الدكتور منقذ السقار بين المرأة الفينيقية والمرأة السورية!
الدكتور منقذ السقار بين المرأة الفينيقية والمرأة السورية!
في الحقيقة ان أطروحات الدكتور منقذ السقار هي من أفضل الأمثلة العملية لإثبات ان الطريقة الاصطيادية هي الطريقة الأكثر اسخداماً تجاه ما يُسمى نقدا للكتاب المُقدس، واطروحات الدكتور مُنقذ ايضاً تُبت الكسل البحثي، فما افقدني اعصابي ليست الإطروحات بحد ذاتها مُطلقاً ولكن سطحية الادعاءات، فأي شخص يحبي في الدراسة الكتابية لا يُمكن ان يتلبس عليه الأمر في اشياء واضحة كهذه، بل والأعجب ان ” الدكتور ” منقذ في غالب الأحيان (يعمل من الحبة قبه!!)، بل والأعجب هو رد فعل الكثير من الأشخاص فبعد ان يكتب الدكتور منقذ هذا الكلام، يتبعون منهج الصياح لا اعلم على ماذا بالضبط!، فإن كان هذا ” الدكتور ” يسقط في أشياء كهذه فكم وكم بل وكم وكم تلاميذه من قراءه وسامعيه إذن!؟. سنأخذ مثالاً عملياً لتوضيح ما اقصده.
يقول ” الدكتور ” في كتابه: هل العهد الجديد كلمة الله صــــ 199 حرفياً ما يلي:
” وجاءت المرأة تشكو إلى المسيح مرض ابنتها بالجنون، وهذه المرأة عند متى ” كنعانية ” (متى 15\22)، غير أنها عند مرقس ” فينيقية سورية ” ( مرقس 7\26) فأيهما الصحيح؟ “
يتسأل الدكتور منقذ أيُهما الصحيح! على افتراض ان احداهم خطأ! فمن أين لك بهذا الإفتراض؟ فالدكتور منقذ مثله مثل الباقية يتشدق في ما يظنه تناقض كي ما يضع القاريء بين سطحية بحثه (مع كامل الإعتذار للبحث)، لكي يُحاول صدامه ان هناك تناقض وهذا هو! الا تريد ان تترك المسيحية يا بني؟ الم اثبت لك انني قد تعبت واجتهدت وبذلت قصارى جهدي في اني اقتني الكتاب المُقدس؟ الم افتح انا جلدة الكتاب المُقدس؟ الم اقرأ انا روايتي مرقس ومتى؟ الا تُقدر كل هذا الجهد الجبار وتقتنع ان هذا تناقض!!
اريد ان اعرف ما هي المنهجية التي تتبعها هذا ” الدكتور ” كي ما يقول ان هذا تناقض؟ اين بحثك هذا الذي تثبت من خلاله ان هناك ” خطأ ” او ” تناقض “، ما يفعله الدكتور مُنقذ هو ادعاء خالي من كل شيء يخص البحث الكتابي، إن ما يفعله الدكتور مُنقذ هو السخف البحثي ذاته
ولذلك نحن لسنا بصدد للرد على ما يدعيه هذا ” الدكتور ” لأنه لا يرقى لمستوى الدراسة او القراءة الجادة، ولكن ماذا نحن بفاعلين مع من يتبعون ثقافة الصياح؟ بل فقط نحن نأخذ ما يقوله هذا ” الدكتور ” كمثال تطبيقي لكل ما هو رديء في البحث الكتابي والذي بدوره ينتج عدد لا بأس به من قراء انتاجية الدكتور بهذا السخف البحث……….
ويجب ان نوضح بشكل اوضح هشاشة ادعاء ” الدكتور “..
بداية يجب ان نتعرف على سبب ودوافع كل كاتب في أن يكتب ” كنعانية ” او ” فينيقية “، فكل كاتب يكتب حسب خلفيته الثقافية وحسب الفئة التي سيوجه لهم كتابته. ويجب ان تُدرك ان هذه مصطلحات مُختلفة لوصف نفس الشيء فكرة ان هناك تناقض هو من أسخف الأطروحات الاحتمالية.
فلماذا كتب مرقس انها فينيقية؟
يقول Lenski, R: ان مرقس يكتب لغير اليهود فيستخدم المُصطلح الأكثر حداثة لجنسها.
المصدر:
Lenski, R. C. H.. The Interpretation of St. Matthew’s Gospel, p, 593
ولماذا كتب متى انها كنعانية؟
ينقل DAVIES عن Kilpatrick. ان تعبير ” كنعاني ” في وقت متى كان يُستخدم في الأوساط السامية ليُعني ” فينيقي ” وكان متى نفسه فينيقي فهو يستخدم تعبير كنعاني بحسب مصطلحات بيئته.
المصدر:
Davies, W. D., & Allison, D. C A critical and exegetical commentary on the Gospel according to Saint Matthew, p, 547.
