المصطلحات الطبية التي استخدمها لوقا الطبيب – موثوقية العهد الجديد
المصطلحات الطبية التي استخدمها لوقا الطبيب - موثوقية العهد الجديد
المصطلحات الطبية التي استخدمها لوقا الطبيب – موثوقية العهد الجديد
قد تكلمنا في عشر أجزاء عن الموثوقية التاريخية للعهد الجديد واليوم نناقش موثوقية ذكر العهد الجديد وتوصيفه للقديس لوقا بالطبيب الحبيب ونري روعة الكتاب المقدس ونبحر في كلمة الله فنتلامس معها كلمس توما جروح المحب فنصيح بأعلى صوت ربي والهي.
إنه صوت الإيمان بتلامس المسيح شخصيا فالعهد الجديد هو المسيح! يجب أن ننظر إلى الكتاب المقدس نظرة الفخر والإعزاز والتقدير موضوع اليوم هو المصطلحات الطبية في العهد الجديد للقديس لوقا التي تثبت بكل جدارة كونه طبيب فهو ليس طبيب فقط كما قلنا مسبقا بل أيضًا مؤرخ وخادم ومعلم ورسام شخص جمع فيه الكثير بركة صلوات القديس تكون معنا أمين.
لوقا الطبيب واستخدام المصطلحات الطبية في العهد الجديد
يسمي القديس بولس لوقا بالطبيب الحبيب في رسالة كلوسي 4: 14 يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وعلى ما يبدو انه استعان بلوقا كمساعد له لمهارته في هذا الشأن (كطبيب) لوقا فعل خدمة مزدوجة كونه طبيب وأيضًا كخادم للإنجيل، قال المؤرخ الطبي باتمان (Bettmann) يتحدث طبيب في إنجيل القديس لوقا. الأكثر ثقافة من الإنجيلين كان يعرف أن القديس لوقا الطبيب الحبيب. (1)
وكان يصف أعمال المسيح بمهارة أدبية وبصيرة طبية. العديد من الروايات لمعجزات الشفاء تخبرنا أن القديس لوقا اعطي صورة كاملة أكثر من الأناجيل الأخرى مع الفهم وبلغة ليس هناك سويي طبيب يستخدمها. (2)
الاهتمام بمتابعة المزاولة الطبية للوقا يعود إلى القرن السابق عندما تمكن العلماء مثل أدولف هارنك Adolph Harnack وويليم هوبرت William Kirk Hobart ورامسي W. M. Ramsay من نشر كتاب عن هذا الموضوع. وعلى الرغم من أن الكتاب قد يميل إلى زيادة في تأكيد القضية وخصوصا هوبارت الى أن البحث مازال صالح.
المصطلحات الطبية التي استخدمها لوقا
نجد في مثل هذه المقاطع كما يلي نجد أدلة على استخدام لوقا لمصطلحات طبية نموذجية في وقته، ويظهر تمريره للمصطلحات في أن والد بوبليوس كان مطروح مريضا بالحمى وتدفق دموي ولما دخل القديس بولس. وصلي له ووضع يديه عليه فشفاه وعندما حدث ذلك جاء إليه أخرين من الذين لديهم أمراض في الجزيرة فشفاهم. في أعمال الرسل 28: 8 – 9 التعبير اليوناني puretois kai dusenterio sunechomenon أي يعاني من الحمى والزحار هذه المصطلحات كانت تستخدم في الأدبيات الطبية القديمة.(3)
