نبوة دانيال السبعين اسبوعاً ومجئ المسيا – ترجمة: سانتا نبيل غالي
نبوة دانيال السبعين اسبوعاً ومجئ المسيا – ترجمة: سانتا نبيل غالي
نبوة دانيال السبعين اسبوعاً ومجئ المسيا – ترجمة: سانتا نبيل غالي
النبي دانيال وموعد مجيء المسيح:
إن كتابات النبي دانيال – أكثر من جميع الكتب والمخطوطات اليهودية – تواجهنا بأدلة قاطعة عن وقت مجيء المسيح (أدلة يرفُض الكثيرين تصديقها) لكنها موجودة ولا يمكن التغاضي عنها.
كان دانيال بحق نبي وهذا لا شك فيه حيث تنبأ بدقة انبعاث الإمبراطورية الأخمينية[1] والإمبراطوريات اليونانية والرمانية في وقت كانت الإمبراطورية البابلية التي سبقتها كلها في ذروتها توقع بدقة المستقبل والصراعات والحروب والمؤامرات لمملكتي مصر وسوريا بين انشقاقات الدولة اليونانية والغزو من قبل الدولة الرومانية.
وتنبأ بدور مكابيون[2] في خلال تلك الفترة. فإن تنبئآت دانيال الدقيقة جداَ التي جعلت الكثير من النقاد أعطوا تاريخ متأخر لكتاب دانيال. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة التي تنقض مؤلفات الكتاب في ذلك الوقت التي كُتب فيه فعلى أغلب تقدير أن الكتاب أُكمل حوالي 530ق. م.
الهدف من هذا المقال هو مناقشة بالتفصيل الآيات من 24-27 لإصحاح دانيال ال9. لكن أنه من الحكمة قراءة كامل الفصل (الإصحاح) لكي نرى ما ولّدى نبوءة موعد مجيء المسيح.
خلفيّة النبي دانيال
إصحاح دانيال ال9 (1-2):” فِي السَّنَةِ الأُولَى لِدَارِيُوسَ بْنِ أَحْشَوِيرُوشَ مِنْ نَسْلِ الْمَادِيِّينَ الَّذِي مُلِّكَ عَلَى مَمْلَكَةِ الْكَلْدَانِيِّينَ، فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ، أَنَا دَانِيآلَ فَهِمْتُ مِنَ الْكُتُبِ عَدَدَ السِّنِينَ الَّتِي كَانَتْ عَنْهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ، لِكَمَالَةِ سَبْعِينَ سَنَةً عَلَى خَرَابِ أُورُشَلِيمَ. “
تاريخ نبوءة دانيال هو السنة الأولى من حكم داريوس الأول[3] وهذا يعني أنها حدثت سنة 539ق. م وحوالي 66أو 67 سنة بعد أن نفي اليهود إلى بابل. وكان في تلك المناسبة أن صرّح دانيال أنه يدرُسُ الكتاب المقدس ومن خلاله قد استطاع فهم عدد السنوات التي سينتهي بها خراب أورشليم حيث ستكون الفترة 70سنة. وقد ذكر دانيال أنه كان يدرس ” الكتب ” وأن أحدها كان كتابات ارميا، فكانت حياة ارميا ودانيال متداخلة ومتشابها إلى حد كبير، وفي مناسبتين (ارميا 25:10-14 و29: 10-14) توقع ارميا أن أسر وخراب أورشليم سيمتد ل 70سنة.
إن بقية الكتب الذي درسها دانيال لم نتمكن من تحديدها بدقة لكن هناك احتمالات كبيرة أنه قد درس كتاب اشعياء، حيث أن اشعياء هو حقيقة الذي قال إن الملك كورش هو الذي سيسمح لليهود بالعودة (اشعياء 44: 28-45:1) وأكثر من ذلك فقد أتطلع دانيال على كتابات للنبي موسى التي تحدد الشروط لتُبنى مملكة المسيح (لاويين 26:40-43، 1 وملوك 8: 46-53 وغرميا 3: 12-18 وهوشع 5: 6 -15: 3) فهذه الإصحاحات (الآيات) قد دلّت على أن إسرائيل كأمة يجب أنت تتوب وتعترف بخطاياها قبل تأسيس أي مملكة للمسيح. فكان حساب السبعين سنة من عام 605 ق. م (عندما ذهب اليهود إلى المنفى) ستصل نهايتها سنة 536 ق. م فأدرك دانيال أن الأسر سينتهي خلال ثلاثة سنوات.
لكن دانيال لم يتوقع فقط انتهاء الأسر بعد 70 سنة بل توقع إنهاء نهائي لأي احتمال لهدم مستقبلي لإورشليم. وقد تصرّف على أساس أن مملكة المسيح سوف تأتي قريبا: حيث أن كلمة الرب سوف تُبنى على أُسس الصلاة، فصلّى دانيال ; وإدراكاَ منه أن الشرط المسبق هو الاعتراف بخطيئة الأمة، هو أعترف بخطايا إسرائيل.
صلوات دانيال
دانيال 9: 3-19
يمكن تقسيم صلوات دانيال المفصلة إلى جزأين.
