تحليل الكذب – كذبة داود على اخيمالك – هل تحلل المسيحية الكذب؟
الرد على شبهة تحليل الكذب كذبة داود على اخيمالك – هل تحلل المسيحية الكذب؟
يقول المعترض جاء في صموئيل الاول 21
1 فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى نُوبٍ إِلَى أَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ، فَاضْطَرَبَ أَخِيمَالِكُ عِنْدَ لِقَاءِ دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا أَنْتَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ مَعَكَ أَحَدٌ؟».
2 فَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ: «إِنَّ الْمَلِكَ أَمَرَنِي بِشَيْءٍ وَقَالَ لِي: لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌ شَيْئًا مِنَ الأَمْرِ الَّذِي أَرْسَلْتُكَ فِيهِ وَأَمَرْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الْغِلْمَانُ فَقَدْ عَيَّنْتُ لَهُمُ الْمَوْضِعَ الْفُلاَنِيَّ وَالْفُلاَنِيَّ.
تفسير أصحاح 21 من سفر صموئيل أول للقمص تادرس يعقوب:
لقد خارت قوى داود فاستخدم الخداع والمواربة ونوعًا من الكذب ليبرر موقفه أمام أخيمالك إذ قال له: “إن الملك أمرني بشيءٍ، وقال لي: “لا يعلم أحد شيئًا من الأمر الذي أرسلتك فيه وأمرتك به، وأما الغلمان فقد عينت لهم الموضع الفلاني والفلاني” [2]. كان داود رجلًا حسب قلب الله، لكنه في ضعفه كان يخطئ؛ وقد أدى ضعفه هذا وكذبه إلى عواقب وخيمة؟ [18-19].
طلب داود من خبز الوجوه، الخبز المقدس (لا 24: 5-9)، الذي كان الكهنة يضعونه جديدًا كل سبت ويأكلون القديم، ولا يحل تقديمه لغير الكهنة. ومع ذلك فقد قبل أخيمالك أن يقدمه لداود ورجاله إن كانوا طاهرين حتى من العلاقات الزوجية، ذلك لأنهم جاعوا ولم يكن يوجد خبز آخر.
استخدم السيد المسيح الحادثة ليوضع لليهود كيف أنه يحل للتلاميذ أن يقطفوا السنابل ويفركوها بأيديهم ويأكلوا منها يوم السبت (مر 2: 25؛ مت 12: 3-4؛ لو 6: 3-5).
يقول القديس كيرلس الكبير: [مع أن داود سلك مسلكًا مغايرًا للناموس ولكن له في نفوسنا كل إكبار وإجلال، فهو قديس ونبي… يجب أن نلاحظ أن خبز التقدمة الوارد ذكره في رواية داود يشير إلى الخبز النازل من السماء الذي تراه على موائد الكنائس المقدسة وأن جميع أمتعة المائدة التي نستعملها في خدمة المائدة السرية لهي رمز للكنوز الإلهية الفائقة[158]
لم يفعل داود النبي ذلك عن تهاون بالوصية أو تراخ، لكن لم يكن أمامه طريق آخر، لذا لم يُحسب أكله هو ومن معه من هذا الخبز كسرًا للوصية[159].
الرد على الشبهة
لسنا في خلاف مع ما اورده الكاتب من تفاسير فهو وضع الشبهة والرد عليها في آن واحد. وهذا ليس عجيب فبالتالي هو لم يقرئ ما وضعه لانشغاله بالنسخ.
فهذا النموذج الذي يطلعنا عليه الكتاب من وجود الضعف البشري فالكتاب لا ينفي الكذب فقط بحسب تص في جملة فقط. مثل ما جاء في اللاويين 19 لاَ تَسْرِقْ، وَلاَ تَكْذِبْ، وَلاَ تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ والعديد من النصوص الأخرى التي تكلمت عن خطية الكذب. لكن الكتاب لا يقف عند هذا الحد فقط بل يوضح عواقب الكذب من خلال نموذج كتابي ومثال فالإنسان دائماً يحتاج للنموذج والمثال ومن خلال هذا الحدث يطلعنا الكتاب عن كذب داود وعواقب ما يفعله الكذب في الانسان. فالخطية ليست مبررة في عيني الرب ولا نجد قولاً ان الرب امر داود بالكذب.
