هل عبارة الخالق الشريك مع الآب هيّ شرك بالله؟ الرد على أحمد سبيع
هل عبارة الخالق الشريك مع الآب هيّ شرك بالله؟ الرد على أحمد سبيع
الرد فيديو
طالعنا المعترض بفيديو يضحك يقول فيه أن المسيحين مشركين. لانهم يقولون في القداس الغريغوري في صلاة الصلح الخالق الشريك مع الآب! يا للهول!
أولاً أوضحنا إيماننا أن الله في المسيحية واحد من حيث الجوهر والطبيعة وله ثلاث أقانيم الآب والابن والروح القدس في هذا الجوهر الواحد، فكل فعل يفعله الله من حيث الجوهر هو يكون هو فعل الأقانيم الثلاثة معا، فالآب يخلق بالإبن في الروح القدس مثلا، فإن كان الله ليس له كيان فمن أين ستنبع صفاته وهل سيكون مصمت مجرد من أي ماهيه.؟
ثانياً اللاهوت العقيدي لا يُأخذ بجملة دون فهم الفكر المسيحي بالكامل، فكم وكم إن كان القارئ لا يفهم حتى هذه الجملة على الأقل؟!
ثالثاً لم يقل القداس الغريغوري الشريك مع الله. فالابن ليس منفصلاً عن الله. فالجوهر الإلهي هو الآب والابن والروح القدس. اله واحد فالابن ليس خارجاً عن الجوهر الإلهي ليكون شريك منفصلاً أو لنشرك به بل هو من الجوهر الإلهي. فالشرك وجود كيان خارج عن الله كطبيعة، وليس أن يكون أقنوم يشترك مع أقنوم وكليهما مع الروح القدس الجوهر الإلهي الواحد الخالق الوحيد. لكن المعترض لا يقرأ ولا يفهم الفكر المسيحي.
رابعاً صلاة الصلح تصف أزلية الابن وانه المساوي أي متساوي مع الآب والروح القدس في الجوهر الإلهي الواحد. فليس لأي أقنوم ميزة على أقنوم آخر، وكيف يكون هناك ميزة لأقنوم لا توجد في الآخر والأقانيم من جوهر واحد ولهم نفس الصفات إلا الصفات الأقنومية نفسها. الجليس أي الذي صعد إلى الأمجاد وجلس عن يمين الآب. الخالق مع الآب فنحن نؤمن أن الله هو الخالق أي الثالوث (الآب بالإبن في الروح القدس).
خامساً الإشراك أو الشرك هو أننا نشرك مع الله اله آخر أو مخلوق آخر في عبادة الله أو ننسب له ما لله.، وليس أن نقول أن عمل الخلق يفعله الله الواحد الوحيد، ونقوم بتفصيل هذه العبارة في أن الخلق يكون من الآب بالإبن في الروح القدس، فهذا تفصيل بعد إجمال. الذين استبدلوا حق الله بالكذب، واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق، الذي هو مبارك إلى الأبد. آمين. رو1: 25. 55
سادساً تحليل الكلمة في صلاة الصلح في القداس الغريغوري. في صفحة 59 من كتاب القداس الغريغوري النص اليوناني مع الترجمة العربية إعداد الأنبا إبيفانيوس اسقف ورئيس دير أنبا مقار. وضع النص اليوناني مقابل للترجمة العربية بالاعتماد على النص اليوناني تفرغ لمخطوط kacmarcik لا يوجد كلمة الشريك التي أزعجت هذا الشخص غير الباحث. غير المدقق بل توجد فقط في الترجمة العربية.
فنجد أن الترجمة الموازية للنص اليوناني الخالق معه ، أي مع أقنوم الآب وليس مع “الله” كجوهر منفصل ومغاير عنه. أي أنَّ لهم نفس العمل مع الروح القدس أيضًا في الجوهر الإلهي الواحد. فلا يوجد أي انفراد في عمل الخلق أو في أي عملٍ آخر في الجوهر الواحد. tالنص لم يقل الآب هو الخالق فقط أو الابن هو الخالق فقط بل أن الآب يخلق بالابن في الروح القدس كما يقول الآباء. ويوجد نصوص أُخرى عن دور الروح القدس أيضًا فهناك وحده في الخلق، لأن الوحدة في الجوهر.