الجزء الأول (الآيات من 3-14) [كما كتب في شريعة موسى قد جاء علينا كل هذا الشر ولم نتضرع إلى وجه الرب إلهنا لنرجع من آثامنا ونفطن بحقك. 14 فسهر الرب على الشر وجلبه علينا لان الرب إلهنا بار في كل أعماله التي عملها إذ لم نسمع صوته]. وهو الاعتراف بالخطيئة. فقد أعترف دانيال بالخطيئة والذنب الذي تكبدهما بطريقتين أولاَ بمخالفة شريعة موسى وثانيا بعصيان النبي الذي أتى بعد موسى.
فلم ينكر دانيال خطايا أمته ولا خطاياه هو، وباستخدام ضمير الجمع ” نحن ” فقد عرّف دانيال نفسه مع جميع اليهود وخطاياهم بشكل كامل حيث أنه لم يرى الخطيئة على أنها عادة سيئة لكن على أنها شيء متأصل بداخل الناس الذي حُكم به عليهم كعقاب إلهي. وعم طاعتهم للنبي وللشريعة سب لإسرائيل ” ضياع ماء الوجوه ” وهو مصطلح بمعنى الحس بالعار، والذي أدى إلى الحاجة للمغفرة. فهنا أعترف دانيال أن المغفرة والرحمة هي تنتمي لله وأن المغفرة كانت مطلوبة.
وقد ختم دانيال الجزء الأول من صلواته ب وصف العقاب للخطيئة والذنب. هذا العقاب – الأسر في بابل – قد أنثبت كلمات النبي الذي تنبأ بها وقد أثبت شريعة موسى، الذي علمنا أن العقاب الإلهي سوف يأتينا نتيجة العصيان.
الجزء الثاني من الصلوات (الآيات من 15-19)} والآن أيها السيد إلهنا الذي أخرجت شعبك من ارض مصر بيد قوية وجعلت لنفسك اسما كما هو هذا اليوم قد أخطانا عملنا شرا. يا سيد حسب كل رحمتك اصرف سخطك وغضبك عن مدينتك أورشليم جبل قدسك إذ لخطايانا ولآثام آبائنا صارت أورشليم وشعبك عارا عند جميع الذين حولنا. فاسمع الآن يا إلهنا صلاة عبدك وتضرعاته وأضئ بوجهك على مقدسك الخرب من اجل السيد. أمل أذنك يا إلهي واسمع افتح عينيك وانظر خربنا والمدينة التي دعي اسمك عليها لأنه لا لأجل برنا نطرح تضرعاتنا أمام وجهك بل لأجل مراحمك العظيمة. يا سيد اسمع يا سيد اغفر يا سيد أصغ واصنع. لا تؤخر من اجل نفسك يا الهي لان اسمك دعي على مدينتك وعلى شعبك{ هي التماس الرحمة. قد وضع التماسه على أسس الصلاح – ليس صلاح إسرائيل بل صلاح الله الحق – لأن إسرائيل لا تستحق الرحمة لكن رحمة الله كانت (ومازالت) قادرة على شملها في كل حال. وعلاوة على ذلك، فأن بر الله يتطلب منه أن يفي بوعوده وبالتالي عليه أن يفعل ذلك بنهاية فترة السبعين سنة. وختام صلوات دانيال مؤثر جدا “امل اذنك يا إلهي واسمع افتح عينيك وانظر خربنا والمدينة التي دعي اسمك عليها “
وصول جبرائيل
دانيال 9: 20-23: (“وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَكَلَّمُ وَأُصَلِّي وَأَعْتَرِفُ بِخَطِيَّتِي وَخَطِيَّةِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَطْرَحُ تَضَرُّعِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِي عَنْ جَبَلِ قُدْسِ إِلهِي، وَأَنَا مُتَكَلِّمٌ بَعْدُ بِالصَّلاَةِ، إِذَا بِالرَّجُلِ جِبْرَائِيلَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الرُّؤْيَا فِي الابْتِدَاءِ مُطَارًا وَاغِفًا لَمَسَنِي عِنْدَ وَقْتِ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. فَهَّمَنِي وَتَكَلَّمَ مَعِي وَقَالَ: «يَا دَانِيآلُ، إِنِّي خَرَجْتُ الآنَ لأُعَلِّمَكَ الْفَهْمَ. فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ، وَأَنَا جِئْتُ لأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا. “) ثم بينما كان يقدم دانيال أدعيته على ما يبدو عند وصول جبرائيل. تمت المقاطعة بلمسة يد الملاك ” بوقت القربان المسائي ” (الذي يدل على الأضحية اليومية المعتادة المسائية التي تقدم أثناء وقوف الهيكل. على الرغم من أن هذا القربان لم يُقدم منذ سبعة عقود، فقد أظهر دانيال طوقه للعودة من المنفى والأسر ولبناء الهيكل من خلال تذكر الأضحية والقربان.
قال جبرائيل لدانيال أن الغرض من زيارته أولاً تصحيح غلط دانيال في فهم موعد مجيء مملكة المسيح وثم قدم له رؤيا الله التي تضمنت جدول زمني لمجيء المسيح.
