Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تناقضات القيامة – كم عدد زيارات النساء للقبر؟ هل كان الحجر مدحرجاً؟ رجل ام ملائكة؟ – كارلو بروسارد

تناقضات القيامة – كم عدد زيارات النساء للقبر؟ هل كان الحجر مدحرجاً؟ رجل ام ملائكة؟

مقال لـ “كارلو بروسارد” (Karlo Broussard) مُترجَم بتصرف

تناقضات القيامة – كم عدد زيارات النساء للقبر؟ هل كان الحجر مدحرجاً؟ رجل ام ملائكة؟

يقول بارت إيرمان الباحث في العهد الجديد اللاأدري [/ملحد][1]، إنه لا يمكننا الوثوق في روايات الأناجيل حول قيامة يسوع. حجته الأساسية هي أن الأناجيل “متناقضة بشكل ميؤوس منه” (يسوع التاريخي). (The Historical Jesus) [2].

في مناظرته مع ويليام لين كريج(William Lane Craig)  عام 2006 [3] ، قدم إيرمان (Ehrman) خمسة تناقضات يعتقد أنها تدعم ادعائه. سوف أناقشها كلها أدناه.

تناقضات القيامة: كم عدد النساء في القبر؟

التناقض الأول: يقول إن يوحنا سجل فقط ذهاب مريم المجدلية إلى القبر (يوحنا20: 1)، بينما (متى28: 1-2)، (مرقس16: 1-3) و(لوقا24: 10) يسجلون أنها ذهبت مع نساء أخريات.

يفترض هذا الاعتراض عن طريق الخطأ، أن يوحنا كان ينوي القول بأن مريم المجدلية كانت وحدها. ببساطة، يوحنا كان يعرض قصة مريم المجدلية دون أن يذكر النساء الأخريات. ولأن القصة غير مكتملة، فهذا لا يعني أن بها أخطاء. وحتى لوقا لا يقدم القصة كلها عن النساء اللواتي ذهبن إلى القبر (لوقا24: 10).

علاوة على ذلك، فإن رواية يوحنا عمّا قالت مريم لبطرس ويوحنا، تشير إلى أنه كان يعرف أن هناك نساء أخريات معها، فكتب: “فركضت… وقالت لهما… ولسنا نعلم أين وضعوه” (يوحنا20: 2، التوكيد بالخط المائل مُضاف).

“she ran . . . and said to them . . . we do not know where they have laid him” (John 20:2, emphasis added).

يستخدم لوقا أسلوبًا مشابهًا فيعرض أولًا بطرس وهو ذاهب إلى القبر (لوقا24: 12)، لكنه أخبر قارئه لاحقًا أن الآخرين ذهبوا أيضًا، “ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر، فوجدوا هكذا كما قالت أيضا النساء” (لوقا24: 24).

تناقضات القيامة: هل رأين الحجر مُدحرَجًا؟

التناقض الثاني: يقول إن متى يسجل أن النساء رأين الملاك يدحرج الحجر (متى28: 2)، بينما (مرقس16: 3-4) و(لوقا24: 2) يسجلان أن النساء وجدن الحجر قد تدحرج بالفعل.

مرة أخرى، يقوم الاعتراض بافتراض خاطئ – فهو يفترض أن متى أراد التأكيد على أن النساء شهدن الملاك وهو يدحرج الحجر. لكن الفحص الدقيق للنص يثبت عكس ذلك.

أولاً، كما يجادل أ. جونز (A. Jones) في التعليق كاثوليكي على الكتاب المقدس (A Catholic Commentary on Holy Scripture)، أن المقطع بأكمله المتعلق بالملاك والحجر والحراس الذين ارتعدوا “وصاروا كأموات” (متى28: 2-4) يظهر كتعليق اعتراضي [4]. فمن غير المحتمل أن تتحدث النساء مع الملاك أثناء سقوط الحراس هناك كأموات.

علاوةً على ذلك، التفاصيل التي تخص الملاك والحجر يتقدمها العطف باليونانية [ γὰρ، تُنطَق: جار]: “وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن [باليونانية γὰρ ]  ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه” (متى28: 2، التوكيد بالخط المائل مُضاف).

“And behold, there was a great earthquake; for [Greek, gar] an angel of the Lord descended from heaven and came and rolled back the stone, and sat upon it” (28:2, emphasis added).

