قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس – بركة يعقوب
قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس – بركة يعقوب
قصة الماعز التي هزمت أحمد سبيع وأظهرت جهله بالكتاب المقدس – بركة يعقوب
سنتناول كل نقطة قالها أحمد ونرد عليها ونبين جهله أو تدليسه فيها بوضوح. لكن قبل هذا الرد، هل يا ترى، يجرؤ أحمد سبيع أن يرد على ردنا هذا؟ أم أنه كعادته يلقي الشبهات وعندما نبين جهله فيها يتهرب من الرد على بياننا لجهله؟ فإن كان بمثل هذا الجهل فكيف لنا أن نضيع أوقاتنا في الحوار معه فضلًا عن المناظرة؟
الاعتراض الأول: كل إنسان عاقل سيقرأ القصة سيعرف بوضوح أنها لا يمكن أن تكون حقيقية لأنها غير محبوكة بأي طريقة، لا تمت للوحي بصلة، لا تختلف كثيرًا عن قصص الأطفال.
الرد:
يستعمل هنا أحمد مغالطة منطقية بسيطة وهي أنه يفترض أن عقله هو الحكم والمعيار للحكم على مدى منطقية القصة، وهذا خاطئ، بل أكثر ما يمكنه فعله أن يعرض رأيه فقط في القصة. والمغالطة الأخرى هي أنه يعتبر أنه مادام عقله لا يقبل القصة، فعقل كل انسان لن يقبل القصة، مثله، وهو ما لا يوافقه فيه كل من يؤمن بالقصة ولا يرى بها أية مشكلة، وهم بالمليارات من البشر. لكن أحمد يتعمد أن يستخدم هذه المغالطة للتأثير النفسي على المشاهد لكي يسهل عليه -فيما بعد- إسقاط رأيه الشخصي على رأي المشاهد، وهذا لا ينطلي على قارئ/مشاهد فطن وعاقل.
هل يملك أحمد سبيع الحكم الموضوعي على منطقية قصة ما؟ أين المعيار الموضوعي لقبول منطقية القصة من عدمه؟ هل يُعامل أحمد سبيع القصص الإسلامية بنفس هذا المنطق؟!
تعالوا لنأخذ أمثلة من القصص المنطقية التي يصدقها أحمد سبيع وهو مبتسم، ولأجل تصديقه لهذه القصص فلا يصدق قصة بركة يعقوب:
موسى النبي يذهب للاستحمام، فيخلع ثوبه ويضعه على حجر، فيأخذ الحجرُ ثوبَ موسى، فيجري موسى وراء الحجر السارق، وينادي موسى العاقل على الحجر، وعندما يأخذ منه ثوبه، يظل موسى يضرب الحجر!!!!
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ، فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ بِثَوْبِهِ، فَخَرَجَ مُوسَى فِي إِثْرِهِ، يَقُولُ: ثَوْبِي يَا حَجَرُ، حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى مُوسَى، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ، وَأَخَذَ ثَوْبَهُ، فَطَفِقَ بِالحَجَرِ ضَرْبًا ” فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَنَدَبٌ بِالحَجَرِ، سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبًا بِالحَجَرِ.
الغريب هنا ليس فقط أن الحجر يأخذ ملابس موسى ويهرب بها، بل أن موسى يتعامل مع الحجر فيناديه وهو يجري خلفه، وعندما أمسكه، أبرحه ضربًا! فالقصة تصور المستوى الفكري لموسى لدرجة أن موسى يضرب الحجر! تخيل لو أنك وجدت شخصًا يعاقب صخرة ويضربها، ماذا ستقول عنه؟!
ولنأخذ أيضًا مثالًا آخر من القصص التي يصدقها أحمد ويعتقد أنها وحي وأنها قصص منطقية:
في هذه القصة، لن نجد موسى والحجر، بل سنجد موسى يلطم عين ملاك الموت فيفقأها (يفقعها)! تخيلوا أن أحمد سبيع يصدق أن ملاكًا له عين يمكن لبشر فقعها! وكل هذا لأجل أن موسى لا يريد أن يموت ويذهب إلى ربه وهو من الأنبياء!