مرسوم السبعينيات
دانيال 9:24أ نبوءة جبرائيل لدانيال بدأت بالكلمات ” سَبْعُونَ سبعة قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ. “ الكثير من الترجمات الانكليزية التي ترجمة العبارة ك ” سبعون أسبوع ” لكن هذه الترجمة غير دقيقة تماما وقد سببت بعض الالتباس حول معنى الآية. فمعظم اليهود يعلمون أنها كلمة “أسابيع ” باليهودية بسبب ملاحظة مأدبة الأسبوع وهذه الكلمة هي “شافوت shavout”. لكن الكلمة التي ظهرت في الآية باللغة العبرية كانت شافويم shavuim ” التي تعني” سبعة ” فالكلمة تشير إلى سبعة من أي شيء وسياق النص يحدد معنى السبعة.
إن من الواضح هنا أن دانيال كان يفكر بمعنى السنوات – تحديدا السبعون سنة من الأسر – فقد فرض دانيال أن الأسر سوف ينتهي بعد سبعين سنة وسوف ولسوف تتأسس المملكة بعد سبعين سنة لكن جبرائيل هنا كان يلعب على الكلمات باستخدام اللغة العبرية، مشيراً إلى أنه بما يتعلق بملكوت المسيح لم تكن سبعون سنة بل ” سبعون سبعة من السنوات ” أي مجموع 490 سنة (سبعون ضرب 7).
وقت الوثنيين
إن فترة ال490 سنة ق “رُسمت ” (أعلنت) على الشعب اليهودي وعلى مدينة أورشليم. فقد ترجمت كلمة “مرسوم ” في العبرية حرفيا إلى ” قطع ” أو ” حدد “. في الفصل 2 و7 و8 أظهر الله لدانيال أحداث المستقبل الذي فيه سوف يسيطر الوثنيين على الشعب اليهودي. هذه الفترة الطويلة الذي بدأت مع المملكة البابلية لتستمر حتى تأسيس مملكة المسيح، ولهذا السبب تُسمى بالفترة الوثنية. لقد قيل للنبي أن فترة 490سنة كانت سوف ” تقطع ” من الفترة الوثنية وأن فترة 490 سنة قد ” حددت ” أو “رسمت ” لإتمام استعادة إسرائيل النهائية وإنشاء مملكة المسيح.
تركيز قانون السبعينات كان على “الناس والمدينة المقدسة ” فكان القصد ب “الناس ” م شعب دانيال أي الشعب اليهودي و” المدينة ” هي مدينة دانيال أورشليم. وعلى الرغم من أنه قد أمضى معظم حياته في مدينة بابل إلى أن أورشليم كانت مازالت مدينة دانيال وكذلك الأمر بالنسبة للشعب اليهودي فأورشليم كانت مدينتهم الأم سواء كانوا هم خارجها أو داخلها.
الغرض من مرسوم السبعينات
دانيال 9:24ب
” سَبْعُونَ أُسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ. “ ومن ثم أخبر جبرائيل دانيال أن السبعون سبعة كانت لإتمام ستة أهداف:
الهدف الأول هو لإنهاء عقوبة خطيئتهم. وقد تُرجمت الكلمة ” لإنهاء ” في العبرية إلى “للكبح نهائيا ” أو “للمنع كاملاً”أو “لإكمال ” وقد ترجمت الكلمة ” الخطيئة (انتهاك)” وهي كلمة قوية جداً أقوة من كلمة خطيئة وبحرفية أكثر بمعنى ” تمرد “. فيحتوي النص العبري على شرح لهذه الكلمات بمعنى حرفي محدد، لذا فهي تعني ” الخطيئة (التعدي) ” أو ” التمرد “. فالهدف من هذه الترجمة أن بعض أعمال التمرد أو الخطيئة يجب تقييدها بشكل كامل وإنهائها لكي لا تزدهر. فالارتداد الإسرائيلي عليه أن ينتهي كاملاً كتنبؤ مشابه له في اشعياء 59: 20.
الهدف الثاني هو لوضع نهاية للخطيئة. فالكلمة “لوضع نهاية ” قد تُرجمت في العبرية إلى “لختمه إغلاقاً ” أو ل ” إغلاقه في سجن. ” بمعنى لوضعه في مكان آمن والإغلاق عليه وعدم السماح له بالتجول في عشوائية. وكما ترجمت الكلمة “الخطيئة ” في العبرية إلى ” لعدم إصابة الهدف “. التي تشير إلى الخطايا اليومية عوضا عن خطيئة محددة. فحتى هذه الخطايا يجب وضع حد لها. فهذا أيضا كما قد قيل في نبوءات سابقة أن الخطيئة سوف تستهلك شعب إسرائيل. (اشعياء 9:27 – إسحاق 36: 25-27 – ارميا 31: 31-34).
