من هنّ القديسة تقلا والقديسة بربارة والقديسة كاترينا؟
من هنّ القديسة تقلا والقديسة بربارة والقديسة كاترينا؟
ج 77 – القديسة تقلا Thecla: تعرف في الكنيسة بـ “الشهيدة الأولى المعادلة الرسل”. نشأت في إيقونية، في آسيا الصغرى وكانت وثنية. في الثامنة عشرة اهتدت إلى المسيح على يد الرسول بولس. نذرت عذريتها ليسوع. عانت التضييق والضرب والتهديد بالموت والتعذيب بسبب تمسكها بالمسيح ورفضها الزواج. وحفظت من نار شديدة ألقيت فيها. هذا كان استشهادها الأول. فرت وتبعت بولس الرسول إلى أنطاكية. هناك شائها واحد من علية القوم. وإذ حاول خطفها وإذلالها قاومته وأخزته فوشى بها أنها مسيحية. حكم عليها بالموت طعماً للوحوش فلم تمسها بأذى. فتعجب الوالي وأطلق سراحها. هذا كان استشهادها الثاني.
بعد ذلك كرزت بكلمة الله ببركة الرسول بولس، على ما قيل. في تراثنا أقامت في معلولا ناسكة في مغارة. وقد أعطاها الرب الإله موهبة شفاء المرضى، وأن كثيرين اهتدوا بواسطتها. حاول رجال أشرار إذلالها فطاردوها فهربت فحاصروها فانشقت الصخور فدخلت فيها فكانت الصخرة مخبأ لها ومدفناً.
يظن أن رقادها كان حوالي العام 90 للميلاد. القديس يوحنا الذهبي الفم قال فيها: «إني أرى هذه العذراء المباركة تذهب إلى المسيح ممسكة بعذريتها في يد واستشهادها في الأخرى». يعيد لها في 24 أيلول[1].
القديسة كاترينا: تعرف بـ “العظيمة في الشهيدات”. قضت للمسيح في مستهل القرن الرابع للميلاد. نشأت في الإسكندرية. كانت من النبلاء. امتازت بجمال أخاذ وذكاء خارق. درست الفلسفة والشعر والعلوم الطبيعية واللغات وسواها، من الكلاسيكيات. كانت والدتها مسيحية. لا نعرف ما إذا كانت هي قد نشأت على المسيحية أم لا. تعمدت على يد أحد النساك. اقتبلت العذرية عروساً للمسيح. رغب الإمبراطور مكسيميانوس، الذي أم الإسكندرية، أن يضحي سكانها للأوثان دلالة على خضوعهم له. احتدت روح كاترينا فيها فجاءت من ذاتها ووقفت أمام القيصر. وبعدما طلبت الإذن بالكلام أبدت أن عبادة الأوثان مفسدة لا يجيزها العقل السليم والأوثان لا وجود لها ولا إله غير واحد هو أصل الموجودات وعلتها. وقد استشهدت في ذلك بأقوال أتت بها من كبار الفلاسفة الوثنيين. أعجبت الإمبراطور لفهمها وطلعتها وجعل مناظرة بينها وبين حكمائه. فاجتمع خمسون منهم والبعض يقول مائة وخمسين. تفوقت كاترينا على الجميع بقوة الحجة والشواهد. وبعد أخذ ورد حرك روح الرب محفل الفلاسفة فقبلوا الإيمان بالمسيح الذي تؤمن به كاترينا. وقد ورد أن الإمبراطور ألقاهم جميعاً في النار والكنيسة تحسبهم قديسين.
علق الإمبراطور بهوى كاترينا لكنها صدته فجلدها وألقاها في السجن. وقد ابتدع دولاباً مسنناً بشفرات حادة لتعذيبها. ولما شاء جعل كاترينا على الدولاب تفكك وتكسر. وقد مجدت القديسة الله بقطع الهامة.
هذا وقد وجد نساك رفاتها على قمة جبل سيناء في القرن الثامن للميلاد. مذ ذاك أودعت الدين فصار يعرف بدير القديسة كاترينا. كتب سيرتها القديس سمعان المترجم. يعيد لها في 25 تشرين الثاني.
القديسة بربارة: لا نعرف بالتأكيد لا تاريخ ولا مكان استشهادها. عندنا أنها من بعلبك، ولكن ثمة من يجعلها من مصر أو روما أو توسكانا أو آسيا الصغرى أو سواها، وفي تاريخ يتراوح بين العامين 235 و313 للميلاد. تلقب بـ “العظيمة في الشهيدات”، ويعد لها في الرابع من كانون الأول.
كانت وثنية فاهتدت ونذرت بتوليتها للمسيح. عنف والدها معها وسلمها إلى الحاكم الذي حاول استعادتها فخاب. أبى والدها إلا أن يكون هو جلادها فقطع رأسها بالسيف.
شاع إكرام القديسة بربارة في الشرق والغرب منذ القرنين الثامن والتاسع للميلاد. وهي شفيعة الذين في الشدائد والأخطار. كذلك قيل إنها تلاشي الأمراض الوبائية ويستجير بها المعرضون لخطر الصواعق وكذلك ذوو المهن الخطرة كفرق المدفعية في الجيش وصناع الأسلحة وعمال المناجم والبناؤون والنجارون.
قيل عن رفاتها – كما ورد على لسان البطريرك مكاريوس ابن الزعيم – أنها كانت في القرن السابع عشر في دير القديس ميخائيل خارج مدينة كييف الروسية، وأن جسدها لم ينحل. (الأب توما بيطار).
[1] كتب أسبيرو جبور سيرتها، حديثاً، بتدقيق تاريخي.