+ يُعرف سفر المزامير في العبرية باسم تهليم – תהלים أي ” الحمد والتسبيح أو التهليل ” ، أما في اليونانية فيُعرف باسم أبسالموس ψαλμός بمعنى أغنية مقدسة أو مزمور أو تأتي بلفظة ψάλλω – Psallo أي يُرتل [ ترتيلة أو مديح ] ، وفي اليونانية الكلاسيكية والعهد القديم يُقصد بلفظة psallo أو psalmos شعر ، أو رنين وتر قوس ، ومن ثمَّ سحب أوتار قيثارة أو أية آلة وترية أُخرى ، ويُشير الاسم بصفة عامة إلى صوت الآلة أو إلى نتاج الصوت الفعلي ، أما اسمه في العربية ” مزامير ” فهو من الفعل ” زمَّرَ ” أي غنى أو أنشد بمصاحبة المزمار أو غيره من الآلات الموسيقية.
+ وفي الترجمة السبعينية للكتاب المقدس تُشير كُلاً من psallo و psalmos في سفر المزامير عموماً إلى المزامير الفردية، وتأتي غالباً عنواناً لمزامير مختلفة مثل [ مزمور لداود ] ويبدو هذا واضحاً على الأقل في فترة العهد القديم، حيث كان إنشاء المزامير دائماً مصحوباً بالآلات الموسيقية، كما يُمكن أن تعني أيضاً psalmos أي أغنية روحية سواء كانت الآلات مصاحبه لها مذكورة أم لا [ أحمدوا الرب بالعود بربابة ذات عشرة أوتار رنموا له ] (مزمور33: 2)، وفي صموئيل الأول 16: 16و 18 عبارة مكتوب وهي [ الضرب بالعود psallein en kinyra ] وهي حرفياً [ يُغني بقيثارة ].
+ وفي العهد الجديد نجد معنيين أساسيين لتعريف المزامير، المعنى الأول أن كلمة psalmos تدل على السفر نفسه (سفر المزامير) في العهد القديم، أو حتى كل ما يُسمى بالكتابات (كما سوف نرى في الجزء الثاني من الشرح)، وهي القسم الثالث للتوراة العبرية، حيث أن المزامير هي أول قسم منه (أنظر لوقا20: 42؛ 24: 44؛ أعمال1: 20؛ 13: 33).
أما المعنى الثاني في العهد الجديد، ولأكثر عمومية هو أن psalmos يُمكن أن تعني (كما راينا في العهد القديم) ترتيلة حمد؛ و psallo لإنشاد أغنية روحية مقدسة، [psallo رومية15: 9؛ 1كورنثوس14: 15؛ يعقوب5: 13]، [psalmos كورنثوس الأولى14: 26؛ أفسس5: 19؛ كولوسي3: 16]
+ عموماً ممكن أن نُلاحظ أن هذه الكلمات psallo أو psalmos لم تتردد كثيراً إذ أنها ترد 4 مرات فقط في لوقا و7 مرات في رسائل القديس بولس الرسول، ومرة واحدة في رسالة القديس يعقوب الرسول. غير أنها مستخدمة بالمعنى الأول أي الذي يدل على السفر نفسه، غير أنها مستخدمة فقط في لوقا بنفس ذات المعنى. أما كل كتاب العهد الجديد الآخرون فقد استخدموا المعنى الثاني ( إنشاد أغنية روحية ). وطبعاً هذا ليس اختلاف في التعليم اللاهوتي، لأن المعنى يأتي في سياق الكلام وقصد الكاتب المُلهم بالروح.
+ عموماً ممكن ان نلاحظ أن المعنى [ ترتيلة المديح ] أو [ يُرتل ويُنشد أُغنية روحية مُلهمه ] يُمكن أن يُقسَّمَ إلى مدى أبعد وأعمق كالتالي:
(أ) ترتيلة المديح Psalmos أو ترنيمة حمد وهي نوع من إظهار عمل الروح القدس بشكل مثالي ظاهر في الوقت الحاضر في المُعَمَدين أي المؤمنين الحاصلين على الولادة الجديدة وصاروا أبناء الله [ ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب ] (أفسس5: 18 – 19)؛ [ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب ] (كولوسي3: 16)، أو لأجل البنيان وإظهار عمل الله [ فما هو إذاً أيها الإخوة متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له اعلان له ترجمة فليكن كل شيء للبنيان ] (1كورنثوس14: 26).
