هل يوجد اكل في الملكوت بحسب لوقا 16 : 22 لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله؟
هل يوجد اكل في الملكوت بحسب لوقا 16 : 22 لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله؟
الإجابة باختصار:
كان الفصح طقساً هاماً يشير إلى خلاص شعب بني إسرائيل من العبودية في مصر من خلال موسى. لقد اكمل الله خلاصهم وصنع عيد الفصح لكي لا ينسى الإسرائيليون ما قد فعله الله لهم. فدم خروف الفصح هو العلامة التي اظهر بها الله حبه. فخلال العشاء الأخير أعاد يسوع تشكيل هذا الطقس من جديد ويوضح المعنى الحقيقي وراء الرموز القديمة انه هو الحمل وهو المخلص والاحتفال سيكون بعمله الخلاصي في ملكوت السموات وسيتحقق الفصح الحقيقي في ملكوته وهذا دليل كافي على لاهوته فمن لديه سلطة أن يغير الطقوس التي أقامها الله!
Fr. John Bartunek, LC Given for You (Luke 22:14-27)
فالفصح تم في موت يسوع فهو حمل الفصح الأخير. كان الفصح احتفال سنوي لما حدث في مصر عندما ارسل الله ملاك الموت ومر فوق المنازل حيث يوجد الدم على القائمتين. لقد كان احتفال بنجاة مصر والخلاص في كورنثوس الأولى 5 : 7 حيث يشير بولس أن المسيح هو فصحنا أي انه سيكون خلاصًا لمن يتعلق بدمه من الدينونة. لذلك فان الفصح تم في موت مخلصنا. والفصح سيتحقق في الملكوت بالرجوع لرؤيا 5 : 9 – 10 يقول يوحنا أن هناك 24 شيخ سيغنون للحمل 9 وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِقٌ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ فعبارة حتي يتحقق في ملكوت السموات أي يتحقق الاحتفال بالفصح الحقيقي
فبعد القيامة اكلَ يسوع لوقا 24 : 42 ولم يكن طعام جسدي فليس هناك جوع أو عطش أو الم. فالبشر سيكونون مثل الملائكة فالملائكة لا تأكل ولا تتزوج بحسب متى 22 : 30 ومرقس 12 : 24 – 25 ولوقا 20 : 34 – 36 وكورنثوس الأولى 7 : 31. وفي رومية 14 : 17 لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. وغيرها من الآيات.
إذن، ما معنى “حتى يتحقق في ملكوت السموات”؟
حتى يتحقق في ملكوت السموات أي أنه يتم عرض عيد الفصح الحقيقي بموتي.
Cambridge Bible for Schools and Colleges
فالمسيح سيشاركهم لكن أي مشاركه سيفعلها؟ فقد قصد الرب يسوع المسيح أن من يؤمن بي بعد القيامة سيأكل معي طعامي وما هو طعامه سوى تتميم مشيئة الآب فسيجلسه معه ويطعمه من طعام الحياة الأبدية إنجيل يوحنا 4: 34 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ ويخدمه. الكنيسة هي العهد الجديد، و العهد الجديد تم بدم الصليب ويرمز إلى الملكوت.
قد اعلن المسيح اشتهاءه الفصح القديم فهو إشارة إلى اشتهاء المسيح لآلامه وفداءه. مثلما نشترك نحن في الإفخارستيا فنعلن بالمشاركة موت الرب وقيامته وشركة آلامه هكذا الرب في تناوله الفصح مع التلاميذ يعلن انه مستعد أن يفدي كثيرين ويقدم نفسه ذبيحة.
فهذا النص مرتبط بما ورد في متي متى 26: 29 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي
يستخدم الله هنا أسلوب التورية لإضفاء معنى على الفصح، أن الفصح سينتقل إلى مفهوم جديد، عهد جديد، كرمة جديده. فآخر كأس سيشربه المسيح مع التلاميذ سيكون على الأرض في هذا الفصح هو الكاس الثالث. وسيكون الكاس الرابع على الصليب دمه. وفرّق بين الفصح قديم والجديد فسيكون هناك فصحاً جديد بعد الصليب وسيشربه معهم باعتباره حاضر معهم فبحسب الفكر اليهودي كان هناك اربع كؤوس فكان التقديس يتم بعد الكاس الثالث بعد اكل اللحم. ومع كسر وتوزيع الخبز. فيقول المسيح سأكتفي، أي لن اشرب الرابع سأستكمل الرابع في الصليب بشكل جديد. فالصليب إشارة للملكوت فهو الذي يفتح الملكوت الذي تم بالصليب. كانت الكؤوس تحتفل تذكاريا بأربع مراحل في الخروج: تخليص من عمل العبودية وإخراج من الحبسة في الأرض وفداء من الموت واستقبال في أرض الميعاد. وهذا الرابع، رمزياً، يوافق القيامة.
ولعله أشار إلى تأسيس كنيسة العهد الجديد المبنية على الصليب والقيامة لذلك يقول القديس كيرلس السكندري:
قوله لن اكل منه حتى يتحقق في الملكوت أي انه لن يعود بعد الآن فصح بل سيكون بمفهوم روحي في الكنيسة فالكنيسة هي ملكوت الله كما جاء في لوقا 17 : 21 ملكوت الله داخلكم. فهو اخذ الكاس وشكرا فهو يشكر على الأشياء القديمة التي كانت على وشك أن تنتهي وان كل الأشياء ستكون جديدة.
St. Cyril of Alexandria, sermon 151 on Luke 22:7-16
والوليمة والمائدة في الفكر الكتابي تشير إلى الحميمية والحب. والدفيء بين الرب وأبناءه ولعل هناك العديد من الأمثلة عن رموز الوليمة في العهد الجديد.
ليكن للبركة.