Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

كيف علمتُ أن الأناجيل كُتبت مبكرًا؟ – ترجمة: Mannah T. Nassar

كيف علمتُ أن الأناجيل كُتبت مبكرًا؟ – ترجمة: Mannah T. Nassar

كيف علمتُ أن الأناجيل كُتبت مبكرًا؟ – ترجمة: Mannah T. Nassar

كيف علمتُ أن الأناجيل كُتبت مبكرًا؟ – ترجمة: Mannah T. Nassar

إن أول معيار استخدمه لاختبار حقيقة شهادة ما هو ببساطة: هل كان شاهد العيان موجودًا بالفعل لحظة وقوع الجريمة كما يدعي؟ إنك لا تستطيع ان تكون شاهد عيان حقيقي إذا لم تكن موجودا هناك حتى ترى ما تدعي أنك رأيته. بما رأيت إن هذا المعيار هو جزء من أربعة أجزاء تشكل قاعدة التحقق وتعكس تعليمات هيئة الُمحَلَفين في كاليفورنيا الذين يُطلب منهم تقييم موثوقية شاهد عيان مدعو للشهادة.

كمشكك، أقوم بالتحقق من هذا الموضوع من خلال ارتباطه بادعاءات مؤلفي الأناجيل. فيُزعم أن كل من متّى ويوحنا كانا شاهدي عيان على حياة يسوع، وسجل مرقس (بحسب بابياس، الذي هو أسقف في القرن الأول الميلادي) رواية شهود عيان لبطرس الرسول، وأيضًا، سجل لوقا تحقيقه الخاص بشهود العيان، لكن، إلى أي مدى تُعد هذه الشهادات الأربعة قديمة؟ هل يمكن أن تكون هذه الشهادات الأربعة حقًا قد كُتبت خلال حياة وخدمة يسوع؟

في الواقع، فإن الدلائل متضافرة لتؤكد أن هذه الأناجيل مبكرة بما يكفي ليكون كُتابها هم بالحقيقة شهود عيان. وفيما يلي نستعرض مقتطف من الأدلة لبيان كيف قِدم أناجيل العهد الجديد

لم يذكر العهد الجديد دمار الهيكل

سنبدأ ربما مع أهم حدث تاريخي يهودي في القرن الأول الميلادي، وهو تدمير معبد القدس (اورشليم) سنة 70 ميلادية

قد تعتقد أن هذا التفصيل المهم قد ذكر في العهد الجديد خصوصا أنه يرتبط بنبوءة السيد المسيح (متى 24: 1-3). لكنك لن تجد في أي إنجيل قد وصف تدمير الهيكل. وفي الواقع لا يوجد في العهد الجديد وثيقة تذكره على الإطلاق، رغم أنه يمكن التفكير في أن وصف حادثة تدمير الهيكل قد تساعد في تأسيس منطق لاهوتي أو تاريخي.

لم يذكر العهد الجديد دمار الهيكل حصار القدس

لقد كانت مدينة القدس تهاجم حق قبل أن يتم تدمير الهيكل. ولا يوجد أي وصف لحصار الثلاث في أي وثيقة للعهد الجديد، على الرغم من أن كتاب الأناجيل كانوا بالتأكيد سيسجلون الألم الناتج عن الحصار كنقطة مرجعية قوية في العديد من مقاطع النص بشكل مكثف بما يتعلق بموضوع المعاناة.

لم يذكر القديس لوقا أي شيء عن موت بولس وبطرس

حادثة استشهاد الرسول بولس كانت في روما سنة 64 م، في حين أن حادثة استشهاد بطرس كانت بعدها بفترة قصيرة حوالي 65 م.

لقد كتب لوقا وبشكل ملفت عن بطرس وبولس في كتاب أعمال الرسل وأظهرهم بشكل واضح، لكنه لم يقل شيئا عن موتهم. ففي الواقع كان بولس ما يزال حياً بعد الانتهاء من كتاب أعمال الرسل (كان مسجوناً في روما).

لم يذكر القديس لوقا شيئاً عن موت جيمس (يعقوب)

لقد استشهد جيمس في مدينة القدس سنة 62 م، لكن كما ميتات بولس وبطرس فقد كان إعدامه غائبا عن السجلات الإنجيلية، على الرغم من أن لوقا قد وصف ميتات اسطفانوس (أعمال 7: 54-60) وجيمس شقيق يوحنا (أعمال 12:1-2).

إنجيل لوقا يسبق كتاب أعمال الرسل

لقد كتب لوقا في مدخل كتاب أعمال الرسل:

الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلوس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به، إلى اليوم الذي ارتفع فيه بعد ما أوصي بالروح القدس الرسل الذين اختارهم (أعمال 1:1-2)، فمن الواضح أن إنجيل لوقا كتب قبل كتاب أعمال الرسل (كتابه السابق).