يخبرنا كتاب:
Adeyemo, T. (2006). Africa Bible commentary (363). Nairobi, Kenya; Grand Rapids, MI.: WordAlive Publishers; Zondervan.
كان يجب على داود من تجاربه السابقة ان يعلم ان ما يفعله من كذب هو امر غير ضروري. فالله بإمكانه انقاذه إذا قال الحقيقة.
وذكر كتاب
MacDonald, W., & Farstad, A. (1997, c1995). Believer’s Bible Commentary: Old and New Testaments (1 Sa 21:1-6). Nashville: Thomas Nelson.
عندما تخوف الكاهن وسال داود لماذا انت وحدك كذب داود وقال انه في مهمة سرية للملك وساله داود عن بعض الخبز فقال ان كل ما هو متوفر هو الخبز المقدس خبز الوجوه فعرض الكاهن على داود الخبز بشرط ان الرجال لا يكونوا قد حفظوا أنفسهم. وكان رد داود ان النساء بالفعل منعت عندهم والامتعة ايضا مقدسة.
يقول كتاب:
Chrispin, G. (2005). The Bible Panorama: Enjoying the Whole Bible with a Chapter-by-Chapter Guide (135). Leominster, UK: Day One Publications.
خدع داود اخيمالك وقال انه في مهمة من قبل شاول واعطاه اخيمالك الخبز ولعل داود فكر ان اخيمالك لم يعاقب بسبب وجود رئيس راعاه شاول وهو دواغ الأدومي.
ويذكر كتاب:
Willmington, H. L. (1997). Willmington’s Bible handbook (156). Wheaton, Ill.: Tyndale House Publishers.
ان داود هرب الي نوب وسعي الي الطعام هو ومن معه من الرجال من الكاهن وكذب ولم يقل انه هارب. فمن الواضح هنا ان داود لم يثق في كلمة الرب انه سيكون ملك.
وكان داود يصلي ان يبعد عنه الرب طريق الكذب ويرحمه
وهذا ما اكده كتاب:
Wesley, J. (1999). Wesley’s Notes: First Samuel (electronic ed.). Logos Library System; Wesley’s Notes (1 Sa 21:2). Albany, OR: Ages Software.
أعلن داود التوبة من خطية الكذب في مزمور 119: 29
29 طريق الكذب أبعد عني ، وبشريعتك ارحمني
فداود يعلم ان الكذب هو خطية وان الرحمة هي بشريعة الرب وبالتالي يعلم انه قد كذب. وان هذه خطية لذلك قال العديد من المفسرين ان النص الوارد في المزمور هو عن طلب التوبة عن الخطايا التي فعلها داود في الكذب. والاجماع ان داود فعل خطية بالفعل هي خطية وخطية سيئة جداً ولعل الكتاب ذكرها ليبرز عواقب الكذب.
وذكر الكتاب انه بسبب الكذب قتل اخيمالك والكهنة وهذا ورد في اصحاح 22
فيقول كتاب:
The Reformation Study Bible: English Standard Version. 2005 (R. C. Sproul, Ed.) (410). Orlando, FL; Lake Mary, FL: Ligonier Ministries.
كان لما فعله داود كارثة لأخيمالك والكهنة في نوب وهذا جاء في صموئيل الاول 22
7 فقال شاول لعبيده الواقفين لديه: «اسمعوا يا بنيامينيون: هل يعطيكم جميعكم ابن يسى حقولا وكروما؟ وهل يجعلكم جميعكم رؤساء ألوف ورؤساء مئات، 8 حتى فتنتم كلكم علي، وليس من يخبرني بعهد ابني مع ابن يسى، وليس منكم من يحزن على أو يخبرني بأن ابني قد أقام عبدي على كمينا كهذا اليوم؟» 9 فأجاب دواغ الأدومي الذي كان موكلا على عبيد شاول وقال: «قد رأيت ابن يسى آتيا إلى نوب إلى أخيمالك بن أخيطوب. 10 فسأل له من الرب وأعطاه زادا. وسيف جليات الفلسطيني أعطاه إياه». 11 فأرسل الملك واستدعى أخيمالك بن أخيطوب الكاهن وجميع بيت أبيه الكهنة الذين في نوب، فجاءوا كلهم إلى الملك.
