عيد حلول الروح القدس – عيد الخمسين
“ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة. وصار بغتةً من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وأمتلأ الجميع من الروح القدس”. (اع1:2-4)
مَولِد الكنيسة:
عشرة أيام كاملة هي ما بين الصعود والعنصرة لم يبرح التلاميذ أورشليم تنفيذاً لوصية رب المجد يسوع المسيح حينما قال لهم [وها أنا أرسل لكم موعد أبي فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي] (لو 24: 49)
وفى هذه الفترة فترة الـ1.أيام كانوا التلاميذ يعدون أنفسهم لقبول مواهب الروح القدس فكانوا مجتمعين معاً بنفسي واحدة في عليّه صهيون (بيت أم مار مرقس كاروز مصر) ويرجع السبب في أن السيد المسيح حذرهم أن لا يبرحوا أورشليم حتى ينالوا قوة من الأعالي وهذه القوة هي الروح القدس.
لأنهم لو برحوا أورشليم وكرزوا بدون أن يأخذوا قوة الروح القدس لفشلوا فشلاً ذريعاً فكيف كانوا يقدرون أن يقنعوا الأمم وغيرهم بسر الثالوث القدوس وسر التجسد الإلهي وسر الفداء وكافة الإيمان المسيحي لذلك حذرهم الرب إن لا يبرحوا أورشليم حتى ينالوا قوة الروح القدس الذي يُعد غير المؤمنين المستعدين لقبول الأيمان ويعطي قوة لكلمة المبشر وتأثيرا للسامعين فالإيمان المسيحي لا يمكن قبوله إلا بالروح القدس لذلك يقول القديس بولس الرسول ” أعرفكم أن ليس أحد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع أناثيما وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب ألا بالروح القدس” (1 كو 12 : 3)
ماذا حدث في مثل هذا اليوم:
“يدخل الروح إلى النفس ويجعلها مرتفعة عالية ملاصقة لله” (القديس الأنبا أنطونيوس).
وقت حلول الروح القدس
في تمام الساعة الثالثة بالتوقيت العبري (التاسعة صباحاً) بتوقيتنا في يوم الخمسين لقيامة رب المجد يسوع المسيح من بين الأموات. وهذا اليوم كان يحتفل فيه اليهود بعيد الخمسين وهو أحد أعياد اليهود الكبرى في أورشليم حل الروح القدس على التلاميذ.
مظاهر صاحبت حلول الروح القدس:
كان إعطاء الشريعة في سيناء مصحوباً برعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل، وصوت بوق شديد جداً، أرتعد منه كل الشعب الذي كان في المحلة (خر16:19)
لذا لا نتعجب إن جاءت كنيسة العهد الجديد إلى الوجود أيضاً بعلامات علنية ملأت المشاهدين دهشة وحيرة (اع6:2، 7)
-
صوت كما من هبوب ريح عاصفة: الريح تشير إلى القوة الروحية الخلاقة
- “كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه” (تك2:1)
- ورمزاً للعمل غير المنظور “الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح” (يو8:3)
- والحرية السامية التي للروح القدس (حيث روح الرب هناك حرية) (2كو17:3).
-
ألسنة من نـار:
- النار تشير إلى عمل التطهير الذي للروح القدس (اش6:6، 7) فقد حل الله على جبل سيناء بالنار (خر18:19)
أما في هذا اليوم فحل على التلاميذ بالنار.
-
التكلم بألسنـة:
هو تصويب لما حدث قديماً عند برج بابل حيث بلبل الرب لسان الأشرار حتى لا يعرف الواحد لغة الأخر ولكن بالروح القدس بلبل ألسنة التلاميذ ليستطيعوا أن يكرزوا بشارة الملكوت في العالم أجمع لكي يجمعوا العالم أجمع ليكونوا واحداً لله الأب في المسيح يسوع بالروح القدس.
-
حلول الروح القدس:
لكي يصير الأنسان هيكلا لروح الله وتجديد الطبيعة التي أفسدت بالخطية في العهد القديم. فكان حلول الروح القدس على التلاميذ بمثابة معمودية لهم معمودية الروح القدس ونار
-
الروح القدس هو سر قوة الكنيسة الأول [مواهب الروح القدس]:
الروح القدس غمر كيان الكنيسة، فتعمدت في نهره المتدفق. وكانت النتيجة أن أعطاها الروح القدس العديد من المواهب اللازمة للخدمة والكرازة. أول هذه المواهب هي موهبة [التكلم بألسنة]..
(وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا..) (أع 4:2).