بولس ذكر إنجيل لوقا في رسالته إلى تيموثاوس

من الواضح أن بولس كان على علم بإنجيل لوقا وكتب ذلك وكأنه شيء معروف حوالي 63-64 م، وذلك في رسالته الأولي إلى تيموثاوس.

لننظر للمقطع التالي:

“أما الشيوخ المدبرون حسسناً فليحسبوا اهلا لكرامة مضاعفة ولاسيما الذين يتبعون الكلمة والتعليم، لأن الكتاب يقول لأنكم ثوراً دارساً. والفاعل مستحق أُجرته (تيموثاوس 5:17-18)

لقد ذكر بولس هنا مقطعين من الكتاب المقدس واحد من العهد القديم وأخر من العهد الجديد. “لآنكم ثوراً دارساً هي اشارة لسفر التثنية 25: 4 والفاعل مستحق أجرته في إشارة إلى لوقا 10: 7

فمن الواضح إذ أن إنجيل لوقا كان معروفاً أو مقبولاً كنص مقدس في زمن كتابة هذه الرسالة.

ذكر بولس لإنجيل لوقا في رسالته إلى أهل كورنثوس

على ما يبدو أن بولس كان قريباً جداً من إنجيل لوقا عندما كتب إلى كنيسة كورنثوس (تقريباً قبل حوالي عشر سنوات من رسالته إلى تيموثاوس). ونلاحظ الشبه بين وصف بولس للعشاء الأخير مع السيد وإنجيل لوقا:

23 لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا

24 وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».

25 كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». كورنثوس الأولى (11: 23-25) 19 وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».

20 وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. لوقا (22: 19-20)

ويبدو أن بولس اقتبس من إنجيل لوقا – الإنجيل الوحيد الذي يقول فيه المسيح ” اصنعوا هذا لذكري “. في حال كان بولس يحاول وصف العشاء الأخير الذي كان معروفاً جيداً في ذلك الوقت، فهذا يعني أنه لابد أنه كان متداولاً لفترة قبل رسالة بولس.

لوقا يقتبس من مرقس ومتى مجدداً

لقد اعتبر لوقا عند كتابته إنجيله أنه ليس شاهد عيان على حياة وبشارة المسيح بل هو مؤرخ لجمع الأقوال من شهود عيان كانوا موجودين في ذلك الوقت:

“1 إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا،

2 كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ،

3 رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،

4 لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.” لوقا (1: 1-4)

بالنتيجة فلوقا غالبا ما يكرر أو يقتبس من مقاطع كاملة قدمها سابقاً مرقس (350 آية من إنجيل متى ظهرت في إنجيل لوقا حتى أنها نُسخت ببساطة من الأناجيل الأخرى. إذاً من المنطقي القول إن إنجيل مرقس كان معروفاً ومقبولاً ومتاحاً إلى لوقا قبل كتابة إنجيله.

تبعاً لهذه الاحداث:

حياة المسيح 1-33 م <<<<< مرقس كتب إنجيله 45-50 م   <<<<<لوقا يكتب إنجيله 50-53 م <<<<< بولس يقتبس من لوقا 53-57 م <<<<< لوقا يكتب أعمال الرسل 57-60 م <<<<< موت يعقوب وبطرس وبولس 61-65 م <<<<<< حصار القدس 67-70 م <<<<< دمار المعبد 70 م.

الدليل التاريخي الأكثر منطقية يتمحور حول التدوين المبكر للأناجيل (والنصوص نفسها). إن هذا التأريخ المبكر يفيدنا في تقييم حقيقتها. في حال كتبت هذه الأناجيل في هذا الزمن المبكر في المناطق التي حدثت فيها هذه الأحداث، فسيكون من الصعب أن تحتوي على أكاذيب واضحة وتقدم إلى أشخاص يعيشون فترة الأحداث المذكورة في العهد الجديد. هؤلاء الناس سيتفحصون محتوي الأناجيل ويخرجون منهما ما يعتبرونه أكاذيب في حال احتوائها معلومات مغلوطة. إن التأريخ المبكر للأناجيل هو عامل مهم في تحديد موثوقيتها (على الرغم من أنه معيار واحد من أربعة معايير).

Why I Know the Gospels Were Written Early

كيف علمتُ أن الأناجيل كُتبت مبكرًا؟ – ترجمة: Mannah T. Nassar

انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان

مختصر تاريخ ظهور النور المقدس

هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!

عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الأول – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث

عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الثاني – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث

 

Exit mobile version