كم عدد الحيوانات التي أدخلها نوح معه الفلك من كل نوع؟ سبعة أم أربعة عشر من كل جنس؟ ترجمة: مايكل عاطف
كم عدد الحيوانات التي أدخلها نوح معه الفلك من كل نوع؟ سبعة أم أربعة عشر من كل جنس؟ ترجمة: مايكل عاطف
كم عدد الحيوانات الموجودة على الفلك؟
يوجد تصور شائع لفلك نوح يعطي انطباع خاطئ فورا. لا يقتصر الأمر على توضيح وتصوير الفلك في كثير من الأحيان بشكل غير صحيح ليبدو لنا وكأنه حوض استحمام مثقل، ولكن أنواع وفصائل الحيوانات التي تظهر على متن الفلك تكون دائمًا غير دقيقة. يمكنك ان تتخيل الامر اشبه بأسدين، نمرين، واثنين من الحمير الوحشية، واثنين من الخيول، واثنين من كل حيوان مشهور تعرفه آخر ويمكن للفنان وضعه في إطار مناسب للتخيل.
لكن نوح لم يكن بحاجة إلى جلب الخيول والحمير الوحشية لأن هذه المخلوقات من نفس الفصيلة – كان يحتاج فقط لإحضار اثنين من فصيله الحصان. وبالمثل بما ان الاسود والنمور من نفس فصيله القطط، لم يكن نوح بحاجة إلى إحضار أسدين ونمران. كان بحاجة فقط لإحضار ممثلين من فصيله القطط.
غالبًا ما يعتقد الناس أن هناك اثنين فقط من كل حيوان على الفلك لأن الله أخبر نوح أن “اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا ” من الحيوانات البرية سيأتي إليه (تكوين 6: 20). “مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا.” (تك 6: 20) لكن النص يستمر في القول: مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى. 3 وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا وَأُنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْل على وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. (تكوين 7: 2-3).
على الرغم من ادعاء بعض المتشككين، فإن هذا ليس تناقضًا في اوامر الله المعطاة لنوح “مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا. (تكوين 6:20)”. لم يقل إن اثنين فقط من كل نوع سيأتون إلى نوح. من الملائم تمامًا أن يتوسع الرب في تقديمه بعض المعلومات الإضافية إلى نوح. لكن إليكم الجزء الصعب: هل أحضر نوح سبعة أفراد أو سبعة أزواج من كل حيوان طاهر ومخلوق طائر؟
تمت ترجمة الكلمات العبرية على أنها “سبعة أزواج” في ترجمه ESV وتقرا حرفيا “سبعة سبعة” (shivâah shivâah). هل يعني هذا سبعة أزواج، “سبعة من كل” حسب ترجمه (NKJV)، أو حتى سبعة ضرب سبعة؟ عدد قليل جدًا منهم يتفق مع الرأي الثالث، مما يعني أن نوح جلب 49 حيوان من كل حيوان طاهر على الفلك، وايضا لا يوجد أساس في النص العبري لهذا الرأي، لذلك سنركز على الرأيين الأولين.
سبعة من كل نوع؟
وفقًا للفهم الذي يعتقد أن النص الكتابي يقول أن سبعة فقط من الحيوانات الطاهرة هم من دخلوا الفلك، تجد أن بعض الترجمات الإنجليزية قد فهمت من عبارة shiv‘ah shiv’ah “سبعة منهم”، مثل ترجمات KJV، NKJV، NASB، NET.
ويكشف الكتاب المقدس أيضًا لنا أنه بعد الطوفان ضحى نوح “ببعض الحيوانات الطاهرة وبعض الطيور الطاهرة النقية” إلى الله (تكوين 8:20).“وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ على الْمَذْبَحِ “(تكوين 8:20). لذلك إذا أحضر سبعة على متن الفلك، لكان من الممكن أن يضحي بواحد من كل نوع، تاركًا ستة (ثلاثة أزواج) من كل حيوان وطائر طاهر للتكاثر وملء الأرض. كان هذا هو منطق هنري موريس في تعليقه وتفسيره لسفر التكوين: “من الواضح أن الحيوان السابع في كل مجموعة كان مخصصًا للتضحية.”
