الرد على شبهة سفر استير المغضوب عليه أم المفترى عليه – أثيناغوراس
الرد على شبهة سفر استير المغضوب عليه أم المفترى عليه – أثيناغوراس
- يُعد سفر استير من الأسفار المتفق عليها بين اليهود والمسيحيين برغم الاختلاف العقيدي بين الديانتين. ونذكر هنا مثالا بالرغم من العداء المتبادل بين العرب والإسرائيليين إلا أن كلاهما لا يستطيع إنكار إعلان دولة إسرائيل عام 48.
- بالرغم من عدم وجود مخطوطة واحدة لنص سفر استير بكهوف قمران الذي يحتوي على اكثر من 960 لفافة إلا انه يوجد بالكهف الرابع لفافة لترجوم (تفسير) يحكي قصة استير ومردخاي مما يثبت معرفة الأسينيين لسفر استير والذين عاشوا بالقرن الثاني والأول قبل الميلاد.
- تعتبر هذه اللفافة أحد الأدلة الخارجية التي تثبت قانونية السفر وتأخذ هذه اللفافة رقم 550 بالكهف الرابع ويرمز بالرمز 4QProto-Esther وذلك إشارة لقصة استير بهذه اللفافة وهى بذلك تنفي عدم معرفة الأسينيين بسفر استير.
- يوجد أيضا دليل داخلي يثبت أن كاتب هذا السفر هو مردخاي نفسه حيث يُذكر في سفر استير الأصحاح التاسع العدد 20 “وكتب مردخاي هذه الأمور وارسل رسائل الى جميع اليهود الذين في كل بلدان الملك أحشويروش القريبين والبعيدين” (اس 9: 20).
- يلاحظ من الدليل السابق أن مردخاي لم يكتب الأحداث واحتفظ بها لنفسه فقط بل علم بها جميع الشعب في كل أنحاء المملكة وعليك أن ترجع إلى مدى حدود الإمبراطورية الفارسية في ذلك الوقت لتعرف مدى انتشار سفر استير بين يهود الشتات.
- يوجد أيضا دليل أخر من داخل العهد القديم بالأسفار القانونية الثانية وبالتحديد سفر المكابين الثاني الأصحاح الخامس عشر العدد 37 يقول “بل يكون عيدا وهو اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر الذي يقال له أذار بلسان ارأم قبل يوم مردخاي بيوم واحد” (2مك15: 37)
- ويلاحظ هنا انه لم يكن عيد الفوريم المذكور في سفر استير معروفا فقط عند المكابين في القرن الثاني قبل الميلاد بل انهم قد نسبوه الى مردخاي نفسه “يوم مردخاي” ومعروفا بتاريخ محدد كل عام في 14 أذار.
- وقد وضع اليهود سفر استير في الأدراج الأربعة المعروفة باسم (مجلوث) التي كانوا يقرأونها في المناسبات القومية حتى حينما كانوا يقرأون السفر ويصلون الى كلمة “هامان” أثناء القراءة يبدأون بالفرح بالانتصار والسخرية من هامان (لذلك يسمى أيضا عيد المساخر).
- وبالرجوع الى الأدلة الخارجية نجد أن سفر استير موجود في الترجمة اليونانية لأسفار العهد القديم والمعروفة بالسبعينية ولكن في عشرة أصحاحات مدمجة للنصوص العبرية ولليونانية تتضمن عشرة أصحاحات مترجمة من العبرية أما باقي الأصحاحات (تتمة استير) فتوجد باللغة اليونانية فقط.
- وقد كُتبَت هذه التتمة اليونانية (11-16) في عام 114 ق. م. كما نقرأ هذا في الأصحاح الحادي عشر العدد الأول “كان في السنة الرابعة من ملك تلماي وكلوبطرا” (اس 11: 1).