وتوضيح آخر أن الكلمة تترجم بالعربية الخالق مع الآب من مرجع آخر.
صورة أُخرى للنص اليوناني مع العربي اذ لا يوجد في النص اليوناني كلمة الشريك. بل وضعت في الترجمة العربية للتعبير عن كلمة مع اليونانية. على الرغم أن كلمة الشريك ليس بها أي مشكلة لاهوتية بالنسبة لنا لكن الأدق هو كلمة مع لكن لتعليم المعترض مفهوم الكلمة ننصحه بالرجوع لقاموس لسان العرب.
والشَّريكُ: المُشارِك. أي انه هو خالق مع الآب أي مشارك للأُب في العمل في نفس الجوهر الإلهي الواحد. وليس خارج الجوهر الإلهي. لذلك جاء النص الإنجليزي للصلاة:
Prayer of Reconciliation Priest: You, who are, who were, who continue unto the age, the self-existent, consubstantial, co-enthroned and co-creator with the Father. Who for goodness alone
العالم خلقه الآب بالأبن (الكلمة) هذه شركة (مساواة) واحدة في العمل لأنهم جوهر واحد فكما أن الجسد يشترك مع الروح في عمل الشيء ولا يفعل الإنسان شيء إلا بجسده وروحه وإلا سيكون الإنسان ميت ولا يفعل هذا الشيء من الأساس. فأفعال الإنسان يشترك فيها الجسد مع الروح ولا يقال أن في الإنسان “شرك”، وهكذا في الله، تشترك كل صفاته في عمل كل شيء، فالإله يخلق بحكمته وتشارك الحكمة القدرة، فهل يقال أن الإله به شرك؟! فطالما ان الطبيعة واحدة لله، وليس غير الله كطبيعة ليخلق معه فلا يوجد شرك، فمهوم الشرك هو أن تؤمن أن هناك غير الله الواحد يخلق معه، وليس أن نتعمق إلى داخل جوهر الله بحسب إعلاناته لنا لنعرف أن الآب يخلق بالإبن في الروح القدس، وهذا ما أكده الكتاب المقدس مرارًا، لكن المعترض لأنه لا يفهم الكتاب المقدس فتفاجئ الآن. لذلك نستطيع أن نقول أن الآب هو الخالق والابن هو الخالق.
شهادة الكتاب المقدس:
لقد أفاض الكتاب المقدس في شرح كيفية عمل الثالوث في الخلق، فقال مرارًا أن الآب خلق بالإبن:
- 3 كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. (يوحنا 1: 3)
- 6 لكن لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به. (1 كورنثوس 8: 6)
- 17 الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل (كولوسي 1: 17)
- 2 كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين. (عبرانين 1: 2)
وقد تحدث الأنبا بيشوي عن لفظة الشريك الموجودة في بعض كُتب الترجمة العربية وكما نقول في القداس الغريغوري:
“المساوي والجليس والخالق الشريك مع الآب” والمقصود بعبارة “الخالق الشريك” هو اشتراك الابن مع الآب في الخلق.
الأنبا بيشوي، بدعة سابيليوس والرد عليها
فلم يعلق الأنبا بيشوي على كلمة الشريك لأنها تعني نفس المفهوم فخالق مع الآب أي انه اشترك مع الآب. في وحدة الجوهر. وليس كالإله خارج عن الله.
في كتاب مجمع القسطنطينية سنة ٣٨١ م عبد الله عبد الفادي
اذا ننتهي بأن طارح الشبهة كالعادة لا يفهم الفكر المسيحي. ويريد إن يوحي للمستمع أن الابن اله آخر بالطبيعة غير الآب غير الروح القدس. ولا يوجد بينهم وحدة جوهر فبالتالي يوجد ثلاث الهه. وهذا يضحكنا كمسيحين. فنراه مثل التلميذ الخائب.
ليكن للبركة.