محررة ” جريدة الفجر” تنتحل شخصية ملحدة بكشك الفتوى في المترو: نجاسة المسيحي معنوية.. و”مفتاح الحياة” شبهة لأنه يشبه الصليب
محررة ” جريدة الفجر” تنتحل شخصية ملحدة بكشك الفتوى في المترو: نجاسة المسيحي معنوية.. و”مفتاح الحياة” شبهة لأنه يشبه الصليب
■ مفتاح الحياة شبهة؛ لأنه يشبه الصليب.
■ نجاسة المسيحي معنوية.
■ يجوز للمرأة الحائض أن تقلب أوراق المصحف بالقلم.
■ من حق الأخ أن يمنع أخته من الخروج إذا خلعت الحجاب.
■ المظاهرات بتصريح حلال وبدون تصريح حرام.
■ المرأة الزانية هى اللي بايعة نفسها وسبب في سقوط الكثير من الرجال الشرفاء.
■ شيوخ كشك الفتوى لمحررة الفجر: “تعبتينا من كتر الجدال”دائمًا ما كنا نسمع عن أكشاك لبيع السجائر وغيرها لبيع الحلوى والملابس، ولكننا لم نسمع مطلقا عن “كشك الفتوى” وهو الكشك الذي قلب مصر رأسًا على عقب وأصبح حديث المصريين على شاشات التليفزيون والجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي.
في محطة مترو “الشهداء” التي تعد أكثر المحطات ازدحامًا، ذهبنا إلى كشك الفتوى في تجربة مختلفة، خاضتها “الفجر”؛ لمعرفة كيف يفكر شيوخ الأزهر، بعد تغير أفكار ومفاهيم الكثير من الشباب والفتيات بفعل الانفتاح، وأصبحوا أكثر جرأة وتمردا خاصة بعد قيام ثورة يناير.
مكتب واحد يجلس عليه ثلاثة شيوخ ذو لحية، منهم شيخين أعمارهما تتراوح بين أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينيات أحدهم بشرته فاتحة والآخر سمراء، والثالث يبدو عليه أنه في أواخر الأربعينيات من عمره، لحيته بها الكثير من الشعر الأبيض، وقبل أن نذهب إليهم بحثنا وتحدثنا كثيرا مع شباب وفتيات اتجهوا إلى الفكر اللاديني والإلحادي؛ لنعلم الأسئلة التي تدور بأذهانهم عن الدين الإسلامي ومن ثم نقلها إلى مشايخ الكشك للحصول على إجابات، والاطلاع على كيفية مواجهة الأزهر لهذه الأفكار الدخيلة.
بحجاب عادي كالكثير من المسلمات في مصر و”سلسلة” بها مفتاح الحياة -وهو الرمز الفرعوني الشهير-، دخلت إلى الكشك فطلب مني الشيخ صاحب البشرة السمراء بطاقتي لتدوين بياناتي في دفتر كبير يدون به أسماء المترددين على هذا الكشك؛ للحصول على فتوى، وكنت أنا رقم “50” في هذا اليوم، وتم تدوين كافة بياناتي ورقم تليفوني وبعد الانتهاء من هذه المهمة سألني الشيخ الأسمر، مشيرا بإصبعه على “سلسلة مفتاح الحياة” ما هذا ؟ فأخبرته: هذا مفتاح الحياة رمز فرعوني، فرد: اعتقد أنه “صليب” ولكن في هذه اللحظة تدخل الشيخ ذات البشرة الفاتحة على الرغم من انشغاله مع فتاة جاءت إلى “الكشك” للحصول على فتوى، قائلا: هذا رمز فرعوني ولكنه إذا كان إشارة دينية أو صليب سيكون حراما؛ لذلك ليس به أي تحريم.