الهدف الثالث هو لإصلاح الظلم. فقد تُرجمت الكلمة ” لإصلاح الظلم في العبرية إلى ” kaphar ” التي تحمل نفس جذر كلمة ” Kippur” كما في يوم كيبور (يوم الغفران)، حيث أن كلمة ” kaphar ” تعني حرفيا ” للتكفير “.
فالغرض الثالث يكون للتكفير بطريقة ما عن الظلم، وحقيقة فإن بالتكفير فقط فإن الهدفين الأولين سوف يتمان أيضا أي إنهاء التمرد ووضع نهاية للخطيئة. فكلمة “الظلم” أشارت إلى الخطايا الداخلية، التي أشير إليها في بعض الأحيان بالخطيئة الطبيعة البشرية أو كما يقول بعض اليهود ” yetzer hara (יצר הרע) ” إي الميل للشر.
الهدف الرابع هو لجلب البر الأبدي. والترجمة الأكثر حرفية هي ” لجلب عصر من البر والصلاح “. فسيكون العصر هو عصر مملكة المسيح كما قال الأنبياء سابقا (اشعياء 1: 26، 11: 2- 5، 32: 17 – ارميا 23: 5 – 6، 33: 15-18) هذا العصر بالذات الذي كان دانيال يتوقع أن يرى تأسيسه بعد 70 عاما من الأسر، والآن قد قيل له أن ذلك لن يكون إلا بعد فترة 490سنة.
الهدف الخامس هو لختم الرؤيا والنبوءة. وهنا قد استعمل دانيال كلمة تعني ” لإخراس ” لذا “لختم ” تعني لتوقف التام أو لإتمامها كلياً. فلرؤيا والنبوءة سوف تتم كليا. ” الرؤيا ” وهي إشارة إلى النبوءة الشفهية، بينما ” النبوءة ” تشير إلى النبوءة المكتوبة. فكلا النبوءة المكتوبة والشفهية سوف تتوقف بإتمامها كليا لكل الوحي والرؤى.
والهدف الأخير هو لمسح قدس الأقداس (للمسح بالزيت). والترجمة الأفضل هنا “للمسح بالزيت المكان الأقدس ” وهو إشارة إلى الهيكل اليهودي الذي سيتم إعادة بنائه بقدوم المسيح. وهو يشير تماما إلى المعبد الذي كان دانيال يحاول إعادته ومعاصرته، والذي وصفه اسحاق بتفصيل كبير (اسحاق 40-48).
بداية السبعينيات
دانيال 9: 25أ: ” فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا، يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ.”
فقد قيل لدانيال بوضوح متى بداية العد التنازلي للسبعون أسبوعا. حيث قال جبرائيل ” فاعلم وافهم أنه من خروج الوصية لتجديد وبناء أورشليم.. ” أي أن السبعون سبعة سوف تبدأ بمرسوم يتضمن إعادة بناء مدية أورشليم. فليس كل شيء في تسلسل الزمني الفارسي واضح كما نرغب به أن يكون ولذلك هناك بعض الثغرات في معرفتنا بالتاريخ، لكن من ما لدينا من سجلات تاريخية وإنجيلية هناك أربعة أجوبة محتملة عن المرسوم الذي تُشير إليه الآية.
الإجابة الأولى هي مرسوم كورش، الذي صُدر في وقت ما بين 538 و536 ق. م.، الذي عُني بإعادة بناء الهيكل (2 السجلات 36: 22-23، عزرا 1: 1-4، 6: 1-5) ومدينة أورشليم (اسحاق 44: 28، 45: 13)[4].
والإحتمال الثاني للإجابة كان داريوس الكبير[5] (عزرا 6: 6-12) “وَالآنَ يَا تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاءَكُمَا الأَفَرْسَكِيِّينَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، ابْتَعِدُوا مِنْ هُنَاكَ. اتْرُكُوا عَمَلَ بَيْتِ اللهِ هذَا. أَمَّا وَالِي الْيَهُودِ وَشُيُوخُ الْيَهُودِ فَلْيَبْنُوا بَيْتَ اللهِ هذَا فِي مَكَانِهِ. وَقَدْ صَدَرَ مِنِّي أَمْرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ مَعَ شُيُوخِ الْيَهُودِ هؤُلاَءِ فِي بِنَاءِ بَيْتِ اللهِ هذَا. فَمِنْ مَالِ الْمَلِكِ، مِنْ جِزْيَةِ عَبْرِ النَّهْرِ، تُعْطَ النَّفَقَةُ عَاجِلًا لِهؤُلاَءِ الرِّجَالِ حَتَّى لاَ يَبْطُلُوا. وَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكِبَاشِ وَالْخِرَافِ مُحْرَقَةً لإِلهِ السَّمَاءِ، وَحِنْطَةٍ وَمِلْحٍ وَخَمْرٍ وَزَيْتٍ حَسَبَ قَوْلِ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ، لِتُعْطَ لَهُمْ يَوْمًا فَيَوْمًا حَتَّى لاَ يَهْدَأُوا إنْ تَقْرِيبِ رَوَائِحِ سُرُورٍ لإِلهِ السَّمَاءِ، وَالصَّلاَةِ لأَجْلِ حَيَاةِ الْمَلِكِ وَبَنِيهِ. وَقَدْ صَدَرَ مِنِّي أَمْرٌ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يُغَيِّرُ هذَا الْكَلاَمَ تُسْحَبُ خَشَبَةٌ مِنْ بَيْتِهِ وَيُعَلَّقُ مَصْلُوبًا عَلَيْهَا، وَيُجْعَلُ بَيْتُهُ مَزْبَلَةً مِنْ أَجْلِ هذَا. وَاللهُ الَّذِي أَسْكَنَ اسْمَهُ هُنَاكَ يُهْلِكُ كُلَّ مَلِكٍ وَشَعْبٍ يَمُدُّ يَدَهُ لِتَغْيِيرِ أَوْ لِهَدْمِ بَيْتِ اللهِ هذَا الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. أَنَا دَارِيُوسُ قَدْ أَمَرْتُ فَلْيُفْعَلْ عَاجِلًا “ الذي أصدر عام 521ق. م الذي كان إعادة تأكيد لمرسوم كورش.
