Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

رداء بولس – الكلام الشخصي في الكتاب المقدس – هروب أحمد سبيع في رداء

رداء بولس – الكلام الشخصي في الكتاب المقدس – هروب أحمد سبيع ملفوفا في رداء

رداء بولس – الكلام الشخصي في الكتاب المقدس – هروب أحمد سبيع ملفوفا في رداء

 

رداء بولس – الكلام الشخصي في الكتاب المقدس – هروب أحمد سبيع ملفوفا في رداء

 

طالعنا أحمد سبيع في فيديو هو أقرب إلى الضحك من كونه فيديو للبحث الأكاديمي قائلاً لماذا يذكر الكتاب المقدس رداء بولس؟ متهكماً على ذكر الوحي لمواضيع فرعية بدلاً من المواضيع الرئيسية -حسب فكره-. نتيجة عدم علمه الدائم والمستمر الذي يُظِهره في فيديوهاته. لذلك وضعنا هذه الدراسة لبيان جهله.

 

الرد باختصار:

طلب الرسول بولس من تيموثاوس تلميذه، إحضار الرداء والكتب والرقوق اذا جاء إلى روما بحسب تيموثاوس الثانية 4 : 13 اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ، أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. فكانت هذه الأشياء توجد في ترواس وهي في غرب أسيا الصغرى، مع شخص اسمه كاربس.

 

ينتقد البعض هذا النص ويصف الكتاب المقدس بالسطحية وأن الكتاب المقدس اهتم بتفاصيل ليس لها أهمية مثل هذه. وهذا يُبطل فكرة الوحي.

 

هل هذا الادعاء صحيح؟

قد يبدوا ذِكر هذه الأمور سطحيًا للبعض، لكن بعد الدراسة المعمقة سنجد أن النص غنيٌ بتوضيح حقائق معينة.

 

أولا الرداء

كان الرداء عباره عن عباءة مصنوعة من مادة ثقيلة -أحيانًا جلد أو صوف- مع وجود فتحه فيه للرأس فكان يشبه إلى حد كبير الزي التقليدي المكسيكي. وكان الرداء يستخدم في الطقس البارد القارس كحماية من البرد والمطر. ويمكن أن يستخدم كبديل لما يعرف الآن بالبطانية.

 

فقال الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس. بحسب العدد 21 من نفس الاصحاح بادر أن تجيء قبل الشتاء. يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والأخوة جميعا. تخيل رسول الله بولس في سجن روماني بارد بدون أي رداء للراحة لحمايته من البرد وارتعاش جسده. هذا ما أوضحه العدد 21.

 

لماذا ترك بولس الرداء ولم يأخذه معه؟

هو بالطبع كان مجبر على الهرب. فلا يوجد وقت لجمع كل ملابسه، فنحن نعلم أن خدمة الرسول بولس كانت مليئة بالظروف الخطرة التي تجعله يتنقل بسرعة في العديد من الأماكن المذكورة في الكتاب. مثل هروبه من دمشق في سلة بحسب سفر الاعمال 9 : 23 – 25 وكان عليه أن يترك تسالونيكي في الليل بحسب اعمال الرسل 17 : 10.

 

وأيضا في كورنثوس الأولى 11 : 24 – 27 يذكر بولس كيف ضُرب بالعصي وكيف جُلد ورُجم وتكسرت السفينة، وغيرها من أحداث عانى منها. فكان طلب بولس للرداء تلميح عن اضطهاده المستمر وفقر الرسول. فكان بولس ينفق الكثير لأجل المسيح بحسب كورنثوس الثانية 12 : 15 وأمّا أنا فبكل سرور أنفق وأنفق لأجل أنفسكم، وإن كنت كلما أحبّكم أكثر أحب أقل» فقد أنفق بولس لأجل قضية المسيح العديد من الأشياء. ومع ذلك يطلب رداء على بعد مسافة طويلة لحاجته العاجلة له.

 

لم يكن البرد والعري بعيداً عن بولس فقد اختبره مسبقاً. فبحسب رسالة كورنثوس الثانية 11 : 27 فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ فعندما ننظر إلى هذا الأمر بالحقيقة نجد اننا نفكر في كثيرين يشتكون من الضيقات في السجون من عدم توفر حتى أساسيات الحياة.