بقيت كتبة الأناجيل استخدموا كلمة puretos بصيغة المفرد للحمى لكن لوقا عادتا ما يستخدمها في صيغة الجمع ( puretoi، puretois)، وهذا كان استعمال طبي صحيح كما وجدت في كتابات أبقراط. (4)
التباين ايضا بين الشفاءcured) iasato) وبين عولجوا etherapeuonto) were treated) في سفر الأعمال 28 يجب ان تلاحظ بولس شفي cured والد بوبليوس والآخرين الذين جاءوا إليه عولجوا were treated. في وصف رجل يعاني من مرض الاستسقاء وظف لوقا مصطلح طبي hudropikos والكلمة لا تقع في اي مكان آخر في الكتاب المقدس. ولكن تظهر في كثير من الأدب الطبي لا سيما في كتابات أبقراط، الكلمة hudropikos مشتقة من كلمة hudor التي تعني (water) وتعني حرفيا وجود فائض من السوائل في أنسجة الجسم. (5)
لوقا يعرض لنا رواية شاهد عيان مثيرة للاهتمام عن أفعى نشبت في يد بولس عندما جمع بولس كثيرا من القضبان. ووضعها على النار حيث خرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده. فلما رأى البرابرة الوحش معلقا بيده، قال بعضهم لبعض: لا بد أن هذا الإنسان قاتل، لم يدعه العدل يحيا ولو نجا من البحر. فنفض هو الوحش إلى النار ولم يتضرر بشيء ردي 6 وأما هم فكانوا ينتظرون أنه عتيد أن ينتفخ أو يسقط بغتة ميتا. فإذ انتظروا كثيرا ورأوا أنه لم يعرض له شيء مضر، تغيروا وقالوا: هو إله
الكلمة kathepsen ترجمة في ترجمة الملك جيمس إلى fastened فتظهر في هذه الرواية الكلمة التقنية المستخدمة من قبل الأطباء لوصف مسألة السموم التي تجتاح الجسم ومن ثم يختتم هارناك بقوله: الثعبان حقا عض الرسول والسم دخل في يديه وبالتالي المقطع يعترف بصحة تفسيره عند ربطة باللغة الطبية العادية في هذا الوقت. (6)
الكلمة therion والتي تترجم beast هي مصطلح طبي للزواحف السامة. على الرغم أن لوقا استخدم أيضًا كلمة echidna التي تترجم إلى viper في الآية الثالثة كما انه استخدم atopon والتي تترجم إلى harm وهو مصطلح يدل على أعراض غير عادية في الأدبيات الطبية. جالين استخدم هذا المصطلح في هذا الصدد مع عضة كلب مسعور Pimprasthai (7)
مصطلح طبي لا يوجد ألا في كتابات لوقا في العهد الجديد ويترجم إلى inflammation ووجد في أعمال أبقراط وآرتيايوس وجالين. (8)
الكلمة التي تظهر في أعمال الرسل 28: 6 katapiptein وتترجم إلى fallen down من جديد هي خاصة بلوقا الطبيب وهو أيضا مصطلح أبقراط وآرتيايوس وجالين. والكتابات الطبية الأخرى تستخدم اللفظ للدلالة على عندما يغشي على الشخص فجأة (9)
لوقا يوصف المرض والعلاج
وصف للمرأة التي بها روح ضعف يوضح مراقبته الدقيقة كأحد الذين تم تدريبهم في مهنة الطب والذي كان على دراية بالمصطلحات الطبية11 وإذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة، وكانت منحنية ولم تقدر أن تنتصب البتة.