والاحتمال الثالث كان مرسوم أرتاكسيركسيز إلى عزرا (عزرا 7: 11-26) الذي أصدر سنة 458ق. م.، الذي سمح في المضي قدما بخدمة الهيكل[6].
والخيار الأخير هو مرسوم أرتاكسيركسيز إلى نحميا (نحميا 2:1- 8، 2:17) ” وَفِي شَهْرِ نِيسَانَ فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ لأَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ، كَانَتْ خَمْرٌ أَمَامَهُ، فَحَمَلْتُ الْخَمْرَ وَأَعْطَيْتُ الْمَلِكَ. وَلَمْ أَكُنْ قَبْلُ مُكْمَدُا أَمَامَهُ. فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «لِمَاذَا وَجْهُكَ مُكْمَدٌّ وَأَنْتَ غَيْرُ مَرِيضٍ؟ مَا هذَا إِلاَّ كآبَةَ قَلْبٍ!». فَخِفْتُ كَثِيرًا جِدًّا، وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ إِلَى الأَبَدِ. كَيْفَ لاَ يَكْمَدُّ وَجْهِي وَالْمَدِينَةُ بَيْتُ مَقَابِرِ آبَائِي خَرَابٌ، وَأَبْوَابُهَا قَدْ أَكَلَتْهَا النَّارُ؟» فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟» فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ، وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: «إِذَا سُرَّ الْمَلِكُ، وَإِذَا أَحْسَنَ عَبْدُكَ أَمَامَكَ، تُرْسِلُنِي إِلَى يَهُوذَا، إِلَى مَدِينَةِ قُبُورِ آبَائِي فَأَبْنِيهَا». فَقَالَ لِي الْمَلِكُ، وَالْمَلِكَةُ جَالِسَةٌ بِجَانِبِهِ: «إِلَى مَتَى يَكُونُ سَفَرُكَ، وَمَتَى تَرْجعُ؟» فَحَسُنَ لَدَى الْمَلِكِ وَأَرْسَلَنِي، فَعَيَّنْتُ لَهُ زَمَانًا. وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: «إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْتُعْطَ لِي رَسَائِلُ إِلَى وُلاَةِ عَبْرِ النَّهْرِ لِكَيْ يُجِيزُونِي حَتَّى أَصِلَ إِلَى يَهُوذَا، وَرِسَالَةٌ إِلَى آسَافَ حَارِسِ فِرْدَوْسِ الْمَلِكِ لِكَيْ يُعْطِيَنِي أَخْشَابًا لِسَقْفِ أَبْوَابِ الْقَصْرِ الَّذِي لِلْبَيْتِ، وَلِسُورِ الْمَدِينَةِ، وَلِلْبَيْتِ الَّذِي أَدْخُلُ إِلَيْهِ». فَأَعْطَانِي الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ. ” ” ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَرَوْنَ الشَّرَّ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، كَيْفَ أَنَّ أُورُشَلِيمَ خَرِبَةٌ، وَأَبْوَابَهَا قَدْ أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ. هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا. “الذي صدر 44ق. م. فهذا المرسوم الذي عُني خصيصا بإعادة بناء الأسوار حول أورشليم. فمن هذه الإجابات المحتملة الأربع فقط الخياران الأول والأخير هما الأصح الذين يتممان ما قاله جبرائيل لدانيال. فهناك شيء أكيد أن بحلول العام 444ق. م.، كانت بداية العد التنازلي ل سبعين سبعة.
ال69سبعة الأولى
دانيال 9:25ب
” يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ. “. قد قُسمت السبعين سبعة إلى ثلاث وحدات منفصلة – سبعة سبعات، ثم 62 سبعة ثم سبعة واحدة. خلال الفترة الأولى (49سنة) ستُبنى أورشليم مع الشوارع والسوق والخندق حتى في أضيق الأزمنة. والجزء الثاني من الفترات (434سنة) التي لحقت الفترة الأولى مباشر بما يعادل (483سنة) مجملة، وهي النقطة الذي قِيل لنا أنها نهاية ال69سبعة:” حتى مجيء المسيح الملك”. وكما صرح دانيال بوضوح أنه قد علم أنه بعد 483 سنة من صدور مرسوم إعادة بناء أورشليم سيكون المسيح هنا على الأرض.
