الإجهاض في المسيحية: هل يسمح بالإجهاض سفر العدد (5: 11-22)؟ – ترجمة: محب ماهر
الإجهاض في المسيحية: هل يسمح بالإجهاض سفر العدد (5: 11-22)؟ – ترجمة: محب ماهر
الإجهاض في المسيحية: هل يسمح بالإجهاض سفر العدد (5: 11-22)؟ – ترجمة: محب ماهر
11 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:
12 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُل وَخَانَتْهُ خِيَانَةً،
13 وَاضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ، وَأُخْفِيَ ذلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا، وَاسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَلَيْسَ شَاهِدٌ عَلَيْهَا، وَهِيَ لَمْ تُؤْخَذْ،
14 فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ، أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ لَيْسَتْ نَجِسَةً،
15 يَأْتِي الرَّجُلُ بَامْرَأَتِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، وَيَأْتِي بِقُرْبَانِهَا مَعَهَا: عُشْرِ الإِيفَةِ مِنْ طَحِينِ شَعِيرٍ، لاَ يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتًا وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَانًا، لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ، تَقْدِمَةُ تَذْكَارٍ تُذَكِّرُ ذَنْبًا.
16 فَيُقَدِّمُهَا الْكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ الرَّبِّ،
17 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّسًا فِي إِنَاءِ خَزَفٍ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنَ الْغُبَارِ الَّذِي فِي أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي الْمَاءِ،
18 وَيُوقِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَكْشِفُ رَأْسَ الْمَرْأَةِ، وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التَّذْكَارِ الَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ الْغَيْرَةِ، وَفِي يَدِ الْكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللَّعْنَةِ الْمُرُّ.
19 وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا: إِنْ كَانَ لَمْ يَضْطَجعْ مَعَكِ رَجُلٌ، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ، فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ هذَا الْمُرِّ.
20 وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ، وَجَعَلَ مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ.
21 يَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ بِحَلْفِ اللَّعْنَةِ، وَيَقُولُ الْكَاهِنُ لِلْمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لَعْنَةً وَحَلْفًا بَيْنَ شَعْبِكِ، بِأَنْ يَجْعَلَ الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً ورحمك يجهض.
22 وَيَدْخُلُ مَاءُ اللَّعْنَةِ هذَا فِي أَحْشَائِكِ لانتفاخ بطنك ولإجهاض رحمك، وَلإِسْقَاطِ الْفَخْذِ. فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ: آمِينَ، آمِينَ. ليكن كذلك.
المتشككون يدعون انه يوجد ثلاث آيات في النص تؤكد ان إله العهد القديم يتغاضى عن او يسمح بالإجهاض.
كما كتب الملحد جون هاميل: “يبدو ان الآيات تصف بوضوح الدعم الالهي للإجهاض. في الحقيقة، ان سياق الكلام يثبت موافقة يهوه على الإجهاض عندما يرغب الزوج في انهاء الحمل (حتى في حالة رفض الزوجة) لمجرد شك الزوج في انه ليس الاب البيولوجي للجنين”.
فهل هذه الآيات تتيح الاجهاض؟
اولا يجب ان نسأل المتشكك لماذا يعتقد ان هذه الفقرة تناقش مسألة الإجهاض اصلا، ان ÷ذه الفقرة تناقش قضية الزنا، حتى انها لم تذكر كلمة الحمل في اي جزء منها. الاتهام بمسألة السماح بالإجهاض تعتمد على الجزء الاخير من القطعة وتحديدا الآية الاخيرة (21) عندما يقول للمرأة ” ورحمك يجهض your womb miscarry ” واية ” may this water that brings a curse enter your body so that your abdomen swells and your womb miscarries
وَيَدْخُلُ مَاءُ اللَّعْنَةِ هذَا فِي أَحْشَائِكِ لانتفاخ بطنك ولإجهاض رحمك”
في الحقيقة ان ترجمة (NIV) او الترجمة العالمية الحديثة تقدم للأسف ترجمة غير دقيقة للنص ودعنا نقارن بينها وبين ترجمات اخري كالاتي:
NKJV: “when the Lord makes your thigh rot and your belly swell…and make your belly swell and your thigh rot.”
KJV: “when the Lord doth make thy thigh to rot، and thy belly to swell…to make thy belly to swell، and thy thigh to rot.”
ESV: “when the Lord makes your thigh fall away and your body swell…and make your womb swell and your thigh fall away.”
ASV: “doth make thy thigh fall away، and thy body to swell…and make thy body to swell، and thy thigh fall away.”
نلاحظ ان كل الترجمات الأخرى لم تذكر شيئا عن الاجهاض. المصطلح الذي اخطأت (NIV) في ترجمته الي كلمة رحم هو yarek” الذي معناه الفعلي هو فخذ او اسد او جانب او قاعدة، والذي يمكن استخدامه لوصف الذكور أو الاناث. وتم استخدام نفس المصطلح في سفر التكوين 32:25 لوصف المكان الذي اصيب فيه يعقوب عندما تصارع مع الله والموصوف ب “حق فخذه” وبالتأكيد لا يمكن ان يكون ليعقوب رحم. وايضا نفس المصطلح في سفر القضاة 3:16 عندما تكلم عن خنجر إيهود المربوط على فخذه.