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ قَالَ فَلَطَمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا، قَالَ فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللهِ تَعَالَى فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي، قَالَ فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي فَقُلْ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ، فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ، قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ، رَبِّ أَمِتْنِي مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، رَمْيَةً بِحَجَرٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ»
هذه هي القصص التي يصدقها أحمد سبيع، بل ويدعونا لنصدقها! أصحاب العقول في راحة.
الاعتراض الثاني: فكرة إلباس رفقة ليعقوب ملابس عيسو، ليست واقعية، ويمكن أن تحدث في كرتون بكار أو بن تن!
الرد:
لا أعرف ما المشكلة في أن رفقة تقوم بإلباس ابنها يعقوب ملابس أخيه عيسو لكي يتحسس أبيه إسحق هذه الملابس التي لعيسو أصلا، فيعرف أن من معه هو عيسو فعلا فيباركه! ما المشكلة في هذا؟ فإسحق كان رجلًا طاعنًا في السن وكانت عيناه ضعيفتان جدا، وهذا ما قاله الكتاب فعلًا!
يقول الكتاب المقدس عن عيني إسحق:
Ge 27:1 وحدث لما شاخ إسحق وكلّت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو ابنه الأكبر وقال له يا ابني. فقال له هئنذا.
ويقول الكتاب عن ملابس عيسو التي لبسها يعقوب:
Ge 27:15 واخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر.
فيعقوب كان يلبس ملابس عيسو أخوه التي فيها رائحته ورائحة الصيد الذي يصطاده، ولهذا يقول الكتاب:
Ge 27:27 فتقدم وقبّله. فشم رائحة ثيابه وباركه. وقال انظر. رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب.
ونستطيع تلخيص الأسباب المنطقية التي دعت إسحق للاعتقاد بأن من يقف أمامه هو عيسو، وهي تتمثل في: رائحة عيسو، وملابس عيسو، وأن عيسو هو الصيّاد وليس يعقوب، وأن إسحق قد كلّمَه عيسو وليس غيره، وأن عيسو مشعر (ذا شعر كثيف على جسده) ويعقوب أملس، فلما ألبسته أمه رفقه جلود جديي المعزى، فكان هذا دليلًا إضافيا أن الذي يقف أمام إسحق هو حصرًا عيسو، مع ضعف نظر إسحق في هذا العمر، فباركه إسحق.
فما غير المنطقي في كل هذا يا من تؤمن بهروب الحجر بملابس نبي، وضرب موسى الحجر عندما أخذ منه ملابسه؟ يظل أحمد يتهرب من الإجابة!
الاعتراض الثالث: هل خدع يعقوب الله أيضا كما خدع أبيهِ؟ فالمفترض أن إسحق يبارك عيسو وهذا ما يعرفه، فكيف استجاب الله لبركة إسحق وبارك يعقوب؟
الرد:
الحقيقة، أن بهذه النقطة، أثبت أحمد سبيع أنه لا يعرف أي شيء عن الكتاب المقدس عمومًا، وبالأخص عن هذه القصة التي يتكلم عنها ويدّعي أنها غير منطقية! فقصة مباركة إسحق ليعقوب ما هي إلا التنفيذ البشري للبركة الإلهية التي قد أقرها الرب قبل أن يولد كلٌ من يعقوب وعيسو. فالكتاب المقدس يخبرنا أنه حتى قبل أن تلد رفقة يعقوب وعيسو، فإن الله قال إن الكبير (عيسو) سيستعبد للصغير (يعقوب) وهذا يعني مباركة يعقوب لأن البكورية تعني خضوع الكل لصاحب البكورية، فنقرأ في الكتاب المقدس:
Ge 25:23 فقال لها الرب في بطنك امّتان. ومن احشائك يفترق شعبان. شعب يقوى على شعب. وكبير يستعبد لصغير
فها هو الرب قبل أن يولد يعقوب أو عيسو يختار يعقوب، كما حدث مع إسحق نفسه عندما اختاره الرب من أبناء إبراهيم ليقيم معه العهد، وليس إسماعيل الابن الأكبر، لكي يثبت قصد الله بالاختيار! فكيف يكون يعقوب قد خدع الرب، والرب نفسه كان قد اختاره لينال البكورية قبل أن يولد يعقوب حتى؟! هل هذه المعلومة يغفل عنها باحث في الكتاب المقدس عموما، وفي هذه القصة خصوصًا؟ كلا، بل يجهلها الجاهل سبيع لأن غرضه كله الهجوم وليس حتى اتقان عرض الشبهة! كذاب ضعيف المستوى وقليل المجهود.
