الرد على بارت ايرمان: التاريخ الشفهي وتغير نص العهد الجديد
الرد على بارت ايرمان: التاريخ الشفهي وتغير نص العهد الجديد
يقول بارت ايرمان في كتاب سوء اقتباس يسوع:
Sometimes Christian apologists say there are only three options to who Jesus was: a liar, a lunatic or the Lord. But there could be a fourth option—legend
“احياناً المدافعين المسيحين يقولون ان هناك ثلاثة خيارات مطروحة عن من هو يسوع؟ اما انه كاذب او مجنون او انه الرب. لكن هناك خيار رابع وهو انه اسطورة.
مقدمة
هناك احتمالات لو كنت تريد ان تتذكر شيئاً اليوم. اما أن تشخبط على ورقة الملاحظات notebook التي تمتلكها. او حتى على كف يديك او حتى على البنطال الجينز الازرق الخاص بك. ويمكنك حتى كتابة الملاحظات على غلاف كتاب لديك من الداخل. وهذا لأنك تعيش في عصر يتعلق بثقافة تعتمد على الكلمات المكتوبة. حتى فيما يتعلق بأصغر الامور مثل ذهابك للتسوق فعندما تذهب للسوبر ماركت تكتب قائمة المشتريات وما تريد شراءه او حتى كتابة ارقام هواتف او ماذا تريد زوجتك ان تفعله لأجل المنزل.
لنفترض انه في وقت ما خلال الاسبوع ادعي العديد من الشهود ان أحد المجرمين المدانين بالإعدام على الكرسي الكهربائي قد عاد من الموت. فنحن الان نعيش في ثقافة تتمحور حول الصور المطبوعة والكلمات. الحدث سيكون مدون في الصحف والمواقع في غضون ساعات وفي غضون بضعة اسابيع سنجد ان وكالة IRS agent المتخصصة في الايرادات والضرائب يخرج منها شخص يسمي متي ويتحدث في الجريدة المشهوره التي تسمي وول ستريت Wall Street ونجد ان المجالات المهتمة بالصيد تستضيف شخص يدعي بطرس واندراوس. كما يوجد مصورين فوتجراف ياخذون الصور من مكان الحدث وايضاً هناك تسجيلات صوتية تسجل.
فالفكرة هنا ان كل هذا يتوقف على الثقافة وهذا كله لم يوجد في القرن الاول لكن في عالم يسوع ومريم وبطرس كانت السجلات المكتوبة هي مصدر ثانوي فالأصل كان التناقل الشفهي. لذلك عندما كتبة الاناجيل كان الناس يفضلون تذكر احداث كثيرة أكثر مما هو مكتوب.
وقد علق أحد المتكلمين قديماً قائلاً:
I think we should not write anything which we do not intend to commit to memory” (X 7:32).
ملحوظة جانبية انه في نهاية القرن الحادي والعشرين ما زال بعض القادة المسيحية يعتمدون على اقوال شفوية عن حياة يسوع. بجانب الاناجيل المكتوبة.
بابياس من هيرابوليس قالها بهذه الطريقة “وإن أتي أحد ممن كان يتبع الشيوخ، سألته عن أقوالهم، عما قاله أندراوس أو بطرس أو عما قاله فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو متى أو غيرهم من تلاميذ السيد، أو ما قاله أرستيون أو الشيخ يوحنا، لأني لا أعتقد ان ما تحصل عليه من الكتب يفيدني بقدر ما يفيدني ما أحصل عليه من خلال الصوت الحي الدائم”
Persons should record their thoughts in written form only “to treasure up reminders for [themselves] when [they] come to the forget- fullness of old age.”
كان يجب على الاشخاص تسجيل افكارهم بشكل مكتوب فقط للحفظ وللتذكير أنفسهم فقد يصابوا بالنسيان من الشيخوخة.
كان هذا الاتجاه الثقافي موجود بشكل جزئي لان عدد قليل من الناس في هذا الزمن هم من يعرفون القراءة والكتابة في القرن الاول. فكان للتاريخ الشفهي اهمية كبيري فالتاريخ الشفوي يوفر الطريق الرئيسي للحفاظ على الحقائق من الماضي.
