اختتمت قراءة كتاب ” اللاهوت العربى ” منذ فترة طويلة ، وأسمحوا لى أن أقدم ملخص ما يحتويه :
مقدمة
وهى أجمل ما فى الكتاب لما فيها من فلسفة وفكر يجب أن يُحترم .
الفصل الأول : جذور الإشكال : الله والأنبياء فى التوراة
وفى هذا الفصل يهاجم الدكتور زيدان التوراة ويتهمها بالتحريف (ص53) بل يصف الله فى التوراة بأنه حائر وثائر وغيور وحزين (ص55) وغيرها الكثير من الشبهات الأخرى .
الفصل الثانى إلى الفصل الرابع
فى هذه الفصول الثلاثة يهاجم الدكتور زيدان المسيحية بشدة حيث اتهم الايمان المسيحى بالتشويش (ص74) ، ويرى أن المسيحية قد تأثرت بالديانة المصرية (ص82) والعديد من الشبهات الأخرى .
أما عن أخر ثلاث فصول فهى تتحدث فى الاسلاميات أكثر من المسيحيات .
منذ أن قرأت الكتاب لم أنوى أن أرد عليه ، لأننى أعتقدت أن أى إنسان مثقف سيعرف الكم الهائل من الأخطاء التى يحويها هذا الكتاب ، لكننى فوجئت بالدكتور زيدان يكتب فى مجلة ” روز اليوسف ” متفاخراً بأنه لم يرد أحد على كتابه ” اللاهوت العربى ” مدعياً أن سبب هذا أنه لم يجد أى شخص أخطاء فى كتابه ، وهذا عكس الواقع ….
فاسمح لى عزيزى القارئ أن أوضح بعض الأخطاء الواردة فى هذا الكتاب ، وأنا سأركز على الأخطاء التاريخية التى لا يوجد اثنان يختلفان عليها …..
الخطأ الأول
يقول ” وقد تم اعتماد الاناجيل الأربعة ، وملحقاتها المعروفة بأعمال الرسل ، فى مجمع نيقية الذى انعقد سنة 325 ميلادية ” ( ص 73 )
ويقول أيضاً ” وكان المنطقى أن ينتبه رجال الكنيسة ، آنذاك ، إلى خطورة الأناجيل الكثيرة المشوشة على قانون الايمان القويم (الأرثوذكسى) الذى صيغ فى مجمع نيقية المنعقد سنة 325 ميلادية . فتشكلت بعد المجمع ببضع سنين ، وبالتحديد سنة 331 ميلادية لجنة دينية دنيوية ( كنسية ، إمبراطورية ) مهمتها التفتيش عن ، وإعدام ، الأناجيل الكثيرة الأخرى ” ( ص 75 )
هنا يتحدث الدكتور زيدان عن قانونية العهد الجديد أى كيف تم قبول الأسفار المقدسة ورفض الكتب الأبوكريفية ( الاناجيل التى نُسبت للرسل زوراً كإنجيل يهوذا ) فهو يرى أن الكنيسة والسلطة هما اللذان قبلا ورفضا الاناجيل فى يوم وليلة ، وهذا أمر غير واقعى لأن عملية التقنيين أخذت مدة طويلة
فى البداية أريد أن أوضح أن الدكتور يوسف زيدان قرأ رد نيافة الأنبا بيشوى على روايته “عزازيل” قبل أن ينشر كتابه “اللاهوت العربى” ودليلى على ذلك أن الدكتور زيدان نشر بجريدة “المصرى اليوم” سبعة مقالات يرد فيها على كتاب الأنبا بيشوى من 29/7/2009 إلى 9/9/2009 ، أى أنه قرأ كتاب الأنبا بيشوى قبل شهر يوليو ، بينما الطبعة الأولى لكتابه “اللاهوت العربى” صدرت فى شهر ديسمبر من نفس العام 2009 .
لماذا كتبت هذا التوضيح ؟ لأن الأنبا بيشوى قد رد على هذا الكلام فى كتابه “الرد على البهتان” (ص 45 : 53 ) بل أوضح نيافته أن الامبراطور قسطنطين لم يكن له دور فى مناقشات المجمع العقائدية أو قراراته ( ص 35 : 41 ) .
إذا الدكتور زيدان بالتأكيد قد قرأ ردود الأنبا بيشوى ، وأمامنا الآن حلان أما أنه لم يقتنع بهذه الردود لذلك كررها ثانية ، أو أنه أقتنع بها ولكن كررها لأهداف أخرى فى نفسه ؟؟!!
المهم اسمحوا أن أقدم بعض المراجع التى تنفى ما يقوله الدكتور زيدان .
يقول البروفيسور بارت إيرمان اللا أدرى Bart Ehrman أن الامبراطور قسطنطين لم يكن له أى دور فى تكوين قانونية الكتب المقدسة ، فهو لم يختار الكتب التى تدخل أو تستبعد من القانون ، ولم يأمر بتحطيم الاناجيل الأخرى .
Truth and Fiction in The Da Vinci Code, p. 74
بل يقول أيضاً أن عملية تقنيين الأسفار لم تكن فى يد شخص واحد أو عدة أشخاص ( مجمع كنسى )
Ibid, p. 75
وليس إيرمان فقط بل أيضاً يذكر هذا الكلام البروفيسور بروس متزجر Bruce Metzger فى حواره مع الصحفى الشهير لى ستروبل Lee Strobel فى كتابه The Case For Christ والذى قام أ/ فادى اليكساندر بترجمة هذا الحوار إلى العربية .
وأريد أن أختتم الحديث فى هذه النقطة بما قاله البروفيسور ف. ف. بروس F. F. Bruce
New Testament ********s Are they Reliable? , Ch: 3
الخطأ الثانى
يقول ” على الايمان بأن الإلهة إيزيس ( إيزت ، إست ، الست ) كانت قد أنجبت الإله حورس ( حور ) من دون اتصال حسى مع أبيه أوزوريس ( أوزير ) مما جعل المصريين يتقبلون فكرة أن العذراء ( الست / السيدة ، مرتا / مريم ) هى والدة الإله ، ثيوتوكوس ، وأن المولود بالمعجزة هو الرب المعبود . وقد انقلب هذا التقبل اعتقاداً ، ثم صار إيماناً عميقاً وملمحاً أساساً للأرثوذكسية القبطية ” ( ص 96 )
بالتأكيد إيزيس مارست علاقة حسية مع أوزوريس وأنجبت حورس ، وهذا ما يخبرنا به البروفيسور جيمس هنرى برستيد الغنى عن التعريف حيث يقول :
” وكذلك نلاحظ أن القوة الحيوية عند أوزير لم تنقطع أبداً حتى فى حالة الموت ، إذ أن إيزيس المخلصة قد اقتربت من سيدها المتوفى ثم احتضنته ” واسدلت عليه بريشها فيئاً وبجناحيها نسيماً … وبذلك بعثت الحياة ثانية فى أعضاء صاحب القلب الساكن المتعبة فوضع فيها نطفته ، وبذلك أنجبت منه وريثاً له ”
+ فجر الضمير ـ (مكتبة الأسرة 2000 ) ـ ص 116
فكيف يقول لنا بعد ذلك أنها انجبته وهى عذراء ؟؟!! فليرحمنا الله …
بل والعجيب ما يقوله أن أريوس أنكر لاهوت المسيح ( ص 116 ) وتجدون الرد عليه هنا
والعديد والعديد من الأخطاء الأخرى …….
أذكرونى فى صلواتكم