يقول الكتاب المقدس:
Ro 9:10-13 10 وليس ذلك فقط بل رفقة أيضا وهي حبلى من واحد وهو إسحق ابونا. 11 لأنه وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيرا أو شرا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الاعمال بل من الذي يدعو. 12 قيل لها إن الكبير يستعبد للصغير. 13 كما هو مكتوب أحببت يعقوب وابغضت عيسو.
فإن كان الرب قد اختار يعقوب وجعله صاحب البكورية حتى قبل أن يولد هو وأخيه، ولا فعلا خيرا أم شرا، فالله هو الذي يدعو وليس ليعقوب أية سلطة على الله لكي يجبره على مباركته كما يتصور أحمد عن جهل كبير. فالله هو من أحب يعقوب وأبغض عيسو.
نقطة أخرى، ألا يعرف الجاهل سبيع أن عيسو باع بكوريته فعلا إلى يعقوب؟ فكيف بعد أن باعها له بملء إرادته أن تكون له بكورية؟ يخبرنا الكتاب المقدس بقصة استهانة عيسو ببكوريته حتى أنه باعها مقابل الطعام، فيقول:
Ge 25:29-34 29 وطبخ يعقوب طبيخا فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا. 30 فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت. لذلك دعي اسمه ادوم. 31 فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك. 32 فقال عيسو ها أنا ماضٍ إلى الموت. فلماذا لي بكورية. 33 فقال يعقوب احلف لي اليوم. فحلف له. فباع بكوريته ليعقوب. 34 فأعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس. فأكل وشرب وقام ومضى. فاحتقر عيسو البكورية
فإن كان عيسو قد باع بكوريته ليعقوب، فالبكورية، إذًا، صارت ليعقوب لأن أخيه استهان بها وباعها له. فأين خداع الله هذا، إذا كان الله أعطى البكورية ليعقوب وعيسو باعها له، وباركه إسحق بها؟!
الاعتراض الرابع: كأنّ البركة شيء مادي.
الرد:
العكس هو الصحيح. لو كانت البركة شيئًا ماديًا، لأمكن استرجاعها من يعقوب ومباركة عيسو بها، لكن لأنها ليست شيئًا ماديًا، بل هي بركة من الرب أصلا، فلا يمكن استرجاعها. هذا من حيث المفهوم اللاهوتي. أما من حيث المفهوم الحضاري، فنحن نتحدث عن أزمنة طويلة ماضية، لها قواعدها وثقافاتها وعاداتها. فإن كان إلى اليوم في ثقافات ما، لا يمكن الرجوع عن الكلام طالما صدر هذا الكلام/الأمر عن قائله، فكم وكم بالأكثر في هذه الثقافات؟
لكن، من الذي أخبر سبيع أن إسحق أراد أن يرجع عن بركته ليعقوب أصلاً؟ بل أن إسحق كرر وقرر بركته ليعقوب مرة أخرى في وجود عيسو، عندما قال:
Ge 27:33 33 فارتعد إسحق ارتعادا عظيما جدا. وقال فمن هو الذي اصطاد صيدا وأتى به إليّ فأكلت من الكل قبل ان تجيء وباركته. نعم ويكون مباركا.
وأكمل إسحق بركته أمام عيسو وقال:
Ge 27:37-40 37 فأجاب إسحق وقال لعيسو إنى قد جعلته سيدا لك ودفعت إليه جميع أخوته عبيدًا وعضدته بحنطة وخمر. فماذا أصنع إليك يا ابني. 38 فقال عيسو لأبيه ألك بركة واحدة فقط يا أبي. باركني أنا أيضا يا أبي. ورفع عيسو صوته وبكى. 39 فأجاب إسحق أبوه وقال له هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك. وبلا ندى السماء من فوق. 40 وبسيفك تعيش. ولأخيك تستعبد. ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك.