يقول Kenneth L. Barker: يُوضح استخدام متى للمصطلح القديم ” كنعاني ” الى انه لا يستطيع ان ينسى اسلافها وأصلها، فهي سليلة اعداء اسرائيل القديمة وتأتي الي المسيح اليهودي للمباركة، وتدعوه ” ابن داوود “
المصدر:
Barker, K. L. , Expositor’s Bible Commentary ,p, 75
ويقول Bruce B. Barton: ان متى يدعوها ان كنعانية ومرقس يدعوها فينيقية، كلا الوصفين صحيح، فحينما يقول مرقس انها فينيقية فهو يُشير الى خلفيتها السياسية لأنه يوجه كتابته لغير اليهود فمن السهل لجمهوره التعرف عليها بسهولة من خلال الإمبراطورية التي كانت موطنها، ووصف متى انها كنعانية هذا لأنه يوجه كتابه لليهود لأن من السهل على جمهوره اليهودي تذكر الكنعانيين كأعداء فكأن بإمكان جمهور متى اليهودي ان يفهموا على الفور اهمية ما فعلوا يسوع مع تلك المرأة
المصدر:
Barton, B. B.. Matthew. Life application Bible commentary, p, 308
فلا خلاف ولا تناقض بين التعبيرين (بحسب ادعاء هذا ” الدكتور”) فالتعبيرين متطابقان.
يقول A. CARR: يُسمي مرقس المرأة انها فينيقية اما متى يقول انها كنعانية، ان كلا التعبيرين مُتطابقان لأن ارض كنعان كانت تنطبق في البداية على كل فلسطين، وفي وقت لاحق تم اقتصارها على السهل البحري لفينيقية. ويُضيف ان في سفر يشوع 5 عدد 12 قد تُرجمت ” أرض كنعان ” ال فينيقيا في الترجمة السبعينية.
المصدر:
Carr, A.. The Gospel According to St Matthew, with Maps Notes and Introduction. The Cambridge Bible for Schools and Colleges, p, 128
Jos 5:12 وَانْقَطَعَ الْمَنُّ فِي الْغَدِ عِنْدَ أَكْلِهِمْ مِنْ غَلَّةِ الأَرْضِ, وَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مَنٌّ. فَأَكَلُوا مِنْ مَحْصُولِ أَرْضِ كَنْعَانَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ.
السبعينية:
Jos 5:12 ἐξέλιπεν τὸ μαννα μετὰ τὸ βεβρωκέναι αὐτοὺς ἐκ τοῦ σίτου τῆς γῆς, καὶ οὐκέτι ὑπῆρχεν τοῖς υἱοῖς Ισραηλ μαννα· ἐκαρπίσαντο δὲ τὴν χώραν τῶν Φοινίκων ἐν τῷ ἐνιαυτῷ ἐκείνῳ.
فسواء أُطلق عليها كنعانية او فينيقية فكلا التسميتين صحيحتين لأن اي تسمية تصف نفس الأشخاص.
يقول MacEvilly, J.: ان الفينيقيون والكنعانيون هم ذاتهم نفس الأشخاص ولكن يُطلق العبرانيين عليهم تعبير كنعانيون ويُطلق اليونانيون عليهم تعبير فينيقيون.
المصدر:
MacEvilly, J., An Exposition of the Gospels of Matthew and Mark, p, 282
فتعبير كنعاني يُشير أيضاً للفنيقين
يقول GRANT R. OSBORNE: ان تعبير كنعاني ليس فقط للوثنين بل للشعب الفينيقي نفسه.
المصدر:
Osborne, G. R. (2010). Matthew, p, 597
بل ويقول اولبرايت كلاماً رائعًا:
يقول W. F. ALBRIGHT ان من الجدير بالملاحظة ان الفلاحين القرطاجيين في وقت أوغسطينوس (القرن الخامس الميلادي ) ما زالوا يُسمون أنفسهم بكنعانين.
المصدر:
Albright, W. F., & Mann, C. S. Matthew: Introduction, translation, and notes, p, 187
فما كان يجب ان يدركه هذا ” الدكتور ” ان الكنعانيين هم في الأساس اسلاف الفنيقين
ويقول A. T. ROBERTSON: ان بحسب انجيل مرقس (7: 26) يتم وصف هذه المرأة انها فينيقية، كان الفينيقيون في الأصل من كنعان.
المصدر:
Robertson, A. T.. Commentary on the Gospel according to Matthew, p, 184
ويقولا JOHN LANGE & PHILIP SCHAFF: ان خلال العصور الأولى في التاريخ اليهودي كان العديد من قبائل الكنعانيين هم السكان الأصليين لفلسطين ومنهم انحدر الفينيقيين.
المصدر:
Lange, J. P., & Schaff, P.. A commentary on the Holy Scriptures: Matthew ,p, 281
ويقول HEINRICH MEYER: قد ذهب عدة من قبائل الكنعانيين الذين كانوا السكان الأصليين لفلسطين واستقروا في الشمال وقد اسسوا ما عرف لاحقا باسم الأمة الفينيقية.
المصدر:
Meyer, H. A. W.. Critical and Exegetical Handbook to the Gospel of Matthew, Volume, 1, p,400
ويقول Spence Jones: ان تعبير كنعانية اي انها تنتمي الى السكان القدماء لتلك الأرض صحيح ان تم تدميرهم ولكنهم لم يتم فنائهم بالكامل ويدعوها القديس مرقس بإنها فينيقية ليشرح جنسيتها المُناسبة.
المصدر:
The Pulpit Commentary: St. Matthew Vol. II. 2004 (H. D. M. Spence-Jones, Ed.), p, 99.
ويظل سؤالي: إذا كان هذا هو حال “استاذهم” و “مُعلمهم” و “دكتورهم”، فما حال التلاميذ والعوام!!؟