وبعد أن استكملت مع الشيخ صاحب البشرة السمراء حديثي قاطعني قائلا: من الأفضل ألا ترتديه؛ لأنه يبدو عليه أنه مثل الصليب ومن الممكن أن يظن البعض أنك مسيحية فلذلك من “باب أولى” ألا ترتديه وبعدها قلت له: أنا أتيت اليوم إلى هنا بناء على رغبة والدتي التي طلبت مني مرارا وتكرارا أن أذهب لأحد الشيوخ؛ لأنني عندي ميول إلحادية وأشعر أنني ملحدة ولا أؤمن بالأديان ولا بشيء، فشعرا الشيخ الأسمر والشيخ ذات اللحية البيضاء باستغراب شديد، فقلت لهما أنني أشعر أن الإسلام يقلل من المرأة ولا يعطيها حقها .
وقبل أن يلتقطوا الحديث مني، سألتهم: لماذا المرأة في فترة الحيض تصبح نجسة ولا يجوز لها الصوم والصلاة ولا يجوز لها حتى أن تمس وتحمل “المصحف” فكيف ذلك والله هو الذي خلقها هكذا ؟ فليس من المنطقي أن يخلقني الله بمكونات جسدية مختلفة عن الرجل وبعد ذلك يتم وصفي بالنجاسة بسبب دماء الحيض؟، فرد الشيخ ذو اللحية البيضاء قائلا: إذا احتلمت المرأة أو الرجل فيجب أن يغتسل؛ لأن به جنابة فقلت له أنا لا أتحدث عن الاحتلام أنا أتحدث عن دماء الحيض فهذه الدماء سبب في وجود البشرية؛ لأن الحمل يتم عادة بعد انتهاء فترة الحيض فمن حقي أن أعرف لماذا المرأة نجسة، فرد الشيخ صاحب البشرة السمراء: إن النبي قبل الحجر الأسود فسيدنا عمر بن الخطاب قال لولا أني رأيت رسول الله قبلك ما قبلتك، فأخبرته أنا أسألك عن دماء الحيض ولماذا المرأة تكون نجسة في هذه الفترة فكيف يخلقني الله بدماء الحيض وليس لدي أي يد بهذا الأمر؛ لأنها خلقة الله ويتم وصفي بأنني ناقصة عقل ودين ويتم إجباري على عدم الصوم والصلاة بحجة أنني في هذا الوقت متعبة ومرهقة بالرغم من أن الله لم يجبر المرأة الحامل على إفطار رمضان أو عدم الصلاة ولكنه أعطاها رخصة بأنه إذا لم تستطع الصيام فمن الممكن أن تفطر رمضان ولم يجبرها على إفطار رمضان، كما أجبر المرأة الحائض على الإفطار.
هل يجوز أن أمسك المصحف أثناء فترة الحيض؟، فقال صاحب البشرة السمراء: يجوز لكي أن تقلبي صفحات المصحف بقلم ولا تمسكيه بيدك، فيما تدخل الشيخ ذو اللحية البيضاء قائلا: إذا كانت السيدة في فترة دراسة يجوز أن تلمسه؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات ولكن لا يجوز أن تقرئيه على سبيل التعبد والصلاة أو تأخذي عليه ثواب، فقلت له هل إذا قلبته بقلم هل بذلك لن أنجسه فقال “نجاسة معنوية”، حيث قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا”، موضحا أنه هل إذا قابل مسلم مسيحي وسلم عليه هل بذلك ينجسه؟ ومن المفترض أن يتوضأ مرة أخرى، بالطبع لا “لأنه نجسني نجاسة معنوية مش نجاسة عينية” على حد قوله.
وبعدها بدأت أناقشهم في مسألة الميراث، وأن المرأة تأخذ نصف الرجل في الميراث، فقال الشيخ ذو اللحية البيضاء هل تعلمين أن المسيحيين يورثون تبعا للشريعة الإسلامية، فقلت هذا في مصر فقط؛ لأن القانون المصري ينص على ذلك ولكن في الدول الأوروبية الغالبية العظمى منهم مسيحيين ولا يطبقون قوانين الميراث التي نطبقها في مصر والتي تتبع الشريعة الإسلامية، ولكن هناك فالمرأة مساوية تماما للرجل في الميراث، ولكن هنا على سبيل المثل إذا أنجب الأب 20 بنت وبعدها توفى الأب فالـ 20 بنت لا يأخذون الميراث بالكامل ويذهب جزء من الميراث لأهل والدهم، ولكن في حالة إنجاب الأب ولد واحد فقط يحجب الميراث بالكامل، فرد: “دي حكمة من ربنا احنا منعلمهاش”، فقلت: لقد أعطانا الله عقلا لنفكر به وليس من المفترض أن نقبل الأشياء كما هى بل يجب علينا استخدام عقولنا”.