12 فقال شاول: «اسمع يا ابن أخيطوب». فقال: «هأنذا يا سيدي». 13 فقال له شاول: «لماذا فتنتم على أنت وابن يسى بإعطائك إياه خبزا وسيفا، وسألت له من الله ليقوم على كامنا كهذا اليوم؟». 14 فأجاب أخيمالك الملك وقال: «ومن من جميع عبيدك مثل داود، أمين وصهر الملك وصاحب سرك ومكرم في بيتك؟ 15 فهل اليوم ابتدأت أسأل له من الله؟ حاشا لي! لا ينسب الملك شيئا لعبده ولا لجميع بيت أبي، لأن عبدك لم يعلم شيئا من كل هذا صغيرا أو كبيرا». 16 فقال الملك: «موتا تموت يا أخيمالك أنت وكل بيت أبيك».
17 وقال الملك للسعاة الواقفين لديه: «دوروا واقتلوا كهنة الرب، لأن يدهم أيضا مع داود، ولأنهم علموا أنه هارب ولم يخبروني». فلم يرض عبيد الملك أن يمدوا أيديهم ليقعوا بكهنة الرب. 18 فقال الملك لدواغ: «در أنت وقع بالكهنة». فدار دواغ الأدومي ووقع هو بالكهنة، وقتل في ذلك اليوم خمسة وثمانين رجلا لابسي أفود كتان. 19 وضرب نوب مدينة الكهنة بحد السيف. الرجال والنساء والأطفال والرضعان والثيران والحمير والغنم بحد السيف.
20 فنجا ولد واحد لأخيمالك بن أخيطوب اسمه أبياثار وهرب إلى داود. 21 وأخبر أبياثار داود بأن شاول قد قتل كهنة الرب. 22 فقال داود لأبياثار: «علمت في ذلك اليوم الذي فيه كان دواغ الأدومي هناك، أنه يخبر شاول. أنا سببت لجميع أنفس بيت أبيك. 23 أقم معي. لا تخف، لأن الذي يطلب نفسي يطلب نفسك، ولكنك عندي محفوظ».
فهل يوجد اوضح من هذا النموذج لتوضيح مساوئ الكذب وعواقبه؟ كم من مقالاً عن الكذب ذكر هذه الحادثة ككراهية للكذب ولعواقب الكذب؟
– فللكذب عواقب يمكن ان تكون وخيمة: عندما هرب داود ليحتمي من شاول كذب على اخيمالك “الكاهن في نوب” لا نجد في الكتاب المقدس تبريرا لهذه الكذبة. بل لقد ادت الى قتل 85 كاهنا (1صم 22: 6-23). وقد لا تبدو كذبة داود الصغيرة ضارة جدا، ولكنها ادت الى كارثة. والكتاب المقدس يبيّن بوضوح ان الكذب خطاْ (لا 19:11). فهو مثل سائر الخطايا خطير في نظر الله، وقد يؤدي الى عواقب اليمة. وعلينا ان لا نقلل من قيمته، بل ان نتجنبه، بغض النظر ان تمكنّا من رؤية عواقبه الكامنة فيه او لم نتمكن.
والعجيب ان المعترض وضع السؤال والاجابة في سؤاله لكن للتوضيح أكثر اذكر له لماذا يذكر الرب لنا خطايا الاتقياء. واستخدم الرب يسوع ما فعله داود في العهد الجديد في اشارة الي انه يريد رحمة لا تطبيق حرف الشريعة في الجانب الخاص بالطعام فقط. فهل لا نعطي الجائع بسبب ان الشريعة تمنع وهو لا يوجد لديه بديل اخر سوي خبز الوجوه الخاص بالكهنة؟ باي منطق. وضرب لنا مثال رائع ايضا في الرحمة التي ينبغي ان تغلب حرف الوصية.