12 فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: “يا امرأة، إنك محلولة من ضعفك” ووضع عليها يديه، ففي الحال استقامت ومجدت الله. الكلمة المستخدمة هي astheneias والتي تترجم إلى infirmity والتي تدل على الضعف weakness أو الوهن frailty (10)
لوقا يسجل بحرص تاريخ المريضة في ملاحظات مثل ذكره ثماني عشر سنة انه تشخيص الحالة كما كلمة sugkuptousa مصطلح طبي يوناني يشير إلى انحناء في العمود الفقري. (11)
وهو يصف الحالة بهذه الكلمات dunamene anakupsai eis to panteles عدم القدرة على الانتصاب بالتمام واستخدامه لكلمة apolelusai والتي تترجم إلى ” Thou art loosed،” هو مصطلح طبي يوناني قديم يشير إلى استرخاء أوتار العضل الأغشية وإزاله الضمادات (12)
هوبارت يشعر أن وصف المعجزة يعكس تدريب لوقا الطبي ويقول القديس لوقا يذكر عدة مراحل في عملية الشفاء الأولي استرخاء العضلات المتعاقدين contracted muscles من الصدر) apolelusai) ولان هذا لم يكن كافيا لمنحها الوقوف منتصبة. وعلى حساب تشنج في العضلات لسنوات عديدة في الجزء الثاني من هذه العملية يصف بواسطة كلمة anorthothe إزالة الانحناء. (13)
في حادثة أخرى يكشف لنا لوقا علمه بالإسعافات الأولية الموجودة في أيامه. تنص قصة السامري الصالح على: 33 ولكن سامريا مسافرا جاء إليه، ولما رآه تحنن، 34 فتقدم وضمد جراحاته، وصب عليها زيتا وخمرا، وأركبه على دابته، وأتى به إلى فندق واعتنى به. لوقا 10: 33-34 باتمان يخبرنا أن السامري الصالح عولج بخبرة الجراح وأضاف قائلا القديس لوقا أضفى عدد من لمساته الطبية يثبت بوضوح انه طبيب على دراية جيدة بعلاج الجروح كما تمارس في وقته. واستخدام الخمر كتلطيف للجروح والتي أوصى بها أبقراط ولاحقا جاليون. والاعتراف المبكر أن الكحول يستخدم كمطهر. وتجربة تدرس أيضا لدى القدماء إن غسل الجروح بالزيت سيجعلها تلتئم بشكل أفضل فان طلائها بالزيت يجعلنا نحمي الجرح مما نعرفه الآن بالملوثات الخارجية. (14)
في قصة حماة بطرس 38 ولما قام من المجمع دخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان قد أخذتها حمى شديدة. فسألوه من أجلها. في رواية مرقص يذكر 30 وكانت حماة سمعان مضطجعة محمومة، فللوقت أخبروه عنها متى يقول 14 ولما جاء يسوع إلى بيت بطرس، رأى حماته مطروحة ومحمومة، لوقا استخدم مصطلحين طبين في روايته لا يظهروا في رواية كل من متى ومرقص في الآية التي تترجم قد أخذها حمى شديدة باليونانية sunechomene pureto megalo هذه الجملة هي عبارة غالبا استخدمها أبقراط وجالين وتوجد في أماكن أخرى من الكتب الطبية القديمة لكن نجدها مستخدمة في العهد الجديد من قبيل لوقا فقط. (15)
جالين يشير إلى أن أطباء الحمى القدماء صنفوا الحمي بمصطلحات وهي megas وmicros أي حمى مرتفعة وحمى طفيفة. (16)
ومرقص ومتي لم يكونوا يدركون المصطلحات الطبية الدقيقة وذكرو القصة بشكل مشترك من حيث وضع اللغة. في حين أن لوقا كينونته كطبيب تجعله يستخدم بالدقة التسميات الطبية الصحيحة. وصف لوقا للأبرص ويقدمه أيضا بشكل مثير للاهتمام على نقيض متى ومرقس:
12 وكان في إحدى المدن، فإذا رجل مملوء برصا. فلما رأى يسوع خر على وجهه وطلب إليه قائلا: «يا سيد، إن أردت تقدر أن تطهرني». لوقا 5: 12 مرقص قال ببساطة 40 فأتى إليه أبرص مرقص 1: 40 ومتي يسجل أن رجل أبرص قد جاء متى 8: 2 لم يكن سوي وصف لوقا طبيا ومن المرجح أن نلاحظ انه قدم الحالة كمرض. وصف الرجل المشلول حيث كتب لوقا إنسانا مفلوجا في لوقا 5:18 a man who was paralyzed أي أصيب بالشلل عوضا عن ذكر مرقص paralytic مشلول رامسي يعلق قائلا انه من الصعب على الإطلاق أن تكون مرتكز عن قناعة للغة الشعبية للغير مدربين طبيا المستخدمة للأمور الطبية بواسطة مرقص. (17)
