#العيّنة_بيّنة (28): الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على أعدائه – يناقض: نص احبو اعدائكم
#العيّنة_بيّنة (28): الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على أعدائه – يناقض: نص احبو اعدائكم
الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على أعدائه – يناقض: نص احبو اعدائكم
يقول المعترض
يسوع كان يقتل ويتخلص من كل اعدائه بحسب ناحوم 1: 2 الرب إله غيور ومنتقم. الرب منتقم وذو سخط. الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على أعدائه. وهذا يناقض نص احبو اعدائكم متي 5: 44
الرد
يبدوا ان كاتب الشبهة غير مطلع على الفكر المسيحي ولا يعلم ان اسم يسوع هو الاسم الذي كان في ملئ الزمان لتحقيق مقاصد الله فالتجسد. في البشارة وهذا وارد في متي 1: 21 فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم». فبالتالي طارح الشبهة غير ملم بالفكر المسيحي فسفر ناحوم هو من ضمن اسفار العهد القديم. ثم نزع النص لزعم التناقض. لنري مفهوم النص اولاً
يقول كتاب:
Adeyemo, T. (2006). Africa Bible commentary (1085). Nairobi, Kenya; Grand Rapids, MI.: WordAlive Publishers; Zondervan
يتناول ناحوم سؤال من هو الرب؟ فيجيب على جانبين ان الرب مخيف وصالح. فهو يعطي أربع اسباب لماذا يهاب الرب. اولاً لأنه إله غيور. ومنتقم. وغاضب ويغضب على اعداءه. ان رد فعل الله علي الشر يشبه رد فعل الزوج التي تخونه امرأته فالوصف مشابه لما جاء في الامثال 6: 34 .
لأن الغيرة هي حمية الرجل، فلا يشفق في يوم الانتقام.
غضب الله هو غضب مقدس هو غضب على الظلم وانتهاك لحقوق.
غضب الله لا يأتي بالدينونة فوراً لأنه بطيء الغضب ففي نفس السفر الوارد فيه النص يقول ناحوم 1
3 الرب بطيء الغضب وعظيم القدرة، ولكنه لا يبرئ البتة. الرب في الزوبعة، وفي العاصف طريقه، والسحاب غبار رجليه.
وانتقام الرب لا يتم جزافاً بل يتم ضد من يعتدوا على شعبه ولعل أبرز الامثلة
رومية 12
19 لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكانا للغضب، لأنه مكتوب: «لي النقمة أنا أجازي يقول الرب.
فغضب الرب هو رد فعل الي الظلم وانتهاك الحقوق.
فكما ان الله اظهر اللطف والصبر. ومع ذلك من يعادون الرب الان يتمتعون بسلام لكن لا ينبغي طمأنتهم حول المستقبل لان الرب صبر الي أقصى الحدود.
إذا ذكر الكتاب تشبيهات انسانية تسمي Anthropomorphism وهي نسب واستخدام صفات انسانية لكيان غير انساني. لتوصيل المعني واللغة فهدف الرب هنا من استخدام هذه التعبيرات في كلام ناحوم هو طمأنتة شعبه انه إله قوي لا يسمح لأي شخص ان يؤذيهم. فهو إله طيب ولديه صبر حتى علي الاعداء لكن حينما يمسوا ابناءه سيغضب ليس غضب انساني بل معني الغضب هنا انه سيردع الاعداء فيخافون.
لذلك قال كتاب:
Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary : An exposition of the scriptures (1:1497). Wheaton, IL: Victor Books.
الرب صالح وهو متحمس للغاية بحماية كل من ينتمي اليه. فالله ينتقم بمعني انه يدافع عن قضية شعبه ضد اعدائهم ويفعل هذا لأنه غيور وحماية لشعبة. فأعداء شعبه هم من يعادوه وهو سينتقم منهم.
فكل من يعادي ابناء الرب يكون الرب سند لأولاده فهو إله قوي يستطيع ان يحمي شعبه من اعدائهم. وهذا ما اكده ناحوم فعندما ذكر هذا ذكر ايضا ان الرب رحيم وبطيء الغضب.
وقال كتاب:
KJV Bible commentary. 1997, c1994 (1753). Nashville: Thomas Nelson.