وعموماً نجد أن هذا يتضمن تراكيب حُرة مُلهمه من الناحية الموسيقية والشعرية لتُعبر عن الترتيلة تعبير دقيق للبُنيان والتعليم بل وأيضاً للتسبيح والشكر والحمد، بل ويتضمن أحياناً تكرار لأجزاء طقسية، ونجد من خلال التاريخ المسيحي كله ومنذ القرون الأولى أغانٍ وتراتيل وتسابيح مسيحية متنوعة والتي ربما بعضها بل والكثير منها نُظمت على شكل مزامير العهد القديم وبعض الأسفار المقدسة ، كما نعرف ذلك من شكل الأغاني والتراتيل المختلفة في سفر الرؤيا: [ وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين: مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمة.
وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة فسنملك على الأرض. ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف. قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. وكل خليقة مما في السماء وعلى الارض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين. ] (رؤيا5: 9 – 13)، وهكذا في باقي المواضع في سفر الرؤيا [ أنظر رؤيا 7: 12؛ 11: 15، 17 – 18؛ 12: 10 – 12؛ 15: 3 – 4؛ 19: 1 – 2، 6 – 8 ]
ونجد في كورنثوس الأولى 14: 15 [ فما هو إذاً أُصلي بالروح وأُصلي بالذهن أيضاً، أُرتل بالروح وأُرتل بالذهن أيضاً ]، يعتبر القديس بولس الرسول أن الترانيم نوعاً من إظهار الروح، إذ أن لها فاعلية أقوى على النفس مثل الصلاة، فالترانيم والتراتيل بالروح تعتبر قوة للنفس وتعبر عن حالاتها الخاصة أمام الله ووسط الكنيسة، عموماً من هنا نفهم أن للتراتيل والترانيم لها شرط جوهري في إنشادها وهي أن تكون بالروح والذهن ايضاً، طبعاً الذهن المستنير بنور الله بروح الإلهام الروح القدس، لأن أي ترنيم يُكتب أو يُرتل كمجرد أبيات شعرية مؤلفة حسب فكر الإنسان أو مقدرته على التأليف والإنشاد، فهو لا يُرضي الله وغير نافع للكنيسة وبنيانها الصحيح، لأن لابد ان يتم الكتابة بموهبة الله بإلهام الروح القدس يعبر عن المشاعر الروحية بحسب توجيه الروح نفسه وليس حسب الناس، لأن الروح القدس هو القائد الرئيسي للترانيم والتراتيل بكونه هو قائد النفس نحو الله [ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ] (رو8: 14).
(ب) الكلمة pasallo لها معنى إنشاد تراتيل الحمد بتمجيد الله في رومية 15: 9 [ وأما الأمم فمجدوا الله من أجل الرحمة كما هو مكتوب من أجل ذلك سأحمدك في الأمم وأُرتل لأسمك ]، حيث أننا نرى ذلك في مزمور18: 49 [ لذلك أحمدك يا رب في الأمم وأُرنم لاسمك ] وفي صموئيل الثاني 22: 50 [ لذلك أحمدك يا رب في الأمم ولأسمك أُرنم ]، وهذا كتحقيق الخلاص في مجئ المسيح الرب إلى العالم كمخلص، واستجابة الأمم بالتوبة والإيمان كما هو واضح في رسالة رومية في قول الرسول الذي كتبناه [ وأما الأمم فمجدوا الله من أجل الرحمة كما هو مكتوب من أجل ذلك سأحمدك في الأمم وأُرتل psallo لأسمك ]
+ أولاً: أهمية المزامير في حياتنا اليومية +
المزامير عموماً شكلت العمود الفقري للعبادة في المجمع اليهودي والهيكل، بل وايضاً كانت الأساس في العبادة الفردية للأشخاص كنموذج للصلاة اليومية، لذلك فسفر المزامير يعتبر أنه سفر الصلاة في الكتاب المقدس. ونجد في العهد الجديد كثيراً من آيات المزامير تتخلله بكلماتها الرائعة، أكثر من أي سفرٍ آخر، ولا يمكن لإنسان ولد ميلاد ثاني من جرن المعمودية بالروح القدس، واقتنى المسيح في قلبه ليكون محل ومقرّ سكناه الخاص، يقدر أن يستغنى عن سفر المزامير بأي حال أو شكل من الأشكال.
