هل هناك ادلة عن معرفة المنتقلين بأحداث تحدث على الارض؟ الجزء الاول
هل هناك ادلة عن معرفة المنتقلين بأحداث تحدث على الارض؟ الجزء الاول
تزعم المدارس المادية التي تنادي بانه لا يوجد اي اتصال بين العالم السماوي بالأرضي فتنقطع الصلة كقطع الحبل السري بالموت. فنحن نؤمن ان السماء والارض تتعانق بالصليب. وان لنا سحابة شهود يستخدمهم الرب ويعطيهم المعرفة. يوجد ادلة كتابية واضحة تدعم معرفة الموتى بالأحداث الارضية وكان هذا ايمان الكنيسة الاولي فيذكر لنا المؤرخ فليب شاف الاتي:
قال فليب شاف في كتاب تاريخ الكنيسة المسيحية ان سراديب الموتى احتوت على كتابات في وقت مبكر تشير الي طلب المنتقلين الصلاة لأجل اقربائهم الذين ما زالوا على قيد الحياة.
المرجع
Philip Schaff in History of the Christian Church Vol. II §27 p. 83
ولدينا العديد من اقوال الاباء عن الاتصال مع العالم السماوي لكننا سنركز على الادلة الكتابية فقط كجزء من بحث مطول
في البداية عند الاستشهاد بمثل لعازر والغني تفسر المدرسة المادية ان هذا مجرد مثل وهذا المثل رمزي ولا يقاس باي شئ عم معرفة الموتى. والحقيقة هم يجهلون مراجع متعددة اشارة الي انه يستحيل ان يستخدم الرب يسوع مثل غير قابل للتحقيق او مثل يحتوي على خطأ لاهوتي.
فكيف سيستخدم الرب يسوع صوره تخالف المعني الكتابي واللاهوتي في معرفة الموتى! كيف تنسب المدرسة المادية انقطاع الارض عن السماء.
فرغم ان الغني كان موضع عذاب لكنه كان ما زال يتذكر عائلته الارضية وذكر بيت ابوه وان لديه خمسة اخوة وقد تنتهي بهم العقوبة الي موضع العذاب. فمن الواضح ان ذاكرة الغني لم يتم محوها. فكيف يتذكر وهو منتقل الي عالم آخر!
لوقا 16
27 فقال: أسألك إذا، يا أبت، أن ترسله إلى بيت أبي،28 لأن لي خمسة إخوة، حتى يشهد لهم لكيلا يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا.29 قال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء، ليسمعوا منهم.
وكيف علم ابراهيم ان عندهم موسي والانبياء ليسمعوا منهم ولعل كان قصد ابراهيم ان لديهم كتب موسي والانبياء ليعرفوا منهم الرب. وخصوصا انها كانت تتلي يوم السبت.
فهل يسرد الرب مثل يحتوي على اخطاء لاهوتية ام مثلاً يخالف نصوص الكتاب المقدس جميع الدارسين لعلم الامثال يدركون تماماً عدم استخدام الرب يسوع مثلاً غير قابلاً للتحقيق او مثل خرافي او هلامي او وهمي.
يقول الكتاب ان الاحياء محاطين بسحابة شهود عبرانين 12: 1 – 2
1 لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا
2 ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله
معرفة الملاك رفائيل لصلاة طوبيا كيف علم صلاة طوبيا؟ فهذا تدليل على معرفة الملائكة ايضاً واستخدام الرب لهم كخدام له على الارض.
طوبيا 12: 12
12 إنك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبأ الموتى في بيتك نهارا وتدفنهم ليلا، كنت أنا أرفع صلاتك إلى الرب.
في سفر الرؤيا نجد ان يوحنا رأي النفوس التي استشهدت في رؤيا 6: 10
10 وصرخوا بصوت عظيم قائلين: «حتى متى أيها السيد القدوس والحق، لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟»
فنجد الشهداء يعلمون ماذا كان يحدث في الارض وعلموا بسقوط بابل.
ورؤيا 12: 10
10 وسمعت صوتا عظيما قائلا في السماء: «الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه، لأنه قد طرح المشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارا وليلا.
كيف سيعلمون ايضا ان الرب طرح الشيطان الذي كان يشتكي على اخوتهم؟
ونجد الفرح ينهمر بسقوط بابل
ويفرحون لسقوط بابل فكيف سيعلمون؟
رؤيا 20: 18
20 افرحي لها أيتها السماء والرسل القديسون والأنبياء، لأن الرب قد دانها دينونتكم».
فرح الملائكة في لوقا 15: 10
10 هكذا، أقول لكم: يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب.
قدام الملائكة النص لا يذكر ان الملائكة يفرحون بل يتكلم على الفرح امام الملائكة هذا الفرح ليس نابع من الملائكة بل فرح امام الملائكة برجوع الخاطئ مما يوحي ان شعب الرب يشعر بفرح في عمل الله على الارض.
واستخدام البعض لنص سفر الجامعة 9: 5-6 لتدليل لعدم إدراك الموتى اي شيء يختص بالأرض.
5 لأن الأحياء يعلمون أنهم سيموتون، أما الموتى فلا يعلمون شيئا، وليس لهم أجر بعد لأن ذكرهم نسي.
6 ومحبتهم وبغضتهم وحسدهم هلكت منذ زمان، ولا نصيب لهم بعد إلى الأبد، في كل ما عمل تحت الشمس.
الكاتب يريد ان يصل لنا مفهوم عدم فائدة التعلق بالأشياء الارضية من هذا النص فذكر ان الحياة ستنتهي وان الموت يطارد الجميع وهذا هو الواقع اليومي ثانيا عندما يموت شخص ما. يتم قطع علاقاته بالأرض فليس لدي الشخص الميت اي مكافآت ارضية ليستلمها. فحتي ذكراه سوف تتلاشي في نهاية المطاف. فسواء كنت جيد ام سيء سوف يقطعك الموت واستخدم الكاتب التعبير الشائع في سفر الجامعة تحت الشمس ليشير الي الارض وجاء هذا التعبير 29 مرة.
هل كان الكاتب يقصد ان الميت لا يعرف اي شيء؟
اطلاقاً بحسب السياق لا يعني الكاتب انهم غير واعيين من الناحية الروحية كما يزعم الماديون الذين فصلوا بين الكنيسة الارضية والسماوية. وقد تناول الباحثين هذا النص بحسب السياق فقالو ان الموتى لا يعرفون شيئاً بحسب حواسهم الجسدية والمادية Faussett 1961, 484
ولاحظ WJ Deane انه لا يوجد شيء في الارض سوف يؤثر في الموتى. فالمعرفة بالأمور الارضية لم تصل إليهم الان.
Spence-Jones 1950, 226
جميع الادلة تشير الي نتيجة واحدة انه عندما يموت الشخص يتوقف نشاطه المادي. فلا نؤمن بالتناسخ.
فالمدرسة المادية تصبح في انفصال تام عن العالم السماوي فاقدين اي صداقة للسماء وهذا لا يعلمه اللاهوت الأرثوذكسي.
ليكون للبركة