 

لكن السؤال الآن: لماذا لم يدعمه من هم في روما بهذه الأشياء؟ ألا يوجد أحد في روما يعطيه رداء؟ غلاطية 6 : 17 في ما بعد لا يجلب أحد على أتعابًا لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع. فأين هؤلاء الذين هرعوا متحمسين لبولس في دخوله إلى روما بحسب سفر الأعمال 28 : ١٥ ومن هناك لما سمع الاخوة بخبرنا خرجوا لاستقبالنا الى فورن ابيوس والثلاثة الحوانيت. فلما رآهم بولس شكر الله وتشجَّع هل شتتهم الاضطهاد؟ وهل تركة آخرون؟ مثل ديماس في تيموثاوس الثانية 4 : 10؟

 

في محاكمة بولس الاولي لم يجد بولس أحد جانبه، فالكل تركة بحسب تيموثاوس الثانية 4 : 16 فيمكن للحب أن يكون بارداً أحيانًا بحسب نص متى 24 : 12. وقوة الرسول بولس تكشفها لنا هذه الآيات وتكشف عن ثبات وقوة بولس الرسول. فيمكننا أن نرى الشجاعة عنده. فبولس الرسول رغم الضيقة لم يلتمس أو يستجدي من احد أي شيء.

 

ما المستفاد من هذه النصوص؟

رداء بولس – الكلام الشخصي في الكتاب المقدس – هروب أحمد سبيع

على الرغم من أن هذه النصوص تلقى امتعاضا من بعض غير الدارسين إذ يقولون كيف توجد هذه الكلمات في الكتاب المقدس؟ وما المُستفاد منها؟ إلا أن أعين الدارسين تعرف بجلاء ما المخبأ بين كلمات هذه النصوص وغيرها. فإنك بمجرد أن تدقق في هذه النصوص ستجدها توضح لك أن الرسول العظيم بولس كان في أيامه الأخيرة بالجسد يحتاج لرداء من مدينة بعيدة للتدفئة الجسدية!

فهو ليس لديه إلا هذا الرداء فقط! وليس له مال ليشتر آخر، ليس غنيًا بالمال، ولا استغل ولا استخدم مكانته بين الكنيسة الأولى حتى ليتحصل على رداء آخر فضلا عن للترف والبزخ، بل جاهد كل حياته بعد إيمانه في المسيح، وهذا يرد على من يقولون أن بولس الرسول دخل إلى المسيحية لكي يفسدها من الداخل، فلو لم يكن مقتنعًا تمام القناعة بهذه العقيدة التي يبشر بها ما كان احتمل كل هذه المشقات، اضطهاد وفقر وجوع وتعذيب وسجن وقتل.

 

Its simple realism and naturalness are so striking that even critics who doubt the authenticity of the letter as a whole are often prepared to concede that it must come from the Apostle himself. It is extremely unlikely that an imitator in the ancient world would have thought of inventing banal details like these. Troas was a city which Paul had visited on several occasions (Acts 16:8; 20:6; 2 Cor. 2:12), and through which he may have passed recently as he was being escorted under arrest to Rome. He apparently envisages Timothy as travelling via Troas through Macedonia and so across the Adriatic to Brindisi.[1]

 

In any case, although Paul is expecting to die soon, he is still concerned about getting his “books [and] parchments,” so that he can continue to work for the sake of the gospel.[2]

 

“The cloak.” This was an outer garment, which the Apostle wished to have in prison, in order to keep off the cold, and not to be troublesome to others, in borrowing from them. His sending for it to so great a distance, shows his great poverty. “The books,” long since written; probably the books of the Old Testament, and “the parchments,” refer to the manuscripts lately written by himself.

From this it appears, that though the Apostle was divinely inspired, and taught by Christ himself; still, he omitted no human labour or study for self-improvement.

For the short time he had to live, he desired to engage in some useful occupation, and wished for these books to give them to the faithful. If the Doctor of Nations, taught by Christ himself, and after having discharged the Apostleship for so many years, wishes for books to read, how much more necessary must it be for us to make the SS. Scripture and pious books, the subject of our daily study and meditation![3]

 

 

الله يهتم بالأشياء الصغيرة

هذا الطلب يذكرنا أن الله يهتم بأكثر تفاصيل حياتنا. فهو يقظ دائمًا عندما يسقط عصفور واحد على الأرض بحسب متى 10 : 29. ويظهر النص أيضا أن ابيننا بولس لا يعفينا من ضغوط الحياة فعلى الرغم أننا مؤمنين لابد أن نُعاني. فبولس الرسول لم يتوقع ان الرب يزوده بحراره حامية له من البرد القارس بل استجاب للنواحي الاعتيادية الجسدية بالطلب. ونجد أن بولس قد طلب من أخ مخلص.