ولعل تواريخ الاناجيل التي يتفق عليها الباحثين مبكرة “ملحوظة ذكر الكاتب احصائيات لكن لدينا احصائيات أحدث تقول عن تواريخ مبكرة عن هذا”
متى كتب بين عام 75 الى عام 85 ومرقس كتب بين عام 65 الى عام 70 ولوقا كتب بين عام 65 الى عام 85 ويوحنا كتب بين عام 75 الى 95.
فالكتابات الانجيلية متسقة مع بعضها البعض بسبب وجود اشتراك في التاريخ الشفوي للاحداث التي تمت في حياة يسوع. فلا يمكن ان يشكك شخص في موثوقية الاناجيل بعد ان ظهرت متسقة. يبدوا ان بارت ايرمان رؤيته للفجوة الزمنية بين خدمة يسوع الارضية وكتابة الاناجيل تمثل مشكلة حقيقية لديه. ونجد ان ايرمان قال عن هذه الفجوة ان الفجوة الزمنية هي 35 سنة بين موت يسوع وكتابة الاناجيل وادعي ايرمان تغيير السرد الانجيلي بسبب هذه الفجوة وان السرد ظل يتداول عام بعد عام فأدي هذا الى تغيير النص.
وهذا ما كرره بارت ايرمان في العديد من المقابلات والمحاضرات. ففي بعض الاحيان يقول له المدافعون ان هناك ثلاثة خيارات هل يسوع كاذب ام مجنون ام هو الرب فيكون اختيار ايرمان انه اسطورة هذا الاتجاه الرابع الذي يفضله ايرمان. ماذا لو كانت قصة يسوع غير دقيقة تاريخياً ماذا لو كانت القيامة هي تسلسل من مجموعة اساطير ماذا لو كانت الاناجي لا تستند الى شهود عيان؟ لو كان الامر كذلك ايرمان قد يكون صحيحاً! فالايمان المسيحي سيصبح طريق مسدود. على الرغم من الثقة التي يظهرها ايرمان في طرحه في عموم استنتاجاته. انا مقتنع ان هناك بعض الصعوبات في تفسيره.
دعونا نتناول اسئلة بارت ايرمان هل تغيرت القصص عن يسوع؟ سنة بعد سنة؟ وفي الفصل الثاني سنرد على اعتراضه القائل هل كانت الاناجيل مجهولة الهوية كمستندات؟
الرد الاول: هل بقى السرد عن يسوع كما هو ولم يتغير؟
هل سبق لك ان لعبة لعبة الهاتف؟ هل اللعبة التي يهمس فيها أحدهم بجملة لشخص آخر وهذا الشخص يهمس بنفس الجملة تباعاً لشخص اخر وتستمر الهماسات في دائرة وهلم جرا؟ وفي النهاية الشخص الاول والاخير يكشف عن الجملة ويضحك الجميع كيف تغيرت الجملة؟ اتذكر حينما لعبة هذه اللعبة في الصف الرابع كانت الجملة تغيرت تماماً. فعلي الرغم ان هناك تغيرات بسبب لعبة الهاتف لكن قد نجد الحقيقة ونحصل عليها من لعبة الهاتب ايضاً فالجملة تناقلت لعدة اشخاص ومرت من شخص لاخر وفقاً لايرمان ان قصص يسوع مبنية على روايات شهود العيان فليس من الضروري ان تكون موثوق بها. فلو كانت شهادات شهود العيان فقط تتناقل عن طريق الفم لنا ان نتخيل لعبة الهاتف فهل لنا ان نتخيل ان العهد الجديد مر بنفس تجربة لعبة الهاتف؟ ببساطة شديدة، الادلة التاريخية لا تدعم كلام بارت ايرمان وهي ادلة القرن الاول.
النقطة الأولى: كيف يتم الحفاظ على التناقل الشفهي في القرن الاول
يبدو ان بارت ايرمان غير راغب على التعرف على الفرق الشاسع بين التاريخ الشفهي الذي يوجد اليوم والتاريخ الشفهي في العالم القديم. ففي العالم اليوم نحافظ على القراءة والكتابة وهناك سهولة في المعلومات وربما نحافظ على التاريخ الشفهي للأحداث لبضعة شهور. ليس فقط في العالم القديم بل ايضا الان.
