ان كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام ترجمة مينا ميشيل
إقرأ أيضا: ان كان احد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام يوحنا الثانية 1
ان كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام – ترجمة: مينا ميشيل
(2يو 10: 1) لماذا تخبرنا هذه الآية ألا نقبل أشخاصًا معينين في حين أن يسوع قال لنا أن نحب أعدائنا؟
1 :10 ان كان احد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام
الشبهة: بحسب وصية يسوع المسيح، من المفترض أن نحب أعدائنا، وأن نبارك أولئك الذين يلعنوننا، ونحسن إلى أولئك الذين يكرهوننا (متى 5:44).
ولكن، بحسب وصية مار يوحنا الحبيب، لا يجب أن نقبل في بيوتنا أو حتى نلقي السلام لأي شخص يأتي إلينا ولا يؤمن أن يسوع المسيح جاء في الجسد.
ما الذي يفترض بنا فعله؟
الاجابة:
من المفترض أن نتبع كلاهما.
إن التعارض الظاهري بين هاتين الوصيتين جاء نتيجة أنهما يتحدثان عن حالتين مختلفتين تمامًا.
في المقطع المذكور من انجيل مار متى البشير، يوضح يسوع المسيح التناقض بين تعاليمه وتعاليم الفريسيين. يجب أن يكون المبدأ الإلهي للمحبة هو المبدأ الإرشادي لحياة المرء. على الرغم من أن بعض الناس هم أعداء الله، فإنه لا يزال يسمح للمطر أن يسقط على محاصيلهم ويشرق شمسه عليهم.
يعامل الله الأشرار بلطف المحبة. ومع ذلك، فإنه لا يتغاضى عن شرهم. كما يشير بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية، فإن لطف الله ليس علامة على موافقته على أفعالهم. بل إن مراحم الله وطول اناته تقود الشخص إلى التوبة (رو 2: 4) أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟
لا يتحدث المقطع في رسالة يوحنا الثانية عن شخص يأتي للزيارة فحسب. بل هنا يقصد مار يوحنا المعلمين الكذبة المخادعين (الآية 7) والذين يأتون لنشر مذاهبهم.
1:7 لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح اتيا في الجسد هذا هو المضل والضد للمسيح
أولاً: يوجه مار يوحنا الكنيسة المحلية، وأفراد الكنيسة المحلية، إلى عدم تقديم أي ضيافة لهؤلاء الأشخاص، لأن ذلك يعني ضمناً قبول الكنيسة لتعليمهم أو الموافقة عليه. كذلك تم توجيه شعب الكنيسة المحلية إلى عدم إلقاء أي تحية مسيحية عليهم، خشية أن يساء فهم ذلك على أنه تسامح مع عقائدهم الفاسدة. ولكن لم يعني هذا ابدا ان لا نحب أعدائنا.
في الواقع، فأن إتباع توجيهات مار يوحنا بهذا الشأن سيكون بمثابة تنفيذ لوصية محبة الأعداء. من خلال إظهار عدم التسامح وعدم التساهل مع البدع والعقائد الزائفة بوضوح، سيكون من الممكن التحاور مع هؤلاء المعلمين الكذبة الذين يحتاجون إلى التوبة. وعلى العكس، فإن أقدمت الكنيسة أو أي من شعبها على ضيافة وقبول أي من هؤلاء المضلون، فسيتم تشجيعه وسيعتقد باعتباره قبولًا لمذهبه، أو كغطاء لإثمه.
ثانياً: يجب أن نتذكر أنه في الكنيسة الأولى، الخدمة الإنجيلية – التبشيرية والرعوية للكنيسة كانت تتم في المقام الأول من قبل الخدام الذين كانوا يسافروا من مكان إلى آخر. وقد اعتمد هؤلاء القساوسة المتجولون على ضيافة شعب الكنائس المحلية اثناء زياراتهم. وهنا يوجه مار يوحنا الكنيسة إلى عدم تقديم هذا النوع من الضيافة لمعلمي العقيدة الباطلة. وهذا لا يتعارض مع تعاليم يسوع المسيح.
فأنه علينا أن نحب أعدائنا، ولكن لا نشجعهم على أعمالهم الشريرة. علينا أن نحسن لمن يكرهوننا، ولكن لا نتغاضى عن شرهم. كما قال يسوع المسيح، يجب أن نظهر أنفسنا أننا أبناء أبينا. ففي الموعظة على الجبل ذاتها، أخذ يسوع المسيح يحذر تلاميذه ليحترسوا من الأنبياء الكذبة “الذين يأتون … في ثياب الغنم” (متى 7:15). وقد أعطى مار يوحنا تطبيقًا عمليًا لهذا التحذير، وبالتالي شجع الكنيسة المحلية على الحفاظ على نقائها وتفانيها في المسيح.