 

كتب C. H. Spurgeon في عام 1863 تعليقاً على الرداء الذي تركها بولس:

 

1-بعض الناس تقول أن هذه من تفاهات الكتاب المقدس. وتعجبوا من وجود رداء في كتاب موحى به من الله. مَثل الذين يقارنون حجم الخلق مع بعض المخلوقات مِثل الذي يقارن العشب بالبحر. كم يبدوا الأمر غير معقول. لماذا طائر الطنان له ريش كانه مرصع بالجواهر. والفراشة وأجنحتها؟ ماذا عن قدم الذبابة والتركيب البصري العجيب في عين العنكبوت؟ فعظمة المهارة الإلهية دقيقة في اصغر الأشياء وليست مهملة. وحتى في الكتاب المقدس فالأشياء الصغيرة في الوحي الالهي قد تكون مهمله عند البعض أو غير مناسبة لكن في العناية الإلهية ليس هذا تافهاً.

 

2-رداء بولس في ترواس كانت ترواس ميناء رئيسي في أسيا الصغرى. الرسول بولس كان فقير للغاية لا يستطيع شراء ملابس ويوجه تيموثاوس لإحضار رداءه لأنه بحاجة عاجلة اليه لأن الشتاء قادم بشكل قارس. فهذا نوع من تفاصيل عن ظروف التي عانى منها بولس.

 

3-نتعلم ستة دروس من القصة اولاً تضحية بولس الرسول الكاملة بذاته من اجل الرب. فقبلاً كان ميسور الحال وعظيم ومشهور. وتربى عند أقدام غمالئيل. فكان رجل له أهمية كبيره في منصب مُهم له حصانه الخاص ورجاله. ولم يطلب من أصدقاءه في روما أي طلب فتركوه وحيداً أمام الإمبراطورية الرومانية. على الرغم من تعبه لأجل الكنيسة لكنه لم يجد مُقابل لما فعله. أيضًا الاستقلالية لم يتوسل بولس لأحد. ولم يستجدي احد. فلدية رداء على بُعد مسافة طويلة فسينتظر حتى يأتي. طلب القليل، فبولس كان يمكن ان يطلب ثياب متعددة لكن يطلب فقط احتياجاته. لم يطلب بولس من الله عمل معجزي فتظهر قوة بولس الرسول في مقاومة التجارب وإغواء الشيطان.

 

المرجع:

Paul—His Cloak and His Books Charles H. Spurgeon

 

يقول احد الباحثين: انه من الممكن ان تكون لهذه العباءة قيمة عاطفية في قلب بولس. فيوجد ثلاث أنواع من الرداء في الكتاب المقدس رداء يوسف ليس مجرد رداء لإبقاء يوسف دافئاً بل كان رداء ملون مميز. ورداء يوناثان أعطاه لداود في صموئيل الاول 4 : 18 ولم يقدم يوناثان له لان ملابس يوسف اتسخت من يوناثان بل كان عملاً رمزياً كتعهد لولائه لعلمه انه سيكون ملك إسرائيل المستقبلي. ورداء إيليا والذي أخذه إليشع في ملوك الثاني 2 كامتداد خدمة إيليا في إليشع. وقال احد الأشخاص أن العباءة هي حاملة للكتب معتمداً على البشيطا لكن هذا ينفيه العدد 21 من نفس الأصحاح الذي تحدث على دخول الشتاء.

 

ما فائدة هذه النصوص لنا اليوم؟

ليست المشكلة في أن يسأل شخص عن سبب كتابة بولس الرسول لهذه الكلمات، لكن المشكلة تكمن في أن هذا الذي يسأل هو مسلم، لديه في كتابه مبدأ كامل أسمه “أسباب النزول”، أي أن النصوص تنزل في أحيان معينة لأغراض معينة. فهل هذه الأغراض دائمة؟ وهل هي ذات أهمية لنا اليوم؟ لنوضح الأمر أكثر ونسأل عن نصوصٍ معينة:

 

سورة المسد، هي سورة قصيرة تتكون من 5 نصوص فقط! وتقول:

 

فأبو لهب هذا هو عم رسول الإسلام، وكان يؤذيه كما يقولون لنا، حسنا، هذه النصوص تسب أبا لهب (تبت يدا ابي لهب وتب) وتسب إمرأته بأنها حمالة للحطب!!! وبأن في جيدها (رقبتها) حبل من مسد!