الحفظ الشفهي عند اليهود له انماط وحقائق غفل عنها بارت ايرمان فهناك مدارس رابيين يهود شفهية تحفظ بشكل متصل ولها دقة عالية تصل من جيل الى جيل اخر. وهنا وصف الفيلسوف اليهودي فيلو الاتي:
His instruction proceeds in a leisurely manner; he lingers over it and spins it out with repetitions, thus permanently imprinting the thoughts in the souls of the hearers.
مما يعني أن المعلم اليهودي يقول تعاليمه ببطئ ويكررها بالتالي تطبع في افكار ونفوس المستمعين.
الانماط التي استخدمها الرابيين في التكرار مع الايقاع ايضاً كانت تستخدم في العهد الجديد. فتعاليم يسوع كانت تحتوي على نفس الانماط ونجد هذا في تكرار الكلمات مثل ما جاء في متى 5 سمعتم انه قيل للقدماء اما انا فاقول هذه الانماط المميزة تشكل ملامح التقليد الشفهي القديم.
ما هو أكثر من هذا ان هناك ادلة تفوق تعاليم يسوع بل تمتد الى قيامة المسيح وموته فكانت تتداول بشكل شفهي مثل التقليد الوارد في كورنثوس الاولى 15: 3 – 7 وهو التقليد المسلم في وقت قصير بحسب الباحثين وذكر بولس انه تلقاه فكان بولس يحفظة هذا التقليد يرجح الباحثين ان تاريخه خلال ثلاث سنوات من موت المسيح فهناك ادلة تبين مدى سرعة التناقل وايضاً هذا التقليد يثبت ما جاء في الاناجيل فيقول بولس:
“فإني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب” كورنثوس الاولى 15: 3 – 7.
وهذا ما ذكرته الاناجيل إذا التقاليد الشفهية تأكد السرد الانجيلي.
لذلك كيف يمكن للعلماء ان يعرفوا ان هذه الكلمات الواردة تشير الى تقليد شفهي مبكر. من خلال الكلمتين اللتين استخدمهما بولس paradidomi التي تعني استلمت وparalambano التي تعني تلقيت فالقراءة القديمة تشير الى التقليد الشفهي. وبولس قال انه سيقول ما تسلمه. وعلى الرغم ان بولس كان يكتب باليونانية، لكنه يدعوا بطرس Cephas كيفا وهذه الكلمة الآرامية. فاستخدام مألوف يدل ان هذا كان في سياق مجتمع يسوع حيث الآرامية منتشرة. فعلى الارجح ان بولس تلقي هذا التقليد عام 35 عندما زار أورشاليم. فوفقاً لرسالة غلاطية بولس ذهب بعد قضاء ثلاث سنين
غلاطية 1
18 ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يوما. والشكل النحوي واستخدام كلمة أن وتكرارها. للآيات تؤكد انه تقليد. وايضاً ذهب بولس الى بطرس ويعقوب لأنه يريد الحصول على التاريخ الشفهي
ايرمان يريد ان يوحي ان المسيحين المبكرين تغيرت القصص ونسي ان الادلة التاريخية دقيقة على عكس ما يقول فلدينا حساب مهم عن القيامة وهذا التقليد لم يتغير من شخص لآخر مثل لعبة الهاتف. فظلت حقائق القصص متسقة مع بعضها البعض عام بعد عام عبر مئات الثقافات والسياقات الاجتماعية.
يقول كريج كويل
الحقائق الاولية
نجد ان الحجة في ظاهرها حجة مقنعة. لكن افتراض لعبة الهاتف يحتوي على ثغرات، فهو ليس مكتوباً بل شفوياً وينتقل الكلام شفويا من رجل للآخر الى الثالث دون نموذج خطي. فالاعتماد في لعبة الهاتف على انتقال الكلام عن طريق الفم. لكن العهد الجديد لدينا وثائق مكتوبة. ترد على مفهوم تشوه الكلام في لعبة الهاتف.