فالاستنتاج الأوضح هو: إذ لم يوجد المسيح على الأرض بعد 483سنة من صدور مرسوم بناء أورشليم، فإن دانيال كان نبيا مزيفا وإن كتابه ليس صحيحا ليوضع في المخطوطات العبرية اليهودية. لكن إذا كان دانيال صحيحا في نبوءته وتم إتهامهما، فإذا من هو المسيح الذي تكلم عنه.
الأحداث بين ال69سبعة الأولى و70سبعة الأخيرة
دانيال 9:26:” وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. “ بينما كان القسم الثاني من الـ70سبعة قد أتى مباشرة بعد الجزء الأول إن الجزء الأخير من السبعينات لم يلحق بالقسم الثاني مباشرة. حيث أشار دانيال (في الآية 26) أن ثلاثة أشياء سوف تحدُث بعد القسم الثاني وقبل القسم الأخير من السبعينات.
وعودة بالزمن والنظر من منظور دانيال في الآية 26 سوف نرى أولا أن ” المسيح سوف يُبعد عن شعبه ولن يكون لديه شيء ” وقد تُرجمت الكلمة ” يُبعد عن” وهي كلمة شائعة استخدمت في شريعة موسى والتي تعني ببساطة ” أن يُقتل “. فأن تضمين المصطلح أن المسيح سوف لن يُقتل فقط بل سيموت محكوما بالإعدام. وقد ترجمت “وليس له شيء” بالعبرية إلى معنيين.
إما “العد” التي تؤكد حالة المسيح عند موته. أو يمكن ترجمتها إلى ” ولكن ليس لنفسه” وهذا المعنى يشير إلى أن المسيح قد مات فداءَ عن الآخرين (بديلا عنهم) وليس لنفسه. المعنى الأخير يكون متناسقا مع ما قاله الأنبياء عن السبب الذي سيموت المسيح لأجله (اشعياء 35: 1-12). فالأهداف الثلاث الأولى للسبعين سبعة – هي لإنهاء “الانتهاك (التمرد والتعدي) “، لوضع نهاية للخطيئة ولإصلاح الظلم، فكل هذا يجب عليه أن يُصلح بالتكفير والقربان. قد أقرت شريعة موسى أن التكفير يُصنع بالدم (لاويين 17:11) ” أَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ. “.
فإن موت المسيح سيكون ” ليس لنفسه ” بل فداءً وتكفير عن الآخرين والذي سيكون الوسيلة لكي تكفر عن خطايا وظلم وانتهاكات إسرائيل. فإن غرض هذه العبارة أن بين نهاية القسم الثاني (من ال 69سبعة الثانية) وقبل بداية السبعة الأخيرة يوف يُقتل المسيح وسوف يموت محكوما عقوبة الموت بديلا عنا.
دمار الهيكل الثاني:
دانيال 9:26 ” وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. “وثانياً، خلال هذه الفترة الانتقالية سيحدث أيضا أن ” شعب الأمير الذي سيأتي سيدمرون المدينة والمقدس، وستكون نهاية ذلك بفيضان..” فالمدينة والهيكل اللذان سيُعاد بنائهما بالمرسوم الذي بدأت به السنوات السبعينية سيدمران من جديد في وقت ما بعد أبعاد المسيح وستعاني أورشليم والهيكل دمار آخر.
إن معرفتنا التاريخية لهذه الفترة واضحة جداً: فإن الناس المسئولين عن هذا العمل كانوا الرومان، وبالفعل قد دُمرت أورشليم والهيكل في عام 70ب. م. واستنادً على هذه الآية أنه لمن الواضح أن المسيح قد أتى ومات قبل السنة 70ب. م. فلو لم يحدث ذلك الدمار كان دانيال ليكون دجالاً. ولكن ذلك حدث حقاً فلسؤال يبقى هنا، من هو المسيح الذي مات قبل السنة 70ب. م.؟
والأمر الثالث الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو ” وحتى النهاية سيكون هنالك حرب وخراب فذلك قد حُدد. ” بالنسبة للفترة المتبقية بين 69سبعة والـ70سبعة سوف تتسم الأرض بالحروب وستكون حالتها الناتجة خراباً. وهذا كله من شأنه أن يمهد الطريق ل 70سبعة الأخيرة.
السبعين سبعة الأخيرة
دانيال 9:27:” وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ، وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ” من حيث نقف حاليا، لاتزال السنوات السبع الأخيرة من نبوءة دانيال تنبؤية، مازالت مستقبلاً. ولكن باختتامهم فستكون أهداف الآية 24 الستة قد أتموا. فكانت النقاط الرئيسية للإصحاح كالتالي:
أولاً، السبعون أسبوعا سوف تبدأ فقط عندما توقع معاهدة أو اتفاقية بين الإسرائيليين وقائد سياسي غير يهودي.