حسنا، يقول المسلمون لنا أن هذه النصوص نزلت في الرد على أبي لهب، لأنه كان يؤذي النبي وكانت إمرأته معه تؤذيه، وتلقي بالحطب في طريقه، فنزلت هذه النصوص كرد للسباب على أبي لهب وإمرأته، وتتوعدهما بأن آخرتهما جهنم.

حسنا أيضًا، ليس لدي مشكلة مع أن يعلن الله (لديكم) عن مصير إنسان، لكن، ما فائدة هذه النصوص لنا اليوم؟ ما الذي يستفاده شخص عندما يقرأ رد نبي الإسلام على عمه عن طريق نصوص يقول أنها من الله!؟!!! لو كانت هذه النصوص غير موجودة الآن، ما الذي سيخسره غير المسلم أو حتى المسلم؟ النصوص تحكي على موقف مع نبي الإسلام وعمه وامرأة عمه، فما علاقتنا نحن بكل هذا؟ كان يمكن أن يتم كل هذا لعمه لكن دون أن يكون هذا في “كتاب الله”!

يرد المسلمون بحجة واهية وهي أن النص يتوعد أبا لهب بأنه سيدخل النار، وهذا إعجاز، لماذا؟ لأن عمه كان أمامه أن يثبت خطأ القرآن عن طريق دخوله هو الإسلام وبالتالي فلن يصلى نار ذات لهب!! هذا ما يقوله لنا المسلمون! وهو بعيد عن كل منطق أو شبه منطق! والرد من وجهين رئيسيين:

  1. هل يدخل الإنسان في دين لا يؤمن به ولا بإلهه ولا برسوله لمجرد أن رسوله هذا (الذي لا يؤمن به أصلا) يقول له أن إلهي (الذي لا يؤمن به أصلا) يقول أنك ستدخل النار؟! ببساطة هو لا يؤمن بإلهك ولا بك ولا بكلامك، فكيف سيدخل دين لمجرد أنك تقول كلاما هو لا يؤمن بحقيقته أصلا!؟
  2. في العقيدة الإسلامية، المسلم سيدخل النار في مرحلة وسطية وقتية إلى ان تُمحى ذنوبه، ثم يعود ويدخل الجنة! فها هو المسلم الموحد المؤمن بالله وبرسله وبكتبه، سيصلى نار ذات لهب أيضًا مع عم رسوله! والنص في سورة المسد لم يقل أنه سيصلى للأبد ف النار ذات اللهب! فكلكم داخلها!

 

في نهاية هذا النص، ما الفائدة التي تعود على شخص غير مسلم أو مسلم من هذا النص اليوم؟ أقصى ما يمكن أن يستفيد به الشخص أن يعرف ما دار بين رسول الإسلام وعمه والله! وهذا كله بافتراض صحة ما نقله المسلمون عن أسباب نزول هذه النصوص.

 

اقرأ معي عزيزي القارئ هذه الحروف:

الم – المص – الر – كهيعص – طه – طسم – طس – يس – ص – حم – ق – ن.

 

قرأتها؟ حسنا، سل نفسك، ما الذي استفدته للتو وكنت غير مستفيده قبل قراءتها الآن؟ لا شيء؟ ما فائدة هذه الحروف المقطعة في فواتح السور للمسلم اليوم؟ تجد علماء المسلمين يختلفون حول معانيها والغرض منها وتفسيرها بل ولغات تفسيرها حتى. يمكن لشخص أن يحاول استنباط معناها، ويمكن لآخر أن يحاول، ويمكن لآخر آخر أن يحاول! لكن ما في كلامهم إلا المحاولة التي لا يقين فيها!