ان كلمة غيور تشير في العبري الي انه متحمس وبالفعل اللفظ العبري يشير الي الحماس وينبغي ان لا ننسب الصفات الناقصة للإنسان لله فالله هو متحمس لأجل البر والعدالة يدافع عن شعبه. ليس كما يغيير الانسان او يحقد،
ويقول كتاب:
MacDonald, W., & Farstad, A. (1997, c1995). Believer’s Bible Commentary : Old and New Testaments (Na 1:1-8). Nashville: Thomas Nelson.
غيرة الله هي غيرة صالحة للزوج على زوجته التي يحبها ليس الغيرة هو حسد من لآخرين. فإسرائيل هي زوجة يهوه بحسب هوشع.
يغني عن قوة الرب فالرب لديه صبر وبطيء الغضب لكن لا تثيروا غضبة غضب الله عظيم
فالغضب ليس خطية لكن يعتمد علي نوع الغضب فيسوع هو المثل الاخلاقي في العهد الجديد كان غاضباً علي الخطية بحسب متي 23: 15 – 35 .
فالرب يحب الاشرار ويريد خلاصهم
في سفر حزقيال ٣٣: ١١قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ فالله لا يسر بموت الشرير بل يكون سروره برجوع الشرير عن الطريق الذي يسلكه ويؤدي للموت الابدي.
كما في العهد الجديد إلهًا يُسَرّ بالتّوبة هكذا ذكر في العهد القديم ويقول الوحي الالهي ايضاً في السفر نفسه ويؤكد انه لا يسر بموت الشرير حزقيال ١٨: ٢٣ هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ إذا الله لا يريد ان يهلك وان يدمر ولا يسر بهذا وهذا ما اكدة الوحي الالهي في العهد الجديد ايضاً عن تأني الله في بطرس الثانية بطرس الثانية ٣: ٩ ٩ لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. فالله لا يشاء ان يهلك الناس فمن يزعم ان الله لا يحب اعدائه ينبغي ان يطلع من جديد على كلمة الرب.
يفترض هذا السؤال ان الله يرسل الناس الي جهنم ضد ارادتهم ولكن هذا ليس صحيحا , الله يريد ان الجميع يخلصون (2بط9:3) لذا فان غير المخلصين هم الذين لا يريدون ان يخلصوا , كما عبر عن ذلك سي اس لويس C.S.Lewis (ملحد سابق) ” ان باب الجحيم مقفل على الذين هم في داخلها ” كل الذين يذهبون الي هناك ,يقصدونه باختيارهم الشخصي ,ثم يضيف لويس , هناك نوعان فقط من البشر في نهاية المطاف , اولئك الذين يقولون لله لتكن مشيئتك ,واولئك الذين يخاطبهم الله بالقول :لتكن مشيئتكم انتم , كل الذين في جهنم هم هناك باختيارهم ” , فوجود جهنم لم يكن ممكنا لولا وجود حرية الاختيار الشخصي.
إذا كانت المحبة هي الاساس فاين العدل؟ واين مشيئة الانسان؟ فالرافض لله كيف يعيش مع الله هل سيجبره الرب؟
فأوصانا الرب يسوع ان نحب اعدائنا. وهذه اسمي انواع الحب. ولم يأتي أحد بوصية مثل هذا. فيمكن للعدو ان يكون مسيحي او يكن مختلف الدين لكن من خلال المحبة نعمل على تغييره واسترجاعه. ونري العديد من النماذج للمحبة التي غيرت الاعداء. فليس العدو هو من يغزوا بل من يعادي وهذا ما وقع فيه المعترض في مفهومه لكلمة الاعداء.
واخرج الكاتب الشبهة من سياق اعداء بني اسرائيل المعتدون عليها الي اعداء الانسان. فإسرائيل كانت وسط العالم غير المؤمن وهو الشعب المختار بينما نحن في عهد النعمة. فالرب يحامي على اسرائيل كاب لهم. فلا يوجد اي تناقض بين قول الرب أحب اعدائكم لتغيير البشر الي الافضل ورؤية أفضل للرب. وبين ان الرب يحامي من خلال المقاصد الالهية لا بناءه تجاه اي شخص من يعاديهم.
ليكون للبركة