فها هو إسحق يكرر أن ليعقوب البكورية، وأن عيسو يستعبد ليعقوب كما قال الرب قديمًا قبل أن يولدا. فلماذا يفترض سبيع أن إسحق أراد أن يرجع عن بركته ليعقوب أصلاً؟
الاعتراض الخامس: لو ان إنسان دعى الله وأخطأ في كلامه، فهل سيستجيب الله لخطأه ولن يفهم المراد؟
الرد:
في الحقيقة، إن هذا المثال لا علاقة له بقصة البركة التي بارك بها إسحق يعقوب. فإسحق لم يخطئ في كلمات البركة ولا في توجيهها، بل ذهبت البركة لمن أراد الرب مباركته بها. فالرب قد اختار يعقوب قبل أن يولد، وعيسو قد باع بكوريته ليعقوب. بل وقد أكّدَ إسحق بركته ليعقوب مرة أخرى، فأين الخطأ والذلل الذي ارتكبه إسحق؟ المشكلة أن أحمد سبيع يظن أن الله قد غفل عن أن الذي باركه إسحق هو يعقوب وليس عيسو، بينما الحقيقة هي أن إسحق قد نفذ كلام الرب نفسه وبارك يعقوب بالبركة التي اختار الرب أن يباركه بها. فقد اختار الرب يعقوب قبل أن يقوم يعقوب وأمه رفقة بكل هذا.
الاعتراض السادس: هل ملمس جلد الإنسان مثل ملمس المعزى لكي يختلط على يعقوب؟
الرد:
عندما يقوم أحمد سبيع بتقديم نفسه للمشاهد، يُعرِّف نفسه أنه متخصص في العهد القديم واللغة العبرية، لكن، هل رجع أحمد سبيع للغة العبرية هذه المرة للتأكد من صحة فهمه للنص العربي؟ بالطبع لا. لأنه لو كان عاد للنص العبري، سيجد النص 16 يقول:
Ge 27:16 16 וְאֵ֗ת עֹרֹת֙ גְּדָיֵ֣י הָֽעִזִּ֔ים הִלְבִּ֖ישָׁה עַל־יָדָ֑יו וְעַ֖ל חֶלְקַ֥ת צַוָּארָֽיו׃
والتي تعني حرفيًا “جديي ماعز” young goats، ولهذا الدليل أهمية ليست بصغيرة للرد على استغراب سبيع، فالجدي/الماعز الصغير لا يكون كثيفًا ولا طويل الشعر، مثلما هو واضح في الصور، مما يسهل مهمة خطأ إسحق في التفريق بين هذا الملمس وذاك الذي لابنه عيسو. ويزيد الأمر صعوبة إذا كان عيسو رجلا مشعرا، وشعر جسده كثيف، وقد أفاض الدكتور غالي في بيان هذا علميًا وإليكم رابط كلامه:
https://drghaly.com/articles/display/14500
فاحتماليه الخطأ كبيرة لدى إسحق، لأن كل ما كان يبحث عنه هو الفارق الكبير بين جسد عيسو ذِيْ الشعر الكثيف الطويل، وجسد يعقوب الأملس، فبمجرد لمسة بسيطة سيعرف أنه ذو شعر، فيكون هو عيسو. أم إن أحمد سبيع يفترض أن يقوم إسحق بإحصاء شعرات عيسو ليقارنها في كل مرة يقابله فيها مع الماعز؟
في النهاية، كان هذا الرد المبسط بالاعتماد على الكتاب المقدس فقط لأن أحمد سبيع لم يأتِ بأي دليل أو مرجع أو تفسير لدعم وجهة نظره، بل قرأ الكلام وأسقط فكره المريض عليه ثم اتَّهم النص بعدم المعقولية، فليس لنا حاجة لإثبات خطأ سبيع من كتب أخرى، فالكتاب المقدس وحده أبان جهل سبيع به وبالقصة التي يتحدث عنها.
ويتبقى لنا سؤال: متى يتجرأ سبيع ويحاول أن يرد على العديد من الموضوعات التي أثبتنا فيها جهله؟