ثانيا، الفترة في المنتصف مدة السبعينات سوف يخلف القائد السياسي الغير يهودي (الوثني) وعده للإسرائيليين وسوف يتسبب بوقف القرابين مع التلميح أن بهذا الوقت بأن الهيكل في أورشليم سيكون قد تم بناءه وكذلك نظام القرابين الذي أعاد تأسيسه النبي موسى لكن سوف يتم إيقاف العمل به قسرا.
ثالثا، ونتيجة خرق هذه المعاهدة أن الهيكل لسوف يتم الحقد عليه. الـ”مبغوض” وهنا إشارة إلى صورة أو رمز للهيكل. كما كان في أيام أنطيوخس إبيفانيس[7] وهذا أيضا ما سيحدث في المستقبل عندما الحاكم الغير يهودي (الوثني) سوف يُسيء ويشوه المعبد عن طريق عبدة الأصنام.
رابعا، سوف يتلي التشويه غضب وحرب وخراب واضطهاد وأعمال حرب وذلك لباقي الثلث الأخير من السبعين سبعة. وهذا مشابه للاضطرابات والمحن الذي تحدث عنا الحاخامات في التاريخ كتحضير لتأسيس مملكة المسيح، ويشار إلى هذه الأيام الرهيبة باسم “خطى المسيح”. ولكن بعد أن تأخذ هذه الأيام مجراها سوف تحدث الأشياء الثلاث الأخيرة التي ذُكرت في الآية 24: سوف يأتي عصر من البر والسلام ولسوف تُمسح بالزيت أكثر الأماكن قُدسً وسوف تُكمل وتتم كل نبوءة ورؤية. وفي هذه النقطة سوف تتأسس مملكة المسيح الذي تاق أليها دانيال النبي.
وبالتأكيد سوف تتطلب مملكة المسيح أن يكون المسيح ملكا عليها، مما يعني أن المسيح سوف يأتي بعد السبعين سبعة. لكن سابقا قد صًرحً النبي دانيال أن المسيح سوف يأتي بعد التسع وستين سبعة وهذا متناقض إلا إذا كان دانيال يتحدث عن مجيئي للمسيح. الأول بعد التسع وستين سبعة عندما يموت محكوماً موتا بديلا فاديا خطايا إسرائيل ومتما الأغراض الثلاثة الأولى للآية 24. والمجيء الثاني سيكون بعد نهاية السبعين سبعة، عندما سيؤسس مملكته ومتما الأهداف الثلاث الأخيرة المذكورة في الآية 24. فهنا تضمين مهم جدا يجب عدم تفويته أبدا أن المسيح سوف يُقتل بعد مجيئه الأول لكن سيكون حيا في مجيئه الثاني، أي أنه يقوم من الموت في مجيئه الثاني بعد قتله.
الخاتمة (الاستنتاج)
هذه النبوءة المؤثرة التي تحوي أشياء واضحة جدا وبشروط لا التباس فيها. أولا، أن المسيح كان سيأتي للأرض بعد 483 سنة بعد المرسوم لإعادة بناء أورشليم. ثانيا، بعد ظهوره على الأرض سيٌقتل وليس لخطاياه بل ليحمل ويفدي خطايا العالم، فموته سيكون حكما من القانون. ثالثاً، موت المسيح سيكون قبل فترة من تهدم اورشليم والهيكل مرة آخرة والذي حدث سنة 70 ب. م. رابعا، في وقت لاحق لدمار اورشليم والهيكل وبعد فترة طويلة من الحروب سوف تنتهي السبعين سبعة وبعد أن تأخذ الأمور مجراها، سوف تتأسس مملكة المسيح في عصر من البر والصلاح. ولكي يتحقق ذلك على المسيح الذي قُتل أن يعود مجددا.
من هو هذا المسيح؟
لكن من هو هذا المسيح الذي تحدث عنه دانيال؟ رجل واحد يحقق كل متطلبات هذا الإصحاح وهو يسوع المسيح الناصري الذي ولد لأسرى يهودية وأعلن ألوهيته (أنه المسيح) بعد 483 سنة من صدور مرسوم أعادة بناء أورشليم والهيكل. وفي سنة 30ميلادي قد حكم على يسوع بالموت صلبا. وقد أشار النبي دانيال أن المسيح سيموت ليس لنفسه بل فداءً عن الآخرين. وكما ذكر في أشعياء 53 الذي تنبأ بموت المسيح مشيرا أنه سيموت بدلاً عن شعبه، شعب إسرائيل. تعاليم العهد الجديد هو أن المسيح مات محكوما بالقانون بدلاً عن شعبه. وبما يتوافق مع آية دانيال 9:24 أن المسيح قد مات ليكون تكفيرا وأضحية عن الخطيئة. وبعد موته بثلاثة أيام قام من الموت. وأخيرا، يعلن العهد الجديد أنه حقيقا يوما ما سيعود المسيح ليؤسس مملكته ويسود عصر من البر.
إذا كان دانيال النبي محقا، فإن المسيح قد أتى ومات قبل سنة 70ميلادية ولا يوجد احتمال آخر أو تفسير آخر عن شخص المسيح غير كونه يسوع الناصري. وإذا صحة نبوءة النبي دانيال فإن المسيح سيعود مجددا ليؤسس مملكته.
