الرصيف إلى أعلى المبنى ويمكن قياس المبني من منسوب الرصيف لأعلى الوارش بالسطح “وهو السور الذي بأعلى السطح”، وغيرها من طرق القياس المختلفة.
قد يحسب الشخص العمود بدون إضافات مثل القاعدة وما يعلو العمود من زخارف وغيره. وقد يحسب الشخص العمود بداية من القاعدة بالتاج وقد يحسب الشخص العمود بدون التاج أعلاه وغيرها، وهناك العديد من الطرق لقياس الأعمدة الدائرية.
الرأي الأول وهو الأقرب والشائع.
الأعمدة في ملوك الأول 7: 15 موصوفة بان ارتفاعها ثمانية عشر ذراعاً بينما في إخبار الأيام الثاني 1: 15 موصوفة بان ارتفاع العمودين معًا خمسة وثلاثين ذراعاً فإن قسمنا هذه الـ 35 ذراعًا على العمودين، سيكون نصيب كل عمود منهما هو 17.5 ذراع (35/2= 17.5) ومن هنا سيكون الفارق هو 18 ذراع – 17.5 ذراع! أي فقط نصف ذراع. أي بضع سنتيمترات! لم نفترض إن هناك زخارف ممتدة وغيره من فرضيات ولكن الشيخ نسى انه في علوم الرياضيات البسيطة التي يتم تدريسها للأطفال في مراحل الدراسة الابتدائية يتعلمون درسًا مهمًا ألا وهو التقريب، والتقريب صحيح رياضيًا وعلميًا في كل ربوع العالم، فهل تغيّب الدكتور منقذ السقار عن هذا الدرس في صفوف دراسته الابتدائية؟ فهذا ما نجنيه جراء هذا الغياب: التأخر الدراسي.
الرأي الثاني:
إن سفر ملوك الأول 7: 15 يصف إبعاد الأعمدة المجمعة شامل التيجان مسبقاً بينما يصف إخبار الأيام الثاني 3: 15 ارتفاع العمود النهائي من القاعدة حتى أعلى التاج ويقدم ملوك الأول 7: 15 – 16 العمود قبل وضعه على القاعدة كما هو موضح بالصورة.
15 وصور العمودين من نحاس طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعا. وخيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط بالعمود الآخر.
يمكن أن نقول إن هذا الوصف قبل وضع العمود على القاعدة “كأجزاء مجمعة” لان الارتفاع هنا مشار إليه بارتفاع العمود. ويشير الكتاب على التيجان أنها مصنوعة لوضعها أعلى العمود وهذا دليل إن ما ورد في سفر الملوك هو تجميع للعمود. إي إن العمود لم يتم تركيبه بعد. في المقابل ما ورد في إخبار الأيام يتعلق بالشكل النهائي من قاعدة وارتفاع الأعمدة مع التيجان. وفي سفر أخبار الأيام الثاني
15 وعمل أمام البيت عمودين طولهما خمس وثلاثون ذراعا والتاجان اللذان على رأسيهما خمس أذرع.
هذا وصف للشكل النهائي الأعمدة والتاج والقاعدة ليس كل جزء على حدا. بل مجمع كشكل نهائي. فيعطي الارتفاع الكلي فيبدوا أن الأعمدة طولها 18 ذراع وأقيمت على قاعدة 17 ذراع وهذا ما أوضحناه بالصورة. وقد فسر هذا الرأي طوليهما أي إن طول العموديين الثابت 35 ذراع.
الرأي الثالث إن طرق الحساب القديمة كانت متعددة وإن محيط العمود بحسب النص الوارد هو اثنتا عشر ذراع. فالكلمة العبرية orekh قد تشير إلى طول وامتداد فالعمود دائري شيوعاً يحسب بمحيطه وارتفاعه.
بالتالي إجمالي الارتفاع + المحيط = 18 ذراع العمود + 5 التاج + 12 المحيط = 35 ذراع هذا حساب ثلاثي الأبعاد للطول بينما في ملوك الأول نحصل على الرقم الفعلي بما في ذلك المحيط.
اختصار الرأي الأول هو الشائع والأقرب وذكرنا الآراء الأخرى لأننا نتكلم بشكل أكاديمي لا يفهمه المتصيدين مثل الشيخ وأمثاله. فأيّا كان طريقة حساب في ذلك الزمان في سفر الإخبار أو الملوك لا يوجد أية إشكالية في ذكرهم للقياس لوجود طرق قياس مختلفة وهذا ما نعرفه كمهندسين. وهذا ما أقحم الشيخ نفسه فيه دون علم.
ليكون للبركة