ولا ينطبق افتراض لعبة الهاتف على النص المكتوب للعهد الجديد. فالعهد الجديد لم ينقل بين خط من الافراد بل مجموعات بطريقة متشعبة وليس طريقة فردية بمعني ان كان هناك نسخة واحده اصبحت 25 نسخة ثم اصبحت 200 نسخة وهكذا. ويمكننا اختبار المخطوطات المكتوبة بالدراسة ليس كلام شفوياً.
فبهذا تصبح حجة الهاتف ليس لها اي معنى. ولا تستند لأي شيء.
اسمحوا لي ان اوضح امور تساعدكم على كيف يمكن للعلماء اعادة بناء الثقة لنص العهد الجديد. بمثل بسيط تحت عنوان
اعادة بناء خطاب للعمه سالي.
ساوضح من خلال هذا المثل كيف يتم استعاده النص.
كانت العامة سالي لديها حلم ان تتعلم وصفة تسلمها للاجيال القادمة فكانت عندما تستيقظ تكتب خربشات على ورقة. ثم تحاول ان تعمل الخلطة في غضون ايام نجحت وعملت خلطة باسم صلصة العمة سالي السرية.
كانت سالي متحمسه جداً ان ترسل ما توصلت اليه بخط يديها لثلاثة من الاصدقاء (كانت العمة سالي غير متواجده في عصر التكنولوجيا ولا آلة التصوير) وكتبت مقادير الصلصة واصدقائها نسخوا عشرة نسخ لأصدقائهم.
كل شيء يسير الى حد الان على ما يرام حتى كان أحد حيوانات العمة سالي الاليفة يتجول في البيت وإذا به يأكل النسخة الاصلية للوصفة. سالي كانت في حالة من الذعر. فأذابها تتصل بأصدقائها الثلاثة في محاولة استعادة الصيغة الاصلية للصلصة.
وقد قاموا بجلب النسخ المكتوبة بخط اليد المتبقية ووجدوا انها 26 نسخة. فوجدوا داخلها بعض الاختلافات ففي ثلاثة وعشرون نسخة يوجد في كل نسخة خطأ املائي. وفي أحد النسخ وضعت كلمتين بالتبادل مثل مزيد من التوابل قلبت الى التوابل المزيد.
هل تعتقد ان العمة سالي قادرة على استعادة الوصفة بدقة؟ بالطبع يمكنها فالأخطاء الاملائية سهلة الاستكشاف. ويمكن ايضاَ اصلاح الجمل المقلوبة فهي جمل مفردة في عدد قليل. وحتى النسخة التي فيها اضافة سنري انه يمكن تجاهلها بالتمام. من نسخ العامة سالي مثل الذي اضاف مقادير ليست في بقيت النسخ.
حتى إذا وجد اختلافات عديده ومتنوعة لازال لدينا امكانية بناء النص الاصلي بمستوى قوي وعالي من الصحة بحسب الادلة النصية. فالأخطاء الاملائية ستكون واضحة. وستظهر الجمل المقلوبة بشكل صحيح وان ضاف أحدهم جملة تفسيرية او بطريق الخطأ من خلال المقارنة يمكن اكتشافها بسهوله.
هذا الامر في شكل مبسط، يشرح لنا كيف يعمل علم النقد النصي والنقاد النصيون. ووفقاً لبروس فإن هدف العلم هو تحديد الكلمات الاصلية من خلال الادلة المتاحة.(2)
يستخدم النقد النصي لاختبار جميع وثائق النصوص القديمة وليست فقط النصوص الدينية. فيخضع له ايضا الكتابات التاريخية والادبية. فهو علم ليس مبني على العشوائية والتخمينات لأنه ليس قاصر على اللاهوت. فهناك قواعد مشتركه يعمل بها. تسمح للنقد النصي تحديد القراءة الاصلية.
كم عدد وكم عمر؟
مقدرة الباحث في النقد النصي قوية لسببين ليس لدينا نسختين او عشرة او مائة حتى. فكلما زاد العدد كان الاسهل في المقارنة.