في وصف مجنون كورة الجرجسين 27 ولما خرج إلى الأرض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل، وكان لا يلبس ثوبا، ولا يقيم في بيت، بل في القبور. لوقا 8: 27 متى ومرقص لم يذكروا تفاصيل لاحظها لوقا اقر لوقا إن أحد أعراض الجنون في هذا الرجل هو في الحقيقة انه لا يلبس ملابس بسبب ميله إلى تمزيق ثيابه. (19)
في عرض تاريخي لحاله المرأة نازفة الدم لوقا يقول 43 وامرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة، وقد أنفقت كل معيشتها للأطباء، ولم تقدر أن تشفى من أحد 44 جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه. ففي الحال وقف نزف دمها. بعد ملاحظة بعناية مدة مرضها) اثنتي عشرة سنة) لوقا استخدم كلمة este التي تعني توقف النزف stanched وهذا المصطلح دقيق طبيا لوقف عملية إفرازات الجسم (20)
المقطع بالكامل يعطينا مصطلحات طبية على نقيض وصف متى ومرقص. باتمان يشير إلى شفاء الرجل صاحب اليد اليمني اليابسة، ويختتم بقولة قائلا إن بقية الإنجيلين الاخرين أشاروا إلى حالات العرج. لوقا أضاف وصف طبي هام حيث وصف الرجل بأنه أعرج خلقيًا أي من رحم امه. الإجمالية في نصة هو التعبير عن المعجزات بفكرة طبية مختصرة وكان حريصًا في صنع الوصف بشكل بتميز جيد.
كما فرق بين الضمور atrophy واليد اليابسة the withered hand والسكتة apoplexy والسكتة الدماغية المفاجأة (21) the sudden stroke لوقا لاحظ أنها كانت اليد اليمني في لوقا 6: 6 والطبيب يلاحظ التفاصيل. لكن متى ولا مرقص لاحظوا هذا (22)
بات مان يبقي على انه كان بالروح أكثر من معرفته المصطلحات لوقا تناول مصطلحات طبية حديثة، والتعاطف مع المريض يملئ صفحات إنجيله وكان لدية فهم عميق للمرأة الضعف ويعرف العلاقة بين المرض والألم النفسي. (23)
ليس هناك شك في أن لوقا هو الطبيب الحبيب. لكنه كان أكثر من ذلك بكثير. حيث قام بدور المبشر والواعظ والمعلم والمرشد وكان طبيب للنفس والجسد كليهما من خلال خدمة الناس ليس فقط مباركتهم بل بإعطائهم حياة أكثر وفرة والان يجب أن ننظر إلى الأمام بثقة إلى الحياة الأبدية في الحياة الأخرى.
Reuben A. Hubbard
ترجمة: إغريغوريوس Aghrigorios
المراجع
1 Ellen G. White، Evangelism) Washington، D.C.، Review and Herald، 1946)، p. 544.
2 Otto L. Bettmann، A Pictorial History of Medicine ) Springfield، Thomas، 1956)، p. 49.
3 Adolf Harnack، Luke the Physician) New York: G. P. Putnam’s Sons، 1907)، pp. 176، 177.
4 William Kirk Hobart، The Medical Language of St. Luke) Grand Rapids: Baker Book House، 1956)، pp. 52، 53.
5 The SDA Bible Commentary، on Luke 14:2.
6 Harnack، op. cit.، pp. 177، 178.
7 Hobart، op. cit.، p. 289.
8 G. Abbott-Smith، A Manual Greek Lexicon of the New Testament) New York: Charles Scribner’s Sons، 1936)، p. 360.
9 Hobart، op. cit، p. 50، 51.
10 Abbott-Smith، op. cit.، p. 64.
11 The SDA Bible Commentary، on Luke 13:11.
12 Hobart، op. cit.، p. 21.
13 Ibid.، p. 22.
14 Bettmann، op. cit.، p. 49.
15 Hobart، op. cit.، p. 3، 4.
16 The SDA Bible Commentary، on Luke 4:38.
17 Ibid.، p. 740.
18 W. M. Ramsay، Luke the Physician) Grand Rapids: Baker Book House، 1956)، p. 57.
19 Hobart، op. cit.، p. 14.
20 Ibid.، PP. 14 of 15
21 Bettmann، op. cit.، p. 49.
22 Matt. 12:10; Mark 3:1.
23 Ibid