كما ان المصطلح الثاني الذي اخطأت (NIV) في ترجمته الي كلمة رحم هو naphal والذي معناه الفعلي هو سقط او ضاع او تعفن. والذي يستخدم عامة لوصف حيوان سقط في حفرة (كما في خروج 21:33) او سيف سقط من اليد (حزقيال 30:22) او موت مفاجئ (قضاة 5:27)، هذا المصطلح قد يعني موت الجنين قبل ولادته ولكنه لا يعني بأي شكل فعل الإجهاض.
عندما يصف المصطلح yarek ما يحدث للفخذ فلا يوجد اي علاقة بينه وبين معني الحمل أو الإجهاض الذي يطرحه المتشكك. ولهاذا فان كل الترجمات الأخرى تذكر سقوط الفخذ او تعفن الفخذ…إلخ وبالإضافة الي ذلك فإن اللعنة موجهة الي المرأة ان ثبت عليها الزنا. انها احشائها او بطنها او المنطقة الوسطي ستنتفخ. ولكي نتهم إله الاسرائيليين بإباحة والسماح بالإجهاض يجب ان يكون هناك نص واضح متعلق بالجنين. وبهذا نستطيع ان نستبعد فكرة ان الله يسمح لهذه المرأة بالإجهاض.
دعنا نذهب لما تناقشه فعلا هذه الفقرة. انه لو اعتقد رجلا ان زوجته تزني، فإنه يأخذها الي خيمة الاجتماع وهناك يطلب منها ان تشرب ماء مقدس وعليه بعض من تراب ارض الخيمة وَيَكْتُبُ الْكَاهِنُ هذِهِ اللَّعْنَاتِ فِي ورق ثُمَّ يضعها فِي الْمَاءِ (عدد 23) فلو كانت المرأة بريئة فلا يصيبها سوء (عدد 28) اما لو كانت زانية فتصيبها اللعنة بين الناس بان يتعفن فخذها وينتفخ بطنها.
لاحظ ان العملية كلها تدل على ان القضاء الالهي هو ما يعمل بشكل مباشر فلا يوجد تركيبة سرية في الماء يمكنها اكتشاف إذا كانت المرأة مذنبة أم لا. لا يوجد تركيبات كيميائية مثلا لتجعلها تمرض ان كانت مذنبة ولكن الاختبار كله مصمم ليعلن ان الله هم من يعمل علانية وشخصيا في حياة الاسرائيليين.
عندما ندقق النظر في النص، فإننا لا نجد شهود لإثبات الزنا وأن المرأة لم تمسك في ذات الفعل (عدد 5:13). البعض يتهم الكاتب بتفضيل الرجال لأنه لا يوجد رجل متهم مع الزوجة. ولكن يتم هذا الاختبار إذا اعتقد الزوج ان الزوجة زانية بدون وجود دليل مادي ليثبت ادعاؤه.
إذا لا يوجد تفضيل للرجال في النص وخصوصا أن العهد القديم قد نص صراحة انه إذا امسك رجل وامرأة في فعل الزنا مع وجود شهود فإن كلاهما يعاقبان بالتساوي (تث 22:22). اما في هذه الحالة فإن الله وحده يعلم إذا كانت مذنبة ام بريئة. فإذا كانت مذنبة فإن الله وحده الذي يري ويعرف سيعاقبها. لا يوجد شئ مخفي في الماء ليؤذيها إن كانت مذنبة كما ان الماء لا يؤذي ان كانت بريئة.
إن اتهام المشككين لسفر العدد 5: 21-22 بان الله او الاسرائيليين يسمحون بالإجهاض لا اساس له من الصحة. النص لم يذكر الحمل. ترجمة (NIV) لم تكن دقيقة عندما ذكرت الإجهاض (لم تكن كلمة اجهاض موجودة في النص الاصلي). عقاب الزنا موجه الي المرأة وليس الي الجنين. تدخل الله واضح ومهم خلال تنفيذ الطقس. لا يوجد شيء بالماء يمكن ان يسبب الإجهاض وإلا كيف كانت ستنجو إن كانت بريئة. فقط الله كلي المعرفة يمكنه اظهار ذنب أو براءة الزوجة.
المراجع:
1 John Hamill (2018) ، “What Does the Bible Say About Abortion?” Atheist Ireland، https://atheist.ie/2018/04/what-does-the-bible-say-about-abortion/.
2 For an in-depth look at the biblical position on abortion، see Eric Lyons (2010) ، “Abortion and the Ungodly Irrationality Surrounding Unwanted Infants،” Reason & Revelation، 30[6]:41-47. Also, Dave Miller (2003) ، “Abortion & the Bible،” http://apologeticspress.org/APContent.aspx?category=7&article=445&topic=25.
3 “Yarek،” Strong’s Concordance، https://biblehub.com/hebrew/3409.htm.
4 “Naphal،” https://www.studylight.org/lexicons/hebrew/5307.html.