العامل الثاني ان لدينا وجود فجوة زمنية قصيرة بين الاصل المكتوب وما نسخ منه. فوجود نسخ قريبة يزيد عمل الناقد النصي ثقة في اعادة الصياغة الدقيقة.
ونجد ان الباحثين لديهم يقين على استعاده حروب اليهود ليوسيفوس فقد كان هناك تسع مخطوطات يرجع تاريخها للقرن الخامس اي بعد أربع قرون بعد كتابتها. (3) وتاسيتوس ايضاَ.
تحدث عن الامبراطور الروماني اناليس لكن هذه ايضاً لا يوجد سوى اثنين من المخطوطات يرجع تاريخها الى العصور الوسطي (4). ثيودوسيوس هناك ثماني مخطوطات ايضاَ. حروب قيصر عشر مخطوطات تاريخ هيوديت ثماني مخطوطات، وسبع مخطوطات من افلاطون، وكل هذا مؤرخ على مدى ألف عام من الأصل. الالياذة والاوديسة تعتبر من أكثر الكتابات التي لها مخطوطات عن اي عمل كلاسيكي، فيوجد منها 647 وهذا العدد لاقي اعجاب كبير (5). وكتب بروس “انه لا يوجد عالم كلاسيكي يقول ان صحة هيرودس او ثوسيديدس هي موضع شك بالرغم ان مخطوطاتهم اتت بعد أكثر من 1300 سنة من النسخ الاصلية.(6)
بالنسبة لمعظم الادلة الكلاسيكية القديمة فعدد المخطوطات قليلة وبعضها الفجوة بين الاصل والنسخ المكتوب 800 – 2000 سنة او أكثر ومع ذلك العلماء واثقون من اعادة واستعادة الاصل بدرجة عالية من الدقة. فكل معرفتنا بالتاريخ القديم يعتمد على وثائق مثل هذه.
ادلة المخطوطات الكتابية
بالمقارنة باي كتاب آخر، نجد ان دليل مخطوطات العهد الجديد تجعلنا نُذهل. اخر احصاء تم في عام 1980 اظهر ان عدد المخطوطات هي 5366 مخطوطة يونانية وهي على هيئة قصاصات. وهناك مخطوطات على هيئة كتاب (7).
من بين ما يقرب من 3000 منها تحتوي على 34 كاملة من العهد الجديد يرجع تاريخها من القرن التاسع الى 15 (8)
هناك مخطوطات كاملة ترجع للقرن الرابع وقد اشترت الحكومة البيرطانية المخطوطة السينائية من السوفيتيين في عام 1933 ب 100 ألف جنية استريليني (9) وهي تؤرخ لسنة 340 (10) وايضا المخطوطة الفاتيكانية ترجع تاريخها بين عام 325 – 350 والمخطوطة السكندرية وهي التي تحتوي على العهد القديم كامل والعهد الجديد شبه كامل وهناك مخطوطات اخرى من اواخر القرن الرابع الى القرن الخامس.
الادلة الاكثر اثارة تاتي من القصاصات
فتوجد مخطوطة باسم تشيستر بيتي يوجد داخلها معظم العهد الجديد وتصنف الى منتصف القرن الثالث (12) وايضاَ مخطوطة بودمر التي اكتشفت عام 1956 والتي تحتوي على اربعة عشر اصحاحاً من انجيل يوحنا ايضاً الاصحاحات السبع الاخيرة وتصنف لسنة 200 او ما قبل هذا (13)
ومع ذلك نجد اكتشاف مذهل هو جزء صغير من انجيل يوحنا الاصحاح 18: 31 – 33 وتسمى بمخطوطة جون رايلاند وهي أقرب البرديات زمنا، وتاريخها يرجع الى حوالي سنة 117 الى 138 وقد يكون قبل ذلك (14). وتؤكد لنا هذه المخطوطة ان انجيل يوحنا كان واسع الانتشار ووصل الى مصر في غضون ثلاثين عام. وهو الزمن هو اقل من جيل.