ففي أطوار حياتنا كلها نجد سفر المزامير دائماً معيناً شديداً لنا ، في أوقات أحزاننا وأفراحنا ، وفي قوتنا وضعفنا ، في الصحة والمرض ، في الجلوس والقيام ، في الصغر وفي الشباب بل وفي الشيخوخة …
فكل من ارتوى من نبع المزامير يعود إليه أكثر عطشاً مردداً آياته بحلاوة في أعماق قلبه كل حين : ” عطشت نفسي إلي الإله الحي ” ، و ” كما يشتاق الأيَّل إلى جداول المياه كذلك تشتاق نفسي إليك يا الله ”
وفي رسالة القديس أثناسيوس الرسولي ( 256 – 373م) عن المزامير، أرسلها إلى مارسللينوس يقول له فيها: [ ينبغي أن تُنشد ( المزامير ) وتُرنم ببساطة تامة وبغير زُخرف، حتى أن القديسين الذين أعطوها لنا، وهم يتعرفون إلى كلماتهم بذاتها، يُصلون معنا. وأكثر من هذا؛ أن الروح الذي تكلم في القديسين متعرفاً على نفس الكلمات التي أوحاها، يشترك معنا أيضاً، وكما أن سير القديسين هي أجمل من سير غيرهم، كذلك أيضاً كلماتهم هي أفضل من خير كلماتنا وأعظم منها اقتداراً، طالما هي صادرة عن قلب بار ]
وهكذا تنظر الكنيسة للمزامير وقد قسمتها في صلوات السواعي في الأجبية لتكون حياة كل مؤمن حقيقي حي بروح الله ومستنير ذهنه بنور المسيح الرب، ينطقها ويتلوها بالروح، لذلك فلنتقدس وندخل برهبة أمام هذا السفر العظيم الذي للتقوى، إذ أنه كُتب بالروح ولا يفهمه إلا من امتلأ بالروح، بل ولا يتلوه إلا التائب الذي يشتهي أن يحيا مع الله في سرّ الكنيسة جسد المسيح الرب من لحمه وعظامه…
تقسيم المزامير
سفر المزامير هو السفر الأول من القسم الثالث من كتب العهد القديم المعروف باسم ” كتوبيم ” أي ” الكتابات المقدسة Hagiographa ” وذلك بحسب التقسيم اليهودي لأسفار العهد القديم، وبخاصة القسم المسجل في النسخة المعروفة باسم الماسورية أي التقليدية، وبموجبه تُقسم أسفار العهد القديم إلى ثلاثة مجموعات:
1 – التوراة (Torah) أو الناموس أي أسفار موسى الخمسة [ Pentateuch – ή πεντάτευχος ] ( البنتاتيوك )
2 – النبييم (نبيِّيمْ – nebi’im) أي أسفار الأنبياء
3 – الكتوبيم (كِتُوبيمْ – Ketubim) أي المكتوبات المقدسة، والتي تبدأ بسفر المزامير. ولذلك صارت المزامير عنواناً لمجموعة الكتوبيم كلها.
ونجد أن هذا التقسيم هو ما تكلم عنه بنفس ذات الترتيب ربنا يسوع: ” … هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم ما هو مكتوب عني في ناموس موسى، والأنبياء، والمزامير ” ( لوقا 24 : 44 )
ونجد المزامير في النص العبري تُقسم إلى خمسة كتب أو خمسة أقسام على نفس ذات تقسيم التوراة (( أسفار موسى الخمسة )) ، وذلك بإدخال لفظي ” آمين . آمين ” كتسبيح حمد أو ذكصولوجية أي تمجيد في نهاية كل قسم من الأقسام الخمسة. وهذه الأقسام الخمسة تبدأ بالمزامير: 1 ، 42 ، 73 ، 90 ، 107 ، وقد جاء في المدراش اليهودي ( وهو بحث تفسيري ) عن المزمور الأول أن [ داود أعطى اليهود خمسة كتب للمزامير لتوافق كتب الشريعة الخمسة المعطاة لموسى ] . ولذلك فإنه يُمكننا أن نفترض أن كل فصل من أسفار موسى الخمسة كان يُتلى بدوره مع المزمور المقابل له .