وهنا تدخل الشيخ صاحب البشرة السمراء: هل المشكلة عندك في الميراث فقط فأكدت: لا في عدة أشياء أخرى أنا أتيت إلى هنا بسبب بعض الشكوك التي أشعر بها وأريد منكم أي شيء ينير طريقي، فرد بخصوص الميراث فإن الرجل له حق القوامة بمعنى أن الولد مسؤول عن أبوه وأمه ولكن البنت ليست مسؤولة عن أحد، موضحا أن هناك حالات تأخذ فيها المرأة أكثر من الرجل، فعلى سبيل المثال إذا توفت امرأة ولديها زوج وابنة فالزوج يأخذ الربع والابنة تأخذ النصف والباقي ستأخذه الابنة وبذلك تأخذ الابنة ثلاثة أرباع الميراث أي بذلك المرأة أخذت أكثر من الرجل، فقلت: هذه المقارنة ليست صحيحة؛ لأننا حينما نقارن، نقارن بين طرفين لديهما نفس الظروف ونفس صلة القرابة فالمقارنة في الميراث ليست بين ذكر وأنثي في المطلق ولكن المقارنة بين اثنين لهما نفس الظروف، فالمقارنة ستصبح صحيحة إذا قمنا بالمقارنة بين نصيب الزوج من الميراث في حالة وفاة زوجته وهو الربع أو النصف وبين نصيب الزوجة في حالة وفاة زوجها وهو الثمن أو الربع، في هذه الحالة نستطيع المقارنة، ولكن في الحالة التي عرضتها لا نستطيع المقارنة؛ لأن المقارنة يجب أن تتم بين شيئين متشابهين.
فقال: إن الرجل له حق القوامة والإنفاق لذلك فيأخذ أكثر، فقلت إن الأمر تغير تماما هذه الأيام فنسبة الأسر المصرية التي يعولها نساء 37% والأسر الباقية الكثير منها يعولها نساء ورجال، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية تغيرت تماما والمرأة أصبحت تعمل وتنفق مثل الرجل تماما، وأوضحت له أنني أتحدث عن واقع يحدث الآن وأن السبب الذي من أجله يأخذ الرجل ضعف المرأة لم يصبح موجودا، وعلى ما أعتقد أن الشرع به قاعدة تنص على ذلك، فقال الشيخ الأسمر لكن المواريث هذه ثوابت تشريعية وهل شرع الله لنا شيئا يضرنا، فقلت له أن الإسلام نزل منذ 1400 عام والمجتمع تغير تماما.
وهنا تدخل الشيخ صاحب البشرة الفاتحة وحاول إقناعي وكرر الكلام الذي قاله الشيخين، فقلت إن الشرع به أحكام عامة، والشرع والقانون حينما يضعوا حكما لا يضعوه على أحكام شخصية ولكن هناك أحكام عامة، قائلا “الحمد لله انها جت في القرآن الكريم ولو كانت جت في السنة مكناش خلصنا”، موضحا أن الشرع عندما جاء وضع قواعد عامة ولم يضع استثناءات والقاعدة العامة هى أن الرجل أكثر إنفاقا.