يُستخدَم هذا العطف التفسيري ليقدم توضيح للجزء السابق من الجملة. تبعًا لمتى، دحرجة الملاك للحجر أدت إلى الزلزلة، لكنه لا يذكر أن النساء رأين مشهد تحريك الحجر.

يمكن دعم هذه الإجابة بشكل أكبر من خلال استخدام متى للأسلوب الخبري في زمن الماضي للفعل [ γίνομαι، يُنطَق: جينوماي وتصريفه ἐγένετο ]: ” وإذا زلزلة عظيمة حَدَثَت [ باليونانية ἐγένετο ] ” (متى28: 2، التوكيد بالخط المائل مُضاف).

“And behold, there was [Greek, egeneto] a great earthquake” (28:2, emphasis added).

زمن الفعل (aorist verb tense) هنا يشير إلى الماضي البسيط (simple past)، لذا تكون الترجمة “زلزلة عظيمة حَدَثَت”، مما يعني أن النساء لم يشهدن ذلك.

حتى نزول الملاك يمكن وصفه بأنه قد حدث سابقًا، لأن تَصريف الفعل καταβὰς (أي نَزَلَ) يمكن أن يترجم في الإنجليزية إلى الماضي التام (past perfect): “لأن ملاك الرب قد نزل” (متى 28: 2؛ الإصدار القياسي الدولي، التوكيد بالخط المائل مُضاف).

“for an angel of the Lord had descended” (28:2; ISV, emphasis added).

لكن انتظر/ي دقيقة. كيف عرف متى عن هذه الأشياء إذا لم ترها النسوة؟ من المحتمل أن يكون متى قد تلقى التفاصيل من نفس المصدر الذي تلقى منه معلومات حول المؤامرة التي اختلقها الحراس ورؤساء الكهنة [إذ اتفقوا على ادعاء سرقة التلاميذ للجسد والحراس نيام] (متى28: 11-15).

 فإذا كان القبر الفارغ جزءًا من قصة الحراس لـ”كل ما كان” (متى28: 11)، فمن الممكن أن تكون التفاصيل الواردة في الجملة الاعتراضية (الآيات 2-4) جزءًا من قصة الحراس أيضًا.

تناقضات القيامة: رجال أم ملائكة؟ وكم عددهم؟

التناقض الثالث: يقول إن (مرقس16: 5-6) يذكر رجلًا و(لوقا24: 4) يذكر رجلين جالسين في القبر، ومتى يقول إنه ملاك واحد (متى28: 5) وأن ذلك يناقض وصف يوحنا لوجود ملاكين (يوحنا20: 11-13).

شهادة بعض الروايات لوجود رجلين وشهادة الروايات الأخرى لوجود ملاكين، لا تُعد تنتقضًا بأي حال. فمرقس ولوقا يصفان ما رأته النساء (“رجلين”)، بينما يعطي متى ويوحنا تفسيرًا (ربما تفسير النسوة الخاص بهن) لما رأين (“ملاكين”).  فلنتذكر أن الملائكة تظهر في هيئة رجال كما في (تكوين18: 1-2) و(عبرانيين13: 2).

بالنسبة لعدد الموجودين، يذكر متى ومرقس الواحدَ الذي كلم النسوة وببساطة لا يتطرقون إلى ذِكر الآخر. كما ذكرنا سابقًا، عدم تطرُّق الشهادة إلى بعض التفاصيل لا يعني أنها تنكر حدوث تلك التفاصيل.

تناقضات القيامة: هل رأوا يسوع في أورشليم أم رأوه فيما بعد؟

التناقض الرابع: ينص على أن (متى28: 16) و(يوحنا21: 1) يذكران أن التلاميذ ذهبوا إلى الجليل كما أمر يسوع (متى28: 10)، لكن مرقس ولوقا لم يذكروا ذلك، إذا كتبا أن يسوع ظهر لهم في أورشليم، وبعد ذلك صعد إلى السماء.

لكي يَثبُت التناقض، كان يجب أن يقول لوقا ومرقس شيئًا مثل، ” لم يظهر يسوع أو ظهر للرسل في الجليل فقط “. لكن لوقا ومرقس لا يقولان هذا. ببساطة، كل واحد منهم لا يتطرق إلى ذكر بعض التفاصيل من خلال روايته. دعونا نؤكد مرة أخرى، أن عدم التطرق إلى بعض التفاصيل يختلف تمامًا عن إنكار تلك التفاصيل.