على الرغم من أن هذا الاقتراح مثير للاهتمام، إلا أنه ليس حاسماً بأي حال من الأحوال، ويجب أن نكون حريصين على عدم السماح لعشق بعض الأفكار أن يكون لها الصدارة على النص الكتابي نفسه. على سبيل المثال، قد يكون من المفيد التفكير في أخذ نوح سبعة أفراد (ستة لإعادة الحياة والتكاثر وواحد اخر للتضحية) لأنه يتماشى مع أنماط 6 + 1 الأخرى الموجودة في الكتاب المقدس (على سبيل المثال، خلق الله في ستة أيام واستراح في اليوم السابع (تكوين 1: 1–2: 3)
فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا. (تكوين 2: 1-3) وتم إرشاد الإسرائيليين للعمل في الأرض لمدة ست سنوات والسماح لها بالراحة في السنة السابعة (خروج 23: 10-11).
“وَسِتَّ سِنِينَ تَزْرَعُ أَرْضَكَ وَتَجْمَعُ غَلَّتَهَا، وَأَمَّا فِي السَّابِعَةِ فَتُرِيحُهَا وَتَتْرُكُهَا لِيَأْكُلَ فُقَرَاءُ شَعْبِكَ. وَفَضْلَتُهُمْ تَأْكُلُهَا وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ. كَذلِكَ تَفْعَلُ بِكَرْمِكَ وَزَيْتُونِكَ. “(خروج 23: 10-11)
ومع ذلك، لا يوجد في النصوص الكتابية المتعلقة بالحيوانات القادمة والتي صعدت على متن الفلك ما يفسر أنه تم إحضار واحد إضافي من كل نوع لأغراض التضحية. أولئك الذين يؤيدون هذه الفكرة يقومون باستنتاج قائم على مقطع لاحق في سفر التكوين “وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ على الْمَذْبَحِ” (تكوين 8:20)، لكن هل استنتاجهم مشروع؟ كم عدد الحيوانات من كل حيوان طاهر ومخلوق طائر ضحى به نوح؟ لا يخبرنا النص أنه ضحى بواحد فقط من كل نوع، بل يخبرنا النص فقط أنه “ وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ ” (تكوين 8:20).
كان بإمكانه التضحية بذكر وأنثى من كل زوج. سيحافظ هذا على نمط 6 + 1 (ستة أزواج للتربية وزوج واحد للتضحية). إن التضحية بزوج من كل نوع من الطيور سيكون متسقًا مع الذبائح المطلوبة من الإسرائيليين الذين لا يستطيعون تحمل احضار “ِشَاةٍ” كذبيحة خطيئة. يقول سفر اللاويين ” وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ كِفَايَةً لِشَاةٍ، فَيَأْتِي بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ الَّذِي أَخْطَأَ بِهِ: يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الرَّبِّ، أَحَدُهُمَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ وَالآخَرُ مُحْرَقَةٌ.” (5: 7)
و” وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً، وَالآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ».”(12: 8) أنه يجب على الشخص في هذه الحالة أن يقدم ” يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ ” بدلاً من ذلك، وهو ما قدمه يوسف ومريم بعد ولادة يسوع (لوقا 2: 22-24).
“وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ، َمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.” (لوقا 2: 22-24).
ولكن لا شيء في الكتاب المقدس يفسر أنه يجب أن يكون هناك نمط 6 + 1 مع الحيوانات الطاهرة والطيور. على هذا النحو، كان من الممكن أن يضحي نوح بالعديد من الذكور من كل نوع من الفصائل الطاهرة – نظرًا لأن معظم الحيوانات لا تتكاثر في أزواج أحادية الزواج، يمكن استخدام عدد أقل من الذكور من الإناث للتكاثر واعادة الحياة للأرض بسرعة.
من ناحية اخرى، فهمنا لـ “سبعة سبعة” كعدد سبعه فقط لا يتماشى نحويا مع التعبير الزوجين لانه تعبير فردي. ولفهم هذه النقطة بشكل أفضل، ضع في اعتبارك كيف نستخدم كلمات مثل “كل منهما، “أيًا منهما ” و” لا هذا ولا ذاك ” في اللغة الإنجليزية. هذه هي الكلمات التي تشير إلى مجموعة من الأشخاص أو الأشياء أو إلى أعضاء فرديين في المجموعة.
ولأنها لا تحتوي على اي كلمة للتعبير عن الزوجي في اللغة، تستخدم اللغة العبرية في بعض الأحيان تكرار الأرقام الأساسية للتعبير عن فكرة سبعة أزواج من الذكور والإناث، فإن الطريقة الطبيعية جدًا للقيام بذلك في العبرية ستكون “سبعة سبعة ذكر وأنثى “، وهو ما يعني ” سبعة من كل نوع الذكر والأنثى “.