وسألني هل لديك شك في هذه القاعدة العامة، قلت له حاليا نعم عندي شك في هذه القاعدة العامة؛ لأن الموضوع اختلف عن من قبل وأصبحت المرأة تعول وتنفق مثل الرجل، فسألته ماذا لو أصبحت القاعدة استثناء والاستثناء قاعدة، كما أصبح الأمر حاليا فأجاب: “نفس الحكم ماشي؛ لأن الشريعة حطت أحكام الاستثناء والاستثناء لن يكون قاعدة” مثل الاستثناء في أكل لحم الميتة فهذا استثناء وليس قاعدة، قلت له القرآن نزل من 1400 سنة والعالم تغير تماما وفي كل العالم المرأة تعمل مثل الرجل فأجاب: “ربنا هو اللي كتبها وعارف ايه اللي يصلح لنا”، فقال الشيخ الأسمر: “انتوا عاوزين تحطوا راسكوا براس الراجل”.
وتابعت: كل الآيات القرآنية بيقدم فيها المذكر على المؤنث ماعدا في آية “الزانية والزاني” هنا قدم المؤنث على المذكر فلماذا وطوال الوقت والقرآن يقدم المذكر على المؤنث ؟، فقال إن طبيعة اللغة العربية تقديم المذكر على المؤنث وهذا صميم اللغة ولكن في هذه الآية الأمر مختلف “لأن لو المرأة هي اللي بايعة نفسها هتبقى سبب في سقوط الكثير من الرجال الشرفاء.. لكن لو المرأة شريفة مش هتوقع حد”، فسألته لماذا الشرف يرتبط بالمرأة فقط ولماذا الشهوة بالمرأة فقط، على الرغم من أن هناك رجال من الممكن أن تكون فيهم الشهوة وتنظر المرأة لهم بشهوة”، فقال؛ لأن الطبيعة أن الرجل هو الذي يعاكس المرأة؛ لأن “الراجل طبعه كده” ولن تجدي امرأة تعاكس رجل؛ لأن هذا طبع الرجل، والمرأة طبيعتها الحياء فقلت له كيف ذلك “والنبي كان أشد حياء من البنت في خضرها”، ومن المفترض أن النبي قدوة يقتدي بها رجال المسلمين، فالحياء بذلك يفرض على الرجل والمرأة وليس على المرأة فقط ، فرد: “تعبتيني من كتر الجدال”.
وانتقلت في الحديث معهم عن تعدد الزوجات، فقال إن الإسلام جاء في وقت كان الرجل يتزوج 10 نساء ولديه 10 نساء ملك يمين، فكان يجب أن يقننها وكان من الصعب أن يفرض عليهم الزواج بواحدة فقط؛ لذلك كان لابد من تدريجها فقلت له كان من الممكن أن يتم تحريم تعدد زوجات على مراحل كما حرم شرب الخمر.
وعن رأيهم في خلع الحجاب، قلت: هل من حق أخي أن يمنعني من الخروج في حالة خلعه ؟ فأجاب: نعم من حقه أن يمنعك من الخروج، فرددت عليه هل من حق أخي يفرض علي ملابس معينة وأن يرفض خروجي من المنزل في حالة ارتدائي ملابس ضيقة فقال: نعم من حقه لأنه سيسأل عنك.
سألته هل المشاركة في الجمعيات النسوية حرام، أجاب لا؛ لأن المرأة في الكثير من المجتمعات مظلومة ولكن من وجهة نظري المرأة هنا واخده حقها، وعن نزول المظاهرات ضد الحاكم قال إن هناك قانون للتظاهر يجب إتباعه وتقديم طلب للجهات المختصة فبذلك ليس حراما، إنما لو لم يتم تقديم طلب للجهات المختصة فهذا حرام؛ لأنه من الممكن أن يندس وسطكم عناصر مخربة.
وبعد مرور ساعتين، أنهيت حديثي، وطوال هذا الوقت كان الكشك لا يخلو من السائلين وطالبي الفتوى في أمور معينة، فمنهم من يدخل ليسأل عن كيفية تطهير إناء طبخ فيه لحم خنزير والكثير منهم سيدات يدخلن للشكوى من أزواجهن ومعاملتهن السيئة لهن وكيفية التصرف مع هؤلاء الأزواج.