The Messianic Time Table According to Daniel the Prophet Arnold Fruchtenbaum
https://jewsforjesus.org/issues-v05-n01/the-messianic-time-table-according-to-daniel-the-prophet
[1] وهي من أهم الأسر الفارسية كونت لها إمبراطورية في فارس عام 559ق. م واستولت على ليديا وبابل وإيران وفلسطين ومصر وامتدت في جميع الجهات من وادي السند إلى ليبيا وشمالاَ حتى مقدونيا.
[2] المكابيون هم مجموعة عسكرية يهودية أسسها الحاخام متتيا قامت بثورة على حكام سوريا السلوقيين. تمكن المكابيون من تكوين السلالة الحشمونية التي حكمت فلسطين من 164ق. م وحتى 63ق. م قبل وقوعها في يد بومبى الروماني.
[3] اسمه داريوس الكبير مواليد 550 قبل الميلاد – توفي سنة 486 قبل الميلاد وهو ملك بلاد فارس بين 522و486ق. م أحد أعظم حكام السلالة الأخمينية، الذي اشتهر بعبقرتيه الإدارية ومشاريع البناء العظيمة.
[4] فوفقا للكتاب المقدس إن كورش العظيم، ملك بلاد فارس، الذي أنهى أسر اليهود في بابل. في السنة الأولى من حكمه دفعه الله إلى إصدار مرسوم يقضي بإعادة بناء الهيكل في أورشليم وأن يعود اليهود إلى أرضهم.
[5] داريوس الميدي 550-486 ق. م. كان داريوس المعروف تاريخيا هو الإمبراطور الفارسي الثالث وشخصية مهمة لليهود في الفترة الفارسية المبكرة بسبب دوره في إعادة بناء الهيكل في أورشليم
[6] السنة السابعة من حكم Artaxerxes (انظر الآيات 7-8) أن الملك أعطى الإذن لعزرا لقيادة فرقة من اليهود المنفيين في بابل إلى أورشليم. “يفترض معظم العلماء أنه يجب احتساب السنة السابعة من Artaxerxes I وفقًا للعادات الفارسية التي يرجع تاريخها إلى سنوات الحكم من الربيع إلى الربيع (April إلى April، والتي كانت أيضًا التقويم الديني اليهودي). وهكذا كان عزرا قد بدأ رحلته على اليوم الأول من نيسان (8 أبريل 458) ووصل في اليوم الأول من آب (4 أغسطس 458)
[7] أنطيوخس الرابع، صعد إلى عرش المملكة اليونانية السورية وقد عُرف باسم أنطيوخس المجنون، ففور توليه السلطة قرر متابعة غزو مصر وكان اليهود أهدافًا واضحة لإستراتيجية أنطيوخس للتهجين. لقد أدرك أنه لكي ينجح في نهاية المطاف في مصر، فإنه سيحتاج إلى تعطيل تأثير اليهود داخل أراضيه. قرر معالجة الكهنوت في القدس عن طريق استبدال أونياس الثالث، أحدث Kohen Gadol (رئيس الكهنة)، مع شقيق أونياس وهو جوشوا، الذي كان مخلصًا لليونانيين. أصبح جوشوا رئيس الكهنة وغيّر اسمه على الفور إلى جايسون. فقد نجحت خطة أنطيوخس إلى حد ما فقد خضع جيسون لإرادة الملك وساعد في تطبيق العقيدة الشمولية الجديدة. أصبحت القدس نسخة صغيرة من أنطاكية، مليئة بصالة ألعاب رياضية حيث كان الكهنة اليهود يلعبون الرياضة اليونانية في العراة. في هذه الأثناء، كان الملك أنطيوخس قادرًا على الوصول إلى خزينة الهيكل للمساعدة في تمويل حملته العسكرية لغزو مصر. وقد غذت كل هذه الأعمال الغضب المستمر للفلاحين اليهود المتدينين، الذين أصبحوا أكثر غضبًا عندما سمح أنطيوخس مينيلوس، توبياد، بشراء منصب رئيس الكهنة. حيث كانوا غاضبين من أن هذا الموقع المقدس، الذي كان مينيلوس قد عرض عليه جايسون، ليس معروضًا للبيع على الإطلاق. ولكن لجعل الأمور أسوأ، لم يكن طوبيا حتى من نسل هارون، الذي كان شقيق موسى والسلف التقليدي لكاهن الهيكل الأعلى وكشرط لتعيينه، وعد مينيلوس بأنه سيزيد من عائدات الضرائب. فعندما فشل في ذلك، تم استدعاؤه للمثول أمام الملك. أثناء وجوده، ترك مينالوس شقيقه ليسيماخوس ككاهن أعلى بدلاً منه. شرع ليسماخوس في سرقة معبد كالعديد من أوانيه المقدسة، وهو عمل أدى إلى أعمال شغب في الشوارع، حيث حارب أنصار جيسون (حتى مع معرفة جميع أخطائه) أنصار مينيلوس