الرد على: من الذي أخرج العناقيّين من حبرون كالب أم يشوع؟ – ترجمة: عفيف ديمتريوس
الرد على: من الذي أخرج العناقيّين من حبرون كالب أم يشوع؟ – ترجمة: عفيف ديمتريوس
في مقال اليوم سوف نجيب على سؤال طرحه الكتاب المقدس الشكوكي (Skeptic Annotated Bible): من الذي أخرج العناقيّين من حبرون؟
لدينا هنا إجابتان يطرحهما المُشكك على أنهما تناقض كتابي:
يشوع:
“وَجَاءَ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَقَرَضَ الْعَنَاقِيِّينَ مِنَ الْجَبَلِ، مِنْ حَبْرُونَ وَمِنْ دَبِيرَ وَمِنْ عَنَابَ، وَمِنْ جَمِيعِ جَبَلِ يَهُوذَا، وَمِنْ كُلِّ جَبَلِ إِسْرَائِيلَ. حَرَّمَهُمْ يَشُوعُ مَعَ مُدُنِهِمْ” (يشوع 11: 21)
كالب:
“وَأَعْطَى كَالَبُ بْنَ يَفُنَّةَ قِسْمًا فِي وَسَطِ بَنِي يَهُوذَا حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ لِيَشُوعَ: قَرْيَةَ أَرْبَعَ أَبِي عَنَاقَ، هِيَ حَبْرُونُ. وَطَرَدَ كَالَبُ مِنْ هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ الثَّلاَثَةَ: شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ، أَوْلاَدَ عَنَاقَ” (يشوع 15: 13 – 14)
هذه نظرةٌ عن كثب فيما لو كان هنالك تناقض:
1- يبدو أنه حين نتعامل مع ادعاء المشككين حول تناقضات الكتاب، علينا أن نذكرهم دائماً بمعنى التناقض. يحدث التناقض وقتَ وجود ادعاءين أو أكثر يتعارضان مع بعضها البعض، بحيث لا يمكن لكليهما أن يكون صحيحا بنفس المنطق وبنفس الوقت. وبعبارة أخرى، يحدثُ التناقض في الكتاب المقدس حين يوجد ادعاءات تكون متنافية تماماً بالمعنى وبنفس الوقت.
2- نحن من عليه أن يشك فيما لو كان هنالك فعلاً تناقض كتابي، نظراً لكيفية تعامل “الكتاب المقدس الشكوكي” غير الدقيقة دائماً مع الكتاب المقدس. بالطبع هذا لا يعني أننا لن نجيب على هذا ادعاءاتهم، وهذا ما سنفعله في باقي المقالة. لكن هذه الملاحظة يجب أن تجعلنا نتروّى وننظر بتمعن إلى الآيات التي استشهد بها “الكتاب المقدس الشكوكي” لنرى لو أنه فسّرالآيات بشكل صحيح يدعم المزاعم بتناقض الكتاب المقدس.
3- يُقابل المُشكك (يشوع 11: 21) مع (يشوع 15: 13 – 14). تم اقتباس (يشوع 11: 21) لدعم الادعاء بأن الكتاب المقدس يُعلّم أن “يشوع أخرج العناقيين من حبرون”، في حين نجده في يشوع 15: 13 – 14 يُعلّم أن “كالب أخرج العناقيّين من حبرون”!
4- هذه بعض المعلومات الأساسية المهم التي يجب معرفتها أولاً:
أ- كل من (يشوع 11: 21) و (يشوع 15: 13 – 14) ذكر “العناقيين”، والذين كانوا مجموعة من الناس عاشوا بالقرب من مدينة حبرون قبل أن تصبح جزءًا من اسرائيل. بحسب سفر (العدد 13: 33) و(التثنية 9: 2) كان العناقيون طوال القامة جداً. يعلن (يشوع11: 22) لاحقاً أنه لم يبقَ أحدٌ من هؤلاء الناس في حبرون “لكن بعضُهم بقي في غزة وجَتَّ وأشدود”. بالإضافة إلى أن جليات الجبّار كان من جتَّ بناء على (2صموئيل 21: 15 – 22).