الخمسة كتب للمزامير :
- الكتاب الأول : 1 – 41 [ وهذا القسم الأول من المزامير التي كتب غالبيتها داود وهي شبيهة بسفر التكوين، فكما يخبرنا سفر التكوين عن الخلق والسقوط في الخطية والموت، والوعد بالفداء، فأن كثير من هذه المزامير تتحدث عن الإنسان في سقوطه، وفي نواله البركة والفداء من الله. ]
- الكتاب الثاني : 42 – 72 [ وهذا القسم الثاني من المزامير التي كتب أغلبها داود وبنو قورح، وهي شبيهة بسفر الخروج، فكما يصف سفر الخروج أمة بني إسرائيل وتعامل الله معهم، فأن كثير من هذه المزامير يصف الأمة الإسرائيلية، في خرابها ثم رجوعها لله بالتوبة مرة أخرى. وكما أنقذ الله هذه الأمة، فأنه سينقذنا أيضاً. فليس علينا أن نجد الحلول أولاً، بل نستطيع أن نلجأ إلى الله بمشكلاتنا كما هي، ملتمسين منه العون، وهذا ملخص هذا القسم. ]
- الكتاب الثالث : 73 – 89 [ وهذا القسم الثالث من المزامير التي كتب غالبيتها آساف، شبيهة بسفر اللاويين، فكما أن سفر اللاويين يتحدث عن خيمة الشهادة وحضور الله وسكناه وسط شعبه، وقداسة الله، فأن كثير من هذه المزامير يتحدث عن الهيكل وجلوس الله على عرشه. ولأن الله قدير، فإننا نستطيع أن نلجأ إليه طالبين النجاة. فهذه المزامير تسبح الله لأنه قدوس، وقداسته كاملة تستحق عبادتنا واحترامنا (وهذه هي التقوى) ]
- الكتاب الرابع : 90 – 106 [ وهذا القسم الرابع من المزامير التي لا يُذكر الكاتب في أغلبها شبيهة بسفر العدد (في البرية) الذي يخبرنا عن رحلة وعلاقة أمة بني إسرائيل بغيرها من الأمم المُحيطة بها، فإن هذه المزامير كثيراً ما تتحدث عن علاقة ملكوت الله الذي له السيادة بالأمم الأخرى. وحيث أننا مواطني ملكوت الله، فإننا نستطيع أن ننظر إلى الأحداث والضيقات في منظورها الصحيح حسب رحلة غربتنا في هذا العالم وذهابنا نحو أرض الميراث أي ملكوت الله ]
- الكتاب الخامس والأخير : 107 – 150 [ وهذا القسم الخامس من المزامير التي كتب أغلبها داود، شبيهة بسفر التثنية الذي يتحدث عن الله وكلمته ووصاياه والحياة بها ومحبته من كل القلب، فأن هذه المزامير عبارة عن أناشيد تسبيح وحمد لله وكلمته الحية، وقد وُضِعَت لغالبية المزامير، ألحان موسيقية واستخدمت في العبادة وبوجه خاص هذا القسم الذي يتحدث عن كلمة الله وفعلها في النفس. ]
وهناك تقسيم آخر ، يعتبر أن المزامير 42 – 83 هي مجموعة واحدة، تتميز بمخاطبة الله باسم ” ألوهيم “، فهي تخاطب الله كثالوث قدوس، ويقلّ فيها ذكر الله باسمه ” يهوه “. فقد وردت في هذه المجموعة كلمة ” ألوهيم ” أربعة أضعاف كلمة ” يهوه “. أما باقي المزامير فهي تخاطب الله باسم ” يهوه ” في مقابل مخاطبته باسم ” ألوهيم ” بنسبة 20 : 1 ، أما الأساس في التقسيم هو ما سبق وقلناه …
مؤلفي المزامير
يُنسب من هذه المزامير لداود النبي 89 مزمور في الترجمات اليونانية والقبطية واللاتينية، وهي بحسب الترقيم في السبعينية تشمل المزامير 1– 40 ؛ 50 – 70 ؛ 90 – 103 ، والمزامير 42 ؛ 85 ؛ 107 – 109 ؛ 119 ؛ 136 ؛ 139 – 144 ؛ 151، أما باقي المزامير فيُنسب منها لبني قورح 11 مزمور: ( 41 ؛ 43 – 48 ؛ 83 ؛ 84 ؛ 86 ؛ 87 ) ، ولآساف 12 مزمور: ( 49 ؛ 72 – 82 ) ، ولزكريا النبي مزموران: ( 137 ؛ 138 ) ، ولحجي النبي 4 مزامير: ( 145 – 148 ) ، ولسليمان النبي مزمور واحد ( 71 )، ولناثان النبي مزمور واحد ( 88 )، ولموسى النبي مزمور واحد ( 89 )، ولهيمان الأزراحي مزمور واحد ( 87 )، وليدثون مزموران ( 61 ، 76 ) .