وهذه الموهبة كانت لغرض البشارة فقط وليس لشيء أخر. هذا بالإضافة إلى المواهب الأخرى الكثيرة، ومثل موهبة شفاء المرضى حتى أن ظل بطرس ومناديل وعصائب بولس تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة ومواهب أخرى كالوعظ، التعليم، والتدبير، والنبوة. هكذا كانت كلمة الرب تنمو، وتزداد، وتتقوى.. لأن الكنيسة كانت غنية بالروح القدس المدقق فيها.
عظة بطرس:
عظة القديس بطرس الرسول بالرغم من أنها كانت كلمات بسيطة وقليلة أعطى الله لهذه العظة أن تكون قوية ومؤثرة بقوة الروح القدس الذي عمل في الكلمة وأعطى تأثيرا جبارا في أذان السامعين حتى خلص في هذا اليوم وأنضم إلى الكنيسة 3… نفس ومازال الروح القدس يعمل في الكنيسة ويعطي تأثيرا لكلمات السيد المسيح في أذان السامعين.
وهذا ما حدث مع القديس بولس الرسول الذي كان بالروح القدس كان يستطيع أقناع أي أحد بالأيمان المسيحي “فقال أغريباس لبولس بقليل تقنعني أن أصير مسيحيا”
(أع 26: 28)
والقديس بولس الرسول لم يكن مع التلاميذ وقت حلول الروح القدس ولكنه حل عليه الروح القدس وقت مقابلته مع رب المجد يسوع المسيح.
شفاء الأعرج:
دخل بطرس ويوحنا الرسول إلى الهيكل وقت صلاة الساعة التاسعة، وعلى الباب وجد إنساناً أعرج يسأل صدقة ونظر إلى بطرس ويوحنا منتظراً أن يأخذ منهما شيئاً، ولكن بطرس فاجأه بمفاجأة جعلته (يمشى ويطفر فرحاً ويسبح الله) قال له بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وأمشى..) فوثب ووقف، وصار يمشى ودخل معهما الهيكل.. إنها قوة الروح القدس المعطى الشفاء.
الروح القدس أعطى التلاميذ قوة الاسم الإلهي.
هذا هو غنى الكنيسة بالروح القدس..
غنى يفوق كل غنى بالفضة والدهب. إن الروح القدس عندما حل على الكنيسة وحل في شكل ألسنة نار كعلامة للغنى. لهذا ستظل الكنيسة غنية بالروح القدس
الروح القدس هو الغنى الكامل في حياتنا (كل شيء).
وهذه هي المعجزة السماوية أن التلاميذ بالرغم إنهم كانوا بسطاء إلا إنهم بفعل الروح القدس أخزوا الحكماء لم يكونوا من أقوياء العالم ولا من حكمائه [بل أختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء وأختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء] (1 كو1: 27)
فصاروا بقوة الروح القدس إلى العالم أجمع ليكرزوا ببشارة الملكوت. وليصبح أغلبية العالم من المسيحيين وهذا بفعل الروح القدس.
وكلمة قوة من الأعالي (اع8:1) قوة التقديس
في اليونانية جاءت منها كلمة (ديثاميت) أو ديناميكية.. فقد أكد المخلص إلا يخرجوا للعمل دون أن يأخذوا هذه القوة الجبارة قوة الروح القدس الذي يفجر جبال الخطية الراسخة كما بديناميت إلهي لتتحول الجبال العائقة إلى مقدسات له. ليحملوا (ديناميكية) أو حركة العمل المستمر بروح الله الذي لا يعرف الخمول أو الاستكانة بل هو حركة حب عامل بغير انقطاع.
حقاً لقد قال القديس ديديموس الضرير (يستحيل أن يقتنى أحد نعمة الله ما لم يقتنى الروح القدس الذي فيه كل عطايا الله).
الروح القدس ما زال يعمل في الكنيسة وفينا فهو يعين ضعفاتنا ويرشدنا ويذكرنا بكل ما قاله لنا الرب يسوع ويعطينا فماً وحكمة أمام جميع مقاومينا ومعاندينا حتى لا يستطيعوا أن يقاوموها أو يناقضوها. الروح القدس هو الغنى الكامل في حياتنا. أعطى التلاميذ قوة الاسم الإلهي. هذا هو غنى الكنيسة بالروح القدس. غنى بفوق كل غنى بالفضة والذهب.
أخيراً [طوبى لمن كان كنزه في داخله، طوبى لمن كان استنشاقه عبير الروح القدس، وتمتزج رائحة جسده بذلك. طوبى لمن اصطبغت نفسه بحلاوة إلهه] (القديس يوحنا سابا).