سبعة أزواج من كل نوع؟
من وجهة نظر “السبعة أزواج” فان النص العبري ينص حرفيا على أن نوح سوف يحضر “سبعة سبعة”، وأنهم سيكونون ذكرا وأنثى. إذا كان هناك سبعة فقط من كل نوع من الحيوانات الطاهرة، فلن يكون لكل ذكر انثه. تعكس غالبية ترجمات الكتاب المقدس الإنجليزية هذا الرأي. بالإضافة إلى هؤلاء الترجمات (ESV، HCSB وNRSV وNCV وNLT وNIV)، وغيرها بعرض النص على أنه “سبعة أزواج”.
علاوة على ذلك، فإن جميع الإصدارات تقريبًا التي تحتوي على “سبعة” فقط تتضمن ملاحظة نصية تقر بأنها قد تعني أيضًا “سبعة أزواج”. تختلف هذه “الصيغة” عن الطريقة التي يتحدث بها النص العبري عن الحيوانات الـ” لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ ” في تكوين 7: 2.“مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى.” (تك 7: 2) أي أن هذه الآية لا تقول إن نوح يجب أن يجلب “اثنين اثنين ” (ذكر وأنثى) – بل يقول فقط “ اثْنَيْنِ ” (shenayim).
ألا يجب أن نتوقع درجة من الاتساق هنا لأن هذه الأرقام موجودة في نفس الآية؟
يستخدم النص العبري كلمه “اثنين” للتحدث عن الحيوانات الـ” لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ “، فلماذا يستخدم في نفس الآية “سبعة سبعة” للإشارة إلى “سبعة” فقط من الحيوانات الطاهرة، يمكن العثور على صياغة مماثلة في آية اخري مثال في سفر التكوين 7: 8-9 وأيضا في سفر التكوين 7: 15 يستخدم النص “اثنان” (shenayim shenayim). نظرًا لأن كل ذكر لديه أنثى، يبدو أن سبعة أزواج من الحيوانات والطيور الطاهرة قد دخلت الي الفلك.
8 وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ، وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ على الأَرْضِ:9 دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحًا. في تكوين 7: 9-8
وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ..
لا تخبرنا هذه الآيات عن عدد الحيوانات التي من المفترض أن تكون دخلت الفلك، بل تخبرنا عن النمط التي دخلت بها الحيوانات الفلك: اثنان اثنان، ذكر وأنثى. وبما أن لكل ذكر أنثى، يبدو أن سبعة أزواج من الحيوانات والطيور الطاهرة قد دخلت الفلك.
كم عدد ” الطُّيُورِ “؟
هنا نكتشف اشكاليه اخري هامه جدا مرتبطة بمساله ” الطُّيُورِ” , يفترض العديد من المسيحيين أن نوح جلب فقط سبعة أو سبعة أزواج من الطيور الطاهرة. عادة ما يتم تبرير ذلك من تكوين 8:20 ” وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ على الْمَذْبَحِ،”، والذي يتحدث عن تضحيه نوح ببعض من الحيوانات الطاهرة والطيور الطاهرة.
ومع ذلك، كما ذكرنا سابقًا، لا ينبغي استخدام هذه الآية اللاحقة لإعادة تفسير مقطع واضح في الاصحاح السابق. إذا كان في سفر التكوين 7: 2–3 ” مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا وَأُنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْل على وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.”
كان غير واضح بشأن عدد المخلوقات الطائرة غير الطاهرة، فقد ذكر تكوين 8:20″ وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ على الْمَذْبَحِ،” صراحة أنه تم جلب عدد فردي من الحيوانات الطاهرة فقط على متن الفلك لأغراض التضحية، فعندئذ سيكون من المشروع الطعن في هذا مرور على هذه النقطة. ومع ذلك، لا يوجد أي من هذه الشروط. انظر بعناية إلى النص من سفر التكوين 7 مرة أخرى.
سفر التكوين 7: 2–3 ” مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا وَأُنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْل على وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.”
تذكر الآية 3 بوضوح أن نوح سيأخذ سبعة أزواج (أو سبعة) “من طيور السماء”. فالآية لا تتحدث فقط عن الطيور الطاهرة. في الواقع، في هذه الحالة، الطيور ليست الكلمة الاكثر دقه. فالكلمة العبرية تعني اي مخوق يمكنه الطيران عكس المعني في الترجمة الإنجليزية التي لا تعطي المعني الدقيق للكلمة. كان من المفترض أن يأخذ نوح سبعة أزواج من كل نوع من المخلوقات الطائرة، بما في ذلك الخفافيش والزواحف الطائرة.