ويجب ان نضع في اعتبارنا ان البرديات عبارة عن قصاصات. يوجد لدينا ايضاً حوالي 50 مخطوطة تحتوي على العهد الجديد بأكمله. على الرغم ان معظم المخطوطات الأخرى تحتوي على الاناجيل الاربعة ومع ذلك فان الادلة النصية للمخطوطات العهد الجديد بالمقارنة مع غيرها من اعمال الكتاب العصور القديمة.
اقتباسات الاباء والترجمات القديمة
لا يزال هناك لدينا فحصان جديدان يؤكدان دقة المخطوطات وهما التراجم القديمة واقتباسات الاباء في وقت مبكر. فلدينا وثائق عن تاريخ الكنيسة اليونانية وهناك الترجمة اللاتينية. وبحلول القرن الثالث والرابع ترجم العهد الجديد الى القبطية والسريانية والارمينية والجورجية. وابتدأ يمتد لثقافات جديدة وبلغات جديده وتنتشر من خلال المبشريين ونمت الكنيسة وانتشرت رسالة الانجيل (1).
وتسمى ترجمات المخطوطات اليونانية بالنسخ بالإضافة الى هذا هناك مصادر خارج الكتاب المقدس وهي مصادر قديمة نقلت عن تعاليم اباء الكنيسة يقول بول بارنيت “انه كان هناك انتاج هائل من الادب المبكر المسيحي تم الحفاظ عليه (16) ويلاحظ بروس ميتزجر الحقيقة المذهلة “ان جميع مصادر إذا تم تدميرها ولا يوجد نص العهد الجديد بامكاننا تجميع النص من كتابات الإباء” (17).
في النهاية الحكم على ما سبق
ماذا يمكننا الاستنتاج من هذه الادلة؟ اشار عالم العهد الجديد دانيال والاس على الرغم ان هناك حوالي 300 ألف اختلافات في مخطوطات العهد الجديد الا ان هذا الرقم هو مضلل للغاية لان معظم الاختلافات ليس لها تاثير وغير منطقية فهي اخطاء املائية وعبارات مقلوبة وما شبه ذلك. وبالمقارنة بين النص الرئيسي نص الاغلبية والنص الحديث يظهر اتفاق كامل بنسبة 98 % (18).
فالعهد الجديد نقدياً يقول الباحثين اننا نملك 99.5% من نص العهد الجديد ولا شيء يؤثر على اي عقيدة مسيحية (19)
إذا رفضنا العهد الجديد على الاساس النقدي فسنرفض جميع الاعمال الكلاسيكية القديمة ونعلن انها باطلة ولاغية. كل المعلومات التاريخية القديمة التي لدينا من الالفية الثانية تصبح ليس لها اي معنى.
وننتهي بالسؤال هل تم تغيير نص العهد الجديد؟ التحليل الأكاديمي يقول بشكل حاسم لا لم يتم هذا.
المراجع
Misquoting Truth: A Guide to the Fallacies of Bart Ehrman’s Misquoting Jesus [Timothy Paul Jones]
Larry King with Shirley MacLaine, spring 1989.
Bruce, F. F. , The New Testament Documents: Are They Reliable? (Grand Rapids: Eerdmans, 1974), 19.
Barnett, Paul, Is the New Testament History? (Ann Arbor: Vine Books, 1986), 45.
Geisler, Norman L. , Nix, William E. , A General Introduction to the Bible (Chicago: Moody Press, 1986), 405. Note: Bruce records two existing copies of this document (p. 16) but Barnett claims there’s only one (p. 45) and that single copy exists in partial form. To be conservative, I’ve cited Geisler & Nix’s statistics.
Metzger, Bruce M. , The Text of the New Testament (New York and Oxford: Oxford University Press, 1968), 34. This number consists of 457 papyri, 2 uncials and 188 minuscule manuscripts.
Bruce, 16-17.
Geisler & Nix, 402.
Ibid.
Metzger, 45.
Geisler & Nix, 392.
Ibid. , 391.
Ibid. , 389-390.
Metzger, 39-40.
Geisler & Nix, 388.
Barnett, 44.
Ibid. , p. 46-47.
Metzger, 86.
Wallace, Daniel, “The Majority Text and the Original Text: Are They Identical?,” Bibliotheca Sacra, April-June, 1991, 157-8.
Geisler and Nix, 475.