قد لا يزال أحد المتشككين يعترض على أن الطريقة التي يسرد بها لوقا ومرقس الأحداث تشير إلى أن قيامة يسوع وظهوره وصعوده حدثت كلها في أورشليم يوم الأحد الفصح. فكيف يمكننا حل هذا؟

يتمثل أحد الحلول في أن لوقا ومرقس استخدما الأسلوب الأدبي القديم لضغط الوقت – أي ما نشره متى ويوحنا على مدى فترة من المواقع والوقت، ضغطه لوقا ومرقس في يوم واحد. تبدو فرضية ضغط الوقت منطقية بالنسبة للوقا، لأن إنجيله، مثل متى، يبلغ طوله لفافة (scroll) واحدة كاملة. فربما كان هدف لوقا من عم التطرق لبعض التفاصيل هدفًا اقتصاديًا، حيث لم يتبق الكثير من المساحة على اللفافة ليكمل ما يرويه بالتفصيل الكامل. تصبح هذه الفرضية مقبولة أكثر، عندما يأخذ المرء بعين الاعتبار، أن لوقا يذكر صراحةً ظهور يسوع للرسل في مناسبات متعددة على مدى أربعين يومًا، ثم صعد (أعمال الرسل1: 3).

وفيما يتعلق بمرقس، فإن طول إنجيله يدعم استخدامه لضغط الوقت. علاوة على ذلك، فإن استخدام مَرقُس لكلمة “للوقت/ في الحال” (باليونانية، εὐθὺς ) يشير إلى رغبته في التأكيد على حماس وضرورة خدمة يسوع وأنه كان رجل أفعال. وهذا تباين واضح[في طريقة السرد]، حيث استُخدِمت كلمة εὐθὺς عشرة مرات في إنجيل متى ولوقا ويوحنا وسفر أعمال الرسل مجتمعين.

تناقضات القيامة: هل تحدثت النساء؟

التناقض الخامس: ينص على إن مرقس يسجل أن النساء “لم يقلن لأحد شيئا لأنهن كن خائفات” (مرقس16: 8)، ويقول لوقا إن النساء أخبرن التلاميذ بما رأوه وسمعوه (لوقا24: 10-11).

القراءة المنطقية لما رواه مرقس، هي أن النساء ركضن مباشرة إلى حيث تَجمَّع التلاميذ، دون التوقف للتحدث مع أي شخص في الطريق. وهذا ما يؤيده توضيح مرقس أن النساء هربن من القبر وأن ” الرعدة والحيرة أخذتاهن ” وأنهن “كن خائفات” (مرقس16: 8). مثل هذا الخوف من شأنه أن يفسر سبب عدم ميلهن للتحدث مع أي شخص أثناء فرارهن.

علاوة على ذلك، يخبرنا مرقس أن مريم “ذهبت … وأخبرت الذين كانوا معه” (مرقس16: 10).

على الرغم من أن الردود المذكورة أعلاه لا تطرَّق إلى الأدلة المباشرة على إمكانية الوثوق في تقارير كُتَّاب الإنجيل عن قيامة يسوع، إلا إنها تُظهر أنه لا يمكن رفض تلك تقارير منطقيًا أو الادعاء بأنها “متناقضة بشكل ميؤوس منه”.

تناقضات القيامة – كم عدد زيارات النساء للقبر؟ هل كان الحجر مدحرجاً؟ رجل ام ملائكة؟ – كارلو بروسارد

المذيع المسلم محمود داود يعترف: المسيح مات وقام من الأموات

رابط المقال الأصلي:

https://www.catholic.com/magazine/online-edition/biblical-resurrection-reports-are-not-hopelessly-contradictory

المصادر:

[1] https://ffrf.org/outreach/awards/emperor-has-no-clothes-award/item/21383-ffrf-s-emperor-honor-to-truth-telling-bible-scholar

[2]https://www.amazon.com/gp/product/B00DTNW2II

[3] https://www.reasonablefaith.org/media/debates/is-there-historical-evidence-for-the-resurrection-of-jesus-the-craig-ehrman

[4] A Catholic Commentary On Holy Scripture, page 904, paragraph 723a

تناقضات القيامة – كم عدد زيارات النساء للقبر؟ هل كان الحجر مدحرجاً؟ رجل ام ملائكة؟

انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان

عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الأول – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث

عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الثاني – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث

المذيع المسلم محمود داود يعترف: المسيح مات وقام من الأموات

تاريخ النور المقدس والرد على الأسئلة والتشكيكات المُثارة ضده | بيشوي مجدي

Exit mobile version