يحتاج اليوم الانسان لنماذج لا لكلام نظري فقط. فكل شخصية في الكتاب المقدس هي نحن…! فعندما تكتئب تذكر ارميا وحينما تكون سارق واصابك الضعف تذكر شاول وحينما لا تصدق الرب تذكر ضحك سارة …. الى اخره.
فذكر الكتاب خطايا الاتقياء لأكثر من سبب:
1- لم يخفي الكتاب المقدس او يزين ضعف اتقاؤه. سواء كان ابراهيم او اسحق او موسي او داود وغيرهم. فكل البشر اصابهم الضعف وهذا ما تذكره لنا رسالة رومية 3: 10 – 23.وقد كان يسوع هو الاستثناء الوحيد بحسب رسالة العبرانيين 4: 15، بطرس الاولي 2: 22. فما ذكره الكتاب عن خطايا الابطال هو أحد ادلة وحي الكتاب المقدس.
2- ان ذكر الخطايا وتسجيل الضعفات تأكيد هام على تأثير هذه الضعفات على الشخص فكتبت لتعليمنا لنري مدي شوهة الخطية الانسان بقصص واقعية حية. لا كلام نظري او نصائح بل حياة حقيقية واقعية. وايضاً عدم تغاضي الرب عن الاعمال فتجاوز موسي منعه من دخول كنعان وخطية داود مع بتشبع عوقب عليها وكان الامر كريه في عيني الرب وقدم توبة.
3- اعطاء نموذج على الجهاد ضد الضعف وثقتهم الكبيرة في الرب ومحاولة الحياة تحت مشيئته طوال الوقت. فلا أحد منا او منهم سيصل الي الكمال التام فنحن ما زلنا في هذا الجسد وسوف نعمل افعال خاطئة لكن حياة الجهاد تساعدنا على التغلب على نقاط الضعف باستمرار والنقاء باستمرار حتى نصل الي ابهي صوره لشركة المسيح. في رومية 15: 4 • 4. لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ.
4- ذكر خطية شاول الطرسوسي اعطي امل ونموذج لكل فاسد وخاطئ لكي يصبح بولس وليس شاول. وامثلة مثل الابن الضال وغيرها تكشف لنا محبة الله لنا وغفران الله الرائع فالخطية تمحي وتعود العلاقة من جديد.
5- مواجهة عيوبنا بقوة وشجاعة فنحن نجد عيوبنا في عيوبهم في قصة نعمان السرياني نموذج قاد نعمان الي الشفاء الايمان بالله وقصر زكا البدني قاده الي اللقاء بيسوع الذي وصفه بانه ابن ابراهيم. وشاول أصبح بولس كل ما جاء هو لنا نحن فنحن السامرية والمرأة الخاطئة وكل شخصية في الكتاب.
6- قد يعتقد القارئ ان هذه القصص لكوكب اخر…! لكن مع التأني نجد انها لنا فهذه قصص لأشخاص ارتكبوا الخطية ولم يظهروا نوعاً ما من الايمان سوي القليل بالرغم من بركات الله لهم. فهؤلاء مثلنا لكن برؤية ضعفهم يمكننا الشعور بمدي ضعفنا فالإنسان لا يشعر بخطاياه الا عندما يفعلها اخر او يتأملها في اخر قد ينتقد الانسان يهوذا بشكل صارخ ماذا فعل هذا؟ وهو يفعل افعال يهوذا! فالقصص تساعدنا على وضعنا في نطاق صحيح نحن مثل هؤلاء والله يعمل فينا.
7- نتذكر رحمة الله وان الله يختار الضعفاء ليخزي بهم الحكماء و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى و غير الموجود ليبطل الموجود بحسب كورنثوس الاولي 1: 26 – 31.
8- وضع كل هؤلاء في ميزان يسوع الانسان الكامل الرحمة الكاملة الحكمة الكاملة. فنضع ثقتنا كامله في يسوع وحده دون ان يقول لنا اتبعني فنتبعه.
ليكون للبركة.