- وقد وردت تتمة استير (11-16) في الترجمة اليونانية السبعينية لسفر استير في خمسة أجزاء تبلغ في مجموعها 107 من الأعداد ولأنه لا يوجد لهذه نصوص في الأصل العبري فوضعت في نهاية السفر في الترجمة اللاتينية (الفولجاتا) حسب القديس جيروم وعنه انفصلت الأسفار القانونية الثانية بمجلد خاص.
- ويتضح من دراسة سفر استير بالترجمة السبعينية أن التتمة (11-16) لم تكن ملحقة بالسفر ولكن هي أصلا أعداد ومقاطع في وسط السفر وقد أدمجت بمهارة في مكانها في الترجمة السبعينية وقد ترجم سفر استير الى اللغة السريانية والقبطية أيضًا.
- وقد جاء في التلمود أن كاتب هذا السفر هو المجمع العظيم الذي يرأسه عزرا الكاتب والكاهن أثناء جمعه للأسفار المقدسة بعد العودة من السبي في أصحاحات العشر الأولى بالعبرية في القرن الخامس قبل الميلاد ثم أضيفت التتمة لاحقا باليونانية مدمجة بالنص في القرن الثاني قبل الميلاد.
- وبقراءة سفر استير في أصحاحاته العشر الأولى (ص1-10) لا يرد لفظ الجلالة “يهوه” ويعلل عدم ذكر اسم الله أن القصة التي كتبها مردخاي قد اُستخرجت من مستندات القصر الفارسي (2: 3).
- ويؤكد ما سبق ما قاله المؤرخ اليهودي الشهير يوسيفوس الذي قال أن كاتب سفر استير هو عزرا عن مردخاي Josephus, Antiquities, book 11, Chapter 6.
- اقتبس أباء الكنيسة من سفر استير منذ القرون الأولى المبكرة للمسيحية حيث اقتبس منه القديس إكليمندس الروماني من آباء الجيل الأول (في رسالته الأولى إلى كورنثوس – الفصل 55).
- كما اقتبس منه العلامة أوريجانوس من آباء الجيلين الثاني والثالث (في رسالته إلى يوليوس الأفريقي وفى كتابة الصلاة ف14).
- ولما وُجد سفر استير بجميع أصحاحاته مدمجين بالترجمة السبعينية والتي قام بها مترجمين يهود بالأساس وذلك باعتباره احد أسفار الكتاب المقدس فقد صار من الخطأ انكار قانونية السفر. ومنه صدر لفظ “الأسفار القانونية الثانية”
- ومن الأدلة التي تشير الى أسلوب عزرا في نسخ سفر استير نقلا عن مردخاي هو تتطابق العديد من مرادفات سفر استير مع سفري عزرا (عزرا + نحميا).
- أخيرا لا يمكن المتاجرة بأقوال البابا أثناسيوس في أسواق الحقد والضغينة فما ذكره القديس أثناسيوس خاص فقط بتتمة استير المدمجة بين أصحاحات السفر هذه التي فصلها القديس جيروم لاحقا في ترجمته اللاتينية (الفولجاتا) وأن هناك أسفار صالحة للتعليم وخاصة للمنتمين الجدد للمسيحية منها تتمة استير ويهوديت وغيرها.
- البابا أثناسيوس لم يقل على الإطلاق ولو لمرة واحدة أن سفر استير مزيف بل وضع هذه الأسفار في درجة ثانية تحت الأسفار القانونية الأولى فيما يعرف بالأسفار القانونية الثانية!
ملخص:
مقاطع تتمة استير المدمجة في أصحاحات السفر كما يلي:
التتمة ص10: 4-11: 1 |
مدمجة بالسبعينية ص10 |
التتمة ص11: 2-12: 6 |
مدمجة بالسبعينية ص1 |
التتمة ص13: 1-7 |
مدمجة بالسبعينية ص3 |
التتمة ص13: 8-14: 19 |
مدمجة بالسبعينية ص4 |
التتمة ص15: 1-19 |
مدمجة بالسبعينية ص5 |
التتمة ص16: 1-24 |
مدمجة بالسبعينية ص8 |
انتهى..