ب- بحسب سفر (العدد 13 – 14) كلٌّ من يشوع وكالب صنع اسماً لنفسه حيث أنهما كانا الجسوسين الوحيدين في فترة موسى واللذين استكشفا أرض الميعاد وأوصا بامتلاك الأرض. وفي هذا الوقت في (يشوع 11 و15) كان الرجلان طاعني السن يقودان قبيلتهما وإسرائيل أيضاً.
5- لم يُخطأ المشككون بالاستشهاد بما جاء في (يشوع 11: 21) كأساس للادعاء أن “يشوع أخرج العناقيين من حبرون” وأيضاً لم يُخطؤوا باقتباس (يشوع 15: 13 – 14) للقول بأن “كالب أخرج العناقيين من حبرون”
6- لكن إلى الآن لا تتعارض هاتان الآيتان مع بعضهما. ومن أجل أن تتعارضا يجب على واحدة منهما _على الأقل_ أن تقول “فقط كالب” أو “فقط يشوع” أو “ليس كالب” أو “ليس يشوع” ولكن الآيات لا تذكر أياً من هذا.
7- لنفهم أكثر كيف أن “يشوع أخرج العناقيين من حبرون” وأن “كالب أخرج العناقيين من حبرون” سيساعدُنا أن نقرأ (يشوع 14: 6 – 15) وهذا المقطع يقع بين (يشوع 11) و (يشوع 15). في هذا المقطع يذهب كالب إلى يشوع مذكرًا إياه بوعد موسى لكالب أن أرض قرية أربع/ حبرون هي ميراثُه. حقيقةٌ أن يذهب كالب إلى يشوع توضح أن يشوع كان القائد لكالب (وبالنسبة إلى أمة اسرائيل أيضاً). (يشوع 14: 13) يُبين أن يشوع أعطى البركة لكالب فيما (يشوع 14: 14) ينص على أن حبرون قد أُعطيت لكالب.
8- عند معرفة العلاقة بين كالب ويشوع نفهم أنه ليس من تناقض حين يقول الكتاب في مكانين مختلفين “يشوع أخرج العناقيين من حبرون” و “كالب أخرج العناقيين من حبرون”. باعتبار يشوع هو القائد العام فقد (أعطى أمره) بإخراج العناقيين من حبرون في حين كان كالب، الأقل رتبةً في التسلسل، قد (اشترك) بإخراج العناقيين من حبرون. وهذه الادعاءات ليست غير متوافقة.
9- ربما مثالٌ من الحرب العالمية الثانية يكون مفيداً في تقريب الفكرة.
أدت الحملة الهجومية الاستراتيجية الأخيرة التي شنتها ألمانيا النازية ضد الحلفاء في الجبهة الغربية إلى “معركة الانتفاخ” التي أسفرت عن حصار ألماني للفرقة 101 الأمريكية المحمولة جوًا في باستون. معظم الناس الذين يعرفون التاريخ سيقولون إن الجنرال باستون هو من كسر الحصار، وكان مشهورًا بقوله لقائده العام أيزنهاور أنه يمكنه إرسال قوات نحو باستون في غضون 48 ساعة، وهي خطوة في وجه تحرك فيلق الجيش.
صحيحٌ أنه في حين يمكن للمرء أن يقول إن الجنرال باستون قاد النازيين من باستون، لكن أيضاً يمكن أن يقول إن الجنرال ايزنهاور هو الذي أشرف على الجبهة الغربية بأكملها للحرب في أوروبا حيث أنه كان القائد الأعلى للحلفاء. لن يكون هناك تناقض. وبالمثل، فإن التصريحات الواردة في الكتاب المقدس تشير إلى أن يشوع و/أو كالب أخرجا العناقيين من حبرون ليست متناقضة.
10- يجب علينا ألا ننسى أن وجهات النظر تلعب دوراً حتى في اعتراضات المتشككين على المسيحية. حيث أن عقلية مؤلف “الكتاب المقدس الشكوكي” لا تقبل أن يكون مبدأ عدم التناقض ذا معنًى واضح.
Bible Contradiction? Who drove the Anakim from Hebron? by SLIMJIM
https://veritasdomain.wordpress.com/2019/12/12/bible-contradiction-who-drove-the-anakim-from-hebron