وهناك 30 مزمور غير منسوبة لأحد، ويدعوها اليهود “المزامير اليتيمة “، ومنها مزامير المصاعد، أو تسبيحات الدَّرَج، وهي 14 مزمور متتابعة ( 120 – 133 )، ومزامير هلليلويا وهي 13 مزمور ( 104 – 106 ؛ 110 – 116 ؛ 118 ؛ 134 ؛135 )، والمزموران ( 149 ؛ 150 )، أما المزمور 151 فيُظن أنه لداود، قاله عن نفسه لما مسحه صموئيل النبي بالدهن بأمر الله ليصير ملكاً على إسرائيل .
أما النسخة العبرية للمزامير، فتنسب لداود النبي 73 مزمور فقط، ولآساف 12 مزمور، ولأبناء قورح 9مزامير. ولسليمان النبي مزمورين، ولهيمان وإيثان وموسى النبي مزمورواحد لكل منهما. وهناك 51مزمورلا يُذكر أسم كاتبهما، وينسب العهد الجديد مزمورين من المزامير مجهولة الكاتب إلى داود، وهما المزمورالثاني والمزمور الخامسوالتسعون ( أنظر أعمال الرسل 4 : 25، عبرانيين 4 : 7 )
والمزامير 51 – 72 تُسمى مجموعة داود الصُغرى، أما مجموعة داود الكبرى فهي تقع مابين مزمور 3 ومزمور 41.
ومن شهادة الأسفار المقدسة نرى أن داود كان يقود طقوس العبادة في إسرائيل ( 2 صموئيل 6: 5 ؛ 16: 1 + 1 أخبار 15 : 16 ، 25 + 2 أخبار 7: 6 ؛ 29: 30 ). وأن الروح القدس كان يتكلم به ” كمرنم إسرائيل الحلو ” ( 2 صموئيل 23 : 1و2 + مرقس 12: 36 + أعمال 1: 16 ؛ 2: 30 – 31 ؛ 4 : 45 ) .
عموماً لقد غلب اسم داود النبي على سفر المزامير، وذلك لأنه كتب الجزء الأكبر منها وقد أصبح اسمه مقترناً بها بسبب شهرة محبته لله وأنه هو من دُعيَّ مرنم إسرائيل الحلو حسب ما جاء في الكتاب المقدس .
__________
بعض المراجع الهامة :
2 – كتاب مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة للقس أبو البركات المعروف بابن كبر ، الجزء الأول ؛ تحقيق الأب سمير خليل اليسوعي ، مكتبة الكاروز ، 1971 م ، الباب السادس .
2 – التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ، القاهرة 1998 ، ص 1130 – 1132
3 – سفر المزامير – مقدمة دراسية كتابية طقسية تاريخية ، تأليف القس شنودة ماهر طبعة ثانية ديسمبر 2002
4 – الأجبية أي صلوات السواعي ، سلسلة طقوس أسرار وصلوات الكنيسة – راهب من الكنيسة القبطية – الطبعة الأولى إبريل 2006
5 – المزامير – دراسة وشرح وتفسير في ثلاثة مجلدات – المجلد الأول : المقدمة – الأب متى المسكين – الطبعة الثانية 2007
6– المزامير – القمص تادرس يعقوب ملطي – كنيسة الشهيد مارجرجس باسبورتنج – من تفسيرات وتأملات الآباء الأولين – الطبعة الأولى 1991
7- القاموس الموسوعي للعهد الجديد – فيرلين د.فيريروج ص 734
8- دائرة المعارف الكتابية، الجزء الرابع – دار الثقافة 1992 ص 233
عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الثاني – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث
انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان