هل كان رداء المسيح قرمزيا ام أرجوانيا؟ – ترجمة: إياد عبود
هل كان رداء المسيح قرمزيا ام أرجوانيا؟ - ترجمة: إياد عبود
هل كان رداء المسيح قرمزيا ام أرجوانيا؟ – ترجمة: إياد عبود
الرد على شبهة هل الرداء قرمزي ام أرجواني؟ – ترجمة: إياد عبود
ادعي البعض وجود تناقض في الكتاب المقدس بين (متَّى 28:27) و(يوحنا 2:19). أنهُ خلال محاكمة المسيح، تم ذكر لون رداء مختلف القرمزي (متّى) الأُرجواني (يوحنا).
اعتبرَ بعض المُشَككين ذلك “عمى ألوان”، طبعاً ليس هناك تناقض في الكتاب المقدس وهذه المقاطع ليس استِثناء.
ولتعقيد هذه القضيّة ذَكَرَ لوقا أنّه وضِعَ على المسيح رداءً بَهي، والكلمة المستخدمة باليونانية “lamparos” “λαμπαρος” تُتَرجم بمتألق أو باهر أو أبيض، إذاً هل لدينا رداء أبيض علينا النقاش به أيضاً؟ هل أخطأَ كاتبو الإنجيل؟
بقوة نحن نعلم أن الكتاب المقدس معصوم عن الخطأ، وبعد فحص دقيق، هناك سبب منطقي (لكن قاسي ووحشي) للأردية العِدة التي ارتداها المسيح قبل الصلب.
القرمزي والأرجواني
-لا شك في اختلاف أصل الكلمتين اليونانيتين في المقطعين-
لا شك في اختلاف معنى الكلمتين اليونانيتين فالقضية ليست قضية نسخة عربية ترجَمَت كلمة يونانية واحدة بمعنين مختلفين. في (متى 28:27)، الكلمة اليونانية هي أحمر (κόκκινος) وجذر الكلمة هو (κόκκος) الذي يعني حبوب أو نواة، في القديم كان يدل على بيوض أنثى حشرة دودة القز حيث كانت تُجمع وتُطحن لإنتاج صباغ أحمر الذي يستخدم لصبغ الملابس.
في (يوحنا 19: 2) الرداء الذي ذُكِرَ كونه أُرجواني، الكلمة “أرجواني” ترجمت من الكلمة اليونانية (πορφυρο) وجذر الكلمة (πορφυρα) الذي كان أحد أصناف المحار الذي ينتج صباغ أرجواني يستخدم لصبغِ الملابس.
أحدهم حاول حل التناقض الواضح باعتبار أنه لعلَّ لون الرداء الذي ذُكِرَ في (متى 28:27) و(يوحنا 2:19) كان خمرياً عنّابياً لذلك ظهر أكثر حماراً لأحدهم وأرجوانياً للآخر، بالاعتماد على الضوء المحيط أو المسافة. لذلك بعض المعلقين اعتبروا أن يوحنا و(مرقص 17:15) حَسَبا الرداء أرجواني، وأمّا متّى اعتبر لونه أحمر.
هذا سوف يحل أي تناقض، لكن هذا الحل يتعارض بوضوح مع اختيار الرسل للكلمة اليونانية في الإنجيل. من الواضح أن المصطلحات اليونانية التي استخدمت في متّى ويوحنا ومرقص دلت على ألوان مُختلفة، أحدهم قرمزي والآخر أرجواني، بالإضافة أن متى ويوحنا استخدما كلمتين مختلفتين لوصف الملابس بحدِّ ذاتها (رداء وثوب) بالترتيب.
-لاستيعاب ما ارتداهُ المسيح، من المهم أن نفهم تسلسل الأحداث، أُلقيَّ القبض على المسيح في الجثمانية وجُلِبَ أولاً إلى حنّان (يوحنا13:18) ثُم أُ خذ إلى مجلس الكهنة مساءً حيث استجوبه قيافة، ضُرِبَ وغُطيت عيناه ولُطِمَ على وجهِهِ (متى 26:57-68).في الفجر، حكم مجلس رؤساء الكهنة والشيوخ عليه بالموت (متى1:27)،ثم قيدوه وأخذوهُ إلى بيلاطس، قابل بيلاطس المسيح أولاً واكتشف أنه من الجليل فأرسله إلى هيرودس (لوقا7:23 ).أراد هيرودس أن يصنع المسيح عجائب في حضرتهِ وعندما رفض المسيح، وضع هيرودس وجنده رداء بهي أبيض على المسيح (ربما للسخرية من براءته) واستهزأوا به ثم أرسله هيرودس إلى بيلاطس مرة أُخرى (لوقا 23 : 8-11)
عقوبة قاسية واستثنائية
عندما عاد السيد المسيح إلى قضاء بيلاطس، خلع الجنود لباسه الأبيض (إذا لم يكن قد أُزيل أصلاً من هيرودس) وبقية لباسهُ لكي يجلِدوه. وقبل جلده سخر منه الجنود أمام كل الكتيبة (متى 27: 27) وبعدما جعل الجَلد لحمه أشلاء، وضع الجنود عليه رداءً قرمزياً (متّى 27: 28).
الرداء القرمزي (كلمة رداء هنا مترجمة من الكلمة اليونانية chalmus)، id عباءة يرتديها الحكام والجنرالات والضباط المهمين من الرومان، وكانت مخصصة لتوضع على الكتفين ليحيط بالجسم ويدع اليدين حرتين اليسرى لحمل الدرع واليمنى لحمل السيف. ربما وضِعَ هذا الرداء الأحمر على السيد المسيح للسخرية من ضعفه الجسدي بعد ضربهِ وإهانتهِ.
-الثوب الأرجواني كان أقصى أشكال التهكم من الجنود الذين أرادو الشماتة بأحدٍ ادّعا أنه ملك لكنه كان بحالة مزرية –
ثم جاءت فكرة سادية للجنود إذ قرروا ضَفر إكليل من شوك. من المحتمل أنَّ أحد الجنود كان حاضراً عندما سأل بيلاطس المسيح عن كونه ملك اليهود وأجابه المسيح بالإيجاب (متّى 27: 11-12). ثم ماذا ستُلبس الملك؟ ثوباً أرجوانياً لون ثوب الملوك وتاج. من المحتمل أن في ذاك الوقت كان قد نُزِعَ عن المسيح الرداء القرمزي، ليُلبِسُوه الثوب الأرجواني أو ليفتحوا جروح جسده من جديد.
إكليل الشوك والثوب الأرجواني كان أقصى أشكال الاستهزاء من الجنود الذين أرادو الشماتة بأحدٍ يدّعي أنه ملك لكنّه كان بحالة مزرية. بعد المعلقين رأى أن الثوب الأرجواني (كلمة ثوب مترجمة من الكلمة اليونانية) كان عباءة وضعت فوق الرداء القرمزي أو أن الرداء القرمزي نُزع ثم ألبسوه الثوب الأرجواني ووضعوا الرداء القرمزي كسترة عليه. وإن متّى ذكر أن الرداء القرمزي وُضِعَ على المسيح ولكن لاحقاً عندما ذكر أن الرداء خُلع عنه لم يذكر أن الذي نُزعَ عنه كان الرداء القرمزي متّى (27: 31)
-الجدول الزمني للأحداث-
إذا نظرنا إلى نصوص الكتاب المقدس ذات العلاقة بالترتيب الزمني مع بعض النصوص التوضيحية التي أدرجت للتوضيح، بسهولة نرى أنه لا يوجد تناقض في الكتاب المقدس برؤية لون الرداء الذي وضِعَ على المسيح: فقد ارتدى رداءً أبيض وبعد ذلك الرداء القرمزي ثم الأرجواني. الرومان أجادوا التعذيب الجسدي والنفسي للسيد المسيح وابتهجوا بالإهانة السادية لأي شخص حكموا أنه مجرم أو متمرد.
ثم هيرودس وجنوده ازدروا بالمسيح وسخروا منه وألبسوه رداءً بهي (ربما أبيض) ثم أعادوه إلى بيلاطس (لوقا 23: 11)
ثم أطلق لهم باراباس وبعد جلد المسيح سلمه ليصلب، حينها أخذه عسكر الوالي إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة فعرّوه وألبسوه رداءً قرمزياً (متّى 27: 26-28)
مضى بعض الوقت والجنود يسخرون منه. ثم خلعوا عنه الرداء القرمزي وألبسوه ثوب أرجواني، من المحتمل لفتح جروح المسيح من جديد بعد أن تخثّرت جروحه والتصقت بالرداء، أو أنهم وضعوا الثوب الأرجواني فوق الرداء القرمزي.
وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ، (يوحنا 19: 2)
الأحمر كان لون رداء الجنود والأرجواني لون رداء الملوك يبدو أن الجنود سخرو من ضعفه الجسدي أولاً ثم سخروا من قوله بأنه ملك (فقد سمعوه عندما قال ذلك لبلاطس) في (متّى 27: 11 – 12) ويوحنا (18: 37)
وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: ((السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُود)) وَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. (متّى 27: 29-30)
4 فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً».
5 فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!».
6 فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً».
7 أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ».
8 فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا.
9 فَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟». وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا.
10 فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟»
11 أَجَابَ يَسُوعُ: « لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ».
12 مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!».
13 فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا».
14 وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!».
15 فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!».
16 فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ
(يوحنا 19: 4-16)
وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ
متى (27: 31)
رجل تنبأَ بآلامِ
الحل للتناقض المطروح هو وجود ثوبان أو ثلاثة وليس واحد- عند النظر إلى المقاطع مجتمعة، لا يكون فيها تناقض. فيوحنا ومتّى لم يشيروا إلى اللون فقط بل إلى العملية التي أعطت الصباغ. ثم عندما ذكر متّى أن الثوب خُلع عن المسيح (متّى 27 :31) عمداً لم يذكر لون الثوب وهذا يزيل أساس الادعاء بوجود قصة متناقضة، وتزيل الادعاء المشكك بإصابتهم ب “عمى ألوان” للاختلاف التام بين الكلمات وعملية الحصول على اللون، الحل للتناقض المطروح هو وجود ثوبان أو ثلاثة وليس واحد.
أخيراً، المقاطع تظهر بوضوح وتضيء على القسوة والسعادة السادية التي امتلكها الجنود الرومان في إزلال السجناء. وكل تلك الإساءة ة سوء المعاملة قد تم التنبؤ به قبل 700 عام من قبل النبي أشعياء بخصوص يسوع
3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ.
4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا.
5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.
(أشعياء53: 3-5)
Was Either Matthew or John Color Blind? Troy Lacey
Footnotes
All Scripture verses are NKJV
Bible Study Tools, The KJV New Testament Greek Lexicon, “Kokkinos.” Accessed May 8, 2019, https://www.biblestudytools.com/lexicons/greek/kjv/kokkinos.html
“Porphura.” Accessed May 8, 2019, https://www.biblestudytools.com/lexicons/greek/kjv/porphura.html.
Barnes’ Notes Commentary, Matthew 27:28, Accessed May 8, 2019, http://classic.studylight.org/com/bnn/view.cgi?book=mt&chapter=027
John Gill’s Commentary, Matthew 27:28, Accessed May 8, 2019, https://www.biblestudytools.com/commentaries/gills-exposition-of-the-bible/matthew-27-28.html