فأين الإبانة في هذه النصوص (قرآن عربي مبين) التي يحار المسلمون إلى اليوم في تحديد معناها على وجه اليقين؟ ثم ما فائدتها لأي مسلم أو غير مسلم؟ أن تأخذوا بها حسنات؟ حسنا، كان يمكن أن يكون هناك كلاما مفهوما لكم ومفيد وتأخذون به حسنات أيضًا! فما لزوم هذه الكلمات؟ وما الذي سيخسره المسلم أو غير المسلم لو لم تكن هذه الحروف موجودة؟!! ما فائدة هذه الحروف يا من تعترضون على رداء وسلامات بولس؟

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ … (178)

 

والسؤال الآن، ما المستفاد من هذا النص؟ نعم يجب الاقتصاص، لكن الاقتصاص يكون من فاعل الفعل، من القاتل، وليس من شخص لم يقتل، فإن قتل شخص آخر، فيقتل هذا الشخص، لكن ما فائدة أن يتم الاقتصاص من “حر” إن كان المقتول حرًا؟ يجب قتل قاتل الحر وليس “حر” آخر عند القاتل! ونفس الأمر، ما فائدة الاقتصاص من عبد لم يَقتل أحدا، لأن عبدٌ آخر هو المقتول؟! هل من الصواب الحكم على عبد لأن سيده قتل عبد؟!

فليقتل سيده! هل تقوم أي محكمة اليوم بالاقتصاص من القاتل عن طريق قتل شخص غيره؟ قد يكون هناك تطبيق لهذه النصوص في القديم، لكن ما دورها اليوم؟ هل هذه النصوص تعمل بها أو يجب أن تعمل بها محكمة اليوم؟ بل هل يوجد في عالمنا الحاضر اليوم نظام يفرق بين البشر ما بين حر وعبد؟!!! ما فائدة هذه النصوص إذن للإنسان اليوم؟! لا يسألون أنفسهم هذه الأسئلة لكنهم يوجهون النقد فقط إلى الكتاب المقدس!

 

  1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)

 

  1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)

حسنًا، ما فائدة هذه النصوص للمسلم اليوم؟ فالمسلم اليوم لا يستطيع تطبيق هذه النصوص، لأنه وببساطة هذه النصوص خاصة برسول الإسلام فقط! فكل مسلم اليوم لن يدخل بيوت رسول الإسلام، لأنه ليس بموجود الآن! فكل هذه المحاذير في النص لا يتم تنفيذها اليوم مع رسول الإسلام لأنها نصوص خاصة بوقت محدد وإنسان محدد وظروف محددة، وقت وجود رسول الإسلام بينهم! فما فائدة هذه النصوص للمسلم اليوم؟!! وما علاقة هذه النصوص بالوحي؟!! أهذه عبادة أن نقرأ هذه النصوص ولا نطبقها؟

 

لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) النور

 

هذا النص يخبرنا عن عدد من الفئات في المجتمع، مثل الأعمى والأعرج والمريض وأنفسنا نحن، ماذا؟ أن نأكل من بيوتنا أو بيوت آبائنا أو بيوت أمهاتنا …إلخ!!! فلست أعلم، هل كنا نحتاج لنص ليخبرنا أنه ليست هناك مشكلة أن نأكل في بيوتنا؟!!! أهي بيوتنا ام بيوت غيرنا لكي نحتاج لنص للأكل فيها!! ما فائدة هذا النص اليوم!!!! هل من لم يسمع بالنص من غير المسلمين، سيكون لديه مشكلة أن ياكل في بيته أو بيت أبيه وأمه وعمه وعمته إلخ؟!! إن كان لهذا النص داع منذ 14 قرنا فما الداع له الآن؟ ما فائدته للمسلم اليوم فضلا عن فائدته لغير المسلم؟

الغريب أن النص يخبرنا انه ليس علينا حرج أن نأكل من أي بيت لكن بشرط أن نملك مفاتيحه!!! فأي بيت نملك مفتاحه، لا مشكلة أن نأكل منه حلالا بلالا!

ويكمل النص أنه لا مشكلة أن نأكل سويًا، أو نأكل بمفردنا، فما لزوم هذا النص كله للمسلم ولغير المسلم؟!!