من المفترض أن هذا يعني أيضًا أن الطيور التي لا تحلق، مثل النعام وغيرها، تم تمثيلها فقط من خلال زوج واحد على الفلك، على افتراض كانت الأنواع في الأصل لا يمكنها التحليق. لماذا أرسل الله سبعة أزواج من كل مخلوق طائر وحيوان طاهر إلى نوح؟ يجب ألا يقتصر ردنا على المناقشة حول الذبيحة المذكورة في تكوين 8:20.” وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ على الْمَذْبَحِ،” على جميع الاحوال، لم يضحي نوح بأي من الطيور الغير طاهره، ولا أحد يعتقد أنه ضحى بستة أزواج من كل حيوان طاهر.
بغض النظر عن وجهة نظر الشخص حول التضحية وقضية السبعة أو الأربعة عشر، كان هناك عدد من الحيوانات الطاهرة والطيور الطاهرة على الفلك أكثر من عدد الحيوانات الغير طاهره. لا يحدد الكتاب المقدس سبب ذلك، ولكن يمكننا تقديم بعض التكهنات المعقولة هنا.
أولاً، غالبًا ما كانت الحيوانات الطاهرة هي الحيوانات المستأنسة التي يمكن أن يستخدمها الناس للعمل والغذاء، خاصة بعد الطوفان (تكوين 9: 3).” كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا. كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ الْجَمِيعَ. ” نظرًا لقله الطعام على الأرض لعائلة نوح في الأشهر التي تلت الطوفان مباشرة، فمن المرجح أن يعتمدوا على أكل الحيوانات، وخاصة الحيوانات الطاهرة الأكثر عددًا، لفترة من الوقت حتى يمكن زراعة المحاصيل الجديدة.
ثانيًا، ربما كان أحد الأسباب التي جعلت الله يرسل سبعة أزواج من الطيور حتى يتمكنوا من المساعدة في إعداد البيئات في العالم بعد الطوفان وايضا مساعده الحيوانات الأخرى والناس بينما ينتشرون هم حول الأرض. وايضا يمكن أن تنتشر الطيور بشكل أسرع وتصل إلى الأماكن النائية، مثل الجزر وايضا تأكل العديد من الطيور البذور تنشرها من خلال مخلفاتها. وفي إحدى الدراسات تقول إن البذور التي تمر عبر الجهاز الهضمي للطيور لديها معدل بقاء أفضل بنسبة 370 ٪ من غيرها.
فلنتقدم بحذر
دعنا نعود إلى سؤالنا الأصلي. هل أحضر نوح سبعة أو سبعة أزواج من كل نوع من الحيوانات الطاهرة والطيور؟ انا أعتقد أنه يمكن تقديم الحجة الاقوى لوجهة النظر التي تقول إن نوح جلب سبعة أزواج من كل حيوان طاهر والطيور إلى الفلك. تبدو لي أن هذه هي الطريقة الصحيحة لتفسير “سبعة سبعة” هنا، لا سيما أنه يتبعها على الفور عبارة، “الذكر والأنثى”.
وبغض النظر عن وجهة نظرنا، يمكننا التأكد من أن نوح كان على علم بالإجابة الصحيحة…
ومع ذلك، يحاول العديد من المسيحيين الجيدين القيام بذلك. ورغم هذا، تجد العديد من المسيحيين الجيدين الذين يحاولون التعامل بأمانة مع النص على جانبي القضية. بغض النظر عن وجهة النظر التي نملكها، يمكننا أن نكون على يقين من أن نوح كان على دراية بالإجابة الصحيحة وأنه سيكون هناك الكثير من المساحة والطعام على الفلك للعدد المطلوب من الحيوانات.
كلمة الله صحيحة – حتى في المجالات التي يختلف فيها المسيحيون. في مثل هذه الحالات لا يوجد خطا في النص. ولكن تنشأ الاختلافات بسبب فهمنا المحدود وبعض التحيز.
ليتنا جميعا نطلب ارشاد الروح القدس بينما نتعامل مع ” كَلِمَةَ الْحَقِّ “
“اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ للهِ مُزَكُى، عَامِلًا لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلًا كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ.” (2 تي 2: 15)
Did Noah Bring Seven or Fourteen Clean Animals onto the Ark?