 

حسنا، ما فائدة هذا النص اليوم؟ فرسول الإسلام ليس معنا، وهذا النص موجه من إله الإسلام إلى رسول الإسلام! وحيث أن رسول الإسلام ليس معنا اليوم، فهو لن يطع الكافرين أو المنافقين. فما فائدة هذا النص اليوم مع عدم احتمالية اطاعة المنافقين والكافرين؟

 

جيد جدًا، ما علاقتنا نحن بحديث بين إله الإسلام ورسول الإسلام؟ ما فائدة هذا النص اليوم؟ هو أمر شخصي بينهما بدليل قوله “من قبلك”. فالنص لم يقل مثلا “وما أرسلنا من رسول ولا نبي إلا …” لكي تكون قاعدة عامة، بل، وحيث أن المسلم يؤمن أنه لا رسول بعد رسول الإسلام، فهذا النص كله لا فائدة منه اليوم لأنه سواء أكان الرسل والأنبياء لا يلقي الشيطان في أمنيتهم أو يُلقي، فالآن لا يوجد رسل ولا أنبياء، فما فائدة هذا النص اليوم؟ ما المستفاد منه والذي بدونه لن نكن قد استفدناه عمليًا؟

 

هذا النص يتكلم فيه إله الإسلام، لرسول الإسلام عن زوجاته، فما علاقتنا نحن اليوم به؟ وما الذي يمكننا تطبيقه من هذا النص؟ فرسول الإسلام ليس معنا، ولا زوجاته! فما قيل قد قيل، واليوم لن يقال مرة أخرى لأن رسول الإسلام غير موجود معنا ولا زوجاته. فلماذا هذه النصوص الشخصية في كتاب الله لنا؟!!! أأصبح كلام الله يخص أزواج النبي؟!!

 

ما علاقتنا نحن اليوم كمسلمين وغير مسلمين بهذا التوجيه الخاص بنساء النبي؟! نساء النبي غير موجودات معنا اليوم، فما التطبيق العملي لهذا النص؟ وكيف أصلا يكون هذا كلام الله لكل العالم وهو خاص بنساء النبي؟

 

يستمر السؤال: ما علاقة المسلم وغير المسلم اليوم بإحلال الله أزواج النبي له؟ هذا النص يتحدث عن أمر قد حدث وفات وولى، فما الفائدة التي نستفيدها منه اليوم؟ النص عبارة عن كلام مباشر من إله الإسلام لرسول الإسلام بأنه أحل له زوجاته الذي دفع لهن أجورهن، وملكات يمين رسول الإسلام وبنات عم رسول الإسلام وبنات خال وخالة رسول الإسلام.

ليس هذا وحسب، بل إن وهبت إمراة نفسها لرسول الإسلام فهي تصبح له خالصة، وهذا لا يجوز في حق المؤمنين الآخرين!!! فما علاقة كل هذه السماحات الشخصية في الزوجات بالنصوص التقَوية الدعوية الداعية لعبادة الله ….إلخ؟ ما المستفاد من هذا النص اليوم سواء من المسلم أو غير المسلم!!؟ ما الذي بدون هذا النص سنفقده في طريق الحياة الأبدية؟ ثم يحدثنا أحمد سبيع عن الكلام الشخصي!

 

جيد، النبي يحرم ما أحله الله ويبتغي مرضات أزواجه، فما علاقة المسلم اليوم بأمور حدثت منذ 14 قرنا من الزمان بين النبي وزوجاته؟ وما فائدة هذه النصوص اليوم للمسلم؟

 

سؤال بسيط صغير: ما علاقتنا نحن بهذا الكلام؟ أهذا كلام الله؟!!!

 

 

توجد نصوص كثيرة جدا ليس لها فائدة للمسلم أو لغير المسلم اليوم، ونصوص شخصية تمامًا ويتعبد بها المسلم إلى اليوم بقراءتها، لكن لا يستخدمها عمليًا في شيء. ثم يعترض أحمد سبيع على نص يوضح لنا كيف أن بولس الرسول عاش زاهدًا في هذه الدنيا ولم ينتفع من الخدمة شيء.

 

 

[1]Kelly, J. N. D. 1963. Black’s New Testament commentary: The pastoral epistles (215). Hendrickson Publishers: Peabody, MA

[2]Crossway Bibles. 2008. The ESV Study Bible (2343). Crossway Bibles: Wheaton, IL

[3]MacEvilly, J. 1898. An Exposition of the Epistles of St. Paul and of the Catholic Epistles, Volume 2 (145). M. H. Gill & Son; Benziger Brothers: Dublin; New York

رداء بولس – الكلام الشخصي في الكتاب المقدس – هروب أحمد سبيع ملفوفا في رداء

Exit mobile version